logo

logo

logo

logo

logo

السار

سار

Saarland - Sarre

السار

 

السار Saar مقاطعة ألمانية، وتعرف في المصادر الأجنبية باسم سارلند Saarland، تقع في جنوب غربي ألمانيا،يحدها من الشمال والشرق أراضي مقاطعة الراين - بالاتينات الألمانية، ومن الجنوب فرنسا، ومن الغرب فرنسا واللوكسمبورغ . لقد أعطى نهر السار اسمه لهذه المقاطعة التي يخترقها من جهة الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي، مشكلاً حدود هذه المقاطعة مع فرنسا . أما مساحة هذه المقاطعة فتصل إلى  2567كم2.

تتألف تضاريس المنطقة بوجه رئيس من تلال متموجة، تراوح ارتفاعاتها بين 200و500متر فوق سطح البحر، محاطة من جهة الشمال بمرتفعات هونزروك Hunsruck، ومن جهة الجنوب بمنحدرات اللورين الفرنسية، أما أعلى نقطة في المقاطعة  فتقع على ارتفاع  695م فوق سطح البحر، في مرتفعات فيزكيريرخر Weisskircher، ويشكل نهر السار المظهر الرئيس في هذه المنطقة، إضافة إلى عدة أنهار صغيرة ترفده، كنهر بليز Blies ونهر بريمس Prims وغيرهما.

أما مناخ المنطقة فهو معتدل بارد نوعاً ما، وقاري عامة، إذ تتصف المنطقة بصيف حار  يتجاوز فيه المتوسط الحراري 18 ْم، وشتاء معتدل، أما الأمطار فتهطل طوال العام، ولكن يزداد هطلها في فصل الصيف، ويبلغ  متوسط الهطل السنوي 800ملم. وتغطي أشجار الغابة النفضية نحو ثُلث مساحة مقاطعة السار التي تتألف من البلوط والجوز والكستناء والدردار والزان وهي ذات قيمة اقتصادية.

تنتشر التجمعات البشرية التي تقوم على تعدين الفحم في أرجاء المقاطعة، حيث نجد مدن عدة مثل  ساربروكين  Saarbrucken وهي العاصمة وأضخم مدينة في مقاطعة السار (192030نسمة عام 1992) ومركز صناعي وتجاري وثقافي، إضافة إلى غيرها من التجمعات البشرية مثل نونكيرخن Neunkirchen وفولكلينغن Volklingen وسولزباخ  Sulzbach و سار لويس Saarlouis ودودفييلر Dudweiler.

تضاعف عدد سكان المقاطعة في القرن التاسع عشر بمقدار أربع مرات، إذ جذبت صناعة استخراج الفحم والصناعات الحديدية التي قامت في المقاطعة العمال من جميع أنحاء ألمانيا الغربية، ويصل اليوم عدد سكان المقاطعة إلى نحو 1074223نسمة يدين معظمهم بالمسيحية (رومان كاثوليك) مع أقلية بروتستانتية وأنغليكانية، أما اللغة الرسمية فهي الألمانية، على الرغم من  أن سكان المقاطعة يتكلمون الفرنسية .

تتصف مقاطعة السار بالتخطيط العمراني الراقي والطرق الجيدة

يُعد حوض السار الفحمي الذي يقع في ثنية حوضية ضمن مقاطعة السار، والذي يحتوي على كميات هائلة من الترسبات الفحمية -خاصة بين مدينة نينكيرخن  ونهر السار ـ القلب الاقتصادي لمقاطعة السار، ويتمثل النشاط الاقتصادي الرئيس في المقاطعة باستخراج الفحم البيتوميني الصالح لصناعة فحم الكوك، إضافة إلى صناعة الصلب التي قامت على الفحم والحديد المحلي والحديد المستورد من منطقة اللورين الفرنسية القريبة، كما يوجد عدد من الصناعات المهمة مثل الصناعات الكيميائية وصناعة الآلات والزجاج والخزف، أما الزراعة فأقل أهمية من الصناعة، وتعتمد على الحبوب والبطاطا، وهناك صناعة قطع الأشجار إذ تغطي الغابة نحو ثُلث مساحة مقاطعة السار.

