logo

logo

logo

logo

logo

سورية (طبيعياً)

سوريه (طبيعيا)

Syria - Syrie



سورية (طبيعياً)

 

تقع سورية غربي القارة الآسيوية، وتطل على البحر المتوسط من الجهة الشرقية. وهي تمتد بين خطي العرض 32 درجة و 19دقيقة جنوباً، و 37درجة و 20دقيقة شمالاً؛ كما أنها تمتد بين خطي طول 35درجة و43 دقيقة و42 درجة و25 دقيقة شرق خط طول غرينتش. وتشغل مساحة قدرها 185180كم2، عدا مساحة لواء الاسكندرونة السليب، وقدرها  نحو 4800 كم2.

والناظر إلى سطح سورية من الوجهة الطبوغرافية، يرى بأنها أرض مستوية بصورة عامة، فنحو 80% من مساحتها تتألف من أراضي منبسطة أو سهول متموجة، ولاتزيد نسبة المرتفعات الجبلية على 5%، ويتشكل القطر العربي السوري من الوحدات المورفولوجية الآتية:

ـ الشريط الساحلي.

ـ المرتفعات الساحلية.

ـ السهول الانهدامية.

ـ المرتفعات الداخلية.

ـ السهول والهضاب الداخلية.

تبدأ معالم السطح في سورية بالسهل الساحلي، وهو في الحقيقة ليس سهلاً بالمعنى المعروف، وإنما هو نطاقات تتدرج في الانخفاض بين جبال الساحل في الشرق والبحر المتوسط في الغرب. وليست هذه الشفة الساحلية في اتساع واحد، وإنما تضيق وتتسع حسب قرب الجبال أو بعدها عن البحر.

وقلما توجد على الشواطئ السورية قيعان بعيدة الغور، فخط عمق 100 متر يوازي الساحل على بضعة كيلومترات. وليس على شواطئ سورية أيضاً رؤوس ممتدة امتداداً بعيداً في البحر، وخلجان متعمقة في داخل البر. ولا نجد قرب الساحل جزراً ذات شأن إلا جزيرة أرواد المقابلة لمدينة طرطوس، التي يسكنها بعض الملاحين والصيادين.

تمتاز السهول الساحلية بخصب تربتها ووفرة أمطارها، وهي لذلك صالحة لزراعة الخضراوات والأشجار المثمرة، كالزيتون والحمضيات وغيرها من فواكه حوض البحر المتوسط، كما نجد فيها محاصيل المناطق الحارة كالنخيل والموز، فضلاً عن المحاصيل الحقلية، كالحبوب وقصب السكر والقطن والتبغ.

وإلى الشرق من الساحل السوري، ترتفع محدودبات التوائية خفيفة، تتجه بصفة عامة من الشمال إلى الجنوب، يكسرها صدع طولاني من شرقها، فتكون قممها الشاهقة على طرفها الداخلي، ويهبط طرفها البحري هبوطاً تدريجياً.

تبدأ السلسلة الغربية شمالاً بجبال الأمانوس، التي تقع بكاملها ضمن لواء الاسكندرونة،  وهي تؤلف قوساً يبلغ طوله 180 كم، وتتجه من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي حتى خليج السويدية.

وإلى الجنوب من الأمانوس يقوم جبل الأقرع، ويتألف من نجد كلسي تعلوه صخور بركانية خضراء. وينحدر من الجبل نهر قنديل نحو سهل اللاذقية، مخترقاً هضاب الباير والبسيط الوفيرة الأحراج، وهذه  الهضاب وحدها هي التي بقيت لسورية من الجبل الأقرع بعد اقتطاع لواء الاسكندرونة.

يلي الأقرع جنوباً جبال اللاذقية، التي تمتد بين وادي العاصي الأدنى شمالاً ووادي النهر الكبير الجنوبي. وهي ليست عظيمة الارتفاع، إذ لا ترتفع أعلى قممها إلى أكثر من 1570 متراً في قمة النبي يونس، ولكنها وعرة المرتقى.

وتتجه هذه الجبال من الشمال إلى الجنوب، ويبلغ طولها نحو 140 كم. تغطي فيها الأحراج مساحات واسعة، وخاصة في قسمها الشمالي. وقد ترك الصليبيون على أطرافها قلاعاً محصنة ضخمة، مثل قلعة الحصن القائمة في الجنوب عند صافيتا، وقلعة المرقب في الوسط المشرفة على مدينة بانياس، وقلعة صلاح الدين في الشمال عند الحفة.

