logo

logo

logo

logo

logo

السنباطي (رياض-)

سنباطي (رياض)

Al-Sunbati (Riad-) - Al-Sunbati (Riad-)

السنباطي (رياض ـ)

(1906ـ1981)

 

رياض السنباطي موسيقي وملحن مصري ولد في بلدة فارسكو، التابعة لمحافظة دمياط، وتوفي في القاهرة. أبوه هو الموسيقي والمطرب والعوّاد محمد السنباطي الذي رزقه الله بابنه رياض بعد ثمان من البنات، قبل أن ينتقل بأسرته الكبيرة إلى المنصورة، حيث ألحقه أبوه فيها بكتّاب (مدرسة) الشيخ علي مرسي، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وما لبث أن هجر الكتّاب إلى دكان نجار يدعى الأسطى حسن الذي أخذ عنه المبادئ الأولية في العزف على العود.

في العاشرة من عمره، كان رياض يحضر تدريبات فرقة أبيه التي كانت تجري في البيت، فيحفظ كل شيء دون أن يدرك بأن ما يحفظه من موشحات وأدوار ومدائح وأغانٍ شائعة هي المفاتيح التي ستقوده إلى المجد. طلب رياض إلى أبيه أن يصحبه في جولاته في الأقاليم والأرياف وأن يشاركه العزف والغناء. وبعد إلحاح قبل الأب بذلك على مضض.

وفي الثانية عشرة من عمره، لقبه الناس باسم «بلبل المنصورة». وفي السادسة عشر، التقى، في أثناء عودته مع أبيه من إحدى الحفلات، بالشيخ إبراهيم البلتاجي وابنته أم كلثوم في محطة درين وكانا مثلهما عائدين من إحدى الحفلات. ولم يدر رياض ولا أم كلثوم بأن القدر سيجمعهما ثانية في المستقبل.

 نزح رياض السنباطي، في عام 1928، إلى القاهرة وحل ضيفاً على عمه أحمد السنباطي الذي كان مغنياً وعازفاً على العود مثل أخيه (والد رياض)، وكان ولداه رمضان وفريد السنباطي عازفي قانون بارعين. وفي العام نفسه، زار رياض مع زكريا أحمد والشيخ أمين حسنين بيروت، واستمعوا جميعاً، في ملهى كوكبة الشرق، إلى مطربة شابة تدعى ماري جبران[ر].

تقدم رياض، في عام 1930، إلى مسابقة المعهد الموسيقي العربي (معهد فؤاد الأول سابقاً)، كي يدرس الموسيقى والغناء، فاختير لأن يكون مدرساً لآلة العود عوضاً من أن يكون طالباً فيه. ثم اختارته شركة أوديون للاسطوانات، بناءً على توصية من الموسيقي مدحت عاصم، ليكون مسؤولاً فنياً للشركة وملحناً وعازفاً للعود في فرقتها التي كانت تتكون من أحمد الشريف: قانون، ورياض السنباطي: عود، وفاضل الشوا (السوري الأصل) وهو شقيق سامي الشوا: كمان، وإبراهيم عفيفي: الرق.

شارك رياض السنباطي في أواخر عام 1928 ولغاية 1931، مع غيره من مشاهير الملحنين وقتذاك، في تلحين العديد من أعمال المسرح الغنائي لمنيرة المهدية. فاستقل بتلحين أوبريت «عروس الشرق»، وأوبريت «آدم وحواء» تأليف محمد يونس القاضي، وأوبريت «سهرة بريئة» تأليف جميل أمين. وشارك في تلحين الفصل الثالث من أوبريت «سميراميس» التي لحن الفصل الأول منها كامل الخلعي، ولحن الفصل الثاني داود حسني. وفي أواخر عام 1934، تعاقدت الإذاعة المصرية مع السنباطي على تقديم فواصل موسيقية من عزفه على العود قبل أن يغدو ملحناً ومغنياً في برامجها. وقد تفرد من ذلك الحين بتلحين القصائد التي برع فيها براعة لم يجاره فيها أحد.

