logo

logo

logo

logo

logo

الغزنويون

غزنويون

Ghaznavid dynasty - Ghaznévides

الغزنويون

 

سلالة من أصل تركي اتخذت غزنة (مدينة عظيمة وهي الحد بين خراسان والهند وقصبة زابلستان) عاصمة لها، واستمرت في الحكم مدة تزيد على 200 سنة، من سنة 367هـ إلى سنة 583هـ/977ـ 1187م، في شرقي إيران التي تعرف اليوم بأفغانستان، وبعد ذلك في أجزاء من البنجاب.

مؤسس هذه السلالة سَبُكتكين من قادة السامانيين وولاتهم، اتخذ لنفسه لقب أمير، فلما كان عهد إبراهيم وهو الحاكم الثاني عشر اتخذ لنفسه لقب سلطان، وهو أول من اتخذ هذا اللقب كما يتبين من دراسة النقد الغزنوي.

منذ أن وطد البتكين (مملوك من مماليك السامانيين تدرّج في الرقي إلى أن بلغ مرتبة الإمارة) نفسه في منطقة غزنة سنة 351هـ/962م، بقيت غزنة والمناطق المحيطة بها في أيدي حكام أتراك، وفي سنة 367هـ تولى سبكتكين السلطة في غزنة، واعترف بسيادة السامانيين وقدم لهم العون في حروبهم ضد أعدائهم، كما وجه اهتمامه إلى الدويلات الهندية في البنجاب، ولاسيما سلالة شاهو Shahü التي هزم زعيمها جيبال Djaypal سنة 369 و378هـ، واستولى على عدد من القلاع على الحدود الهندية، وبذلك أرسى سبكتكين هذا الحاكم السني القوي، قواعد واحدة من أكثر الامبراطوريات دواماً في مناطق الحدود الأفغانية الهندية.

تولى السلطة بعد وفاة سبكتكين سنة 387هـ/997م ابنه إسماعيل، ولكن أخاه محمود سرعان ما أطاحه، ولم تأت سنة 389هـ حتى كان قد وطد نفسه.

يُعد محمود الغزنوي من أشهر حكام هذه السلالة، وقد بلغت الدولة الغزنوية أوجها في عهده، فالدولة السامانية كانت قد انهارت، وعقد محمود اتفاقاً مع القرخانينن المنتصرين على أن يكون نهر جيحون الحد الفاصل بين الغزنويين والقَرخانيين. 

كان محمود كوالده سنيَّاً متحمساً أظهر ولاءه للعباسيين، وخطب للخليفة العباسي القادر بالله الذي أنعم عليه بلقب يمين الدولة وأمين الملّة، ويؤثر عن محمود الغزنوي كثرة غزواته إلى بلاد الهند، مدفوعاً في ذلك بعامل الجهاد الديني والرغبة في نشر الإسلام بين الهنود الوثنين، وعندما توفى سنة 421هـ/1030م كانت امبراطوريته تضم البنجاب وأقساماً من السند ومجموعة من الولايات الهندية في وادي نهر الغانج التي اعترفت بسلطانه، إضافة إلى أفغانستان بما فيها غزنة وغور وسجستان وخراسان وفارس حتى ميديا (منطقة الجبال) وطخارستان.

خلفه بعد وفاته ابنه محمد سنة 421هـ، ولكن أخاه مسعود عزله في السنة نفسها، وكان مسعود قائد والده المظفر وحاكم أصفهان والري ومحبوباً من قبل أفراد الجيش، ولذلك فإن الجيش الذي أرسله محمد لحربه، خذله وانضم إلى مسعود في مدينة هراة، فأُخذ محمد أسيراً وسملت عيناه.

