logo

logo

logo

logo

logo

الساد

ساد

Cataract - Cataracte

السّاد

 

السّاد cataract هو تكثف العدسة وفقد شفافيتها. ويصنّف إلى: سادّ ولادي congenital cataract، وسادّ مكتسبacquired cataract .

السّاد الولادي

 هو كثافة منطقة محددة من العدسة تحدث في أثناء الحياة الجنينية أو بعد الولادة بزمن قصير. وتتصف الكثافة هنا بأنها ثابتة لا يزداد حجمها ويبقى ما يحيط بها شفافاً. تؤلف الوراثة 20% من حالات السّاد الولادي، وتنتقل بصفة سائدة dominant.

مخطط ترسيمي لمقطع أفقي للعين

يتطوّر السّاد في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بعد إصابة الأم بالوردية الوافدة rubeol، أو بالتوكسوبلاسموز (داء المقوسات) وهو خمج يسببه طفيلي يصيب الإنسان والحيوان وينتقل إلى الجنين إن أصيبت الحامل به، ومن الأسباب الأخرى التي تسبب الساد الولادي تعرّض الأم في أثناء الحمل إلى الأشعة السينية X-ray وكذلك التسمم بالنفتالين، والعوز الفيتاميني ولاسيما حمض الفوليك، والاضطرابات الاستقلابية metabolism كاستقلاب الحموض الأمينية واضطراب استقلاب السكاكر، وغالباً ما يكون هذا الساد ثنائي الجانب.

أنواع الساد الولادي: يتنوع الساد الولادي بحسب توضع منطقة التكثف في العدسة إلى: قطبي أمامي anterior polar، وقطبي خلفي posterior polar، ودائري أو نطاقي zonular، ونقطي punctate، ونووي nuclear، ومغزلي fusiforme، وتاجي coronary، وتام.

الأعراض: يلاحظ الأهل أو طبيب الأطفال الحدقة البيضاء عند المولود، وقد يلفت انتباه الأهل عدم تركيز الطفل على الأشياء المحيطة به.

التشخيص: من السهل رؤية الكثافات في العدسة، ويتم ذلك بتوسيع الحدقة ودراسة شكل السّاد وموقعه وفيما إذا كان وحيد الجانب أو ثنائيه.

ولابدّ من التفريق بين السّاد الولادي والأسباب الأخرى المسببة لحدقة بيضاء عند الطفل كبقاء الزجاجي البدئي، والتليف خلف العدسة، وغيرهما.

المعالجة: جراحية. ويجب معالجة السّاد الخلقي باكراً ويتم ذلك باستخراج السّاد خارج المحفظة extraction extracapsular، مع خزع المحفظة الأمامية وغسل الكتل أو مصها.

ويختلف زمن المعالجة باختلاف كثافة السّاد: فالساد التام يحتاج إلى معالجة باكرة ما أمكن لتأمين التطور النفسي الحركي للطفل. أما إذا كان خفيفاً فيعتمد توقيت المداخلة الجراحية على رأي الطبيب وتأقلم الطفل مع محيطه.

الإنذار: ما زال الإنذار محتفظاً به على الرغم من الطرائق الجراحية المتطورة، وطرائق تصحيح انعدام العدسة aphakia بزرع العدسات داخل العين، والعدسات اللاصقة، لأن حدوث بعض المضاعفات ممكن وخاصة الغمِش (وهو ضعف الرؤية دون سبب عيني واضح)amblyopia في السّاد وحيد الجانب.

ويمكن الحصول في السّاد ثنائي الجانب على تحسّن ملحوظ في القدرة البصرية في نحو 60ـ70 من الحالات.

السّاد المكتسب

 هو كثافة في العدسة تحدث بعد تشكّلها، ويشمل ذلك السّاد الشيخوخي، والسّاد الثانوي، والسّاد الذي يحصل مضاعفة لآفة مرضية في العين، والسّاد الرضحي (الرضي)، والساد الغدي، والسّاد السمّي، والسّاد بأسباب فيزيائية.

الساد الشيخوخي

أ ـ السّاد الشيخوخي: وهو أكثر أنواع السّاد شيوعاً يصيب 50% من المسنين بعد سن الستين، ويكون ثنائي الجانب. وغالباً ما تصاب أحد العينين في البدء ثمّ تصاب الثانية، وقد يحدث في العينين في آن واحد. ويصيب الجنسين بنسب متساوية.

ـ الأشكال السريرية: هناك شكلان رئيسان: الشكل القشري، وفيه يبدأ التكثف في القشرة، والشكل النووي، وفيه يبدأ التكثّف في النواة. وقد يشاهد الشكلان معاً في العدسة نفسها وبدرجات مختلفة، إضافة إلى مشاهدة التبدلات الطارئة على العدسة، مع تقدّم العمر كزيادة حجمها وتبدّل لونها. وهناك الشكل تحت المحفظي الخلفي subcapsular وهو نادر، وفيه يبدأ التكثف تحت المحفظة الخلفية دون إصابة القشرة.

