logo

logo

logo

logo

logo

الزهرة (كوكب-)

زهره (كوكب)

Venus - Vénus

الزُّهـرة

 

الزُّهرة Venus هي الكوكب الثاني قربًا إلى الشمس، بعد عطارد. يُُرى كوكب الزهرة عند النظر من الأرض ليلاً أكثر سطوعاً من أي نجم أو كوكب آخر. وفي عدة أشهر من كل سنة وفي نصف السنة تكون الزهرة مرئية فوق الأفق الغربي في المساء بسطوع يفوق أسطع النجوم بعشر مرات. وفي تلك الأوقات، يبلغ ذهول كثير من الناس من هذا السطوع الشديد درجةً يظنون فيها أنها ليست جرماً طبيعياً.

وكما هي الحال في عطارد، تُرى الزهرة غالباً في السماء الغربية مساء، أو في السماء الشرقية صباحاً. لذا كان قدماء اليونان يظنونها جرمين مختلفين. ويسمح السطوع الشديد للزهرة بأن تُشاهد أحياناً في ساعات النهار إذا كانت السماء صافية، وعرف الراصد أين يوجه نظره.

السمات العامة للزُّهرة

نصف القطر الاستوائي الوسطي للزهرة 6052كيلومتراً، أي نحو0.95 من نصف قطر الأرض. كتلتها 81% من كتلة الأرض، وكثافتها نحو 90% من كثافة الأرض، التسارع التثاقلي على الزهرة يعادل 88% مما هو على الأرض.

درجة حرارة سطح الزهرة تقع بين 383 ْ مئوية (في ذروة ماكسويل) وَ 496 ْمئوية (في قعر وادي دايانا شازما). ويختلف الضغط على الكوكب من 45 بار في أعلى مرتفعاته إلى زهاء 119بار في أخفض نقاطه

تدور الزهرة في فلك دائري تقريباً، يميل على مستوى البروج 24 َ 3 ْ    ecliptic.بعدها الوسطي عن الشمس 0.723وحدة فلكية (الوحدة الفلكية هي البعد الوسطي للأرض عن الشمس، أي 149597871كيلومتراً، أي نحو107.5مليون كيلومتر). الاختلافات في المسافات التي تفصل الزهرة عن الشمس لا تتجاوز 1،5مليون كيلومتر. وتُتمّ الزهرة دورة كاملة حول الشمس في224.7يومًا.

يدور كوكب الزهرة حول نفسه ببطء لا يضاهيه فيه أي كوكب آخر في النظام الشمسي، إذ إنه يستغرق 243 يوماً كي يتم دورة واحدة حول نفسه. ثم إن هذا الدوران يجري تراجعيّاً، أي باتجاه معاكس لاتجاه دوران باقي كواكب النظام الشمسي حول نفسها، باستثناء أورانوس. هذا الدوران البطيء التراجعي للزهرة جعل الفلكيين يفترضون أن الكوكب تعرض بعد ولادته بمدة قصيرة، للصدم بنواة كوكبية هائلة، وهذا خفض سرعته، ثم جعله يدور باتجاه معاكس، ومن ثم فإن الشمس تشرق عليه من الغرب وتغرب عليه من الشرق. وقد أدى الدوران التراجعي البطيء للزهرة حول نفسها إلى علاقة غير عادية بين يوم الزهرة وسنتها. فالسنة في الزهرة تساوي1.93 فقط من أيامها، لكن كلاًّ من الأيام في الزهرة يعادل 116.8 من الأيام في الأرض.

جو الزُّهرة

يختلف جو الزهرة عن جو الأرض في كل شيء تقريباً. فجو الزهرة تزيد سخونته كثيرًا على جو الأرض. وقد وفّر أولَ دليل على وجود جو حار للزهرة المقاريبُ الراديوية التي استُعملت لرصد الزهرة، والتي استنتَجت أن درجة حرارة سطحها تقع بين 600و700درجة مئوية.

وقد وُثِّقت هذه النتيجة فيما بعد عن طريق القياسات الحرارية، التي قامت بها السفن الفضائية الروسية فينيرا Venera، التي حطّت على سطح الكوكب. وقد تبين أن 96% من الغلاف الجوي للكوكب مكوّن من ثنائي أكسيد الكربون، وأن 5.3% منه مكوّن من غاز الآزوت ومن كميات ضئيلة من بخار الماء وغازات أخرى.