كان مسعود محارباً جريئاً ولكن تنقصه الكفاءة الدبلوماسية، كما أن الظروف السياسية لم تكن مواتية له كما كانت لأبيه، فعند وصوله إلى السلطة كان السلاجقة يعبرون نهر جيحون وأخذوا يحتلون خراسان شيئاً فشيئاً، وفي سنة 432هـ/1040م، وفي سهوب داندنكان Dandanakan هُزم مسعود هزيمة نكراء خسر نتيجتها ممتلكاته الفارسية كلها، وفي أثناء حملته على الهند سنة 433هـ أطاحته مؤامرة واغتيل في السجن، فتقدم ابنه مودود (432ـ441هـ) بسرعة من بلخ إلى كابل للوقوف في وجه السلاجقة وانتقم من قاتلي أبيه، إلا أن محاولاته إيقاف التقدم السلجوقي في فارس باءت بالإخفاق، وفي سنة 436هـ، هدد السلاجقة غزنة فتصدى لهم القائد الغزنوي نوشتغان Nushtigan ورد هجومهم ونجح في إنقاذ موطن الغزنويين، كما بقيت للسلالة ممتلكاتها في الهند على الرغم من فقدانهم لبعض المناطق مؤقتاً، وتوفي مودود سنة 441هـ في غزنة حينما كان يهّيىء نفسه للقيام بحملة ضد السلاجقة.

حدثت إثر وفاة مودود صراعات دموية بين عدد من المطالبين بالسلطة واستمرت حتى وصول فرخزاد بن مسعود الأول (444ـ451هـ) إلى سدة الحكم، وقد نجح فرخزاد بمساعدة القائد نوشتيغان في صد السلاجقة الذين كانوا في هذه الأثناء يتقدمون نحو بغداد والأناضول، وعقد أخوه إبراهيم (451ـ492هـ) الذي خلفه معاهدة صداقة مع السلاجقة متنازلاً لهم عن الختلان، والصغانيان وقباديان، فوعده السلاجقة أن يتخلوا عن سياستهم التوسعية نحو الشرق.

برهن إبراهيم على أنه ديبلوماسي قدير وسياسي حاذق، قادر على حماية ممتلكاته، وقد وجه اهتمامه ما بين سنة 465 و468 إلى الهند، فاستولى على عدد من القلاع وأعاد تثبيت سلطان الغزنويين في البنجاب، ثم ترك متابعة الحملات نحو الهند لابنه سيف الدولة محمود، وعينه حاكماً على لاهور Lahawur، فاستولى مباشرة على أغرا Agra ومعاقل أخرى، لكنه عندما حاول الاستيلاء على السلطة من أبيه سُجن هو وبعض أتباعه.

توفي إبراهيم سنة 493هـ/1099م بعد حكم دام 40 سنة وخلفه ابنه مسعود الثالث الذي حافظ على أواصر الصداقة والمصاهرة مع السلاجقة، فلما توفي سنة 508هـ اندلعت المنازعات العائلية وتولى ثلاثة من أبنائه بالتتابع الحكم، ابتدأه شيرزاد الذي اضطر بعد سنة من الحكم سنة 509هـ إلى الفرار إلى طبرستان أمام أخيه ملك أرسلان، ثم فرّ ملك أرسلان إلى الهند بعد هزيمته أمام أخيه بهرام شاه الذي كان قد حصل على دعم السلطان سنجر السلجوقي. وقد كان على بهرام شاه أن يعترف بسيادة السلاجقة وأن يدفع ضريبة باهظة ذكرت بعض المصادر أنها بلغت 1000 دينار يومياً، ومع أن هذه الشروط كانت مجحفة؛ لكنها حفظت لبهرام شاه حكماً هادئاً، ومكنته من تثبيت سلطانه في البنجاب بعد ثلاث حملات قام بها سنة 512هـ، 514هـ، 523هـ.

