logo

logo

logo

logo

logo

العاص (سعيد-)

عاص (سعيد)

Al-’As (Said-) - Al-’As (Said-)

العاص (سعيد ـ)

(1317ـ 1355هـ/1899ـ 1936م)

 

محمد سعيد بن محمد بن شهاب الحموي، اشتهر بالعاص وهو اسمه العسكري الذي عرف به في أثناء خدمته في الجيش العثماني فصار ملازماً له وطغى على اسمه الحقيقي العائلي.

ولد بمدينة حماة حيث تلقى دراسته الابتدائية مدة ست سنوات، وحصل في نهايتها على الشهادة الابتدائية، وتأهل إلى إكمال دراسته الرشيدية والعسكرية حسب النظام التعليمي العثماني، وذلك لمدة ست سنوات تلقى في أثنائها بعض المعارف والعلوم العصرية واللغات الأجنبية.

كان متفوقاً في دراسته مما ساعده على الانتساب إلى الكلية الحربية في اصطنبول، وقد لاحظ مدرسوه قوة شكيمته في التدريب القتالي وتفوقه على أنداده من الطلاب. وحينما تخرج في الكلية برتبة ملازم أول عام 1907م، أرسل مرة أخرى إلى الأستانة للدراسة في كلية الأركان، ولكنه لم يكمل الدراسة، وذلك بعد اكتشاف ميوله العربية السياسية، وفُصل منها عام 1910، وعُين في كتيبة الرماة، ثم أرسل مع فرقته إلى ألبانيا واشترك في حرب العصابات مع الألبان، كما خاض غمار المعارك الحربية مع الجيش العثماني وفرقته ضد ثورة الجبل الأسود، وفي سنة 1911وقع أسيراً بقبضة اليونان إلى أن استطاع الهرب، وأخذ طريقه إلى الأستانة، وماكاد يصلها حتى أرسلته الدولة إلى المعارك التي كانت تدور في البلقان، فخاض أهمها وأعتاها في موقعة (ساركوبرا)، وفي أثناء تقدم الجيش العثماني باتجاه أدرنة عام 1913م أُرسل مرة أخرى إلى دمشق وعُين مأموراً بالمهمات العسكرية فيها، وكُلف بنقل أحمال من الديناميت إلى اصطنبول بغية إبعاده عن دمشق لنشاطاته واتصالاته مع الوطنيين، وحين وصوله إلى اصطنبول أُرسل من فوره إلى منطقة القتال في (جناق قلعة) مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وعلى أثر اكتشاف نشاطاته وانتسابه إلى جمعية العهد العربية ذات الطابع العسكري والسياسي السري والتي كان يتزعمها عزيز علي المصري، قُبض عليه مع رهط من رفاقه المناضلين، وأحيل الجميع إلى مجلس الديوان العرفي في عاليه لمحاكمتهم بتهمة التآمر على الدولة وخيانتها، وحكم على الجميع بالإعدام، إلا سعيد العاص؛ إذ استبدل بحكم الإعدام السجن، فقضى فترة سنة في سجن حلب ثم نصف سنة في سجن عالية، ثم نفي سعيد العاص إلى (جوروم) في الأناضول، استمر فيها إلى حين خروج الجيش العثماني من جميع بلاد الشام ودخول الأمير فيصل بن الحسين إلى حلب عام 1918م، وفيه عاد سعيد العاص إلى سورية ليبدأ مرحلة جديدة من مسيرة حياته،وانتقل من قتال في جبهة لاتمت إليه بصلة إلى جبهة نضال وطني ضد الفرنسيين الذين تسلطوا على سورية.

لم يكن سعيد العاص مقاتلاً وعسكرياً محترفاً وحسب، وإنما كان مفكراً أخذت مصائر بلده سورية ووطنه العربي الكبير كل همه وفكره وجهده، ولذلك ما إن رجع إلى سورية من منفاه من الأناضول، وإثر خروج الدولة العثمانية وانكسارها أمام قوة عاتية جديدة، حتى انخرط بكل إيمان وحزم في النضال الوطني في سورية، وبدأ دوره منذ اللحظة الأولى التي وطأت جيوش فرنسا الساحل السوري بعد تنفيذ اتفاقية لويد جورج الإنكليزي وكليمانصو الفرنسي.

