logo

logo

logo

logo

logo

السلافية (اللغات-)

سلافيه (لغات)

Slavic languages - Langues slaves

السلافية (اللغات ـ)

 

تعود اللغات السلافية في أصولها الأولى إلى أسرة اللغات الهندية الأوربية، وتشترك ببعض خصائصها مع أسرة اللغات البلطيقية. وقد انبثقت عن اللغة السلافية القديمة، التي كانت تسمى «السلافية الكنسية» التي تشكلت في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين من لهجات محلية تأثرت بترجمة الكتب والشعائر الكنسية من اللغة اليونانية في مقدونيا الجنوبية، وكانت تعد اللغة الفصحى للشعوب السلافية. اعتمدت السلافية القديمة الكتابة الكيريلية (التي ما تزال اللغة الروسية، والبلغارية والأوكرانية والبيلوروسية وغيرها تستخدمها حتى اليوم) والغلاغولية التي انقرضت في القرن الحادي عشر، ثم زاحمتهما الكتابة اللاتينية التي اعتمدها السلافيون الغربيون عند تحولهم إلى الكاثوليكية. وتعد السلافية القديمة اليوم من اللغات الميتة، أما اللغات الحية المنبثقة عنها فتتوزع على مجموعات ثلاث:

أ- السلافية الشرقية، وتضم

- اللغة الروسية (لغة روسيا الكبرى)

- اللغة الأوكرانية (لغة أوكرانيا: روسيا الصغرى ـ حسب التعبير الروسي القديم)

- اللغة البيلوروسية (لغة روسيا البيضاء ـ حسب التعبير الروسي القديم)

وتعتمد اللغات الثلاث الكتابة السلافية (الكيريلية)

ب - السلافية الجنوبية، وتضم:

- اللغة البلغارية، وتعود أقدم المخطوطات بالبلغارية إلى القرن التاسع الميلادي، وهي تعتمد الكتابة السلافية (على أساس اللغة الروسية).

- اللغة المقدونية، وتستخدم الكتابة السلافية (الكيريلية).

- اللغة الصربية- الكرواتية، ويستخدم الصرب الكتابة الكيريلية، أما الكروات فيستخدمون الكتابة اللاتينية.

- اللغة السلوفينية، وهي لغة سلوفينيا التي كانت إحدى الجمهوريات الاتحادية في يوغوسلافيا. وتعود أقدم مخطوطاتها إلى القرنين العاشر والحادي عشر، وتستخدم الكتابة اللاتينية.

جـ - السلافية الغربية، وتضم:

- اللغة التشيكية، وهي لغة تشيكيا، إحدى جمهوريتي تشيكوسلوفاكيا السابقة، وتُكتب باللاتينية. وتعود أقدم مخطوطاتها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.

- اللغة السلوفاكية، وهي لغة سلوفاكيا، التي كانت إحدى جمهوريتي تشيكوسلوفاكيا السابقة، وتكتب باللاتينية.

- اللغة البولونية، وهي لغة الشعب البولوني، وتعود أقدم مخطوطاتها إلى القرن الرابع عشر، وتكتب باللاتينية.

- اللغة الكاشوبية Kashubian، وهي لغة الكاشوب من البولنديين، الذين يعيشون على ساحل بحر البلطيق. وتعد الكاشوبية اليوم إحدى لهجات اللغة البولونية.

- اللغة السوربية Sorbian، وتتألف من لهجتين، إحداهما شرقية والأخرى غربية وتعدان اليوم من اللهجات الصربية، وتكتبان باللاتينية.

أما اللغة البولابية Polabian، التي كانت منتشرة بين القبائل البولابية على ضفاف نهر لابا (وهو نهر إلبه Elbe) الذي يجري في تشيكيا وألمانيا، واللغة البومورية التي كانت منتشرة على ساحل بحر البلطيق في شمالي بولندا فقد اندثرتا في القرون الوسطى.

حافظت اللغات السلافية على الكثير من خصائصها الهندية الأوربية كالمفردات وتصريف الأسماء. وهي غنية بالصوامت؛ ويكفي ذكر أسماء بعض الأمكنة في اللغة البولونية مثالاً على ذلك: szczebrzeszyn وszczekociny، أو مرادف كلمة «الموت» في التشيكية Smrt. وتكمن الفروقات الرئيسية فيما بينها في التنبير accentuation وفي تعاملها مع الحروف الصوتية. وقد كان للجرمانية والإيرانية والتركية واليونانية واللاتينية تأثير ملحوظ في اللغات السلافية في مراحل تطورها كافة.

رضوان القضماني

 

مراجع للاستزادة:

 

- R.NAHTIGAL, Die slavischen Sprachen (Wiesbaden 1961).

