logo

logo

logo

logo

logo

الطرابلسي (أمجد-)

طرابلسي (امجد)

Al-Trabilsi (Amjad-) - Al-Trabilsi (Amjad-)

الطَّرَابُلُسِيّ (أمجد ـ)

(1344 ـ 1421هـ/1916 ـ 2001م)

 

أمجد بن حسني بن محمود الطَّرَابُلُسِيّ، هاجر جده من طرابُلُس الشام إلى حي دمشقي سكنه المهاجرون المغاربة فأحبهم وأحبوه، وهو حي باب سريجة، كان أبوه الذي تزوج من أسرة عمر باشا، وهو ضابط في الجيش العثماني ثم الفيصلي، متقناً للتركية ملماً بالفرنسية والألمانية ذواقة للأدب.

عانى اليتم صغيراً عند وفاة أمه في الثانية من عمره عام 1918م، وبوفاة أبيه في التاسعة عام 1925م، فكفله جده وأعمامه.

تلقى تعليمه الأول في كتاتيب دمشق وتطبيقات عنبر، ثم تجهيزه عام 1927م، وثانويته عام 1931م، وكان أساتذته فيها: عبد القادر المبارك، وسليم الجندي، ومحمد البزم. وعندما جاز امتحان الثاني الثانوي قسم الفلسفة نشر أولى قصائده على صفحات مجلة «الرسالة»، وهي نجوى يتيم، في عام 1934م.

عين سنة 1935م معلماً في جبات الزيت بالقنيطرة، وانتسب عام 1936م إلى صف المعلمين العالي، وحصل على شهادته، فندبته وزارة المعارف لتدريس اللغة العربية في ثانوية الكلية العلمية الوطنية، فزامل فيها خليل مردم بك.

نجح في عام 1938م في مسابقة التخصص في الأدب، فسافر أواخر تلك السنة إلى فرنسا، وفي أثناء ذلك وقعت الحرب العالمية الثانية، فتقطعت به وبزملائه، ومنهم محمد عادل العوا، ومحمد جودة الركابي، السبل، فانقطعوا إلى تحصيل الدكتوراه من السوربون دون زيارة وطنهم، فحصل عليها عام 1945م.

ولما وضعت الحرب أوزارها، عاد في عام 1945م إلى دمشق بعد سبع سنوات ونصف، بصحبة زوجته الفرنسية مونيك، فسكن في حي عين الكرش، وعين مدرساً في ثانوية التجهيز جودة الهاشمي سنة، ولما دعا ساطع الحصري إلى إنشاء كليتي الآداب والعلوم اختير لتـدريس الأدب العربي في كلـية الآداب مع شفيق جبري وسعيد الأفغاني، فدرّس فيها من عام 1946م إلى عام 1958م، وأصبح في أثناء ذلك عميداً لكلية الآداب عام 1947م.

وقامت الوحدة بين سورية ومصر، فعين وزيراً للتربية والثقافة والتعليم العالي في الإقلـيم السوري، من عام 1958م إلى عام 1961م، وكان أن انتـخب في عام 1960م هو وعدنان الخطيب عضوين في مجمع اللغة العربية، والمجمع حينئذ تابع لـوزارته، فلم يوقّـع على قرار تعيينه، ووقّع على تسمية زميله، ثم صدر بعيد ذلك في عام 1960م قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة بإنشاء مجمع اللغة العربية الموحد في إقليمي الجمهورية، وتنفيذاً لأحكام المادة (32) منه التي تسمح لرئيس الجمهورية أن يستكمل عدد أعضاء المجمع لأول مرة بقرار منه، صدر قرار رئيس الجمهورية رقم (57) لعام 1961م بتسميته وشكري فيصل ومحمد المبارك أعضاء في المجمع.

ثم حدث الانفصال، فترك في نفسه جرحاً عميقاً، وعزم في نفسه أن يباعد ما بينه وبين جلسة الاستقبال في المجمع ـ وهي سنّة دَرَج عليها المجمع في الاحتفال باستقبال أعضائه الجدد، ما أمكنته المباعدة؛ عسى أن تبعث للعرب وحدة ثانية، أو يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ونأى بنفسه عن أن يخدم نصف دولة عربية بعد أن خدم دولة عربية موحدة.

وهاجر إلى المغرب، فدرّس في جامعات الدار البيضاء وفاس والرباط الأدب العربي والمقارن، وأحب المغاربة وأحبوه، فأسهم في تاريخ الانعطاف الكبير للحركة العلمية هناك من خلال التعريب والإشراف على الرسائل الجامعية، حتى إذا أشرق أمل الوحدة من جديد، وترامى إلى آفاق عربية أرحب، دعا المجمع إلى حفل استقباله في عام 1971م، فتم استقباله، وعزم في كلمة له على العودة إلى بلده بعد انتهاء إقامته في المغرب وعمله في جامعته قائلاً: «بمناسبة عملي حالياً في جامعة المغرب، أرجو أن يُسمح لي بالتغيب عن جلسات المجمع خلال الفترة المتبقية من إقامتي هناك»، ولم يتم له ما أراد فبقي خارج بلده.