مشهد من جبال اللاذقية

وبين هذه الجبال الساحلية والجبال الداخلية، يمتد أخدود طولي ضيق، يمثل جزءاً من الانهدام الإفريقي السوري الكبير، ولذلك فهو محاط من جهتيه بسفوح شديدة الانحدار. وفي أماكن كثيرة من هذا الأخدود خرجت الحمم من الصدوع، وخلفت فيه سدوداً طبيعية تجمعت وراءها المياه، وشكلت بحيرات، جف بعضها وترك مكانه رواسب صلصالية، يمكن أن نشهدها في سهل الغاب وسهل العمق، ومازال بعضها الآخر ماثلاً حتى الآن، كما هي الحال في بحيرة قطينة.

يتجه الغور الانهدامي من الشمال إلى الجنوب مع النهر الأسود، الذي يلتقي بمياه نهر العاصي في بحيرة العمق الواقعة ضمن لواء الاسكندرونة. أما الشطر التالي من الغور الانهدامي فيشغله نهر العاصي الذي يجري من الجنوب إلى الشمال، وهو يتألف من سهل العمق في الشمال، ثم هضبة القصير التي تنتهي بعتبة كركور البازلتية. وبعد ذلك يمتد سهل الغاب، الذي يتممه سهل العشارنة في الجنوب، على مساحة تبلغ نحو 83 ألف هكتار. وعند حمص يندمج الأخدود مع السهول الداخلية، حيث يشغل أرضاً بازلتية سوداء وعرة.

وعلى الطرف الشرقي من الغور الأوسط، ترتفع السلسلة الشرقية التي تراصف الجبال الساحلية، ولكنها على قربها منها تختلف عنها أشد الاختلاف، فهذه جافة جرداء، وتلك مروية مكسوة بالغابات، وهذه متقطعة قليلة التساوق والانتظام، وتلك مستمرة إلا حين تخترقها مجازات الأنهار. والجبال الغربية أشد علواً، أما الشرقية فأكثر تفرعاً، لأنها ترسل نحو الداخل مجموعة محدودبات تصل حتى الفرات ودجلة، وتعرف بالسلاسل التدمرية.

وأول هذه المرتفعات الشرقية جبل الأكراد الواقع على الحدود التركية السورية، المحصور بين نهري عفرين والأسود، ولا ترتفع قمته إلى أكثر من 1200 متر. ويخترقه في وسطه عند راجو خط حديد حلب - تركيا. ويسكن هذا الجبل طائفة من الأكراد.

وعلى الطرف الشرقي من نهر عفرين قوس جبلي آخر يؤلف جبل سمعان، يشرف على مدينة حلب من شمالها الغربي، وعلى صهوته دير مسيحي أثري قديم (دير سمعان)، وآثار بيزنطية أخرى.

مشهد من سلسلة جبال القلمون

وفي الجنوب من مدينة حارم، على الضفة الشرقية من العاصي، تقوم التواءات خفيفة أعلاها جبل الدويلة (800م)، تفصلها وهاد انهدامية، كسهل الروج الذي جففت الدولة مناقعه، وحولته إلى أرض زراعية منتجة.

ويليها جنوباً جبل الزاوية، وهو أيضاً هضبة كلسية محدودبة، تنتهي في الشمال بمصيف أريحا، وتشرف من الغرب على مدينة معرة النعمان، وتغيب الجبال الرسوبية بعد ذلك، فلا نجد من المرتفعات في الأفق القريب سوى مرتفعات بركانية تمتد شرقي هضبة حماة الحوارية، كجبل العُلا في الشمال الشرقي من حماة، وجبل الحصى في جنوب حلب.

ولاتبدو جبال السلسلة الشرقية عظيمة الارتفاع، إلا على بعد 20 كم في جنوب حمص، هنالك تبدأ سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتمتد إلى الشرق من سهل البقاع، تهوي عليه بسفوح شديدة الانحدار، بينما تنحدر هذه  الجبال تدريجياً نحو البادية السورية في الشرق.

تتجه جبال لبنان الشرقية من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي، بموازاة جبال لبنان الغربية، ولكنها أكثر اتساعاً منها وأقل ارتفاعاً وتصدعاً، ويبلغ طولها نحو 170 كم، ويزيد اتساعها على 40 كم. ومن القمم العالية في الشمال طلعة موسى (2629م)، أما حرمون في الجنوب فيرتفع إلى 2814 م، وتكسوه الثلوج بضعة أشهر من السنة، وتغزر في سفحه الينابيع.