- Reginald De Bray,Guide to the Slavic Languages, 3d ed (1980).

 


التصنيف : اللغة
النوع : لغات
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 54
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1744
الكل : 52764586
اليوم : 18874

تقي الدين محمد بن معروف

تقي الدين محمد بن معروف (نحو 932 ـ 993هـ/1525 ـ 1585م)   تقي الدين محمد بن معروف بن أحمد، عالم فلكي، وراصد رياضي ومهندس ميكانيكي، اشتهر أوائل الحكم العثماني. ورد اسمه كاملاً ومدوناً بخط يده على مخطوط له عنوانه «الطرق السنية في الآلات الروحانية». يرجع في نسبه إلى الأمير ناصر الدين منكويرس، ابن الأمير ناصح الدين خمارتكين. أشارت معظم المراجع إلى أنه من مواليد مدينة دمشق، ثم انتقلت أسرته إلى مصر، حيث استقرت فيها. نشأ تقي الدين في بيت علم ودين، فقد كان والده قاضياً في مصر. ودرس هو علوم عصره، وأصبح قاضياً مثل أبيه. تحدث عن نفسه في أحد مؤلفاته، وهو «سدرة منتهى الأفكار في ملكوت الفلك الدوار» فقال: «ولما كنت ممن ولد ونشأ في البقاع المقدسة، وطالعت الأصلين «المجسطي»، و«كتاب إقليدس في الأصول» أكمل مطالعة، ففتحت مغلقات حصونها، بعد الممانعة والمدافعة. ورأيت ما في الأزياج المتداولة (الجداول الفلكية) [ر] من الخلل الواضح، والزلل الفاضح، تعلق البال والخلد بتجديد تحرير الرصد». وهذا يدل على أن تقي الدين قد اطّلع على الكتب العربية التي وردت فيها الأرصاد والحسابات الفلكية والأزياج فسعى لإصلاحها. واستخرج زيجاً وجيزاً مستعيناً بأبحاث أَلُغ بك، كما ذكر في كتابه «الدر النظيم في تسهيل التقويم». ويبدو من أقوال تقي الدين، التي وردت في كتابه «الطرق السنية في الآلات الروحانية» أنه زار اصطنبول، مع أخيه عام 953هـ/1546م. وربما كان ذلك بحكم وظيفته، أو رغبة في طلب العلم.  وفي تلك المدينة قام بمشاركة أخيه بتصميم آلة لتدوير سيخ اللحم على النار، فيدور من نفسه من غير حركة الحيوان. عمل تقي الدين في خدمة الوالي علي باشا، الذي كان يحكم مصر من قبل السلطان سليمان القانوني، بدءاً من عام 956هـ/1549م. فأهداه كتابين من مؤلفاته وهما «الطرق السنية في الآلات الروحانية»، و«الكواكب الدرية في البنكامات الدورية». وجاء في كتاب «كشف الظنون» أنه في عام 975هـ/1568م ألف تقي الدين كتاب «ريحانة الروح في رسم الساعات على مستوى السطوح» في قرية من قرى نابلس. ثم شرحها العلاّمة عمر بن محمد الفارسكوري شرحاً بسيطاً بإشارة من المصنف، وسماها «نفح الفيوح بشرح ريحانة الروح»، وفرغ منها في ربيع الأول 980هـ، ولها ترجمة إلى اللغة التركية موجودة نسخة منها في المكتبة الظاهرية بدمشق. رحل تقي الدين بعد ذلك إلى اصطنبول، حيث تقرّب من الخواجه سعد الدين، معلّم السلطان، وصار من خواصه الملازمين. ونظراً لبراعة تقي الدين في العلوم الفلكية دعمه الخواجه سعد الدين ليكون رئيساً للمنجمين في أواخر حكم السلطان سليمان، وكان ذلك عام 979هـ/1571م. كان تقي الدين يرغب في إنشاء مرصد في اصطنبول، على غرار مرصد مراغة، الذي أنشأه أَلُغ بك، لذلك قدّم تقريراً للسلطان، عن طريق الصدر الأعظم محمد باشا، ووساطة الخواجه سعد الدين، وشرح في تقريره أن الجداول الفلكية الموجودة صارت غير قادرة على إعطاء معلومات صحيحة، لذلك صارت الحاجة ملحة لعمل جداول فلكية تستند إلى أرصاد جديدة. استجاب السلطان لطلب تقي الدين، وبدأ بإنشاء المرصد أوائل عام 983هـ/1575م، وانتهى بناؤه وتجهيزه بالأجهزة والأدوات بعد ذلك