logo

logo

logo

logo

logo

زكي (أحمد-)

زكي (احمد)

Zaki (Ahamad-) - Zaki (Ahamad-)

زكي (أحمد ـ)

(1309 ـ 1374هـ/1892 ـ 1955م)

 

أحمد زكي بن محمد أبو شادي طبيب جراثيمي، وشاعرٌ مجدّد، ومحاضر مثقّف، ورسَّام مبدع، ونحّال بارع، ولد في القاهرة، وتعلم فيها، ثمّ حل في إنكلترا (1912ـ1922)، فحصل على إجازة في الطب، وأسّس «جمعية النيل» في لندن، وأسهم في تأسيس «معهد النحالة الدولي» سنة 1919، ثمّ عاد إلى مصر، فعمل في وزارة الصحة، وأصبح وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة، ولكنّه كان مشدوداً إلى الشعر بقوة طاغية، فأنفق على الشعر ودواوينه ما ورثه عن أبيه المحامي المشهور. وأهمّ ما قام به أحمد زكي أنّه جمع حوله عدداً من الشعراء المبدعين في مصر، مثل أحمد شوقي[ر] وخليل مطران[ر] وأحمد محرم[ر] وإبراهيم ناجي وغيرهم، وأسّس منهم أول جماعة شعرية تجديدية فاعلة، وأطلق عليها اسم «أبوللو»، سنة 1932، وكان من أهدافها السمو بالشعر العربي وتوجيه جهود الشعراء توجيهاً شريفاً، والارتفاع بمستوى الشعراء والشعر أدبيّاً واجتماعيّاً وماديّاً، والدفاع عن مصالحهم وكراماتهم، ومناصرة النهضات الشعرية في العالم.

أما أهمية هذه الجماعة فهي كبيرة وفعّالة في حركة الشعر العربي الحديث، لأنها أوّل جماعة شعرية حقيقية في الوطن العربي (بعد المهجر) تدعو إلى التجديد مضموناً وشكلاً، وهي من أهمّ الجماعات الشعرية التي تشكّلت في الوطن العربي وقرّبت لغة الشعر من لغة الحياة، وكان لتجاربها على الأوزان الشعرية القصيرة والمجزوءة ونظام المقطوعات أثر في الوصول إلى الحداثة فيما بعد.

كما أصدر في الوقت ذاته «مجلة أبوللو» وهي مجلة شعرية رائدة، تُعدّّ ـ على قصر حياتها ـ أهمّ مجلة متخصصة بالشعر في الوطن العربي، وأنشأ مطبعة للمجلة وغيرها من الدواوين، كما أنشا مجلة «أدبي»، ولكنّه تعرض لمضايقات في القاهرة، فانتقل إلى الاسكندرية، ولما أحسّ بالغبن يتبعه إلى هناك، ركب البحر إلى أمريكا في سنة 1946، فعاد نشاطه إليه وشرع يكتب في الصحف والمجلات العربية وغيرها، ويحاضر في المؤسّسات الثقافية، وأسّس هناك رابطة «منيرفا» الشعرية الأدبية على نحو ما صنع في مصر حين أسّس جماعة «أبوللو»، وبقي ينشر القصائد والمجموعات الشعرية إلى أن توفي في المهجر.

لأبي شادي محاولات تجديدية في مجال الشعر والنقد، فهو من أبرز الشعراء الذين دعوا إلى التجديد في كتابه «قضايا الشعر المعاصر» وقد سار على طريق أستاذه خليل مطران في ذلك، ولكنّه كان أكثر جرأة، وإن كان أقلَّ شاعرية، فنظم الشعر مخمساً ورباعياتٍ وثلاثياتٍ ومزدوجات، واهتمَّ بالنظام المقطعي في قصائده، ونظم الشعر المرسل والقصيدة القصصية، كما نظم الأوبريت والمسرحيات، فضلاً عن اهتماماته العلمية. وأهم مؤلفاته الشعرية : «الشفق الباكي» و«أطياف الربيع» و«أنين ورنين» و«أنداء الفجر» و«أغاني أبي شادي» و«شعر الوجدان» و«فوق العباب» و«الينبوع» و«الشعلة» و«الكائن الثاني» و«زينب» (نفحات من شعر الغناء).