بقي بهرام شاه معترفاً بسيادة السلاجقة، مع أنه حاول سنة 530هـ/1135م، دون جدوى التخلص من سيادة سنجر ومن دفع الضريبة الباهظة، ولكن علاقته مع الغوريين[ر] تدهورت عندما اغتال بهرام بالسم أحد أفراد الأسرة الغورية في أثناء زيارته غزنة، وأعدم شنقاً أخاً له مع عدد من أتباعه بعد هزيمته في معركة ضده، فكان لهذه الجرائم أثرها السيىء في غزنة، إذ انتقم لمقتلهما علاء الدين حسين الغوري انتقاماً مريعاً فهاجم غزنة ودمّرها وقتل ونهب وسبى وهجّر سكانها، وفرّ بهرام شاه ولم يعد إلا بعد أن أسر السلاجقة علاء الدين حسين، ولكن امبراطورية أجداده أصابها التدهور فقد اقتصر حكم ابنه خسرو شاه على غزنة وزابلستان وكابل إضافة إلى البنجاب، في حين استولى الغوريون على زامنداور وبست ثم على تيجن أباد Tiginabad سنة 552هـ. أما ابنه وخلفه خسرو ملك فقد رأى ممتلكاته تتضاءل شيئاً فشيئاً حتى لم يبق للامبراطورية الغزنوية من وجود، فقد استولى الغوريون على غزنة، ونجح أحد أفراد الأسرة الغورية وهو شهاب الدين في الاستيلاء على الملتان سنة 571هـ وعلى بيشاور سنة 575هـ، ثم أجبر خسرو ملك سنة 583هـ على الاستسلام بعد أن حوصرت لاهور عاصمة البنجاب مراراً، فأُخذ سجيناً ثم أُعدم مع أبنائه في أواخر سنة 585هـ/1190م، وانتهت بذلك سلالة سبكتكين، ولم يبق من هؤلاء الحكام العظام إلا ذكراهم التاريخية.

سادت الثقافة الفارسية في عصر الغزنويين، وعاش في كنف هذه الدولة الشاعر الإيراني الفردوسي أعظم شعراء الفرس، ونال جائزة السلطان محمود الغزنوي على ملحمته الخالدة «الشهنامة»، وكتب أبو نصر العتبي (ت428هـ) تاريخاً عن حياة محمود الغزنوي وجهاده إلى سنة 409هـ وسماه «التاريخ اليميني» نسبة إلى لقبه يمين الدولة، وألف هذا الكتاب باللغة العربية لما رآه من كثرة كتابات الأدباء باللغة الفارسية عن السلطان محمود، كذلك عاش في كنف الغزنويين في غزنة المؤرخ والعالم أبو الريحان البيروني (ت 440هـ) الذي أهدى كتابه «القانون المسعودي» للسلطان مسعود بن محمود الغزنوي وأهدى كتابه في الأحجار الكريمة للسلطان مودود بن مسعود، وألف كتابه المشهور «الآثار الباقية عن القرون الخالية» كذلك ألّف المؤرخ الفارسي أبو الفضل محمد بن حسين البيهقي (ت 470هـ) بالفارسية كتاباً للسلطان مسعود ووالده محمود الغزنوي عرف بتاريخ البيهقي.

نجدة خماش

 الموضوعات ذات الصلة:

السلاجقة ـ الغوريون.

 مراجع للاستزادة:

ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1967).

ـ ابن كثير، البداية والنهاية (مكتبة المعارف، بيروت 1979).

- M. NAZIM. The life and Times of Sul­tan Mahmud of Ghazna (Cambridge, 1931).

- Y.A. HASHMI, Political, Cultural and Administrative History under the Later Ghaznavids (Hamburg, 1956).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 869
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1093
الكل : 40515996
اليوم : 45811

بوهم بافرك (أوغن-)

بوهم بافِرْك (أوغن ـ) (1851 ـ 1914)   أوغن (يوجين) فون بوهم بافرك  EugenVon Bohm Bawerk اقتصادي ورجل دولة نمسوي. ولد في بلدة برون من مقاطعة مورافية، ودرس في جامعة فيينة وتخرج فيها، عمل في وزارة الماليّة النمسويّة (1872-1875) وأوفد في بعثات دراسيّة إلى الجامعات الألمانية. انتقل في عام 1880 إلى إنسبروك، وشغل منصب أستاذ في الجامعة منذ عام 1884. عُين وزيراً للماليّة عدة دورات بين عامي 1897 و1904 استقال بعدها ليتفرغ للتدريس في جامعة فيينة.
المزيد »