logo

logo

logo

logo

logo

زمبابوي

زمبابوي

Zimbabwe - Zimbabwe

زمبابوي

 

زمبابوي Zimbabwe دولة قارية، تقع في جنوبي قارة إفريقيا، كانت تعرف سابقاً باسم روديسيا الجنوبية. تبلغ مساحتها نحو 390759كم2. تقع إلى الجنوب من خط الاستواء، يحدها من الشرق موزامبيق ومن الغرب بوتسوانا ومن الشمال زامبيا ومن الجنوب جمهورية جنوب إفريقيا، عاصمتها مدينة هراري Harare، وهي مركز صناعي وتجاري وثقافي، كما أنها عقدة مواصلات مهمة.

إن الموقع القاري لزمبابوي يمنع عنها الاتصال المباشر مع البحر إلا عن طريق الدول المجاورة، لذلك كان لابد لها من الاتفاق الودي مع دول الجوار لتؤمن صلتها بالخارج اعتماداً على الطرق البرية، ولا سيما السكك الحديدية التي تربطها بموانئ بيرا Beira ومابوتو Maputo في موزامبيق، ومدينتي الكاب Cape Town ودربانDurban في جمهورية جنوب إفريقيا.

يغلب على سطح البلاد التضاريس الهضبية التي يراوح ارتفاعها بين 1000ـ1500م فوق سطح البحر، ولهذه التضاريس مظهر البساطة، ما عدا نطاق ضيق من التلال المرتفعة من الهضبة مشوشة السطح تمتد مسافة 480كم وعرض يزيد على 10كم. وأشهر العوارض فيها ما يسمى بالدايك العظيم Great Dyke، كمـا تتميز فيها ثلاث مناطـق تضريسـية هي: الفيـلد العالي Highveld الذي يضم الأراضي التي ترتفع فوق 1200م، ويمتد وسط البلاد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، والفيلد المتوسط على جانبي الفيلد العالي ويضم الأراضي التي يراوح ارتفاعها بين 950ـ1200م، ويكون أقصى امتداد له في الشمال الغربي من البلاد، والفيلد المنخفض ويضم أراضي حوض الزمبيزيZambezi في الشمال وأراضي حوضي ليمبوبو Limpopo وسابي لوندي Sabi في الجنوب. وتُميز أيضاً منطقة تضريسية رابعة هي جملة العوارض الجبلية في الشرق، تحاذي حدود موزامبيق، ويصل ارتفاعها إلى 2594م (جبل إنيانغاني Inyangani).

يمتد فصل الصيف في زمبابوي من شهر تشرين أول حتى شهر نيسان، وهو حار و ماطر، أما فصل الشتاء فيمتد من شهر أيار حتى شهر أيلول، وهو معتدل الحرارة وجاف. وتراوح درجات الحرارة بين 12ـ529م، ومعدل الأمطار السنوي يراوح بين 380مم في الغرب و 1300مم في الشرق.

يغطي السهل العشبي معظم أراضي زمبابوي، وتنتشر في هذا السهل الأشجار المنخفضة، فيما تتركز الغابات الكثيفة في المناطق الشمالية، وتغطي نحو 49% من مساحة البلاد. وتضم الحياة البرية الفيلة وأفراس النهر والأسود والضباع والتماسيح والزراف، والجزء الأكبر من هذه الحيوانات البرية موجود في المحميات الطبيعية (المتنزهات البرية غربي البلاد).

شلالات فيكتوريا على الحدود الشمالية لزمبابوي

الأكروبوليس، حصن فوق تل عال أقامته شعوب البانتو

(الشونا والنديبلي) منذ قرون خلت

بلغ عدد سكان زمبابوي 11.365مليون نسمة عام 2001، وبذلك تكون الكثافة العامة 29نسمة/كم2 وهي منخفضة، كما أن معدل النمو السنوي للسكان منخفض، إذ بلغ هذا المعدل 0.2%سنوياً، ويعود السبب في ذلك إلى انخفاض معدل الولادات (25 في الألف) وارتفاع معدل الوفيات (23 في الألف)، وقد انخفض متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 59سنة عام 1985 إلى 37 سنة عام 2001 بسبب الإصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز)، إذ قدر عدد المصابين بنحو 1.5مليون شخص وهو ما يعادل 25% من السكان فوق عمر 15سنة.

