logo

logo

logo

logo

logo

رومانية (جغرافيا وتاريخ)

رومانيه (جغرافيا تاريخ)

Romania - Roumanie

رومانيا

 

رومانيا Romania أوRumania إحدى دول أوربا الشرقية، تقع أراضيها في الجزء الجنوبي الشرقي من وسط أوربا عند التقاء الطرق التجارية. تبلغ مساحتها 237.5 ألف كم2 وتقسم إلى 39 محافظة، يحدها من الشمال أوكرانيا ومن الشرق مولدافيا ومن الجنوب الشرقي تطل على البحر الأسود بواجهة بحرية طولها 245 كم، ويحدها من الجنوب بلغاريا ومن الجنوب الغربي صربيا ومن الغرب هنغاريا.

الأوضاع الطبيعية

الأراضي الرومانية ذات شكل بيضاوي متعرج، تمتد من الشرق إلى الغرب بطول 650كم، ومن الشمال إلى الجنوب بطول 520 كم، و تتنوع فيها الأشكال التضريسية تنوعاً كبيراً. يتميز القسم الشمالي الغربي من رومانيا بارتفاع منسوبه الذي يزيد على 1500م، أما الجانبان الشرقي والغربي فيمتازان بانخفاض منسوبهما، وانتشار مساحات واسعة من السهول الفيضية فيهما، تقطعها مجاري الأنهار.

وتحدد جبال الكارباتCarpathians ونهر الدانوب Danube والبحر الأسود Black Sea الموقع الجغرافي لرومانيا، كما تترك آثارها على الخواص الجغرافية الطبيعية وعلى طبيعة الاقتصاد على حد سواء. وتشكل الكاربات ضمن الحدود الرومانية قوساً ممتداً من الشمال إلى الجنوب، ومن ثم تمتد إلى غرب البلاد. وقد أدت البنية الجيولوجية للكاربات إلى حدوث زلازل شديدة في عام 1977، نتجت عنها أضرار شديدة.

دلتا نهر الدانوب في الأراضي الرومانية

يعد نهر الدانوب أكثر الأنهار أهمية، والشريان النهري الوحيد الصالح للملاحة بامتداد 1075 كم، مشكلاً دلتا في مجراه الأدنى شمال دوبروجه. ويشكل الحدود الرومانية مع مولدافيا وبلغاريا وصربيا، وازدادت أهميته بعد إنشاء قنوات بوخارست ـ الدانوب، الدانوب ـ البحر الأسود، مما أدى إلى تحسن الظروف الملاحية، والشبكة النهرية الكثيفة نسبياً تنسب بكاملها إلى حوض الدانوب.

وفي رومانيا أيضاً كثير من البحيرات الجبلية الصغيرة، أما أكبر البحيرات فهي أهوار ملحية على شاطىء البحر الأسود، أكبرها بحيرة رازيلم Razelme التي تبلغ مساحتها 415كم2.

تتمتع رومانيا بموارد طبيعية غنية، أهمها الموارد الزراعية والأخشاب، كما تضم ثروات مهمة، يأتي في مقدمتها الغاز الطبيعي والنفط، ويبلغ احتياطي الغاز الطبيعي فيها 400ـ500 مليار متر مكعب، في حين يصل احتياطي النفط إلى 140ـ150 مليار طن، واحتياطي الفحم لا يزيد كثيراً على 405 مليار طن، يشكل فحم الكوك نحو مليار طن والباقي من فحم الليغنيت، أما الملح الصخري ( أكثر من 7 مليار طن )، فإن الاحتياطي منه يلبي الاحتياجات الداخلية للبلاد فقط.

تتبع التوضعات الأساسية للخامات مناطق الأنشطة البركانية القديمة، وتنتشر في الشمال الغربي للكاربات الشرقية، وفي مناطق القسم الجنوبي من الجبال الرومانية الغربية( الذهب والفضة والمعادن النادرة)، ومناجم النحاس والزنك والرصاص تلبي الحاجة المحلية، إضافة إلى البوكسيت وغيره من المعادن.