وجد الطرابلسي السعادة في الاهتمام بالآخرين من خلال التدريس والعناية بطلابه، فقال: «إن منصب أستاذ جامعي يعدل عندي مُلكا»، وقال: «طلابي هم كتبي»، فدرّس لواذ خمسة وأربعين عاماً، منها اثنا عشر عاماً في جامعة دمشق، وأشرف على أكثر من ستين رسالة دكتوراه وماجستير، وكان من طلابه: أحمد راتب النفاخ، محمد بنشريفة، عبد الوهاب التازي، محمد الكتاني، الشاهد البوشيخي، محمد قرقزان.

كان عاشقاً مدنفاً للغة العربية، حاملاً للهم القومي، معتزاً بالتراث العربي الإسلامي، جمّ التواضع، يظهر ذلك في مثل قوله: «شخصي الضعيف أهون من أن أكتب عنه أنا أو سواي»، وقوله: «في وقت كنت أشرف فيه على وزارة الثقافة»، وقوله في شكري فيصل: «أوسعني اليوم، على علاتي، قلبه الكبير، ولكن سامحه الله؛ فلقد لبّس عليّ بكلماته النبيلة أمر نفسي، حتى وددت وأنا أسمعه لو يعرف هذا الشخص الذي غمره بكرمه وعطفه ومحبته ووفائه، وإن من البيان لسحراً).

لقّبه شاعر الشام محمد البزم بالنابغة، ووصفه بتوقّد الطبع، وله شعر مطبوع يمتاز بالرقة والعذوبة، يقول فيه شكري فيصل: «لم يعرف مرحلة البرعمة؛ إذ اكتملت له الأدوات منذ نماذجه المبكرة»، نشر منه قرابة (65) قصيدة، معظمها في مجلة الرسالة حيث كانت آخر قصيدة فيها هي «أنت وأنا» في عام 1940م، ونشر الباقي في ديوانه. ولشعره عشر ظواهر هي:

1ـ التجديد الوزني والموسيقي. 2ـ روح الأنا العريضة من خلال التفاؤل وتجاوز الألم. 3ـ أثر العصر. 4ـ شكوك الشباب. 5ـ عدوى المعري. 6ـ النبض الاجتماعي.7ـ الرؤية القومية. 8ـ الحنين. 9ـ الشعر القصصي. 10ـ الأوابد والآثار.

وله محاضرات ومقالات منشورة، وستة كتب هي:

«النقد واللغة في رسالة الغفران»، «نظرة تاريخية في حركة التأليف عند العرب »، «اللغة والأدب، الجزء الأول»، «محاضـرات عن شعر الحماسة والعروبـة في بلاد الشام»، «زجر النابح للمعري» مقتطفات، «نقد الشعر عند العرب حتى القرن الخامس للهجرة» (الدكتوراه: طبعتان فرنسية وعربية). وله ديوان شعر.

توفي الطرابلسي في باريس عن 84 عاماً، ودفن هناك.

خير الله الشريف

 مراجع للاستزادة:

  

ـ «كلمة حفل استقبال أمجد الطرابلسي»، مجلة مجمع اللغة العربية، مج47.

ـ «كلمة حفل تأبين أمجد الطرابلسي»، مجلة مجمع اللغة العربية، مج 77.

ـ محيي الدين صبحي، «الشاعر العلامة أمجد الطرابلسي والنقد الأكاديمي» (مجلة الوحدة/العدد 49).

 


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 545
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1082
الكل : 40513930
اليوم : 43745

الأذرة المعدنية (تعدين-)

الأذرّة المعدنية (تعدين -)   تُطلق عبارة تعدين الأذرّة المعدنية Powder metallurgy على مجمل العمليات التقنية التي يتم بموجبها الحصول على أذرة أو مساحيق معدنية, ثم الاستفادة من هذه الأذرة أو خلائطها, أو خلائط لأذرة معدنية مع أذرة أو مواد غير معدنية, أو شبه معدنية, وذلك بتشكيلها ومعالجتها للحصول منها مباشرة على قطع جاهزة أو نصف جاهزة للاستعمال من دون اللجوء إِلى تقنيات التعدين المألوفة مثل الصهر والسكب وما يعقبها من عمليات التشكيل والتشغيل. يعود تاريخ تعدين الأذرة أو المساحيق إِلى نحو 3000 سنة قبل الميلاد, عندما ابتكر قدماء المصريين طرائق من هذا القبيل لتصنيع بعض الأدوات والأسلحة التي كانوا يستعملونها.
المزيد »