من الناحية العرقية، هناك مجموعتان رئيستان من السكان: الشونا Shona والنديبلي Ndebele، يؤلف الشونا 71% من السكان والنديبلي 16%، فيما تتكون النسبة الباقية من أقليات عرقية من أصول آسيوية (1%) وأوربية (1%) إضافةً إلى المهاجرين من البلدان الإفريقية المجاورة الذين يولفون 11%، وتعدّ اللغة الإنكليزية اللغة الرسمية في زمبابوي، غير أن الأغلبية العظمى من السكان تتكلم لغة إفريقية بلهجة الشونا.

بدأ المبشرون المسيحيون بنشر الديانة المسيحية منذ القرن السابع عشر الميلادي، لذلك فأن 75% من السكان يدينون بالديانة المسيحية، وأهم الكنائس هي الكنيسة الأنغليكانية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وهناك عدد من الكنائس المحلية الإفريقية. إلى جانب ذلك، هناك مجموعات من المسيحيين الأرثوذكس، وكذلك اليهود والمسلمين وبعض الديانات الوثنية.

التعليم الأساسي إلزامي في البلاد منذ عام 1987، وقد تطور التعليم كثيراً بعد الاستقلال حتى وصلت حصته إلى 20% من النفقات العامة للدولة، وقد كانت بداية الاهتمام بالتعليم على يد المبشرين المسيحيين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث فتحت المدارس النهارية للمستوطنين البيض في المدن والبلدات الرئيسية.

قرية للبانتو في زمبابوي، أفردت لأفارقة السود فقط

عملياً يسجل كل الأطفال الذين هم بعمر التعليم الأساسي في المدارس، غير أن 50% منهم فقط يتابعون التعليم الثانوي و7% التعليم الجامعي، وقد ارتفعت نسبة من يعرفون القراءة والكتابة بين البالغين، حتى بلغت 85% عام 2001، بعد أن كانت لا تتجاوز 37% عام 1965.

مازالت زمبابوي تحمل إشارات ماضيها الاستعماري، إذ يتمتع المستوطنون الأوربيون الذين يؤلفون 1% فقط من مجموع السكان بمستوى معيشي مرتفع جداً، ويسيطرون على القسم الأعظم من الأراضي الزراعية، كما يسيطرون على الصناعة والتجارة فيما يعمل السكان الأصليون السود عندهم بأجور منخفضة.

اقتصاد زمبابوي متوازن نسبياَ بين الزراعة التجارية والتعدين والصناعة والخدمات، ولكن تتفاوت نسب مساهمة كل من هذه القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي، فالخدمات هي القطاع الأكثر أهمية في الاقتصاد إذ تقدم نحو 55% من الناتج المحلي الإجمالي، ويعمل بها 47% من قوة العمل المقدرة بنحو 5.5مليون شخص.

أما قطاع التعدين والصناعة فيقدم 25% من الناتج المحلي الإجمالي، ويعمل به 28% من القوة العاملة، والزراعة تسهم بنحو 20% من الناتج، ويعمل بها 26% من قوة العمل.

تطور قطاع الخدمات كثيراً وخاصة قطاع التجارة والسياحة، فقد تجاوز عدد السياح الذين زاروا زمبابوي 2.5مليون سائح عام 2001، ولاسيما أن زمبابوي تمتلك الكثير من الموارد السياحية، يأتي في مقدمتها شلالات فكتوريا وحدائق المحميات الطبيعية، إضافة إلى آثار زمبابوي القديمة.

تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة 7% فقط من المساحة العامة للبلاد، وقد انتقلت الزراعة على يد المستوطنين الأوربيين من زراعة الاكتفاء الذاتي إلى الزراعة التجارية في أواخر القرن التاسع عشر، فقد أدى وصول الأوربيين إلى نمو قطاع الزراعة التجارية، لأنهم سيطروا على أجود الأراضي الزراعية وعملوا على تطوير زراعة المحاصيل النقدية، لمصلحتهم الخاصة، مثل التبغ والذرة الصفراء والقطن والفواكه.