ويتفرع عن جبال لبنان الشرقية مجموعتان من الجبال، تعرف الأولى بجبال البادية، وتمتد من شرقي حمص حتى غربي دير الزور، ومن أشهر جبالها البلعاس (1067م) والبشري (752م). وتعرف الثانية بجبال القلمون، وتنتشر كأصابع الكف من أراضي قطنا القريبة من دمشق، باتجاه تدمر في قلب البادية، ولذلك تعرف أحياناً بالسلاسل التدمرية، ومن جبالها قاسيون المشرف على مدينة دمشق.

مشهد من البادية

وإلى الجنوب من دمشق، تنتشر طفوح من اللابات البركانية، نشأت حديثاً على الحافة الانكسارية للرصيف العربي، تعرف بهضبة حوران، وهي تمثل هضبة غير مستوية، ينحدر سطحها نحو الجنوب الغربي، وتنصرف مياهها إلى وادي الأردن ونهر اليرموك. وتربة حوران شهيرة بخصوبتها، ولكنها تفتقر إلى مشاريع الري لتصبح جنة زراعية واسعة، وهذا ما سيتحقق بعد الاستفادة من مياه اليرموك، الذي يهبط من حوران نحو الأردن بشلال عظيم، بالإضافة إلى الآبار التي حفرت الدولة منها العشرات.

وإلى الشرق من حوران ترتفع الهضبة كثيراً، تعلوها المخاريط البركانية إلى ارتفاع 1800م (قمة تل اللجينة) مشكلة جبل العرب، وهو يقع بين حوران غرباً والبادية شرقاً، ويبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب نحو 100 كم وعرضه 90 كم، ويحيط بالجبل من شماله الشرقي أرض بركانية وعرة، يسود فيها المناخ الصحراوي، ويندر فيها السكان، وتعرف باسم الصفا واللجاة.

وإلى الشمال من هضبة حوران يقع حوض دمشق، تشغل غوطة دمشق الثلث الغربي منه، بينما تعرف بقية أجزائه باسم المرج، تطوّقه مرتفعات القلمون من الشمال والغرب، ويخترقه بردى في وسطه تقريباً، تحتل العاصمة دمشق الركن الشمالي الغربي منه.

ويلي هذا الحوض إلى الشمال سهول حمص وحماة، التي يخترقها نهر العاصي، وهضبة حلب التي تمتد حتى وادي الفرات شرقاً. وهي نجود أو سهوب شبه صحراوية، تزداد جفافاً كلما تعمقنا في البادية شرقاً، تعترضها في كثير من المواقع نتوءات بركانية، كما تتخللها شبكات من الأودية  العميقة الجافة والسبخات، مما يدل على أن المناخ كان قديماً أكثر أمطاراً، والمجاري المائية أكثر انتشاراً وأغزر ماء.

وإذا اجتزنا نهر الفرات، نصل إلى أرض الجزيرة الواقعة في أقصى الشمال الشرقي من سورية، مابين دجلة والفرات، تبدأ شمالاً من سفوح طوروس على ارتفاع يتراوح بين 400 - 500م فوق سطح البحر، وتنحدر في اتجاه الجنوب الغربي نحو الفرات، حتى تنخفض إلى ارتفاع 200م، وإلى الغرب من الحسكة يمتد  جبل عبد العزيز على طول  100كم تقريباً، يقسم الجزيرة إلى قسمين شمالي خصب مروي لا يزيد على ثلث مساحة الجزيرة، وجنوبي قاحل جاف يشغل ثلثي مساحة الجزيرة، يعرف ببادية الجزيرة، ويمثل امتداداً لبادية الشام.

النظام المناخي

إن موقع سورية في المنطقة المعتدلة الدفيئة، على الطرف الشرقي من البحر المتوسط، يجعلها تنتمي إلى مناخ البحر المتوسط، ولكنها تقع في موضع يجعلها منطقة انتقال بين هذا المناخ والمناخ الصحراوي، بل إن موقعها هذا يجعلها ملتقىً لتأثير الأقاليم الحارة الجنوبية والأقاليم  القارية الآسيوية والأقاليم المعتدلة الرطبة الأوربية.

