logo

logo

logo

logo

logo

قازان

قازان

Kazan - Kazan

قازان

 

قازان Kazan عاصمة جمهورية تتاريا ذات الحكم الذاتي والواقعة ضمن الاتحاد الروسي، وهي أكبر المدن القديمة في روسيا الوسطى، كانت فيما مضى مركزاً تجارياً وحرفياً وصناعياً وإدارياً كبيراً، ولا زالت تحتفظ بهذه الأهمية.

تقع مدينة قازان على المجرى الأوسط لنهر الفولغا، وهو من أهم أنهار أوربا طوله 3688كم وهو يغير هنا فجأة اتجاهه من الشرق إلى الغرب، وذلك على بعد 800كم شرقي العاصمة الروسية موسكو، وسط منطقة سهلية متموجة، لا ترتفع أكثر من 300م فوق سطح البحر، تسودها السهوب الغابية ذات المروج الواسعة التي تتخللها أحراش الصنوبر وغابات البتولا والبلوط، وهذا ما أعطى المدينة منظراً طبيعياً خلاباً. مناخ المدينة قاري معتدل، فالمدى الحراري اليومي والسنوي كبير. ويصاحب الشتاء غطاء ثلجي يدوم أربعة أشهر، وتبقى مياه الأنهار متجمدة في المدة ذاتها تقريباً وتنخفض درجة الحرارة شتاءً إلى مادون الصفر، ويندر أن تهبط إلى - 20 ºم.

يعود أول ذكر لقازان إلى النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي. ونتيجة الحروب وغزوات القبائل المختلفة في سهول الفولغا الواسعة، دمِّرت المدينة مرات عدة فتوقفت الحياة فيها مؤقتاً. وفي النصف الأول من القرن الخامس عشر أعاد التتار بناء المدينة من جديد على تلة الكرملين كمركز وعاصمة لخانية قازان القوية، وهنا تقع النواة القديمة لمدينة قازان على بعد 6كم من نهر الفولغا، وذلك في ثلاث زوايا شكَّلها نهرا قازان وبولاك. وأصبحت مدينة قازان فيما بعد عاصمة للتتار ومدينتهم الرئيسة ومركز حضارتهم.

الكرملين القديم كما يبدو من نهر الفولغا

وفي سنة 1438م ضعفت امبراطورية المغول وتساقطت خاناتهم في أيدي الروس، على يد إيفان الثاني (الرهيب) أول قياصرة روسيا وذلك عام 1552م، وأصبحت قازان منذ ذلك التاريخ جزءاً من الامبراطورية الروسية سابقاً والاتحاد الروسي اليوم.

يقال إن الإسلام انتشر على ضفاف الفولغا في قازان قبل بعثة الخليفة العباسي المقتدر، والتي ترأسها ابن فضلان سنة 921م، وزار في أثنائها مدينة بلغار، على بعد بضعة كيلو مترات من قازان، وكان ملك البلغار قد طلب من الخليفة العباسي إرسال بعثة تفقهه في الدين الإسلامي وتبني له مسجداً هناك ففعل. وما زالت مباني مدينة قازان وقصورها وأبراجها وآثارها الإسلامية تشهد على الماضي الإسلامي العريق في تلك البلاد.

ويظهر المنظر الجميل والرائع للمدينة خاصة من نهر الفولغا، حيث يبدو للناظر الكرملين القديم ذو الحجارة البيضاء، والذي يقع على تلة مرتفعة تتناسق مع الشواطئ (الكورنيشات) الغرانيتية الحديثة والشوارع التي تتميز بوجود صفين من الأشجار على جانبيها، والتي تحيط بمركز مدينة قازان من الغرب والشمال والشرق. وفي ضواحي المدينة الحديثة شيدت أبنية مرتفعة متعددة الطوابق ومدارس ومتاجر وقصور للثقافة، وأصبحت مدينة قازان واحدة من أجمل مناطق الفولغا.