يعد محصول التبغ في الوقت الحالي المحصول الأكثر أهمية بين المحاصيل الزراعية، فهو يسهم بـ 37% من قيمة الصادرات، ويعمل في زراعته أكثر من ثلث اليد العاملة في الزراعة، إضافة إلى ذلك، فإن محاصيل أخرى مثل القطن وقصب السكر والحبوب والبن والزهور أخذت تكتسب أهمية في السنوات الأخيرة.

تمتلك زمبابوي الكثير من الثروات المعدنية وموارد الطاقة التي ساعدت على تطور القطاع الصناعي، فقد اكتشف السكان الأصليون الكثير من المعادن واستخرجوها منذ آلاف السنين، وتضم أراضي زمبابوي الكثير من المعادن، يأتي في مقدمتها الذهب والكروم والنيكل والتوتياء والنحاس والحديد، وكذلك الفحم الحجري والفوسفات.

تطورت الصناعة تطوراً ملحوظاً إبان الحرب العالمية الثانية، بسبب تدفق الاستثمارات المالية من بريطانيا باتجاه مستعمراتها، فظهرت لأول مرة الصناعات الحديثة، ثم أخذت الصناعة دفعة ثانية من التطور عندما أعلنت الحكومة البيضاء الاستقلال عام 1965 ولم تعترف بها بريطانيا، وفرضت عليها الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية، فعملت الحكومة على تطوير الصناعة للحد من تأثير العقوبات الاقتصادية، فأقامت الصناعات الغذائية وصناعات الأدوات الاستهلاكية وصناعة النسيج والملابس والأحذية وبعض الصناعات الكيماوية، وكذلك صناعة الحديد والصلب.

تتصف التجارة الخارجية لزمبابوي بالتركز السلعي والجغرافي في الصادرات والواردات، إذ تسيطر السلع الزراعية على الصادرات (تبغ 32% قطن 6%)، تتجه هذه الصادرات إلى جنوب إفريقيا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة. أما الواردات فتتألف من المواد الصناعية (الآلات ووسائل النقل 39% معدات صناعية 18% مواد كيمياوية 15%)، تأتي هذه الواردات من جنوب إفريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة واليابان.

تشير الآثار التي وجدت في المنطقة المعروفة حالياً باسم زمبابوي إلى أن هذه المنطقة كانت مأهولة منذ العصر الحجري، وقد استطاع سكان هذه البلاد استخراج المعادن والمتاجرة بها، وفي القرن الحادي عشر الميلادي قامت مجموعة من قبائل الشونا ببسط سيطرتها على المنطقة، وأنشأت فيها مدينة سموها زمبابوي، أي بيت الحجر بلغة الشونا.

 في القرن الخامس عشر الميلادي قام فرع من الشونا يسمى كارانجا بإنشاء امبراطورية موانا موتابا، وقد مارس سكان هذه الامبراطورية النخاسة والتجارة مع البلاد البعيدة.

يبدأ التاريخ الحديث لزمبابوي مع توافد الأوربيين إليها في القرن الثامن عشر الميلادي، وقد كانت البداية مع البرتغاليين ثم البريطانيين،ومنذ ثمانينيات القرن التاسع عشر خضعت البلاد لإدارة شركة جنوب إفريقيا البريطانية British South Africa Company، وأصبحت بذلك من ممتلكات التاج البريطاني.

اعترفت بريطانيا بروديسيا الجنوبية (زمبابوي) كياناً مستقلاً عام 1898، وفي عام 1923 صوت المستوطنون البيض لصالح الحكم الذاتي، فأصبحت روديسيا الجنوبية مستعمرة بريطانية ذات حكم ذاتي عام 1923، وفي عام 1965 أعلن إيان سميث رئيس الوزراء آنذاك روديسيا دولة مستقلة، وكان رد فعل بريطانيا أنها أعلنت هذه الخطوة غير شرعية، وحظرت كل تجارة معها، كما فرضت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية على روديسيا، فأوقفت معظم الدول أو خفضت تجارتها معها.