التربة خصبة في معظم أنحاء البلاد، وتتألف غالباً من تربة التشيرنوزوم السوداء، وهي ملائمة جداً للزراعة، وتصبح التربة أقل جودة وأكثر فقراً بالعناصر المغذية في ترانسلفانيا.

تقع رومانيا في المنطقة المعتدلة الشمالية، مناخها معتدل قاري، يصل متوسط درجة الحرارة السنوي إلى 11 درجة مئوية على شاطىء البحر الأسود وفي جنوبي البلاد، و4 درجات مئوية في جبال الكاربات، ويبلغ معدل الهطل السنوي نحو 650 مم، يراوح بين 500 مم على السهول و1020 مم في الجبال.

تنتشر الغابات المخروطية والمختلطة، مثل التنوب والصنوبر والشربين والسنديان وبعض الأشجار الحراجية فوق المناطق الجبلية العالية من مرتفعات الكاربات وترانسلفانيا، في حين تنتشر الغابات النفضية فوق السفوح الأقل ارتفاعاً، حيث تسودها أشجار الزان والقسطل، أما في الأراضي المنخفضة وفي السهول الفيضية في جنوبي البلاد وشرقيها، فتنتشر الحشائش العشبية وحشائش الاستبس.

السكان

بلغ عدد سكان رومانيا 22.76 مليون عام 1998، وبذلك تكون الكثافة 94 ن/كم2، منهم 57% حضر.

أهم المدن بوخارست Bucharest أكبر المدن، وهي العاصمة السياسية والإدارية والاقتصادية، يزيد عدد سكانها على 2مليون نسمة، تأسست في القرن الرابع عشر الميلادي، و أصبحت العاصمة منذ عام 1816، تقع في سهل فيضي واسع في القسم الجنوبي من رومانيا على ضفاف نهر ديمبوفيتا Dimbovita.

براسوف Brasov تقع إلى الشمال من العاصمة، عند حضيض السفوح الجنوبية لمرتفعات ترانسلفانيا، يصل عدد سكانها إلى 450 ألف نسمة، وتشتهر بالعديد من الكنائس التاريخية القديمة، وأهمها الكنيسة السوداء.

إحدى المزارع عند منحدرات ترانسلفانيا

كونستانتاConstanta ميناء على البحر الأسود، غنية بآثارها التاريخية، يزيد عدد سكانها على 250 ألف نسمة، و يصدر عن طريقها البترول الروماني.

لاتعاني رومانيا من مشكلات الأقليات القومية، لأن السكان من أصول رومانية، يؤلفون 89% من السكان، وأكبر الأقليات هي المجرية التي تشكل نحو 7% من السكان، و2% غجر و1% ألمان، مع أقليات صغيرة جداً أوكرانية وروسية وصربية وأتراك وتتر.

الزيادة الطبيعية للسكان نحو 8 بالألف، التركيب العمري للسكان ملائم لتجديد الموارد العاملة، إذ يؤلف الأطفال دون سن 16 سنة ربع السكان، كما يؤلف السكان في سن العمل 3/5، والمتقاعدون الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة يؤلفون 1/7 من السكان.

اللغة الرسمية هي اللغة الرومانية، كما يتحدث بعض السكان من الأقليات، اللغات المجرية والألمانية والتركية، ويتألف سكان رومانيا من 87% من الرومانيين الأرثوذكس، ونحو 5% من الرومانيين الكاثوليك و3% من اليونانيين الكاثوليك و 3% بروتستنت، مع عدد قليل من المسلمين واليهود، يؤلف معدل التعليم للبالغين نحو 98%، وهناك تركيز على الدراسات التقنية والتطبيقية.

في رومانيا 8 جامعات أكاديمية، يضاف إليها 8 جامعات تقنية، والعديد من المؤسسات التربوية الأخرى، وفيما يخص الحياة الاقتصادية والاجتماعية فهناك 107 سيارات لكل ألف مواطن و 140 هاتفاً لكل ألف شخص، وأكبر المشكلات ارتفاع معدل البطالة ومستوى المعيشة المنخفض الناتج عن انتقال الحكومة إلى اقتصاد السوق.

