logo

logo

logo

logo

logo

العرب (بحر-)

عرب (بحر)

Arabian Sea - Mer d'Arabie

العرب (بحر ـ)

 

بحر مداري الموقع واسع جداً (4.832 مليون كم2) وحجم مائه 12ـ 13 مليون كم3، حدوده الجنوبية غير واضحة؛ إذ تتصل بمياه المحيط الهندي من غير حدود متفق عليها. تحيط بالبحر إفريقيا (الصومال) غرباً وأرض الهند وباكستان من الشرق وشبه الجزيرة العربية شمالاً. ويتصل به كل من البحر الأحمر والخليج العربي، وهناك من يرى بأنهما جزآن متممان للبحر العربي، ويتكون بحر العرب من بحر عُمان في الشرق وخليج عدن في الوسط والمنخفض الصومالي غرباً.

التضاريس 

شواطئ البحر صخرية جرفية في السواحل العربية والسواحل الصومالية، وهي كذلك في الشواطئ الغربية لشبه الجزيرة الهندية، ويظهر الشاطئ الرملي في أقصى  شمال شرقي البحر، قرب الحدود الباكستانية، حيث مصب نهر السند ومنطقة مدينة كراتشي.

ـ العتبة البحرية واضحة المعالم في كل شواطئ البحر، وتراوح أعماقها ما بين 200ـ 500م وهي قليلة الاتساع 10ـ40كم في الشواطئ العربية والصومالية، إلا أنها واسعة كثيراً في الشواطئ الهندية و الباكستانية (185ـ350كم)، وتغطيها المجروفات الرملية والطينية القادمة من البر الهندي والباكستاني ، ويشكل نهر السند دلتا عظيمة تحت مائية مساحتها نحو مليون كم2.

ـ السفح القاري: مصدع متدرج شديد التعرج، وميوله كبيرة (10 ـ 20 ْ) وسطياً، وفي بعض المناطق الجرفية (30 ـ 35 ْ)، ومدى السفح القاري كـبيـر (2000ـ 3500م)، وتقطعه فجوج عميقة (1000ـ 1500م) طولانية بعضها نهري المنشأ وأغلبها صدعية (فالقية)، وقيعانها مزيج من الأطيان البحرية العضوية والقارية الرملية الغضارية.

ـ القاع: تضاريسه معقدة جداً، تمتزج فيه السهول الواسعة العميقة جداً، والانكسارات والجبال والنجود والمرتفعات البركانية.

بحر العرب قرب سواحل سلطنة عمان

ـ تشغل السلاسل الجبلية المحيطية مساحات واسعة من البحر، وتمتد آلاف الكيلومترات، ومن أبرزها السلسة العربية الهندية الممتدة من جنوب الجزيرة العربية إلى مشارف جزيرة سومطرة الإندونيسية، وتعلو الجبال إلى 1800ـ 3000م، والسلسلة شديدة التصدع وأبرز صدوعها وفجوجها الإقليمية صدع العوين، وهنا أعمق نقاط البحر العربي (5803م)، وهذه السلسلة تفصل بين حفرتين واسعتين هما السهل الأبيسالي العربي والصومالي. وفي الشمال قرب كراتشي تقع سلسلة جبال مورّي Murry التي تزيد ارتفاعاً على 2000م وتفصل جزئياً بين حفرة عُمان 3000م والحفرة العربية التي لاتقل عمقاً عن حفرة عُمان. ويحاذي منخفض عميق الشواطئ الإيرانية، ويصل طوله إلى 3694م، وإلى الشرق من الحفرة العربية ترتفع تحت الماء سلسلة الجبال المالديفية، ومن السلاسل الجبلية الكبرى السلسلة العدنية (1000ـ 15000م) الجاثمة بين خليج عدن وجزيرة سومطرة، وتسايرها سلسلة أغوار يصل عمقها إلى 4000م، ومن الملاحظ أن أكثر التشكلات الصخرية القارية المنشأ، تحتل مساحات واسعة من أرض البحر وقيعانه،فالعتبة القارية فكثيراً ما تغشى سطوحها الرمال والقواقع المرجانية المنشأ والمجروفات الدقيقة القارية، وعلى الرغم من الانحدار الكبير للسفح القاري، كثيراً ما تتراكم فوقه الأطيان العضوية المنشأ (الفورمينيفيرية) ، وتكثر المجروفات النهرية المنشأ والقارية في خليج عمان، وتشاهد الرمال القوقعية في شمال البحر، أما في المنخفضات السحيقة العمق، فيسيطر الغضار الأحمر العضوي المنشأ، وخاصة في المنخفضات ذات الأعماق الشديدة (3500 ـ 4000م) وهي مكونة من الطين العضوي.