في عام 1969 أجاز الناخبون الروديسيون، ومعظمهم من البيض، دستوراً يحرم الأغلبية السوداء من السيطرة على الحكم، وأصبح هذا الدستور نافذاً عام 1970، وأعلنت روديسيا نفسها جمهورية، ولكن أحداً لم يعترف بها دولة مستقلة، وأخذت دول كثيرة، بقيادة الأمم المتحدة، تمارس ضغوطاً سياسية واقتصادية في محاولة لإنهاء حكم البيض.

في بداية السبعينيات من القرن الماضي بدأ الثوار الأفارقة بالانتفاضة على الحكومة البيضاء لإلغاء الدستور، ونشب قتال ومعارك بين القوات الحكومية والثوار السود، استمر هذا القتال حتى عام 1979، عندما نظمت بريطانيا تسوية مع الحكومة والثوار، واتفق الطرفان على تشكيل حكومة جديدة، بعد أن كانت الحكومة قد توصلت إلى اتفاق مع الثوار المعتدلين على تشكيل حكومة ذات أغلبية سوداء، وتم فعلاً تشكيل هذه الحكومة برئاسة أيل موزوريوا، ولكن أغلبية السود رفضوا هذه الحكومة بدعوى أنها لاتمثلهم.

في شباط من عام 1980 أجريت انتخابات عامة فاز فيها حزب اتحاد زمبابوي الوطني الإفريقي ـ الجبهة الوطنية (زانو ـ بف) بغالبية المقاعد في المجلس، وأصبح روبرت موغابي زعيم الحزب رئيساً للوزراء.

اعترفت بريطانيا باستقلال البلاد في 18 نيسان 1980، وتم تغيير اسمها رسمياً إلى زمبابوي، ومن ثم اعترفت الأمم المتحدة ومعظم دول العالم بالحكومة الجديدة، ورفعت عنها العقوبات الاقتصادية

في عام 1981 نشب قتال بين الشونا والنديبلي، قام موغابي على أثره بإبعاد جوشوا نكومو زعيم النديبلي من الوزارة، فترك مؤيدو نكومو الجيش الوطني وكونوا مجموعة لحرب العصابات بدأت في مهاجمة القوات الحكومية، استمرت هذه الهجمات حتى عام 1986 عندما بدأت مفاوضات بين «زانو ـــ بف»، حزب موغابي واتحاد شعب زمبابوي الإفريقي، حزب نكومو انتهت بدمج الحزبين رسمياً عام 1989، واحتفظ الحزب الجديد باسم «زانو ـ بف» وفي عام 1990 انتخب موغابي رئيساً للجمهورية ومازال حتى اليوم.

عبد الرؤوف رهبان

مراجع للاستزادة:

 

ـ أحمد نجم الدين فليجة، إفريقيا دراسة عامة وإقليمية (مركز الاسكندرية للكتاب، الاسكندرية 1996).

ـ رينيه دومون وآخرون، إفريقيا تختنق، ترجمة عيسى عصفور (منشورات وزارة الثقافة، دمشق1984).

ـ علي موسى ومحمد الحمادي، جغرافية القارات (دار الفكر، دمشق 2001).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 393
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1074
الكل : 40515250
اليوم : 45065

مشيري (فريدون-)

مشيري (فريدون ـ) (1926 ـ 2000)   ولد فريدون مشيري في مدينة طهران وتوفي فيها، أمضى دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة مشهد، والتحق  بفرع اللغة الفارسية وآدابها إضافة إلى فرع الصحافة في جامعة طهران. كان عضواً في هيئة تحرير مجلتي «سخن» و«روشنفكر» سنوات عدة وكتب مقالات كثيرة في الآداب والفن، كما كان من الأعضاء المؤثرين في مجالي الشعر والأغنية في الإذاعة والتلفزيون الوطني الإيراني سنوات طويلة، وقد لُحن عدد من أشعاره للغناء.
المزيد »