logo

logo

logo

logo

logo

السهوب

سهوب

Steppes - Steppes

السهوب

 

 السهوب steppes هي أراض فسيحة بلا شجر، تغطيها أعشاب العروض المعتدلة،  وهذا أهم ما يميزها عن السافانا savanna التي تترافق فيها الحشائش مع الأشجار. وتمتد السهوب في النصف الشمالي للكرة الأرضية خاصة، وذلك لعدة أسباب منها، اتساع اليابسة وتقلص مساحة البحار والمحيطات بعكس نصف الكرة الجنوبي، والنطاق الذي تنتشر فيه هذه الحشائش يطلق عليه عادة اسم السهوب في  قارتي أوربا وآسيا (أوراسيا)، ونطاق البراري prairies أو الحشائش المعتدلة في أمريكا  الشمالية، والبامباس pampas في أمريكا الجنوبية.

منظر في سهوب آسيا الوسطى

 

تتركز السهوب في العروض المعتدلة ضمن القارات، وهي نتاج الظروف الطبيعية في هذه المناطق التي تتميز بعدد من الميزات من أهمها : سيادة المناخ القاري وزيادة حدته اتجاهاً نحو الشرق وابتعاداً عن المحيط الأطلسي (أوراسيا)، وعكس ذلك في أمريكا. وتراوح كمية الهطل بين 200 و550 مم في السنة، وهو يتوزع في أكثر الأقاليم السهبية على مدار العام، ويكون بشكل عام ثلجياً في الشتاء ومطرياً في الصيف، كما لا يزيد وسطي أشد الأشهر حرارة على 20 درجة مئوية، وينخفض وسطي الحرارة اليومي إلى مادون 6 درجات مئوية شتاءً، وقد يصل إلى درجة الصفر.

تسيطر السهوب المرجية في المناطق الشمالية للسهوب الأوربية والآسيوية، وسهوب الحشائش العالية في الأجزاء الشرقية من سهوب أمريكا الشمالية، بينما تلاحظ سيطرة النباتات القليلة الارتفاع والأكثر تأقلماً مع ظروف الجفاف في الأجزاء الجنوبية لسهوب أوراسيا والأجزاء الغربية لسهوب أمريكا الشمالية، وذلك بسبب تزايد الحرارة والجفاف وقلة الهطل من الشمال إلى الجنوب في أوراسيا، ومن الشرق إلى الغرب في أمريكا الشمالية، وقد أثرت هذه الخصائص في مدى تأقلم النباتات مع ظروف الجفاف وقلة الهطل وشدة التبخر، ففي السهوب الشمالية الرطبة تشكل النباتات غطاءً مستمراً وجيداً، وتكون جذورها عميقة، تصل إلى أكثر من نصف متر، وقد تصل إلى ثلاثة أمتار، بينما في المناطق الجافة الجنوبية لا تشكل النباتات غطاءً مستمراً، ويكون حجمها أقل وأوراقها صلبة وأكثر ضيقاً، ومسامها أقل والساق قاسية، وكثيراً ما تحتوي الجذور على خلايا خازنة للماء، وتكون هذه الجذور أقل عمقاً منها في السهوب الشمالية الرطبة.

تشغل السهوب الشمالية أقاليم واسعة تمتد باتجاه عرضاني، يحدها من الشمال أقاليم الغابات عريضة الأوراق ومتساقطة الأوراق، ويحدها من الجنوب أقاليم الصحاري وأشباه الصحاري، ففي أوربا تشغل مساحات محدودة في هنغاريا، وتشغل مساحات واسعة في روسيا، تمتد من القسم الأوربي إلى سيبيريا الغربية، وتحتل بقعاً واسعة منفصلة في سيبيريا الشرقية، وتشاهد النباتات السهبية في مناطق متفرقة من شمال الصين ومنغوليا، وفي أمريكا الشمالية تمتد السهوب بشكل طولاني من الشمال إلى الجنوب، من كندا شمالاً وحتى تكساس جنوباً، ومن إقليم الغابات عريضة الأوراق في الشرق إلى جبال روكي في الغرب. وفي الوطن العربي تشغل السهوب المناطق الداخلية في بلاد الشام والمغرب وليبيا. وفي سورية تنتشر السهوب في قسم كبير منها، يسمى بالبادية السورية، وتنتشر فيها نباتات الشيح والروته والحرمل والقطيف والطرفاء وغيرها.

تتنوع الحياة البرية في السهوب تنوعاً كبيراً، وتعيش فيها حيوانات متكيفة مع محيطها بما فيه من نباتات ومناخ ومصادر مياه.

وتشاهد الغزلان والظباء، خاصة في السهوب الإفريقية، وفي سهوب آسيا الجمل ذو السنامين وفي سهوب أمريكا الشمالية الثور الأمريكي (البيزون)، كما تشاهد فيها عموماً أنواع من القوارض كالأرانب وكلاب المراعي والزواحف وأنواع كثيرة من الحشرات.

قام الإنسان باقتطاع أجزاء من السهوب لتحويلها إلى أراض زراعية مثل البامبا في الأرجنتين، وتجود فيها زراعة القمح والذرة خاصة.

ويبقى الرعي هو النشاط الأساسي لسكان السهوب، حيث يجوبها البدو وأنصاف البدو مع مواشيهم، لكن استغلالها بشكل جائر في السنوات الأخيرة كما حدث في سورية، ساهم في تدهور غطائها النباتي والإخلال بنظامها البيئي الدقيق، حتى باتت بعض أشكال الحياة فيها من نبات وحيوان مهددة بالانقراض.

محمد سليمان

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ شاهر جمال آغا، جغرافية المناطق الجافة والتصحر (مطبعة الاتحاد، جامعة دمشق 1989ـ 1990).

ـ عماد الدين الموصلي، الجغرافية النباتية والحيوانية (منشورات جامعة دمشق 1996ـ 1997).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 200
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40492323
اليوم : 22138

الاتحاد الدولي للاتصالات

الاتحاد الدولي للاتصالات   الاتحاد الدولي للاتصالات International Telecommunication Union منظمة دولية متخصصة من منظمات الأمم المتحدة منذ عام 1947. ومقرها مدينة جنيف بسويسرة. أقيم الاتحاد في مدريد عام 1932 ليضم اتحاد البريد الدولي الذي أنشئ في عام 1865 والاتحاد اللاسلكي الدولي الذي قام 1906. يهدف الاتحاد إلى تنظيم التعاون بين الدول الأعضاء فيه لتحسين الاتصالات بجميع أنواعها واستعمالها استعمالاً رشيداً، ولتقديم المساعدة الفنية للدول النامية في مجال الاتصالات، والعمل على تطوير الوسائل الفنية للاتصالات واستغلالها استغلالاً ناجعاً لتحسين مردود الخدمات في نطاق الاتصالات وتعميمها على الجمهور إلى أقصى حد ممكن. ويهدف الاتحاد أيضاً إلى تنسيق الجهود بين الدول لإزالة التشويش بين محطات البث اللاسلكي في مختلف الدول، وتنظيم استعمال طيف الترددات وتنمية وسائل الاتصالات ولاسيما التي تقوم على تقنيات فضائية بغية الاستفادة المثلى من إمكاناتها.
المزيد »