لذلك، ما إن اندلعت الثورات في جبال اللاذقية عام 1919حتى بادر بالالتحاق بثورة عمر البيطار في جبل صهيون، وكان من المشتركين مع الشيخ عز الدين القسام، ثم التحق بثورة الشيخ صالح العلي إثر لجوء عمر البيطار إلى تركيا، وقاتل ببسالة معه، ثم انتقل منها إلى ثورة جبل الزاوية وشارك إبراهيم هنانو وحضر معه معارك في عدة أماكن من الجبل، وعاد إلى حماة مدة ريثما ينتهي هنانو من تشكيل قواته وميادين قتاله، وفي أثناء عودة العاص للالتحاق مع هنانو وقع في أسر الفرنسيين وسجن نحو شهرين. وفي سنة 1921، اتجه العاص مع كثير من الضباط العرب السوريين إلى الأردن لما علموا أن الأمير عبد الله يقوم بتعبئة قوات، بغية الاتجاه نحو دمشق لطرد الجيش الفرنسي منها، إثر دخول غورو إليها وطرد الملك فيصل خارج سورية، وذلك لإعادته إليها. في أثناء الاستعداد لذلك عين الأمير عبد الله سعيد العاص قائداً لسرية احتياطية، ثم أميناً للسر وللأمن العام، ثم أوكل إليه مديرية التعليم ومديراً عاماً لشرطة عمان.

وفي أثناء هذه الاستعدادات بدأت تظهر بشائر الثورة السورية الكبرى التي اندلعت في جبل العرب بسورية، فنشط العاص وراح يجمع المتطوعين من الأردن ليتوجه معهم إلى سورية، ودخل إليها والتحق بالثورة ضد فرنسا التي قادها سلطان باشا الأطرش، واشترك بمعارك كثيرة في الجبل إلى أن كلفه سلطان باشا بقيادة ثورة حمص وشارك فيها، ثم انتقل منها إلى النبك والهرمل و الزبداني ومنها إلى دوما و الغوطة ومنطقة الميدان بدمشق، وخاض معاركها ضد الفرنسيين. ولم يبق في سورية أي مكان لم يشارك فيه العاص أهلها في القتال ضد فرنسا، ولم يفته القتال في لبنان أيضاً، ثم استطاع الإفلات من الفرنسيين إثر استشهاد عز الدين الجزائري في الغوطة، فانطلق إلى الأردن وفوجئ بوفاة زوجته فحضن ابنته الوحيدة، ومع ذلك فقد انطلق إلى قتال الإنكليز في فلسطين، ووصل إلى نابلس ومنها انطلق للاشتراك بالثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وظل يقاتل إلى أن استشهد في 6 تشرين الأول، بالقرب من قرية (الخفر)، وجرح معاونه عبد القادر الحسيني ووقع أسيراً بيد الإنكليز. وفي أثناء اشتراك سعيد العاص بكل هذه الثورات التحررية في سورية والأردن وفلسطين تأكد لديه كل ما يعتقد به من أفكار كان ينادي بها ويقول: «إن الوطن العربي واحد وإن الانتماء العربي هو الملاذ الوحيد والطريق الوحيد إلى الخلاص من التشرذم والتخلف الفكري والسياسي».

صنف سعيد العاص عبر مسيرة حياته النضالية عدة كتب، تناولت أخبار الثورة السورية الكبرى (1925ـ1927) وتطوراتها وهي:

كتاب «صفحة من الأيام الحمراء»، الوقائع المستقلة، طبع في عمان عام 1931م، وكتاب «صفحة من الأيام الحمراء» بحث فيه عن الثورة السورية مطبوع في المطبعة الوطنية بعمان عام 1929، وكتاب «صفحة من الأيام الحمراء» مذكرات القائد سعيد العاص نشرتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الأولى عام 1988م.

زهير حميدان

 مراجع للاستزادة:

 

ـ مذكرات القائد سعيد العاص، صفحة من الأيام الحمراء (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى، بيروت 1988م).

ـ إحسان الهندي، كفاح الشعب العربي في سورية، دراسة تاريخية عسكرية (منشورات إدارة الشؤون العامة والتوجيه المعنوي، دمشق 1962).

ـ فايز سارة، سعيد العاص 1899ـ1936، حياته، كفاحه (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1993).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 738
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1086
الكل : 40500765
اليوم : 30580

ابن المستوفي الإربلي

ابن المستوفي الإربلي (564 ـ 637هـ/1168ـ 1239م)     شرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة ابن غالب اللخمي الإربلي، الوزير العالم والأديب الشاعر. ولد بقلعة إربل، ونشأ في بيت رياسة وفضل وعلم. بدأ التحصيل العلمي على يد والده وعمه، ودفعه أبوه إلى شيوخ إربل والوافدين عليها، فقرأ القرآن الكريم على قراء عصره، وسمع الحديث الشريف من أعلام المحدثين في أيامه، ودرس علوم الحديث وأسماء رجاله، وأَلَمَّ بكل ما يتعلق به، ومال إلى علوم اللغة والأدب، فاشتغل بالنحو والعروض والبلاغة، وحفظ أشعار العرب وأخبارهم وأمثالهم وأيامهم ووقائعهم، وأتقن علم الديوان وضبط قوانينه على الأوضاع المعتبرة آنذاك، حتى صار إماماً في الحديث وعالماً في اللغة والأدب، وأشهر رجال إربل وفضلائها.

المزيد »