logo

logo

logo

logo

logo

سرقسطة

سرقسطه

Zaragoza - Saragosse

سرقسطة

 

سرقسطة Zaragoza عاصمة ولاية سراغوزة في مقاطعة أراغون الواقعة إلى الشمال الشرقي من شبه الجزيرة الإيبيرية،، على مسافة 318كم، من مدريد، تقع ضمن منطقة سهلية خصبة يرويها نهر الإيبرو وروافده. جاء اسمها العربي «سَرَقٌسطة» وكذلك اسمها الحالي من اسم المستعمرة الرومانية التي أقيمت على أرضها وحملت اسم Caesaraugusta.

ومدينة سرقسطة إحدى المدن الرئيسة في أسبانيا، وواحدة من ثلاث مدن رئيسة شكلت مملكة أراغون القديمة وعاصمتها السياسية بعد حروب الاسترداد المسيحية، وهي خامس المدن الإسبانية من حيث عدد السكان الذي بلغ 603367نسمة عام 2000.

سكنت الضفة الشرقية لنهر الإيبرو منذ القدم، من قبل مجموعة الشعوب القديمة المعروفة باسم الكلت، والإيبيريين، وعندما احتل الرومان المنطقة وجدوا مجموعات سكانية كلتية وإيبرية، عرفت باسم سالدوبا Salduba أو سايوبيا Sallvia، وهم الذين قطنوا سهل سرقسطة، وشيدوا مدينتها وسورها الدفاعي.

تمكنت القوات الرومانية في العام 205ق.م في الحرب البونية الثانية، من السيطرة على المدينة والإقليم، وقاموا بتحصين المدينة وتقوية دفاعاتها ورفع أسوارها إلى ارتفاع عشرة أمتار، وحفر خندقها المائي، وتشييد الجسر المعلق على نهر الإيبرو، ومن ثم تحويل المقاطعة والمدينة إلى مقر قيادة الولاية الرومانية في شبه الجزيرة الإيبيرية، وخط الدفاع الرئيس الأول للوقوف في وجه انسياح القبائل الغالية إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، الأمر الذي مكن الرومان من ضبط الأمور في شبه الجزيرة على مدى سبعة قرون من الزمن،قبل أن تتعرض المنطقة لغزو القبائل الجرمانية، وتقع تحت سيطرة قبائل القوط الغربيين Visigoths، الذين تقاسموا تركة الامبراطورية الرومانية، التي تداعت في العام 476م، وتبع ذلك نوع من التمازج الثقافي والحضاري على النطاقين الاجتماعي والمذهبي الديني فيما بين الغزاة القوط وسكان البلاد الأصليين، حيث ساد المذهب الكاثوليكي مذهباً رسمياً للدولة، التي حافظت على استقلالها حتى الفتح العربي الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية منذ عام93هـ/711م، الذي أقر للمسيحيين بحرية الاعتقاد وبإدارتهم لكنائسهم ولاسيما كنيسة البيلار El Pilar، في حين حولت كنيسة السلفادور El Salvador إلى جامع.

كانت سرقسطة عاصمة الثغر الأعلى، والحاجز الدفاعي الأول في شبه الجزيرة الإيبيرية، ضد الملوك الكاثوليك في الشمال، ثم صارت في القرنين الثاني والثالث للهجرة قاعدة للثوار والخوارج على حكومة قرطبة. دخلها الملك الناصر بجيشه في عام 326هـ/937م وشهد منعتها وحصانة أسوارها فأمر بهدم الأسوار حتى لاتشجع الخوارج على الثورة. صارت سرقسطة من أوائل القرن الرابع مركزاً لسلاطين بني تجيب الذين حكموها إلى مابعد انهيار الخلافة وقيام دول الطوائف بقليل حتى سنة 430هـ/1039م، ثم خلفهم في حكمها بنو هود وغدت سرقسطة في ظلهم قاعدة لمملكة قوية من ممالك الطوائف نحو ثمانين عاماً، حتى سقوطها في يد الفونسو الأول ملك اراغون عام 512هـ/1118م.

