logo

logo

logo

logo

logo

سوكاس (تل-)

سوكاس (تل)

Sukas - Sukas

سوكاس (تل ـ)

 

 

تل سوكاس، تل أثري على ساحل المتوسط في سهل جبلة، على بعد 6كم جنوبيها، ارتفاعه 24م، قسمه العلوي مؤلف من أنقاض أثرية، أما قسمه السفلي فمن الصخور الكلسية، وينحدر التل نحو الجنوب الغربي، وقمته في الزاوية الشمالية الشرقية كانت قبل الحفريات عبارة عن أكمة صغيرة بارزة على الهضبة، وعلى سطحها وجنباتها حجارة منحوتة وغشيمة تدل على وجود برج.

استمرت أعمال البعثة الأثرية الدنماركية بإدارة بول ريس P.Riss في تل سوكاس ما بين 1958-1963، نفذت فيها خمسة مواسم تنقيبية في الموقع، تمكنت من رصد الحضارات المتعاقبة عليه، ويعود أقدمها إلى عصر البرونز الوسيط  بين 1900 و1750 ق.م، وقد عُثر في سويات هذا العصر على هياكل عظمية متفرقة  وكسر فخارية، كما تم الكشف عن قالب صغير من الحجر لصنع تماثيل نذرية صغيرة، تشبه التماثيل المكتشفة في معبد المسلات في جبيل، وكذلك عثر على أجزاء من دواليب المرمر التي اكتشفت في جبيل. وفي الطبقة الأحدث، آثار عصر البرونز الحديث ما بين 1600 و1200ق.م، إذ كان الموقع معاصراً لأغاريت، دلت عليه الفخاريات والأختام التي تحمل مشاهد، يوجد مماثلات لها في قبرص وفلسطين، كما أعطت هذه السوية كثيراً من القصعات القبرصية المدهونة والأواني والتماثيل والأختام الأسطوانية الفينيقية والجعران المصري.

كما كشف عن آثار من العصر اليوناني، لما بين 844 و840 ق.م، وعصر الحديد، وقد تجسدت معالمه في بيوت ومستودعات للمنتوجات الزراعية، دل على ذلك وجود بذور الزيتون المتفحمة، كما وجد الكثير من الفخار اليوناني، مما يدعو للاستنتاج أن أواني الأكل والشرب العادية كانت مستوردة من اليونان أو تصنع في فينيقيا بأيد يونانية، أما أواني الطبخ فكانت محلية.        

وهناك آثار من العصر الهلنستي، وهي عبارة عن جدران بيوت مهدمة يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد والعصر الروماني، وأهمها المدافن وبرج من العصر الصليبي (القرن الثاني عشر).

ومن المكتشفات الأثرية المهمة لهذا العصر فخاريات من العصر العربي الإسلامي، منها سرج وأباريق من النماذج التي عثر عليها في حماة، إضافة إلى نقود يعود تاريخها إلى لقرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي.      

يقدم تل سوكاس مزيجاً حضارياً رفيع المستوى، ويبدو أنه كان مأهولاً منذ  العصر الحجري الحديث، كشف فيه عن عدة ثقافات، أهمها الكنعانية الفينيقية والعربية الإسلامية، وكان مرفؤه يوزع البضائع المحلية والمستوردة إلى عالم المتوسط، ما بين مدن من شرق المتوسط وغربه، يدل على ذلك الآثار التي اكتشفت في التل، وبعضها معروض في متاحف دمشق واللاذقية ومن أهمها الفخاريات المحلية والمستوردة، إضافة إلى اللقى المصرية والقبرصية واليونانية، ومن موقع جبيل في لبنان أيضاً.

أما معالم العمارة التي اكتشفت في التل فهي المساكن والتحصينات والأبراج والخزانات والمستودعات إضافة إلى المعبد الفينيقي المخصص للإله رشف، الذي شيد في بداية القرن الخامس قبل الميلاد، وقد شيد فوقه معبد إغريقي، وهذا شكل من أشكال استمرار العبادة في الموقع.

ومن الجدير بالذكر، أن تل سوكاس كان ذا حضارة مزدهرة في الألف الثاني قبل الميلاد معاصراً لأغاريت، وربما كانت مدينة شوكسي القديمة التي وردت في النصوص الأغاريتية، ولاقى مثلها دماره على يد شعوب البحر الغازية التي ألحقت الخراب والدمار بحضارات الساحل السوري عام 1180ق.م.

جمال حسن حيدر

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ علي أبو عساف، آثار الممالك القديمة (دمشق 1988).

ـ ب.ج.ريس، الحوليات الأثرية العربية السورية، العددان 8 و9 (مديرية الآثار والمتاحف، دمشق 1958-1959).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 328
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1074
الكل : 40503638
اليوم : 33453