ـ المراحل السريرية: يمرّ السّاد الشيخوخي في أربع مراحل هي: مرحلة السّاد البدئي، فمرحلة السّاد المنتبج intumescent cataract، فالسّاد الناضج mature cataract، فالسّاد الشديد النضج hypermature cataract. وتزداد أعراض المرض تدريجياً في هذه المراحل، وتبدو فيها تبدلات تكشف بوسائل التشخيص الخاصة.

ـ الأعراض:

ـ نقص حدة البصر التدريجي: ويختلف هذا النقص باختلاف موقع الكثافة وحجمها، إذ يمكن لكثافة مركزية صغيرة أن تكون مزعجة أكثر من كثافة كبيرة محيطية.

ـ ينزعج المريض نهاراً في الكثافة المركزية ويرتاح للرؤية في الظل. أما إذا كان التكثّف محيطياً فيمكن أن يشكو من صعوبة الرؤية المسائية ويسمّى ذلك العشاوة الليلية nyctalopia.

ـ رؤية ضبابية ورؤية ذباب طائر وهي نقاط سوداء في الساحة الابصارية ثابتة لا يتغيّر مكانها.

ـ قد يشكو المريض من شفع (رؤية خيالين لشيء واحد) diplopia أو من تعدّد الرؤية (رؤية عدة أخيلة لشيء واحد) polyopia في عين واحدة وهو ناجم عن تبدّل الانكسار القطاعي.

ـ حسر بصر (وفيه يرتسم خيال الشيء البعيد قبل الشبكية) myopia ناجم عن زيادة القوة الكاسرة للعدسة وفيه يستطيع المصاب بقصر البصر القراءة بدون نظارات.

وتتدنّى حدة البصر تدريجياً مع تطوّر السّاد ولا يبقى سوى حسّ الضياء.

ـ التشخيص: من السهل معرفة وجود السّاد وذلك بالفحص بالمصباح الشقّي وبمنظار قعر العين مع توسيع الحدقة.

ولابدّ من تفريق السّاد عن بعض الأمراض التي تسبّب تناقصاً تدريجياً في حدة البصر ولاسيما إذا ترافق السّاد مع الزرق[ر] glaucoma المزمن البسيط إذ ينجم هذا التدنّي عن ارتفاع ضغط داخل المقلة وليس عن نضج السّاد. لذلك لابد من قياس الضغط داخل المقلة في أثناء فحص المريض.

ـ المضاعفات الحادثة في مراحل تطوّر السّاد: يمكن أن يؤدي تطوّر السّاد ونضجه إلى بعض المضاعفات: فقد يسبب السّاد المنتبج هجمة زرق حادة مغلق الزاوية لا يتمّ شفاؤها إلاّ باستخراج العدسة، وقد يحدث زرق تأقي لاندخال بروتينات العدسة عبر المحفظة المترققة إلى الخلط المائي.

ب ـ السّاد الثانوي: يطلق اسم السّاد الثانوي secondary cataract (السّاد التالي) على الكثافة الحاصلة بعد استخراج السّاد خارج المحفظة مع تنظيف الكتل تنظيفاً جيداً.

كما يطلق السّاد الثانوي على الاستئصال غير التام للسّاد وعدم ارتشاف قسم من كتل العدسة، إذ يمكن للباقي أن ينمو ويصبح متكثفاً فيسبب تدنياً في حدة البصر.

ج ـ السّاد كمضاعف complicated cataract: يمكن أن يحصل السّاد المرضي كمضاعفة لآفة مرضية تصيب العين مثل التهاب القزحية iritis والأجسام الهدبية، وانفصال الشبكية[ر] retinal detachment، وغير ذلك. كما يحدث هذا السّاد في اضطراب إفراز الغدد الصم ويكون ثنائي الجانب كما هي الحال في السّاد عند مرضى السكري diabetics، وفي السّاد التكززي tetanie في قصور جارات الدرق parathyroid، وكذلك في السّاد المنغولي mongolisme والسّاد في الضمور العضلي myotonie.

د ـ السّاد الرضحي: يشاهد السّاد الرضحي traumatic cataract أو الرضي في الحالات الآتية: بعد رضّ مغلق على العين، أو بعد رضّ ثاقب للعين (قد يكون ناجماً عن دخول جسم غريب) يؤدي إلى تمزّق المحفظة وتكثّف العدسة بسرعة، أو أنه ينجم عن دخول جسم غريب للعين دون أن يرضّ العدسة وذلك كما لو كان الجسم الغريب النافذ من النحاس أو الحديد sedrose cataract.