كان لموقع سرقسطة في الشمال الشرقي بعيداً عن قلب المملكة الإسلامية وقربها من المناطق المسيحية وسقوطها المبكر في ايدي القوات المسيحية تاثير واضح في اختفاء معالمها العربية الإسلامية. فقد أعاد الفونسو تنظيم المجتمع فيها وأعاد كنيسة السلفادرو إلى سابق عهدها، فصارت مقراً لإدارة الأرشيدوقية عام 1135م. كما حول مجمع الكنائس في منطقة البيلار إلى كاتدرائية عرفت باسم البيلار، وكذلك صدر الأمر الملكي القاضي باتخاذ مدينة سرقسطة عاصمة دينية، ومقراً للأرشيدوقية الكاثوليكية الأراغونية Arzopispal de Aragon Zaragoza. وقد شهدت المدينة بوصفها عاصمة أراغون عصراً من الازدهار دام ثلاثة قرون ونصفاً.

ويعود السبب في اختيار سرقسطة مركزاً للأرشيدوقية الكاثوليكية في إسبانيا، لكونها الأقدم من حيث التبشير المسيحي في المنطقة، الذي يؤرخ لقدوم القديس سانتياغو الأكبر Santiago Mayor الذي أقام في منطقة البيلار، وكذلك قدوم القديس أتناسيو San Atanasio والقديس تيودور San Teodoro.

اشتهرت المدينة بمقاومتها البطولية في الحصار الذي ضربه عليها الفرنسيون 1808/1809، وفي العام 1809م، قام خوسيه بونابرت، بعد الاحتلال الفرنسي لإسبانيا، بإعادة تنظيم المقاطعة، وتوسعة حدودها الإدارية لتشغل مساحة 17600كم2.

تأسست جامعة سرقسطة عام 1474م واشتهرت بكلية الطب فيها، وهي اليوم إحدى المدن الطلابية المهمة في إسبانيا، ويعتمد اقتصادها على زراعة الخضراوات والفواكه، إضافة إلى تواجد الصناعات الثقيلة، كصناعة السيارات، والقاطرات والقطارات، والصناعات التعدينية (صهر البرونز، النحاس، الحديد)، هذا إلى جانب الصناعات الخفيفة كالنسيج والصناعات الغذائية والملابس والمفروشات. نمط العمارة في المدينة والإقليم متنوع من حيث مواد البناء والزخرفة ذات التشكيل المتواضع، الذي يعتمد عامة على مادة القرميد المصنعة محلياً، على العكس من الحجر الذي اعتمد في العمارة على نحو محدود جداً.

تشتهر المدينة بكنائسها وكاتدرائياتها الفخمة وعلى رأسها كنيسة البيلار, وهي من أكبر وأقدم الكنائس في المقاطعة وكنيسة مريم المجدلية، ودير سانت لوشيا الذي يعود إلى مطلع القرن الثالث عشر. ومن أشهر الآثار الإسلامية المتبقية قصر الجعفرية الواقع في شرقي المدينة، وكان يضم القصر والقصبة، ويرجع بناؤه إلى القرن الحادي عشر، ثم توالت عليه بعد ذلك تغييرات وإضافات كثيرة حتى بات يمثل عصوراً مختلفة، ولاتزال بقايا المسجد قائمة في داخله، وقد أنشأه أعظم ملوك بني هود وهو أحمد بن سليمان الملقب بالمقتدر، والذي حكم سرقسطة 36سنة (438ـ474هــ)، وسمي القصر على كنيته وهي «أبو جعفر»، وكان من أعظم وأفخم القصور الملكية واشتهر في تاريخ الفن العربي الإسلامي باسم «دار السرور» وأروع ما فيه بهوه الذي زينت جدرانه بالنقوش الذهبية البديعة، لذلك كان يدعى «البهو الذهبي». ولما سقطت سرقسطة شوهت معالمه مثل كثير من الصروح الأندلسية.

محمد الزين، محمد شعلان الطيار

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد عبد الله عنان، الآثار الأندلسية الباقية في الأندلس والبرتغال (القاهرة 1911).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 828
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 632
الكل : 31861228
اليوم : 60771

السيف المبارزة

سيف المبارزة   بدأ الإنسان منذ العصر الحديدي باستخدام الحديد في صناعة السيوف ليستخدمها في صراعاته، وصار يتفنن بأشكالها وأطوالها. وقد أطلق على القتال بالسيوف آنذاك (المبارزة) لما يتميز به هذا الصراع الفردي من مهارة وقوة. وعُدَّ السيف العمود الفقري للحروب، إذ كان الانتصار نصيب من يجيد استخدام السيف وفنون المبارزة. وقد تميز العرب بذلك وبما عرفوا به من شدة بأس وإيمان وشجاعة.
المزيد »