البذريات

البذريات   البذريات أو النباتات البذرية Spermatophyta من أهم شعب العالم النباتي، وتضم جميع النباتات البذرية، أي النباتات التي تحفظ أجنتها في عِضِيّات بالغة التخصص تعرف بالبذور Seeds. وكانت تعرف في التصنيفات السابقة باسم النباتات الزهرية Flower plants وإشارة إلى اجتماع أعضائها التوالدية في عضو متميز يعرف بالزهرة. أقسام البذريات تضم شعبة البذريات قرابة 227000 نوعٍ نباتي، أي قرابة ثلثي أنواع العالم النباتي. وهي تقسم إلى ثلاث شعيبات، هي: النباتات المَغْنُولية Magnoliophytina والنباتات السيكاسية أو (السيكادية) Cycadophytina، والنباتات المخروطية Coniferophytina. كانت شعيبة النباتات المغنولية تُعْرَفُ في التصنيفات السابقة بمغلفات البذور أو مستورات البذور Angiospermae إشارة إلى تغلف بذورها بأعضاء خاصة تعرف بالثمار Fruits. وهي تضم قرابة 226000 نوعٍ، وتقسم إلى صف المغنولياتية Magnoliatae الذي يعرف بصف ثنائيات الفلقة Dicotyledons الذي يضم نحو 172000 نوعٍ، وصف الزنبقيات Liliatae الذي كان يعرف بصف أُحاديات الفلقة Monocotyledons والذي يضم قرابة 54000 نوعٍ. أما الشعيبة الثانية (النباتات السيكادية) فكانت تعرف في التصنيفات السابقة باسم السيكاسيات Cycadophyta أو عريانات البذور نُطَفية الإلقاح، وهي تضم قرابة 200 نوع. في حين كانت الشعيبة الثالثة (النباتات المخروطية) تُعرف بالصنوبريات Pinophyta أو عريانات البذور أنبوبية الإلقاح، التي تضم قرابة 800 نوعٍ. وغالباً ما كانت التصنيفات السابقة تَجمع شعيبتي السيكاسيات والصنوبريات في شعيبة واحدة تعرف باسم عريانات البذور Gymnospermae إشارة إلى عدم إحاطة بذورها بعضو مماثل للثمرة. الوحدات التصنيفية المشتركة مع البذريات تنضم شعبة البذريات إلى شعبة السراخس وأقرانها المسماة الجناحيات أو البتريديات[ر] Pteridophyta، وإلى شعبة البَرْيُونيات[ر] Bryophyta وأقرانها، لتُكَوِّن مجموعة كبرى تعرف بعويلم الكُوْرْميات Cormobionta، إشارة إلى بناء أبدانها من وحدات مرفولوجية تعرف بالكُورمة Cormus أو القرمة. والكورمة عضو خضري أو إعاشي مؤلف من جذور وسوق وأوراق يقابل المشَرَة Thallus التي تتميز بها أبدان المَشَرِيات[ر] Thallophyta التي تتكون أبدانها عادة من صفائح لاترقى بنيتها إلى بنية السوق والجذور والأوراق. ويعرف عويلم الكورميات أيضاً بعويلم الرحميات Archegoniatae إشارة إلى إحاطة البويضة الكروية لنباتاتها بصف من الخلايا العقيمة المعروفة بالرحم Archegonium. كما تعرف الكورميات بالنباتات الجنينية أو الجنينيات Embryophyta إشارة إلى تكوين نباتاتها لأجنة تتغذى بوساطة نُسُج النبات العِرْسي الأحادي الصيغة الصبغية في الجناحيات والبريونيات، وبوساطة نُسُج النبات البوغي الثنائي الصيغة الصبغية في البزريات. حلقة حياة البذريات تتمثل حلقة حياة النباتات البذرية بتعاقب جيلين هما النبات العِرْسي Gametophyte والنبات البوغي Sporophyte. ويتفق هذان الجيلان مع طورين نوويين، يتمثل أولهما بالطور الفرداني Haploid، ويتمثل ثانيهما بالطور الضعفاني Diploid. ويتمثل الطور الفرداني في البذريات في مجموعتين نوويتين، تمثل أولاهما النبات العِرْسي الذكري، وتمثل ثانيتهما النبات العِرْسي الأنثوي. ويختلف عدد خلايا النبات العِرْسي باختلاف زمر البذريات. ففي عريانات البذور يتمثل النبات العِرْسي الذكري بحبة الطلع التي تنتشر في الهواء وتولد عند إنتاشها عدداً قليلاً من الخلايا الخضرية أو الإعاشية، التي تتمايز فيها نطفتان مهدبتان في السيكاس وغير مهدبتين في الصنوبر. ويتمثل النبات العِرْسي الأنثوي بالإندوسبرمْ Endosperm التي تمثل مشرة عرسية أنثوية فردانية الصبغة الصبغية تتمايز فيها أرحام محفوظة ضمن نسج النبات البوغي. وفي مغلفات البذور يتمثل النبات العِرْسي الذكري الفرداني الصيغة الصبغية بحبة الطلع التي تولد عند إنتاشها خلية خضرية إعاشية واحدة تتمايز فيها نطفتان غير مهدبتين، وبذلك يقتصر عدد خلايا النبات العِرْسي الذكري على ثلاث خلايا أو ثلاث نوى. ويتمثل النبات العرسي الأنثوي بالكيس الجنيني Embryo sac المحفوظ ضمن خلايا نسج النبات البوغي والمكون عادة من جهاز ثُماني النوى. ويتمثل الطور الضعفاني في النباتات البذرية بخلايا الجنين ونسجه والبادرة والنبات المورق والنبات الزهري والأسدية (التي تعطي بعضُ نسجها الخلايا الأمهاتِ المولداتِ لحبات الطلع، حيث يبدأ تكوّن النبات العِرْسي الذكري) والكَربيِلات (التي تعطي بعضُ نسجها الخلايا الأمهاتِ المولداتِ لكيس جنيني حيث يبدأ تكون النبات العِرْسي الأنثوي). وهكذا يتميز النبات البوغي في البذريات بكثرة عدد الخلايا وتمايز الكورمه والعمر المديد والتغذية الذاتية، في حين يتميز النبات العِرْسي في الزمرة نفسها بقلة عدد الخلايا وتمايز المشرة والعمر القصير والتغذية الطفيلية المعتمدة على النبات البوغي.   أنور الخطيب   الموضوعات ذات الصلة   البذرة ـ التأبير ـ الثمرة ـ الزهرة ـ مغلفات البذور.   مراجع للاستزادة   ـ أنور الخطيب، التكاثر النباتي (مطبوعات جامعة دمشق 1973). Pr.Bell and De coombe, Strasburger's Textbook of Botany (London1980).
المزيد »