الاقتصاد

كان الاقتصاد الروماني زراعياً قبل الحرب العالمية الثانية، ومع وصول الشيوعيين إلى الحكم في عام 1948، عملوا على تزويد البلاد بالطاقة، وتحولت رومانيا إلى دولة صناعية في ربع قرن، وتطور الاقتصاد تطوراً كبيراً، لكنه أخذ منذ عام 1980 بالانحدار، وبعد سقوط الحكومة الشيوعية عام 1989، انهار الاقتصاد الروماني وارتفعت البطالة، ثم بدأت الحكومة تأخذ مجموعة من الخطوات لإصلاح الاقتصاد .

يعمل في الزراعة والغابات وصيد الأسماك 34% من قوة العمل و47% في الصناعة و29% في الخدمات.

تتركز الأراضي الزراعية في القسم الجنوبي من البلاد (سهول دالماشيا Dalmachia) الذي يجري فيه نهر الدانوب، وكذلك في السهول الشرقية لحوض نهر سيرتول Siretul وحوض نهر بروتPrut  (سهول مولدافيا). تؤلف الأراضي الزراعية 63% من المساحة العامة، منها 44% تستثمر في الزراعة و13% في المراعي و 6% مروج خضراء.

كان لدخول المكننة الزراعية أثر فاعل في زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية في رومانيا

تشغل الحبوب 66% من المساحة المزروعة يأتي في مقدمتها الذرة، وتعد رومانيا من أهم الدول الأوربية المنتجة للذرة، إذ تحتل المركز الثاني بعد فرنسا. تنتشر أيضاً زراعة المحاصيل الصناعية، مثل عباد الشمس الذي تحتل فيه رومانيا المركز الثالث عالمياً إضافة إلى زراعة الشوندر السكري في الأراضي الخصبة، كما تنتشر زراعة الخضار والفواكه.

تحتل رومانيا مركزاً جيداً في تربية الحيوان، وتتركز تربية الأغنام في المراعي الجبلية، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد بريطانيا وإسبانيا، كما تشكل الغابات الأساس لإنتاج الأخشاب والصناعات المرتبطة بها.

أما فيما يخص الصناعة والطاقة فإن أهم حقول البترول والغاز تتركز حول بلوستي ومنطقة باكاو Bacau، وينقل الإنتاج إلى ميناء كونستانتا والعاصمة بوخارست والمدن الأخرى بوساطة الأنابيب، أما الفحم فتتركز حقوله في القسم الجنوبي الغربي.

تعد رومانيا رابع دولة منتجة للنفط في أوربا

كما يستخرج الحديد والبوكسيت إضافة إلى النحاس والرصاص والزنك. وصناعة رومانيا حديثة العهد نسبياً، يتم التركيز فيها على الصناعة الثقيلة والتي تحتل مركز الريادة، وتعطي أكثر من ثلث الناتج الإجمالي، ويعمل فيها أكثر من سدس العاملين في الصناعة، ويلاحظ تطور واضح في صناعة الآلات والسفن والطائرات والآلات الزراعية والكثير من المعدات الصناعية، وتتركز العقد الصناعية في بوخارست وبراسوف. وهناك تركيز أيضاً على الصناعات الكيماوية والبتروكيمياوية، إضافة إلى الصناعات الخشبية التي تحتل مركزاً بارزاً، وتأتي بعد صناعة الآلات من حيث عدد العاملين. وهناك الصناعات الخفيفة التي تسهم بأكثر من ثلث الإنتاج وتتركز في المدن الكبرى.

تمتلك رومانيا شبكة نقل جيدة للسكك الحديدية والنقل البري، كما يستخدم نهر الدانوب للعلاقات الخارجية، ولاسيما أن موانئه تستقبل السفن البحرية، إضافة إلى ميناء كونستانتا على البحر الأسود والعديد من المطارات وشركتين للنقل البحري.