المناخ

مداري موسمي الطابع ، تسيطر فوق مياهه الرياح الشمالية والشمالية الشرقية الموسمية الشتوية، الهابطة من أواسط آسيا (سيبيريا) وبسرعة 4ـ 6م/ثا، وقليلاً ما تتحول إلى رياح عاصفة كما في الصيف. أما في الصيف وبسبب تحول الضغوط العالية الآسيوية الشتوية إلى مراكز ضغط منخفض وبسبب حركة الشمس ظاهرياً شمالاً؛ فإن نطاق المنخفضات الاستوائية تجتاز خط الاستواء شمالاً دافعة برياح عالية الرطوبة وقوية (4ـ 6م/ثا) وسطياً. كثيراً ما تتحول إلى زوابع عاصفة مدمرة  (50 ـ 100م/ثا) ونسبة حدوث العواصف الصيفية عموماً تبلغ 10ـ 20% من مجموع حركة هبوب الرياح.

البحر مداري استوائي حار، لذا فإن قيم الإشعاع الشمسي كبيرة (140ـ160 ك.كالوري/سم2 سنة)، وكلما ازداد الجفاف ازدادت قيم الإشعاع الشمسي، ويترتب على ذلك ارتفاع درجة حرارة مياه البحر، ففي الصيف ترتفع  في أواسط البحر وشرقه حتى 27 ـ 28 ْم، بل وترتفع في خليج عدن حتى 29 ـ 30 ْم، وتنخفض قرب السواحل العربية والإفريقية الشرقية حتى 24ـ 25 ْم، إذ تتصاعد المياه الباردة هنا إلى الأعلى upwelling، وذلك تحت تأثير هبوب رياح قوية من الشواطئ نحو عرض البحر، وقد تنخفض حتى20 ْ لدى حدوث العواصف القوية.

في الشتاء تكون درجة الحرارة أدنى قليلاً، وانتشارها نطاقي الطابع؛ إذ تبلغ 25ـ 26 ْم، في الجنوب و20ـ 30 ْم في الشمال، وتهبط في خليج عُمان حتى 21ـ22 ْم، إلا أن الحرارة في الشرق عند الأراضي الهندية لاتقل عن الصيف حرارة (27 ـ 28 ْم).

وبالنسبة لحرارة الكتل المائية فإنها تقارب فوق العتبة القارية 15 ْ جنوباً 8 ْ شمالاً، وذلك على عمق 100ـ 200م، وعموماً لاتزيد الحرارة على 10 ـ 12 ْم على عمق 500م و7 ـ 8 ْم على عمق 1000م وعند القاع 2ـ 3 ْم درجة.

الهطل

يزداد الهطل من الغرب إلى الشرق، فهو قليل جداً في خليج عدن (100ملم سنوياً)، وكذلك في خليج عُمان من 100ـ 300ملم سنوياً، ولكنه يرتفع إلى 500 ـ 1000ملم، في وسط البحر، ويزداد عند الشواطئ الهندية إلى2000ـ 2500ملم، وقد يصل إلى 3500ملم، والتوازن المائي خاسر، إذ تصل الخسارة إلى 800 ـ 1000ملم، لأن التبخر يقارب 2000ملم.

الخصائص الفيزيائية:

ـ الملوحة: بسبب الموقع الاستوائي المداري وارتفاع الحرارة وشدة فعاليات التبخر، تكون قيم الملوحة عالية 36ـ 36.5  بالألف في الشمال، حيث الهطل الأقل والتأثير الأكبر للقارات.

وتنخفض الملوحة جنوباً بعيداً عن البر، وبسبب تزايد الهطل تبلغ 35.5 بالألف.

ويلاحظ أن الملوحة تتناقص تدريجياً مع العمق، فهي 35 بالألف على عمق 200م، ولاتزيد على 34ـ 34.5 عند القاع.

ـ حركات المياه والكتل المائية:

تخضع حركات المياه السطحية الموجية والتيارية لسرعة هبوب الرياح ولاتجاهاتها الموسمية الفصلية فوق المحيط الهندي، ففي الشتاء تظهر الحركة الدوامية المائية السيكلونية في كل أنحاء البحر تقريباً بسبب حركة الرياح الشمالية الشرقية، بينما تهب الرياح المعاكسة الجنوبية والجنوبية الغربية في فصل الصيف دافعة بالمياه والتيارات المائية الآنتي سيكلونية anticyclone الحركة.