وتتميز سورية بشتاء بارد ممطر قصير، وصيف حار جاف طويل، يتخللهما فصلان انتقاليان قصيران هما الربيع والخريف. وتتعرض أكثر مناطق سورية لفرق كبير بين المعدلات اليومية لدرجة الحرارة العظمى والدنيا، وتبلغ أقصى هذه الفروق الحرارية نحو  23ْم في المناطق الداخلية، ونحو 13ْم في المناطق الساحلية.

منظر من وادي بردى القريب من مدينة دمشق

ويعد كل من شهري كانون الأول وكانون الثاني من أبرد شهور السنة، بينما يعد كل من شهري تموز وآب من أشدها حرارة. وتنخفض درجة الحرارة في فصل الشتاء دون الصفر، إلا أنها نادراً ما تنخفض عن عشر درجات مئوية دون الصفر، بينما ترتفع الحرارة العظمى خلال فصل الصيف أحياناً حتى 48ْم تقريباً.

وتتصف سورية بشدة رياحها وكثرتها؛ ففي الشتاء تسيطر عليها الأعاصير الجوية، فتهب عليها رياح غربية وجنوبية غربية تحمل إليها الأمطار. ولكنها ليست الرياح الوحيدة في الشتاء، فهناك الرياح الشمالية التي تنحدر من سفوح طوروس والرياح الشرقية والجنوبية الشرقية التي تهب من الصحراء، وكلاهما رياح باردة جافة.

أما في الصيف، فتصلها الرياح من الغرب والجنوب الغربي، وتصبح في بعض المناطق، كالجزيرة، شمالية غربية لانحرافها بواسطة الإطار الجبلي، ولكن هذه الرياح لاتسقط الأمطار برغم رطوبتها، لأن حرارة الأرض السورية أعلى من حرارتها.

والربيع أكثر اضطراباً من الخريف؛ فالمنخفضات الشتوية الأخيرة، التي غالباً ما تأتي من الصحراء الإفريقية الكبرى، تثير في سورية رياحاً عاصفة تهب من الشرق والجنوب الشرقي، تملأ الجو بسحب من الرمل الناعم تدعى بالسموم.

وتخضع سورية في أمطارها لنظام البحر المتوسط، أي أن فصل الأمطار يتفق مع فصل الشتاء، حين تمر المنخفضات الجوية التي تجلب هذه الأمطار، بينما يتميز فصل الصيف بجفافه التام. ولما كانت الفصول الانتقالية غير واضحة، فالمطر يبدأ هطوله منذ أشهر الخريف إلى أشهر الربيع. ولكن هذه الأمطار ليست مستمرة السقوط، بل تهطل مع وصول المنخفضات الجوية لسورية، وتدوم غالباً بين يوم وثلاثة أيام، ثم تنقطع حتى وصول منخفض جوي آخر.

ولاشك في أن امتداد الجبال على الساحل في غربي سورية، في وجه الرياح الممطرة، قد جعل مناطق الساحل أغزر البقاع السورية مطراً، ويقل المطر تدريجياً من الساحل إلى الداخل باستثناء الجبال، فبينما يرتفع متوسط الأمطار إلى 850مم في اللاذقية، ينخفض إلى 425 مم في حلب، و177 مم في الرقة.

النظام المائي

يمكن تقسيم سورية من حيث طبيعة الأرض والمناخ إلى الشرائح الآتية:

ـ قسم تسقط عليه كميات كافية من الأمطار (أكثر من 500مم)، وتنبجس فيه العيون الكثيرة، ومن ثم تناثرت فيه القرى وكثرت المزارع. وهذا القسم يتكون من السهل الساحلي، ويصعد إلى السفوح الغربية من جبال اللاذقية، وبرغم أنه لا يكوّن سوى 10? من مساحة سورية، إلا أنه أكثر جهات سورية ازدحاماً بالسكان، وتمثل هذا القسم محافظتا اللاذقية وطرطوس.

منظر جوي لنهر الفرات

ـ قسم تسقط عليه كمية لا بأس بها من الأمطار (من 250 - 500مم)، وهو في الوقت نفسه، مكوّن من سهول وبطائح تغمرها المياه، وهذا العامل الأخير كان ينفر منه السكان لتفشي الملاريا. وبرغم هذا فإنه آهل بالمراكز العمرانية الكبيرة المتفرقة، وتشكل مساحة هذه الشريحة نحو 31% من مساحة سورية كلها. وقد ازدادت أهمية هذه المنطقة بعد تنفيذ سدّي الرستن ـ محردة على العاصي، واستكمال تجفيف المستنقعات في سهل الغاب.