كشفت هذه البعثات الفضائية أيضاً أن ارتفاع جو الكوكب عن سطحه يعادل 50كيلومتراً تقريباً، وأن سحبه سميكة مؤلفة من قطيرات من حمض الكبريت مع آثار من الماء. وهذه السحب تغطي الكوكب على الدوام، ومن ثم فهي تحول دون رؤية مظاهر سطح الكوكب بالمقاريب العادية. وبسبب سمك هذه السحب، فهي تعكس أشعة الشمس الواردة عليها بقوة، وهذا ما يجعل مظهر الكوكب من الأرض ساطعاً حتى في وضح النهار، إذا كان الجو شديد الصفاء.

مفعول الدفيئة

الأرض والزهرة قريبتان إحداهما من الأخرى في النظام الشمسي، وهما متشابهتان في الحجم والكثافة والتركيب. واستناداً إلى فهم أصل النظام الشمسي، فإنه يتوقع أن يكون جواهما الابتدائيان متشابهين. لكن الجوين الحاليين للكوكبين ليسا كذلك، والسبب في هذا، كما يعتقد معظم الفلكيين، يعود إلى ما يُسمى مفعول الدفيئة greenhouse effect الذي سيشرح فيما يأتي:

الخطوط الطيفية لضوء الشمس الساقط على سطح كوكب تقع، في المقام الأول، في القسم المرئي من الطيف. بيد أن انعكاس الضوء عن سطح يميل إلى توليد أشعة لها طول موجىّ أكبر، تسمى الأشعة تحت الحمراء infrared radiation (وهذه الأشعة هي الحرارة التي نشعر بها عندما نقترب من سطح ساخن، كأن يكون صفيحة معدنية).

وبسبب البنية الجزيئية لبعض الغازات، مثل ثنائي أكسيد الكربون، وبخار الماء وغيرهما، فإنها تكون شفافة للضوء المرئي، لكنها تمتص الأشعة تحت الحمراء بقوة. ويسمى هذا النوع من الغازات غازات الدفيئة greenhouse gases.

ولما كان الغلاف الجوي لكوكب الزهرة مكوناً، في معظمه، من ثنائي أكسيد الكربون، فإنه يسمح بمرور أشعة الشمس عبره لتسخن السطح من تحته، في الوقت الذي يعوق الجو تسرب الحرارة المنعكسة عن سطح الأرض إلى الفضاء. وبسبب كون جو الزهرة يحتوي على قدرٍ من غاز ثنائي أكسيد الكربون يزيد بنحو 300000مرة على مقداره في جو الأرض، فإن مفعول الدفيئة لا بد أن يكون أشد بكثير على الزهرة منه على الأرض.

تولِّد حرارةُ الغلاف الجوي لكوكب الزهرة وكثافتهُ ضغطاً جوياً عالياً على الكوكب، يسفر عن دفع الغلاف الجوي نحو الأعلى، تماماً مثلما تؤدي زيادة الضغط في بالون إلى تمدده. وتكون كثافة الغلاف الجوي، قريباً من جزئه العلوي، منخفضة لا تحبس الحرارة، كما تفعل الطبقات القريبة من السطح. لذا فإن حرارة أعالي الغلاف الجوي أكثر انخفاضًا من حرارة الجزء القريب من السطح.

سطح الزُّهرة

إن المعرفة المتعلقة بسطح الزهرة مستقاة من عدد محدود من المعلومات، التي حصلت عليها سلسلة السفن الفضائية الروسية «فينيرا»، ومن كثير من الصور الرادارية التي أُخذت للكوكب، إمّا من الأرض وإمّا بوساطة مسابر فضائية. أهم هذه الصور الرادارية أخذتها السفينة الفضائية ماجلان Magellan طوال أربع سنوات في بداية التسعينيات من القرن العشرين. ونتيجة لذلك، توجد اليوم صورة رادارية مفصّلة لسطح الزهرة.

سطح كوكب الزهرة أملس إلى حد ما في بقاع كثيرة منه. ومع ذلك، ثمة شواهد على أن لقسمٍ كبير منه السمات الجيولوجية نفسها التي تتميز بها الأرض، إذ إنه يحوي صدوعاً، وأودية، وبراكين، وجريانات من الحمم البركانية، وجبالاً، وفوهات بركانية، وسهولاً. وثمة أدلة قوية على وجود نشاط تكتوني محلي عليه. لكن السطح يبدو كأنه صفيحة قشرية وحيدة لا تحدث فيها حركات أفقية واسعة لصفائح قشرية، كما هي الحال في الأرض.

إن اختلاف الزهرة عن الأرض في هذه الظاهرة الجيولوجية، مع أنه يُعتقد أن قسميهما الداخليين متشابهان، أمر غير مفهوم تماماً. والتفسير العادي هو أن الزهرة متخلفة عن الأرض قليلاً في المقياس الزمني الجيولوجي، ومن ثم فإن نشاطها التكتوني مازال في بدايته.