وهكذا يلاحظ أن حركة المياه تخضع لحركة الرياح الموسمية الفصلية،ففي الصيف تبرز التيارات المائية الجنوبية والجنوبية الشرقية والشرقية التي تتحول إلى تيارات شبه نطاقية في الشمال والصومال. وفي الشتاء تظهر التيارات المائية الشمالية بفروعها المختلفة، وتتحول تدريجياً وسط البحر إلى شمالية وشمالية شرقية.

الكتل المائية متنوعة الأصول وعددها ست كتل، أربع منها عالي الملوحة 36 ـ 37 بالألف تتشكل ضمن البحار العربية العالية الجفاف، وبسبب الكثافة العالية هنا تغوص نحو الأسفل، لتكون الطبقة الثانية من الكتل المائية الهابطة. وللبحر الأحمر أثره الفاعل في تكوينها عبر مضيق باب المندب، وتليها كتلة المياه العميقة الأقل ملوحة (35) والأكثر كثافة (25ـ 26). قرب القاع تسيطر المياه الباردة (1ـ 2 ْ) القطبية وشبه القطبية المنشأ القادمة من القطب الجنوبي، وهي ذات كثافة عالية (27ـ 28) على الرغم من ملوحتها القليلة (34ـ 35) بالألف.

أهمية بحر العرب

تنبثق أهميته من الأمور الآتية:

ـ موقعه الاستراتيجي الجاثم بين أكبر أقطار المشرق العربي ومشرق إفريقيا ودول الشرق كالهند وباكستان وإندونيسيا.

ـ جيوبه البحرية المهمة: البحر الأحمر والخليج العربي.

ـ إنه الطريق إلى أوربا (عبر السويس) وأمريكا الشمالية.

ـ تعدد الدول التي تطل عليه وعلى جيوبه والحجم السكاني الكبير (نحو 1.45 مليار نسمة أي ربع سكان العالم) يُذكر منها: الهند، باكستان، إيران، العراق، السعودية، قطر، الكويت، البحرين، عُمان، اليمن، الصومال، جيبيوتي، إريتريا، السودان، مصر، الأردن وسواها.

ـ الأهمية الاقتصادية الكبرى، إذ تنتج دول الخليج وإيران والعراق ومصر 65% من نفط العالم و50% من غاز العالم.

ـ عدد الموانئ والعواصم الكبيرة ومنها: كراتشي، بومباي، بندر عباس، عبادان، البصرة، الكويت، المنامة، الدوحة، أبو ظبي، الدمام، مسقط، عدن، الحديدة، جدّة، العقبة، السويس، مقاديشو.

لقد كان سكان هذا البحر في القرون الوسطى سادة البحر، وقد سيطروا على تجارة التوابل والحرير فيه، ولكن مع بداية القرن الخامس عشر، ظهر الأوربيون على الساحة الدولية، فاستولت البرتغال على مواقع مهمة في جنوبي اليمن وعُمان والإمارات، ثم تلاها الإنكليز الذين استولوا على دول كاملة: مصر، السودان، اليمن الجنوبي، عمان، دول الخليج العربي، والعراق وأجزاء من إيران والهند والباكستان.

تزخر شواطئ البحر بالقواعد العسكرية الأمريكية والإنكليزية والفرنسية، وذلك لأهمية البحر. 

شاهر جمال آغا

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ مجموعة من العلماء، الجغرافية الطبيعية للبحار والمحيطات (باللغة الروسية)، (لينينغراد 1984).

ـ يو.ب ـ دوروين، الاكيانالوجيا الإقليمية( باللغة الروسية)، (موسكو1986).

ـ ف.ف ـ سوخوفوي، بحار العالم ( باللغة الروسية)، (لينينغراد 1987).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 91
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1085
الكل : 40499351
اليوم : 29166

التعايش السلمي

التعايش السلمي   شق مصطلح التعايش السلمي طريقه إلى مجموعة مصطلحات التاريخ المعاصر والعلاقات الدولية سنة 1946 في أثر الحرب العالمية الثانية، وكثيراً ما كان رديفاً أو بديلاً عن مصطلح «الحرب الباردة»[ر] الشائع أو «حمى الحرب» الأقل شيوعاً. تعود جذور هذا المصطلح إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، إذ يمكن اعتبار الكتاب الشهير الذي ألفه الجنرال البروسي، كارل فون كلاوسويتز (1780-1831) وجعل عنوانه «في الحرب»، ونشر سنة 1831، أول بحث يعالج فيه المفهوم الدال على تعايش سلمي ما بين قوى متزاحمة متصارعة.
المزيد »