بعامين. وحدث في ذلك الوقت ظهور مذنب في سماء اصطنبول، ولما شاهده تقي الدين في مرصده تقدم بالتهنئة للسلطان، متنبأ له بالنصر على الفرس، الذين كانوا في حرب مع الدولة العثمانية. وقد تحقق ذلك النصر، لكنه لم يكن مجرداً من الخسائر الفادحة. كما أن وباء الطاعون انتشر انتشاراً واسعاً في ذلك الوقت. فانتهز الفرصة قاضي زاده شيخ الإسلام هو وجماعته المنافسون للصدر الأعظم وللخواجه سعد الدين، وشنوا حملة معادية لإنشاء المرصد، ونجحوا بإقناع السلطان بهدمه، فتم لهم ذلك في عام 1580م. كان السلطان مراد قد كافأ تقي الدين، عقب إنشائه المرصد، فمنحه راتب القضاة، كما منحه قطائع درت عليه دخلاً كبيراً. إلا أن هدم المرصد كان له تأثير سيء في نفس تقي الدين، وقد توفي بعد ذلك بخمس سنوات، ودفن في مدينة اصطنبول. كان تقي الدين، كما يقول عن نفسه، في كتابه «الكواكب الدرية في البنكامات الدورية»، مغرماً منذ حداثته بمطالعة كتب الرياضيات، إلى أن أتقن الآلات الظلية والشعاعية علماً وعملاً، واطلع على نسب أشكالها وخطوطها. كما اطّلع على كتب الحيل الدقيقة والميكانيك، ورسائل علم الفرسطون والميزان وجر الأثقال. وكان يتقن معرفة الأوقات ليلاً ونهاراً، معتمداً على عدة أشكال من الآلات، وخاصة البنكامات الدورية (الساعات). وقد دوَّن فن الساعات الميكانيكية ومبادئها، وذكر عدداً من الآلات التي اخترعها. ولكي يبرهن على مدى تقدمه في العلوم الرياضية، ورغبته في نشر المعرفة، وضع عدة مؤلفات، منها رسالة «بغية الطلاب في علم الحساب»، وكتاب في الجبر عنوانه «كتاب النسب المتشاكلة». وكتاب في الفلك عنوانه «سدرة منتهى الأفكار في ملكوت الفلك الدوّار». وسجل في كتابه الأخير المشاهدات الفلكية التي حققها في مرصد اصطنبول. ووصف الآلات التي استعملها فيه، وماكان منها من مخترعاته، محتذياً في ذلك حذو العلامة نصير الدين الطوسي الذي كان يعدّه المعلم الكبير. كان تقي الدين وافر الإنتاج العلمي، قام بتصنيف عدد من الرسائل والكتب، ولما يزل أكثرها مخطوطات محفوظة في عدة مكتبات عالمية. وفي عام 1976 قام أحمد يوسف الحسن بتحقيق ودراسة مخطوط «الطرق السنية في الآلات الروحانية»، ونشره مصوراً في كتاب عنوانه «تقي الدين والهندسة الميكانيكية العربية»، وبين بالرسم والشرح شكل وعمل الآلات التي وردت في هذا الكتاب، وقال: «إن أهمية كتاب الطرق السنية في أنه يكمل حلقة مفقودة في تاريخ الثقافة العربية، وتاريخ الهندسة الميكانيكية». أما موضوعات الكتاب فتشمل مقدمة وستة أبواب. تكلم تقي الدين في مقدمة هذا الكتاب على الآلة المعروفة بحق أو علبة القمر، وهي مشابهة في تركيبها للساعات الميكانيكية. وفي الباب الأول: تكلم على أربعة أصناف من البنكامات، وهي ساعات رملية أو مائية، مما عرفه العرب في مطلع حضارتهم. وفي الباب الثاني: ذكر ثلاث آلات لجر الأثقال. وفي الباب الثالث: وصف أربع آلات لرفع الأثقال ومثلها لرفع الماء. وفي الباب الرابع: تكلم على عمل آلات الزمر الدائم والنقارات (ثلاثة أنواع) والفوارات المختلفة الأشكال (أربعة أنواع). وفي الباب الخامس ذكر أنواعاً شتى من آلات طريفة (أحد عشر نوعاً). وفي الباب السادس: وصف لسيخ اللحم الذي يدور بصورة آلية على البخار.   محمد زهير البابا   مراجع للاستزادة:   ـ بنو موسى بن شاكر، الحيل، تحقيق أحمد يوسف الحسن (معهد التراث العلمي العربي، حلب). ـ تقي الدين، الطرق السنية في الآلات الروحانية، تحقيق أحمد يوسف الحسن (معهد التراث العلمي العربي، حلب).
المزيد »