ـ قسم شبه جاف، يشمل الكتل الجبلية المتقطعة في الشمال، كما يشمل سهول حلب وحمص وحماة، والسفوح الشرقية لجبال لبنان الشرقية. وهذا القسم يستقبل قدراً ضئيلاً من الأمطار، يقف به عند حد البادية (من 100 - 250مم) ولا تقوم فيه الأواهل إلا حيث ينبجس الماء، ومن ثم كانت مراكز الاستقرار فيه عبارة عن واحات أو غوطات مخضوضرة، متباعدة منتظمة كالعقد، في اتجاه شرقي إلى جنوب غربي، وكانت كل غوطة مركزاً لآهلة كبيرة هي المدينة ـ الواحة، وأشهر هذه المدن دمشق وقاعدتها غوطة دمشق الشهيرة، ويمكن أن نلحق بها حمص وحماة أيضاً، وتبلغ مساحة هذا الجزء نحو 38% من مساحة سورية.

ـ القسم الرابع يشمل البوادي والصحارى، وهو قسم جاف لايسقط عليه أكثر من 100مم من الأمطار، ولا يسكنه إلا الرعاة. ولكن الفرات الذي يخترق هذه المنطقة، يخلق شريطاً من الخضرة التي تواكب مجرى النهر في معظم أجزائه.

الموارد المائية

تنحصر الموارد المائية في سورية في مصادر أربعة، هي الأمطار والأنهار والينابيع والمياه الجوفية. ونورد فيما يلي استعراضاً سريعاً لهذه المصادر الأربعة.

الأمطار

يطل القطر العربي السوري على البحر المتوسط في الغرب، بواجهة بحرية ضيقة، يحول دون امتدادها نحو الداخل حاجز مزدوج من السلاسل الجبلية الطولية، وهي تتلقى كميات كافية من الأمطار، يزيد معدلها على 500 مم في العام. وهذه المنطقة تشمل السهول الساحلية، وتصعد إلى السطوح الغربية من السلسلة الساحلية.

وإلى الشرق والجنوب الشرقي من سلسلتي الجبال الغربية تتناقص السحب والأمطار واحتمالات الضباب، وتنخفض الرطوبة الجوية، ويزداد التباين الحراري اليومي لدرجات الحرارة. وتلعب الفتحات الجبلية الغربية دورها في تبادل الآثار البحرية والقارية، من المنطقة الساحلية إلى المنطقة الداخلية وبالعكس، لتضيف بعض المعالم المناخية المحلية البالغة الأهمية من وجهة نظر البيئة الزراعية.

ويتضح من توزيع الأراضي السورية، بحسب كميات الأمطار السنوية، أن ما يقرب من 50% من الأراضي السورية تقع في المنطقة الجافة، و25% من الأراضي تقع في المنطقة شبه الجافة، و25% من الأراضي الرطبة أو شبه الرطبة.

الأنهار

حوض نهر الخابور

تشكل الأنهار المصدر الرئيس للموارد المائية السطحية ... ويأتي في مقدمتها نهر الفرات، الذي يعد أهم الأنهار المارة في الأراضي السورية. تقع منابعه في هضاب أرمينيا بتركيا، ويدخل سورية عند بلدة جرابلس، ويمر بالرقة ودير الزور والميادين والبوكمال. ويخرج بعد ذلك إلى العراق، حيث ينتهي أخيراً في الخليج العربي، بعد أن يقطع 2330 كم، ولا يزيد نصيب سورية منها على 675كم.

يبلغ تصريف الفرات السنوي نحو 26مليار/م3 عند الحدود التركية ـ السورية، وتصب فيه جميع مياه الجزيرة، كالخابور والبليخ والساجور، كما تنتهي عنده جميع الوديان الصحراوية، كوادي المياه ووادي الصواب.

ويأتي نهر العاصي في المرتبة الثانية بين الأنهار المارة في الأراضي السورية، إذ يبلغ طوله 571كم، يجري منها 425 كم في سورية، والباقي في لبنان الشقيق ولواء اسكندرونة.

نهر العاصي في مدينة حماة

ينبع العاصي من البقاع الشمالي في لبنان، ويمر بسهول حمص وحماة ثم بالغاب، وينتهي به المطاف في خليج السويدية على البحر المتوسط.