هـ ـ السّاد السمّي: ويشاهد بعد الاستعمال المديد للكورتيزون بالطريق الموضعي والعام وآليته ما زالت مجهولة، أو بعد الاستعمال المديد للدي نتروفينول dinitrophenol، والكلوربرومازين chlorpromazine، والأرغوتين ergotine، والتريبارانول triparanol، ومقبضات الحدقة موضعياً.

و ـ السّاد بعوامل فيزيائية: كالساد الحراري عند الذين يعملون أمام الأفران، والسّاد الكهربائي، والسّاد الشعاعي.

المعالجة

 جراحية وذلك باستخراج السّاد. ويشترط في عملية السّاد تحقق مايلي: في السّاد الشيخوخي عندما يتمّ نضجه وتتدنّى حدة البصر ويصبح المريض منزعجاً ويكون هذا غالباً في السّاد الناضج. ويمكن استخراج السّاد قبل النضج إذا كان ثنائي الجانب وتدنّت الرؤية إلى درجة لا تسمح للمريض بالقيام بأعماله اليومية. كما يجب عدم ترك السّاد لدرجة ظهور المضاعفات.

أما بقية أنواع السّاد المكتسب فلابدّ من معالجة السبب وتحسين الحالة العامة واستئصال السّاد جراحياً، ولابدّ من تكوين فكرة عن وضع الشبكية ووظيفة اللطخة الصفراء أو النقطة الصفراء macula (fovea) قبل إجراء العمل الجراحي، فسلامة حسّ العين للضوء من جميع الاتجاهات شرط من شروط إجراء العمل الجراحي، ويمكن اللجوء إلى إجراء فحوص متممة للتأكد من وضع الشبكية والزجاجي كالتصوير بالأمواج فوق الصوتية echographia، وتخطيط الشبكية الكهربي E.R.G، وتخطيط الكمونات المحرّضة بصرياً V.E.p.

طرق استخراج السّاد

ـ استخراج السّاد مع محفظته extraction intracapsular: تعتمد هذه الطريقة على استخراج السّاد كاملاً مع محفظته مع خزع قزحية محيطي، وهنا يصحح انعدام العدسة بزرع عدسة في الغرفة الأمامية إذا لم يكن هناك مضاد استطباب.

ـ استخراج السّاد خارج محفظته extraction extracapsular: وهي الطريقة الشائعة اليوم، ويتم ذلك بخزع المحفظة الأمامية واستخراج النواة وغسل القشر، مع المحافظة على المحفظة الخلفية. وتستخدم في كلّ الأعمار.

ـ استحلاب العدسة phacoemulsification طريقة متطورة جداً لاستخراج السّاد وفيها تستحلب النواة بالاهتزازات فوق الصوتية، وميزة هذه الطريقة أنّ العملية تتم من خلال فتحة صغيرة.

ويصحّح انعدام العدسة aphakia في الطريقتين السابقتين بزرع العدسة في الغرفة الخلفية أو ضمن المحفظة وذلك في حال سلامة المحفظة الخلفية.

أما السّاد الثانوي فيعالج التكثّف بخزع جراحي أو بالياغ لازر YAG.

الإنذار

إنّ تطوّر جراحة السّاد المجهرية قد حسّن الإنذار على نحو جيد في حال عدم وجود آفات عينية مرافقة تتطلّب في بعض الأحيان عملاً جراحياً مرافقاً مثل تطعيم قرنية مرافق لعملية السّاد، أو عملية منوسرة لخفض الضغط داخل المقلة.

يسرى حدة

مراجع للاستزادة:

 

- J.J.KANSKI, Clinical Ophthalmology (Third Edition, Butterworth-Heinemann, Lon­don 1994).

- Y.POLIQUEN, Précis d’ophtalmologie (Masson, Paris 1989).

 


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 551
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 575
الكل : 31823124
اليوم : 22667

المسرح الملحمي

المسرح الملحمي   المسرح الملحمي epic theatre¨ episches Theater شكل مسرحي في الكتابة والعرض ظهر في نهايات القرن التاسع عشر، محاولةً من المسرحيين للخروج من أزمة الشكل الدرامي المهيمن، باللجوء إلى أدوات السرد الملحمي التي كانت حكراً على الملحمة وحسب. والهدف من ذلك هو الخروج من محدودية الشكل الدرامي التقليدي، الذي اقتصر على عرض قصص الأفراد، بغرض عرض العلاقات المجهولة التي تملي على الفرد سلوكاً معيناً، في حين يبدو سلوكه اختياراً حراً.
المزيد »