logo

logo

logo

logo

logo

الطوارق

طوارق

Tuareg - Touareg

الطوارق

 

الطوارق Tuareg جمع طارقي، أي رجل من قبيلة تارجا، وهي أصغر فروع قبائل صنهاجة.

يعد ابن خلدون أشهر من كتب عن أصل الطوارق، فقد أهتم بدراسة أجدادهم، وردَّهم إلى أصول عربية، نزحوا من جنوبي الجزيرة العربية منذ عهود قديمة قبل الفتح الإسلامي، وأكد ابن خلدون أن قبائل صنهاجة البربرية هم أجداد الطوارق، وقد كانت تعيش أول الأمر في أقصى جنوبي المغرب العربي، ثم انتشر أفرادها في الصحراء الكبرى.

أما في العصر الحديث فقد ظهرت أبحاث و آراء مختلفة عن الطوارق معظمها دراسات فرنسية، بعضها يذكر أن الطوارق هم أحفاد الجرمنت الليبيين سادة الصحراء في العصور القديمة، بينما يربطهم آخرون بالهكسوس، الذين طردوا من مصر في عهد الفراعنة، و هناك رأي آخر يشير إلى أنهم من أصل فينيقي، وغير ذلك من آراء.

يحرص رجال الطوارق على وضع اللثام منذ سن الرشد لذا أطلقت عليهم العرب اسم «الملثمين»

موطنهم الأصلي

تعد الصحراء الكبرى موطنهم الأصلي منذ عهود قديمة، لأن الماء والكلأ كانا متوافرين فيها منذ القديم،ولكن عندما أخذ القحط يمتد إليها اضطر سكانها إلى التراجع إلى أطراف الصحراء، حتى وصلوا إقليم السافانا جنوباً، بالقرب من تمبكتو Timbuktu وما يليها شرقاً من مالي والنيجر، أو كما يسميها ابن خلدون بلاد السودان.

تمتد منطقة تجوال الطوارق آلاف الكيلومترات، من جنوبي المغرب إلى تشاد وحوض النيجر في إفريقيا، ومن فِزَّان الليبية إلى المحيط الأطلسي غرباً، وهذه المنطقة هي من أكثر مناطق العالم جدباً، وأشدها تمثلاً للمناخ الصحراوي، فالأرض رملية قاحلة، والجبال التي ترتفع وسط الصحراء شبه جرداء، وتضم المنطقة بعض الواحات المتباعدة، التي يكاد الطوارق يحتكرون وحدهم معرفة الطرق إليها.

أعدادهم وتوزيعهم

زي التأنق لدى نساء الطوارق

عاش الطوارق متنقلين في الصحراء الكبرى دون حواجز، غير أن الحدود الدولية الحديثة فرقتهم بين دول عدة، فأصبح أكثر من نصف مليون منهم يعيشون في جمهوريتي النيجر و مالي، وما ينوف عن أربعين ألفاً في الجزائر، ومثلهم في ليبيا، ولكن بعض المصادر تذكر أن عددهم في ليبيا نحو مئة وخمسين ألف نسمة، ومازال نحو مئة ألف منهم يعيشون هائمين فوق أرض صحراوية، تزيد مساحتها على مليون ومئتي ألف كم2، ولاتكاد تقف في وجههم أي حدود أو حواجز.

من أهم مراكزهم في الوطن العربي منطقة مدينة غات، التي تقع على واحة في الطرف الصحراوي الجنوبي الغربي من الأراضي الليبية، ومنطقة الهغّار (أي الأحجار) في أقصى جنوبي الجزائر. ويدين جميع الطوارق بالإسلام، بغضِّ النظر عن أصولهم الإثنية، وتسود بينهم الملامح العربية، مع ملاحظة أن طوارق النيجر و مالي أشد سمرة من سواهم من الطوارق، نتيجة لاختلاطهم بالزنوج.

خصائصهم الاجتماعية و أنشطتهم الحضارية

الطوارق مجتمع بدوي، يتكلمون لغة أقرب إلى البربرية القديمة، تُعْرَفُ باسم التامارشق (Tamarshak)، ولهم أبجدية خاصة بهم مؤلفة من 24حرفاً تدعى تفناغ tifinagh، ويتكلم قسم منهم اللغة العربية، والقسم الآخر (الجنوبي) لغة الهاوسا المنتشرة في غربي إفريقيا.

يعمل الطوارق بحرفة رعي الإبل، وتختلف أنظمتهم الاجتماعية عن البدو الآخرين بوجود النظام الأمومي بينهم، وهو استثناء فريد بين جماعات البدو عموماً، إذ تتمتع المرأة الطوارقية بمكانة خاصة لديهم، فهي التي تختار زوجها، وهي التي يرقى إليها شرف النسب، كما تقوم بالأعمال التجارية وتقود حياتها الفردية قبل الزواج، وتظهر سافرة دون حجاب وهي ظاهرة اجتماعية ميزتهم من غيرهم من القبائل الضاربة في الصحراء الكبرى، في حين يحرص الرجل على وضع اللثام، الذي يبقى على وجهه منذ سن الرشد حتى الموت، لذا أطلق عليهم العرب اسم الملثمين.

عرض كبير يقوم به الطوارق على طريقتهم

سيطر الطوارق على ممرات الطرق التجارية عبر الصحراء، ففرضوا الضرائب على القوافل التجارية العابرة، لقاء حمايتها و المساعدة على مرورها بسلام حتى حدود منطقتهم.

يتألف مجتمع الطوارق من طبقتين، الأولى: طبقة السادة «أمينوكال» التي تعمل بالرعي والتجارة وعلى الأخص تجارة الملح الصخري، والثانية: طبقة العبيد «الحرَاطين» وهم الذين يعملون في الزراعة ويمثلون الطبقة الدنيا لمجتمع الطوارق، وهؤلاء يشكلون غالبية سكان «غات» في ليبيا و«تامنراست» في الجزائر. ويجب الإشارة إلى أن بعض الطوارق قد أخذ بتربية الأبقار على الحدود مع مالي ووسط النيجر.

هذا وقد خفت مؤخراً حدة العلاقات الطبقية التي تنظم مجتمع الطوارق، وغيّر التحضر نمط حياتهم وطريقة تفكيرهم، ولاسيما بعد اكتشاف النفط و قيام المشروعات الكبرى في الصحراء، و اتجاه عدد كبير من «الحراطين» إلى العمل فيها، إلا أن هذا التغير في مجتمع الطوارق لايزال بطيئاً حتى اليوم.

محمود فرعون

الموضوعات ذات الصلة:

 

تمبكتو ـ ليبيا.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن خلدون، كتاب العبر و ديوان المبتدأ والخبر (دار الكتاب اللبناني، بيروت 1958).

ـ محمد السويدي، بدو الطوارق بين الثبات و التغير (المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1986).

- H. LHOTE, Les Touaregs du Hoggar (Paris 1947).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 626
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1103
الكل : 40547432
اليوم : 77247

الحوالة في القانون

الحوالة في القانون   تنشأ الالتزامات وترتب آثارها الحقوقية على أطرافها، بحيث يكون كل منهم دائناًَ أو مديناً في وقت واحد، وقد يرغب أطراف العلاقة الحقوقية بنقل الحقوق والالتزامات إلى أشخاص آخرين ليسوا طرفاً في تلك العلاقة، والوسيلة القانونية هي الحوالة. فالحوالة la cession لغة تعني التغيير والنقل من مكان إلى آخر أو من موضع إلى موضع، وأحال الشيء على فلان يعني أنه أسلمه له، وتحول عنه أي زال إلى غيره.
المزيد »