تملك مقاطعة السار شبكة متطورة من الطرق السريعة ومن السكك الحديدية الكثيفة التي تربطها مع منطقة الراين ـ ماينز وكولونيا، كما يوجد عدد من الطرق التي تربط المقاطعة مع باريس ولوكسمبورغ، كما يشكل جزء كبير من نهر السار قناة للنقل المائي الرخيص، ويوجد في المقاطعة مطار قرب ساربروكين، يؤدي وظيفته كمطار دولي وداخلي في الوقت نفسه. 

تعد فرنسا أهم متعامل تجاري مع مقاطعة السار، إذ يتم تصدير القضبان الحديدية وسبائك الحديد والصفائح المعدنية، والإطارات والفحم البيتوميني وفحم الكوك والخزف إلى فرنسا. وتستورد المقاطعة من فرنسا خامات الحديد والمركبات واللحم. كما تباع نصف منتجات المقاطعة الصناعية (باستثناء الحديد والتجهيزات الكهربائية) إلى المقاطعات الألمانية الأخرى.

كانت السار في عام  925م تحت سيطرة الامبراطورية الرومانية، لتخضع فيما بعد في القرن السادس عشر الميلادي لسيطرة الفرنسيين الذين تخلوا عنها في عام 1697م، ولكن مع حلول عام 1815م، أصبحت معظم أراضي مقاطعة السار جزءاً من مقاطعة الراين البروسية، وقد تطورت المنطقة خلال القرن التاسع عشر بفضل مواردها من الفحم والحديد. ومنذ الحرب العالمية الأولى شكلت مقاطعة السار مشكلة سياسية بين فرنسا وألمانيا إذ تم إدارة المقاطعة فيما بين عامي 1919ـ 1935م، من قبل عصبة الأمم المتحدة  وكانت تعطي إنتاجها من الفحم لفرنسا مدة 15 عاماً تعويضاً لها عن التلف الذي أصاب حقل فحمها الشمالي في أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم عادت لألمانيا في المدة بين عامي 1935و1945م، وضُمت لفرنسا بعد الحرب حتى عام 1957م، ثم جرى استفتاء بين السكان ففضلوا الانضمام لألمانيا واستقر وضعها نهائياً في عام  1959م، حيث أصبحت المحافظة العاشرة في ألمانيا الاتحادية الغربية.

عدنان خالد

الموضوعات ذات الصلة:

 

 ألمانية ـ  فرنسا.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ جودة حسنين جودة، جغرافية أوربا الإقليمية (دار النهضة العربية، بيروت 1978).

ـ عبد الرحمن حميدة، جغرافية أوربا الغربية (دار الفكر، دمشق 1985).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 559
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1093
الكل : 40498418
اليوم : 28233

المركزية الديمقراطية

المركزية الديمقراطية   إن فكرة المركزية الديمقراطية فكرة صاغها لأول مرة نظرياً وطبقها عملياً ماركس وإنجلز في بناء ونشاط اتحاد الشيوعيين والأممية الأولى، ثم طورها ومارسها لينين في عصر ثورة البروليتاريا. ويفيد القاموس السياسي أنها «مبدأ أساسي في البناء التنظيمي للحزب الشيوعي السوڤييتي»، وقد أصبحت بعد ذلك مبدأً أساسياً لكل الأحزاب الشيوعية في العالم والأحزاب الثورية تحت مسمى آخر هو الديمقراطية المركزية خوفاً من أن يفهم من التعبير السابق أن هنالك خللاً فيه يقود إلى طغيان المركزية واستبعاد الديمقراطية وقمع الرأي الآخر، وذلك من أجل التأكيد والتركيز بأنه مفهوم بحاجة دائمة إلى التطوير المستمر وفقاً للظروف وبما يعزز الديمقراطية فيه. الهدف من المبدأ تعدّ المسألة التنظيمية من أهم المسائل التي تواجه الأحزاب الثورية باستمرار، ويعدّ الاهتمام بها والنجاح في تطبيق أصولها من أهم الشروط اللازمة لقيام تنظيم سياسي قوي يمارس كامل نشاطاته على أساس من الوحدة التنظيمية المدعمة بالوحدة الفكرية، والسياسة المركزية الديمقراطية تشكل العمود الفقري لبناء الوحدة التنظيمية لهذه الأحزاب.
المزيد »