وتعد مدينة قازان مركزاً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً لمنطقة الفولغا الأوسط الواسعة، وفي سنة 1758 أسست في المدينة أول مدرسة ثانوية في روسيا القيصرية (باستثناء المدن العواصم)، وفيها العديد من الجامعات العلمية المتطورة، وأهمها جامعة قازان (أوليانوف سابقاً) التي أسست عام 1804وتعد من أقدم الجامعات في روسيا (فهي رابع جامعة فيها من حيث القدم بعد جامعة موسكو وتارتوس وفيلنيوس). وقد اشتهرت هذه الجامعة بعالم الرياضيات لوباتشيفسكي، وعالم الكيمياء بوتلروف، ومن طلابها وخريجيها لينين وتولستوي. وفضلاً عن ذلك توجد اليوم في قازان العديد من المتاحف، هذا إضافة إلى مسرح وأوبرا وباليه، كما يوجد فيها أيضاً العديد من مؤسسات التعليم العالي ومعاهد البحوث العلمية، وخاصة في مجال الجيولوجيا والكيمياء والتكنولوجيا.

إن التطور السريع الذي شهدته مدينة قازان كان بعد ثورة أكتوبر عام 1917، وبعد الثورة بثلاث سنوات (أي عام 1920م) أصبحت عاصمة جمهورية تتاريا ذات الحكم الذاتي ضمن الاتحاد الروسي.

معظم سكان المدينة هم من التتار إضافة إلى التشوفاش Chuvash والماري Mari. وفي الفترة بين عامي 1861ـ1913م تضاعف عدد سكان المدينة أكثر من ثلاث مرات. وفي فترة الثورة الاشتراكية في روسيا عام 1917م كان في قازان أكثر من 20ألف عامل صناعي. ومقارنة مع فترة ما قبل الثورة والوقت الحاضر يُلحظ أن أعداد السكان في المدينة تضاعف أكثر من خمس مرات فوصل إلى مليون وربع المليون نسمة، كما تضاعف عدد سكان تتاريا أكثر من سبع مرات.

وفي عهد السلطة السوڤييتية نمت صناعة قازان نمواً كبيراً جداً، حيث تحتوي المدينة على مؤسسات صناعية كبيرة، تحتل الصناعة الكيميائية وصناعة بناء الآلات فيها مكانة رئيسية. وفي المدينة مصانع للطائرات والقاطرات والآلات الزراعية والمطاط الصناعي والمفرقعات والمنسوجات،بعد أن كانت في الماضي تسودها الصناعات الغذائية والخفيفة فقط، وأصبحت قازان عقدة مواصلات ضخمة، حيث تربطها السكة الحديدية الرئيسية مع موسكو وسفردلوفسك، كما أن ميناء قازان النهري هو الميناء النهري الأكبر في جمهورية روسيا الاتحادية.

ممدوح الدبس

مراجع للاستزادة:

 

ـ موسوعة الاتحاد السوڤييتي، مجلد روسيا الاتحادية (الجنوب الشرقي الأوربي أي الفولغا وشمال القفقاس) (دار الفكر، موسكو 1968).

ـ بوكشيشيفسكي، جغرافية الاتحاد السوڤييتي، السكان، الطبيعة، الاقتصاد (دار التقدم، موسكو 1976).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 127
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40518509
اليوم : 48324

تعديل الإشارة (كشف-)

تعديل الإشارة (كشف ـ)   كشف تعديل الإشارة signal demodulation (أو كشف الإشارة signal detection) هو العملية المعاكسة لتعديل الإشارة[ر] وتهدف إلى استعادة إشارة الحزمة القاعدية (الرسالة) من الإشارة المعدَّلة المُستقبَلة على أفضل نحو ممكن. كشف التعديل التمثيلي: ويتضمن: 1ـ كشف التعديل الخطي تؤدي جميع التعديلات الخطية linear لموجة مستمرة (CW) continuous wave التي تشمل التعديل المطالي (AM) والتعديل الثنائي الحزمة الجانبية من دون حامل (SC-DSB) والتعديل الأحادي الحزمة الجانبية (SSB) والتعديل بحزمة جانبية مختزلة (VSB)، إلى إزاحة طيف الإشارة الأصلية نحو الأعلى.
المزيد »