يعد عقد ثلاثينات القرن العشرين من العقود المهمة في حياته الفنية. فعدا المسرح الغنائي، وشركة أوديون للأسطوانات، والإذاعة، والتلحين لعدد من المطربين والمطربات، أغرته السينما منذ بداياتها بالتلحين لأبطالها من المطربين والمطربات. فلحن لنادرة الشامية بعض أغنيات فيلم «أنشودة الفؤاد» (عام 1932)، وهوأول فيلم عربي غنائي. ثم شارك في تلحين ثلاث أغنيات في فيلم «وداد» لأم كلثوم (عام 1935)، وقد حققت أغنية «على بلد المحبوب وديني»، التي غناها في الفيلم عبده السروجي قبل أن تغنيها فيما بعد أم كلثوم، شعبية كبيرة. ثم شارك مع الأستاذ الكبير محمد القصبجي، عام 1936، بتلحين أغاني فيلم «نشيد الأمل» بثلاث أغنيات هي: «نشيد الجامعة»، و«إفرح يا قلبي»، و«قضيت حياتي». ومنذ تاريخ تلحينه لبعض أغاني فيلم «أنشودة الفؤاد»، صار رياض السنباطي الملحن الرئيس للأغنية السينمائية في جميع الأفلام الغنائية والاستعراضية حتى الخمسينات، إذ بلغ عدد الأفلام التي لحنها سبعة وخمسين فيلماً من بينها الفيلم الوحيد الذي مثله إلى جانب المطربة القديرة هدى سلطان بعنوان «حبيب قلبي» (عام 1952).

في عام 1936، غنت أم كلثوم من ألحان السنباطي، في حفلة عامة، مونولوج «النوم يداعب عيون حبيبي»، فأحدث ضجة كبيرة، أتبعها بمونولوج «يا طول غيابي»، وبقصائد: «كيف مرت على هواك القلوب»، و«سلوا كؤوس الطلا» (1936)، و«أتعجل العمل»، و«زاد الكرى عن مقلتي» (1938)، و«مقادير من جفنيك» (1939)، وجل هذه القصائد من شعر أحمد شوقي.

قصرت أم كلثوم صوتها على ألحان رياض السنباطي منذ عام 1948، ولا سيما بعد الخلاف الكبير الذي نشب بينها وبين زكريا أحمد، وبيرم التونسي حول حقوق الأداء العلني للأسطوانة. ويمكن القول أن السنباطي ظل الملحن الوحيد لأغاني أم كلثوم لغاية عام1960 تقريباً، عدا بعض الأغنيات التي لحنها لها كمال الطويل، ومحمد القصبجي، وبليغ حمدي. ولا يعني هذا أن السنباطي حجب ألحانه عن باقي المطربين والمطربات، بل لحن في تلك الحقبة رائعته «ليه يا بنفسج» لصالح عبد الحي، وقصائد «البلبل»، و«ظنون»، و«الصفصافة» لفتحية أحمد، و«شفت حبيبي» لمحمد عبد المطلب، و«يا ناسيني» الخالدة لشهرزاد و«الدنيا في إيدي» لأسمهان. وغنى هو بالذات لإذاعة الشرق الأدنى (لندن اليوم)  قصيدة «يا لواء الحسن»، وللإذاعة المصرية قصائد «همسات»، و«فجر»، و«أداري العيون الفاترات»، و«يا أيها الشادي»، و«حلا الغناء»، و«مصر تتحدث عن نفسها».

بهرت ثورة 23 يوليو/تموز 1952 رياض السنباطي فتطوع في حرسها القومي، وتدرب على حمل السلاح واستعماله، وشارك بألحانه في دعمها بأجمل ما كتب في الوطنيات والقوميات مثل «مصر التي في خاطري»، و«طوف وشوف»، و«ثوار لآخر مدى». ولحن لنجاح سلام، إبان العدوان الثلاثي، رائعته «لنا النيل مقبرة للغزاة»، وللوحدة (السورية ـ المصرية) عام 1959 «يا ربى الفيحاء»، ولنكسة حزيران التي روعته، لحنه الثائر «راجعين بقوة السلاح»، ولحرب تشرين التحريرية «زغردي يا شام».

غنت أم كلثوم للسنباطي، في الخمسة عشر عاماً التي سبقت وفاتها (1960-1975)، روائع عاطفية ودينية ووطنية في قوالب موسيقية عربية كثيرة، ما كان غيره يستطيع الوصول إلى المضامين التي ترجمها لحناً وغناءً، منها على سبيل المثال: في قالب المونولوغ: «حيرّت قلبي معاك»، و«لسه فاكر»، و«أقول إيه عن الشوق»؛ وفي قالب الطقطوقة: رائعته الدينية «القلب يعشق كل جميل»؛ وفي قالب القصيدة: «ثورة الشك»، و«أراك عصي الدمع»، و«الأطلال»، و«أقبل الليل»، و«من أجل عينيك»؛ وفي الدينيات: «حديث الروح»، و«الثلاثية المقدسة».