في الكوكب هضبتان أساسيتان تبرزان على أراض منخفضة لتشكلا معاً ما يشبه القارات الأرضية. وقد سميت الهضبة الأولى هضبة عشتار Ishtar، نسبةً إلى إلهة الحب البابلية، وهي بمساحة غرينلاند، ويتخللها ذرا بركانية، أعلاها ذروة ماكسويل مونتس Maxwell Montes، التي ترتفع أحد عشر كيلومتراً فوق مستوى سطح الكوكب (لاحظ أنه بسببً انعدام المحيطات في كوكب الزهرة، فلا معنى لاستعمال عبارة «مستوى سطح البحر» لقياس الارتفاعات عليها كما هي الحال على الأرض). وتحمل الهضبة الثانية اسم هضبة أفروديت Aphrodite، نسبة إلى إلهة الحب والجمال عند الإغريق، وهي بمساحة أمريكا الجنوبية. وتؤلف أفروديت وعشتار معاً 8% من مساحة سطح الزهرة.

ثمة أدلة قوية على وجود براكين على الكوكب في الماضي الجيولوجي القريب، ثم إن هناك شواهد قوية غير مباشرة على وجود براكين في مناطق معينة من الكوكب، مازالت نشطة عليه حتى اليوم. من هذه الشواهد التركيب الكيمياوي المتغير لجو الزهرة، واكتشاف ومضات برق في بعض بقاع الجو، ووجود عدة مناطق لها سمات شبيهة بجريانات حديثة نسبياً للحمم البركانية.

ويوجد على سطح الكوكب صدوع بمقدار الصدع الإفريقي الشرقي (وهو أكبر الصدوع على الأرض)، كما يوجد عليه فوهات كثيرة ناتجة من صدمه بالنيازك.

باطن الزُّهرة

ربما كانت أعماق باطن الزهرة مماثلة لباطن الأرض، أي أن لها لباًّ حديدياً وغلافاً صخرياً، بيد أن الفلكيين يفتقرون إلى معلومات زلزالية تقطع بذلك. فكان لا بد لهم من الاعتماد على ما يخلصون إليه من استنتاجات مستمدة من ثقالة الكوكب، وكثافته، وهي قريبة من ثقالة الأرض وكثافتها.

مقارنة بين الزُّهرة والأرض

على الرغم من الآراء التي سادت في وقت سابق، والتي كانت تؤكد أن الزهرة والأرض كوكبان شقيقان، فثمة اختلافات كثيرة بينهما، منها:

1ـ الدوران البطيء للزهرة حول محورها.

2ـ سطحها المكون من صفيحة واحدة.

3ـ حقلها المغنطيسي الضعيف جداً.

4ـ عدم وجود ماء عليها.

6ـ ارتفاع درجة حرارة سطحها وجوها الكثيف.

خضر الأحمد

الموضوعات ذات الصلة:

 

كواكب النظام الشمسي.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ توماس آرني، استكشافات ومقدمة في علم الفلك (دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر 1998).  

ـ «البعثة الريادية إلى الزُّهرة» مجلة العلوم، العدد 45 (7991). 

- John D.Fix, Astronomy, Journey to the Cosmic Frontier (Mosby Year Book Inc. 1993).

 


التصنيف : الرياضيات و الفلك
النوع : علوم
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 435
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1076
الكل : 40503352
اليوم : 33167

لطيف (محمد-)

لطيف (محمد ـ) (1909 ـ 1990)   محمد لطيف هو أبرز رجالات الرياضة في مصر والوطن العربي على الإطلاق. ولد في قرية الزيتون محافظة بني سويف، ثم انتقل إلى القاهرة حيث التحق بمدرسة الخديوية في حي الخليفة عام 1925. وهناك بدأت رحلته مع كرة القدم، حيث لمع نجمه ولعب لفريق المدرسة الذي كان معروفاً أنه يضم نواة لاعبي نادي الزمالك ضد فريق مدرسة السعدية الذي يضم نواة لاعبي الأهلي. وبعد إحدى المباريات بين المدرستين اختاره كابتن منتخب مصر حسين حجازي لينضم إلى نادي الزمالك وكان ذلك عام 1928. وفي عام 1934  شارك محمد لطيف مع منتخب مصر في نهائيات كأس العالم التي استضافتها إيطاليا. وبعد عودته أرسلته وزارة المعارف في بعثة رياضية إلى اسكتلندا مدة ثلاث سنوات للاختصاص الرياضي، لعب في أثنائها مع نادي الرينجرز أكبر أندية بريطانيا آنذاك.
المزيد »