وبالإضافة إلى هذه الأنهار الرئيسة، عدد غير قليل من الأنهار السورية، بعضها ساحلية، وأخرى داخلية، تشترك جميعها بقصر مجراها وقلة تصريفها وشح مياهها خلال فصل الجفاف. بعضها دائمة الجريان، وبعضها الآخر فصلية، أو على شكل سيول مؤقتة.

وأكثر هذه الأنهار أهمية وأعظمها شهرة نهر بردى، الذي يخرج من قلب سلسلة لبنان الشرقية، من نبع يقع في سهل الزبداني، ثم يمر بدمشق ويروي غوطتها، وينتهي في بحيرة العتيبة عند سيف الصحراء. وعلى الرغم من صغر هذا النهر الذي لا يتجاوز طوله 70كم، فهو   - بلا ريب - سر وجود دمشق وبقائها.

وقد أُقيم الكثير من السدود على مجاري السيول والأنهار لتأمين مياه الشرب وحاجة الزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية .. ولكن سد الفرات هو السد الوحيد الذي أُنشئ على أساس التخزين المستمر، أما سدود العاصي (الرستن ومحردة) فهي سدود تخزين سنوي .. وبالإضافة إلى ذلك، هناك سدود موسمية تشمل السدود السطحية والصغيرة.

الينابيع

تنحصر الينابيع السورية تقريباً في المرتفعات الجبلية، أمام خط 250 مم المطري، ولا نجد وراء هذا الخط في الصحراء سوى بعض العيون الكبريتيـة. وينابيع سورية كثيرة، يتجاوز عددها المائتين، وبعضها غزير يتوقف عليه حياة قرى ومدن كاملة، ويسهم بتغطية جزء من الاحتياجـات

نبع أفقا الكبريتي في تدمر

الزراعية والصناعية، وبعضها لا يكفي السكان إلا بصعوبة شديدة، أو هو مؤقت، أو ليس بذي غزارة ثابتة، لكنها جميعاً استغلت كل الاستغلال من قبل الإنسان.

ونبع الفيجة أهمها جميعاً، فهو أشدها غزارة وأكثرها عذوبة، وقد بلغ تصريفه السنوي 3870ل/ثا في عام 1999، يليه نبع بردى في حوض بردى والأعوج من حيث الأهمية، وتصريفه 740ل/ثا، ثم بيت جن 690ل/ثا في العام نفسه.

وهناك ينابيع أخرى هامة، نذكر منها نبعي الزرقاء 6024ل/ثا في عام 1999 والبـارد 2500ل/ثا في عام 1999 في حـوض العاصي. ونبعي السـودية وبانياس 10086ل/ثا و1096ل/ثا في حوض الساحل، في العام نفسه، ونبع مزيريب 1025ل/ثا في حوض اليرموك في العام نفسه.

 

صفوح خير

مراجع للاستزادة:

ـ عبد الرحمن حميدة، جغرافية سورية البشرية، القاهرة 1971.

ـ عادل عبد السلام، جغرافية سورية، ج1، دمشق 1973.

ـ صفوح خير، سورية، دراسة في البناء الحضاري والكيان الاقتصادي، دمشق 1985.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 233
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1067
الكل : 40481281
اليوم : 11096

لين _ يوتانغ

لين (يوتانغ ـ) (1895ـ 1976)   لين يوتانغ Lin Yü-t’ang (Yutang) كاتب ولغوي صيني، ولد في لُن- تشي Lun-chi  في مقاطعة فو كيان Fu-kien، وتلقى تعليمه ليمشي على خطى والده الكاهن في الطائفة المسيحية المشيخية Presbyterian، إلا أنه تخلى عن الديانة المسيحية وهو في أوائل العشرينيات من عمره. درس في جامعات شانغهاي وهارفرد ولايبزيغ، وصار أستاذاً في فقه اللغة الإنكليزية في جامعة بكين، إلا أنه اضطر إلى ترك هذا المنصب بسبب الاضطرابات التي سادت هناك في الثلاثينيات من القرن العشرين. عاش بدءاً من عام 1936 في الولايات المتحدة، ولم يعد إلى الصين سوى في زيارات لم تدم طويلاً بسبب خلافه مع أقرانه حول مهمة الأدب، التي رأى أنها لا تنسجم وأهداف الحزب الشيوعي الصيني وتعليماته. سمي في عام 1954 رئيساً لجامعة سنغافوره، وتوفي في هونغ كونغ.
المزيد »