بدأت رومانيا توسع علاقاتها مع الدول الأخرى، فقد بلغ حجم الصادرات 8 بليون دولار عام 1996 وحجم الواردات 11.4 بليون دولار، وأهم الصادرات من المنتجات المعدنية والآلات الكهربائية والإسمنت والمنتجات الزراعية، وتصدر إلى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وتركيا والصين، أما الواردات فهي من المعادن الخام والمعدات، والسلع الاستهلاكية تأتي أساساً من ألمانيا وإيطاليا وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ومصر.

لمحة تاريخية

أول ظهور لرومانيا الحالية في التاريخ باسم داسيا، وأكثر سكانها من منطقة تراقيا Thrace وقد سُموا بالداشيين.

فتحت داسيا بين عامي 101 و106 على يد الامبراطور الروماني تراجان، ودمجت في الامبراطورية الرومانية، وفي أواسط القرن الثاني أُخرج الرومان من قسم كبير من داسيا، وفي سنة 270 قرر الامبراطور الروماني أورليان سحب القوات الرومانية إلى مناطق جنوب الدانوب، ولألف سنة تالية تعرضت لغزوات متتالية من قبل السلاف والبلغار، وأدخل السلاف الديانة المسيحية إلى المنطقة في القرن الرابع من خلال التزاوج والاستيعاب، وتحول السكان إلى مجموعة عرقية مميزة تسمى الفالاش Vlachs، بدأ حكم الامبراطورية العثمانية في القرن 15، وأقر قانون رومانيا الجديد عام 1864 وانتهت آثار الحكم العثماني الذي دام نحو 500 عام بانتصار روسي روماني في الحرب الروسية التركية (1877 ـ 1878)، وحصلت مملكة رومانيا على استقلالها عام 1878، ومات الملك كارل وورثه ابن أخيه فرديناند الأول عام 1914، الذي امتد حكمه إلى عام 1927، وفي عهده ضمت رومانيا مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تابعة للامبراطورية النمسوية المجرية، ومن ثم أُجبر ميكائيل الذي ورث الحكم عنه، على النزول عن الحكم في عام 1947، وأُعلنت رومانيا جمهورية شعبية، ومن ثم وصل الشيوعيون إلى الحكم عام 1948. وفي عام 1967 أصبح تشاوشيسكو رئيساً للبلاد وأعلن رومانيا جمهورية اشتراكية، وفي عام 1989 ثار الجيش ضد نظام شاوشيسكو، بعد أن تردت الأوضاع الاقتصادية كثيراً، وأجريت انتخابات حرة متعددة عام 1990، وفاز إيون أليسكو في الانتخابات، وصدر الدستور الجديد عام 1991 الذي نص على أن تكون رومانيا جمهورية برلمانية. وهي عضو في الأمم المتحدة وفي الاتحاد الأوربي.

علي دياب

 

التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1102
الكل : 40561605
اليوم : 91420

مارتينيث سيرا (غريغوريو)

مارتينيث سيّرّا (غريغوريو ـ) (1881 ـ 1947)   غريغوريو مارتينيث سيّرّاGregorio Martínez Sierra  كاتب ومسرحي إسباني ولد في مدريد وتوفي فيها. بدأ نظم الشعر مع ديوانه «قصيدة العمل» El poema del trabajo (1898) ومجموعة أشعار «زهور من جليد» Flores de escarcha (1900)، ثم كتب بعض القصص القصيرة ذات الموضوعات المميزة لتيار الحداثة Modernismo التي يعدّ من أهم أتباعها. كانت إسهامات مارتينيث سيّرّا الأبرز في المجال المسرحي إذ ألّف مسرحيات ناجحة أدبياً وجماهيرياً، مثل مسرحية «ظل الأب» La sombra del padre (1909)، والملهاة (الكوميديا) الاجتماعية «أغنية مهد» Canción de cuna (1911، و«الربيع في الخريف» Primavera en otoño (1911) و«ماما» Mamá (1913) ، و«ملكوت الله» El reino de Dios (1916) التي تتميز كلها بتحليلها الدقيق لشخصياتها النسائية وأسلوبها الرقيق المرهف.
المزيد »