ومن قصصه الشعرية التمثيلية والغنائية: «الآلهة» و«الزباء ملكة تدمر» و«إحسان» (مأساة مصرية) و«بين الصحراء وأردشير» (أوبرا خيالية) و«نفرتيتي» و«معجزة رشيد» و«ابن زيدون».

ومن كتبه: «قطرة من يراع» في الأدب والاجتماع و«شعراء العرب المعاصرون» و«مسرح الأدب» و«أصداء الحياة» و«أبو شادي في المهجر» و«قضايا الشعر المعاصر».

كان أبو شادي غزير الإنتاج، فله ستة وعشرون ديواناً، وهذا يعني أنه لم يترك لنفسه فرصة للمراجعة والتنقيح والتكثيف، ولذلك لم يكن من الشعراء المجيدين كإبراهيم ناجي وأبي القاسم الشابي[ر] وعلي محمود طه[ر] وإلياس أبي شبكة وسواهم من شعراء جماعة أبوللو ومن عاصرهم، مع أنّه كان أكثرهم حبَّاً بالتجديد ودعوة له، فضلاً عن أنّه كان من الداعين إلى الإفادة من الآداب الغربية، وقد ترجم عدداً من الآثار الأدبية، كـ «رباعيات الخيام» عن الإنكليزية و«العاصفة» لشكسبير وسواهما. ومن أهم سمات شعره أنّه كان يقدّم المعنى على اللفظ، فاهتّم بالفكرة على حساب الشكل وابتعد عن العبارات المزركشة، ولم يعبأ بموسيقا اللفظ وسلّم خياله للرياح تسوقه حيث تشاء، وهو شاعر الذات والعاطفة والغنائية بامتياز .

كان لأحمد زكي أبي شادي اهتمامات علمية متنوعة، فهو طبيب جراثيمي ونحّال وذو ثقافة موسوعية، ولذلك كان موزّعاً بين الأدب والعلوم. وقد حاول بعض الدارسين أن يُعيد إخفاقه في تحقيق طموحاته الشعرية ودعوته المستمرة إلى التجديد إلى هذا التوسّع في اهتماماته، فقد أصدر، فضلاً عما ذُكر من مؤلفاته، عدداً من المجلات والكتب العلمية، مثل مجلة «مملكة النحل» ومجلة «الدجاج».

خليل موسى

مراجع للاستزادة:

 

 ـ عبد الفتاح إبراهيم، أحمد زكي أبو شادي (القاهرة 1955).

ـ مصطفى عبد اللطيف السحرتي، شعراء مجددون (رابطة الأدب الحديث، القاهرة 1959).

 ـ عبد العزيز الدسوقي، جماعة أبوللو وأثرها في الشعر الحديث (معهد الدراسات العربية العالية، القاهرة1960).


التصنيف : التاريخ
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 377
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1107
الكل : 40519914
اليوم : 49729

محمد السيماوي العراقي

محمد السيماوي العراقي (… ـ نحو580هـ/… ـ 1184م)   أبو القاسم محمد بن أحمد العراقي، في بعض المصادر أحمد بن محمد السيماوي نسبةً لاشتغاله بالسيمياء، أو نسبةً إلى السماوة (ماءٌ في بادية السماوة التي تمتد من الكوفة إلى الشام). كيميائي، اتخذ التجربة في إثبات أي مقولة أو نظرية، خاصةً لمن سبقه من العلماء كجابر بن حيان الذي قلده، واتبعه في عملية تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب. كان كثير الترحال والسفر طلباً للاستزادة في العلم، زار بلاد سوريّة ومصر واليمن والحجاز والمغرب.

المزيد »