أصيب رياض السنباطي في منتصف السبعينات بمرض الربو الذي قضى عليه في صباح التاسع من أيلول عام 1981، وكان آخر أعماله في القصائد: قصيدة «لا تقل ضاع حبي من يدي» غناء وردة، وقصيدتان لـ فيروز من نظم جوزيف حرب، لم تريا النور حتى اليوم هما «بيني وبينك خمرة وأغاني»، و«أمشي إليك وعمري كله سفر»، ومونولوغ «ساعة زمن» لميادة الحناوي، ومونولوغ «لا يا روح قلبي أنا» لفايزة أحمد.

نال رياض السنباطي شهادة الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1977، وفي العام نفسه، منحه نقاد وكتّاب السينما جائزة الريادة الفنية. وفي عام 1977، منحته منظمة اليونسكو جائزة أفضل موسيقي في العالم وعدّته موسيقياً مبدعاً وخلاقاً أثرت أعماله تأثيراً عميقاً في شعوب المنطقة العربية. كما أنه نال جائزة الدولة التقديرية قبل عام واحد من وفاته. وشغل السنباطي طوال حياته المناصب التالية: أستاذ لمادة الغناء العربي في الكونسرفاتوار (المعهد الموسيقي)، ورئيس جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى، وعضو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ورئيس لجنة الاستماع العليا في الإذاعة المصرية.

بلغ عدد مؤلفات رياض السنباطي الغنائية 539 عملاً في الأوبرا العربية والأوبريت والاسكتش والديالوغ والمونولوغ والأغنية السينمائية والدينية والقصيدة والطقطوقة والمواليا. وبلغ عدد مؤلفاته الموسيقية ثمان وثلاثين قطعة موسيقية، من أشهرها «لونغا رياض»، و«رقصة شنغهاي»، و«إليها...». وبلغ عدد شعراء الأغنية الذين لحن لهم عشرين ومئة شاعراً.

يدين فن تلحين القصيدة الأصولية والحديثة إلى رياض السنباطي الذي لجأ فيها إلى ثلاثة أساليب، خص الأول منها بالقصيدة التي نظمت أصلاً بهدف غير غنائي، والثاني للقصيدة التي نظمت بهدف غنائي، والثالث خص به القصيدة السينمائية.

أخذ السنباطي فن تلحين المونولوغ عن محمد القصبجي، وهو فن يقوم على السرد الموسيقي الذي لا يتكرر، وحقق فيه أعمالاً خالدة. وأضاف على فن الطقطوقة إضافات لم يسبق إليها أحد، كالمقدمة التي تسبق اللازمة، وتخصيص كل غصن بمقام في أغلب الأحيان.

صميم الشريف

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الموسيقى العربية ـ الصيغ الموسيقية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد القادر صبري، رياض السنباطي ـ محمد الأمين (1985).

ـ صميم الشريف: السنباطي وجيل العمالقة (دار طلاس 1988).

ـ مجموعة من المؤلفين:التاريخ الفني للموسيقار رياض السنباطي (وزارة الثقافة المصرية، سلسلة بريزم للموسيقى (1) ـ إصدارات إدارة الإعلام الخارجي 1993).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 161
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1093
الكل : 40544546
اليوم : 74361

هيرابياشي (تايكو)

هيرابَياشي (تايكو ـ) (1905 ـ 1972)    تايكو هيرابَياشي Taiko Hirabayashi قاصة وروائية وناقدة يابانية، ومناضلة في حركة الدفاع عن حقوق الإنسان. ولدت في مدينة سووا Suwa في مقاطعة ناغانو Nagano وسط شرقي اليابان، وتوفيت في طوكيو بمرض ذات الرئة. كان والدها من أصول أرستقراطية تداعت قاعدتها المالية، فوقف حياته لاستعادة بعضٍ من مكانتها، مما دفعه إلى العمل في كوريا عندما أوشكت تايكو على دخول المدرسة، في حين أشرفت والدتها على رعاية مزرعة الأسرة وإدارة متجرها الصغير، وكلاهما لم يولِ اهتماماً خاصاً بتجاوز بناتهما الثلاث مرحلة التعليم الإجباري.
المزيد »