logo

logo

logo

logo

logo

سمرقند

سمرقند

Samarkand - Samarkand

سمرقند

 

سمرقند Samarqand المدينة الثانية بعد طشقند أهمية وعدداً في جمهورية اوزبكستان، وهي حاضرة مقاطعة سمرقند البالغة مساحتها نحو 31 ألف كم2. تقبع المدينة في وادي زيرافشان Zeravshan الخصب، وذلك بين قناتي دارغوم وسيّاب على ارتفاع 710م، وتبعد عن طشقند العاصمة 275كم و 249كم شمال أفغانستان، ويمر بها الخط الحديدي العابر آسيا الروسية كاملاً (كراسنافوسك ـ  طشقند) وكذلك على الخط الحديدي طشقند ترميذ، وتقع على طريق الحرير الذي يربط أوربا مع آسيا.

مناخ المدينة  قاري جاف شتاؤها قارس (- 24 ْ ـ - 2ْ درجة وسطي شهر كانون ثاني) وصيفها حار جاف (28ْ ـ 24ْ وسطي شهر تموز)، الهطول متوسطي  الطابع شتوي ربيعي لا يزيد على 327 ـ 300ملم وسطياً وفي الجبال المطلة على المدينة (نوراتاو وآغتاو) يبلغ 800 ـ 600ملم.

زيرفشان النهر الكبير الوحيد الذي يمر بالمدينة، ويتفرع فرعين هما آغ دره (الوادي الأبيض) وقره دره (الوادي الأسود)، وهو المصدر الأول لمياه الشرب والري والصناعة.

 السكان

تضم سمرقند أجناساً مختلفة من الناس، جلهم من الأوزبك (75) ثم الروس (7%) والتتار (6%) والطاجيك (5%) إضافة لأقليات أصغر كالفرس والأوكرانيين واليهود.

تنامى، في قرن ونيف من الزمان، عدد سكانها من نحو 55 ألف نسمة لدى احتلالها من قبل الروس إلى نحو النصف مليون نسمة عام 1983، واتسعت من بضعة كيلومترات مربعة إلى 55 كم2 حالياً، ويقدر عدد سكانها حالياً بنحو 700 ألف نسمة.

إن النمو السريع لعدد السكان يعود نسبة التزايد السكانية العالية، وخاصة وسط المسلمين منهم (25ـ30 في الألف). وأقل من ذلك بكثير بالنسبة للروس، كما شهدت المدينة نزوحاً ريفياً واسعاً نحوها بعد الاستقلال. وتحظى المدينة بمستوى معاشي جيد، فمتوسط الأعمار  70 سنة للرجال و75 سنة للنساء، ولكل 1500 نسمة طبيب، والمراكز الصحية  بمختلف درجاتها واسعة الانتشار ونسبة الأمية متدنية كثيراً (10 ـ 15%)، والمجتمع فتي، جله من الأطفال والشباب وعدد أفراد الأسرة كبير (6 ـ 5 اشخاص) بالنسبة للمسلمين وأقل بكثير في أسر الروس.

الاقتصاد

تطورت المدينة بسرعة اقتصادياً وخاصة في العهد السوفيتي، إذ انتقلت من مدينة لصناعات حرفية بسيطة إلى مدينة المصانع والمؤسسات الصناعية الكبرى، ومن أبرز مؤسساتها الصناعية: صناعات القطن والحرير والجلود والأحذية، ومختلف الصناعات الغذائية، وفيها صناعات معدنية ثقيلة كصناعة الجرارات الزراعية والمكائن الكبيرة (السيارات الشاحنة) ومصانع للفوسفات والورق وللأدوات المنزلية بكل أنواعها، وصناعة الألبسة. ولأغلب هذه الصناعات معاهد علمية متوسطة وعالية تخرج أعداداً كبيرة من العلماء والمهندسين والفنيين.

الأوابد والآثار

مقام "غور أمير" الذي بناه المعماري محمد بن محمود بإيعاز من تيمورلنك في عام 1404

 

سمرقند من أعرق مدن آسيا الوسطى أوابداً وآثاراً إسلامية بالدرجة الأولى، وخاصة في الجزء القديم الإسلامي الطابع من المدينة، الذي كان محاطاً بسور طويل (9 ـ 8كم) ولقد هدمه وبواباته جيش الاحتلال الروسي، إلا أن أساس وملامح السور لاتزال محفوظة.

تزخر المدينة بمجموعة مزارات ومقامات ومدارس دينية، ومن أبرزها مراقد شاهي زينده Shahi-Zindeh وروح أباد Ruhabad والتي شيدت في منتصف القرن الرابع عشر. وفي عصر تيمورلنك الذي خلد زوجته الصينية بيبي خانُم Bibi Khanom بمراقد عدة حملت اسمها، بل وبنى مقاماً لنفسه سمي غور أمير Gur-Amir.

ومن آثار القرن الخامس عشر المرموقة مزار  آغ سراي Ak-Saray، وتميزت سمرقند كذلك بمجمع من المدارس الدينية الفاتنة المظهر، وذلك في ساحة ريغستان Registan، يضاف إليها مرصد ابن تيمور لنك الكبير العالم الفلكي أولوغ بيك (1417-1420) Ulugh-Beg ومدرسة شيردار Slirdar وتيلاكاري.

أما في ضواحي سمرقند فهناك مرقد عبدي دارون Abdi Darun وجوبان أتا Chuban-Ata وعشرت خان Ishrat khan. ومن المساجد الأثرية البارزة كذلك جامع نمازغاه Namaz gah (جامع الصلاة) ومدرسة خوجه أهرار وخانيغاه khanigah وسواها.

أما الجزء الأوربي الحديث للمدينة، فقد بناه الروس بدءاً من 1871 وتميز بشوارعه المستقيمة العريضة المخضرة الشعاعية الانطلاق الغنية بالحدائق، وفيه تركزت أبرز المتاحف الأوزبكية والروسية ودور وقصور الثقافة وجامعة سمرقند المرموقة، إضافة لمعاهد علمية مختلفة: طبية وهندسية وزراعية وتربوية وغير ذلك.

التاريخ

جاء ذكر مدينة سمرقند في التراث اليوناني القديم العائد للقرن الرابع قبل الميلاد، ولقد عرفت باسم ماراكندا Maracanda منذ هذا التاريخ وحتى القرن السادس الميلادي، وكانت حاضرة دولة الصغد آنذاك، إلا أنها ضمت بعد ذلك لممتلكات الخاقانات التركية، دمرها الاسكندر المقدوني سنة 329ق.م، وفتحها العرب المسلمون (92-94هـ/710-712م) فانتشر فيها الإسلام، وبدأ هنا عصر الحضارة العربية الإسلامية. وما بين القرنين التاسع والعاشر الميلاديين تبعت الدولة السامانية التابعة للخلافة العباسية اسمياً، ولكن في القرن الحادي عشر استولى عليها الكارغانديون وبعدها بقرن تقريباً أضحت جزءاً من دولة السلاجقة الأتراك، إلا أن شاهات ملوك خوارزم استولوا عليها في مطلع القرن الثالث عشر ولم تمض فترة طويلة حتى اقتحمها جنكيزخان عام 1220م وأتى عليها تخريباً وتدميراً.

سطع العصر الذهبي لسمرقند في نهاية القرن الرابع عشر وفي القرن الخامس عشر، وخاصة عندما جعلها تيمورلنك حاضرة امبراطوريته المترامية الأطراف، وأصبحت مثالاً لمدن آسيا الوسطى الإسلامية ثقافة وبناء واقتصاداً، بعد ذلك بدأ شأنها بالأفول، إذ امتدت إليها يد ملوك الشيبانين الذين جعلوا بخارى عاصمة لهم، وخلفهم  في الملك خانات بخارى. استمر وضع المدينة مضطرباً حتى سنة 1868 عندما اقتحمها الجيش الروسي القيصرى وضمت أوزبكستان كاملاً للامبراطورية الروسية، وجعل القيصر منها عاصمة لمقاطعة زيرافشان، ولما استولى البلاشفة على السلطة أصبحت عاصمة لأوزبكستان في الفترة (1924-1930)، بعدها برزت طشقند عاصمة ولاتزال.

شاهر جمال آغا

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

أوزبكستان.

 

 مراجع للاستزادة:

  

ـ الموسوعة السوفييتية (موسكو 1970) (باللغة الروسية).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 136
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1104
الكل : 40980182
اليوم : 70565

دار البغي

دار البغي   هي جزء من دار الإسلام[ر]، تفرد به جماعة من المسلمين، خرجوا على طاعة الإمام الشرعي، بحجة تأولوها مسوغة لخروجهم، ثم تحصنوا في تلك الدار وأقاموا عليهم حاكماً منهم، وصار لهم جيش وذمة. والبغي في اللغة: إما الطلب، كما في الآية الكريمة: )ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِ( (الكهف 64)، أي ما كنا نطلب. وإما التعدي. وفي الفقه: البغي: الامتناع من طاعة من ثبتت إمامته، في غير معصية، بمغالبة، ولو تأولاً لنص شرعي، كتأويل الخوارج (أو المحكِّمة) آية: )إِنِ الحُكْمُ إلا لِلّهِ( (الأنعام 57) لتسويغ خروجهم على الإمام علي.
المزيد »