logo

logo

logo

logo

logo

النعسان (طاهر-)

نعسان (طاهر)

Al-Na’san (Taher-) - Al-Na’san (Taher-)

النعسان (طاهر ـ)

(1887 ـ 1961م)

 

طاهر بن مصطفى النعسان الحموي «الشهير بوِرد أهله، ولهذا كان يطلق على النعسان وإخوته وأبناء عمومته لقب النعساني الوِردي». أديب وشاعر ومؤرخ وخطيب. ولد في حي «الباشورة» من مدينة حماة، وسماه أبوه «طاهراً» على اسم الشيخ طاهر الجزائري الذي كان صديقاً للأسرة. وكان أبوه الشيخ مصطفى النعسان خطاطاً من أمهر الخطاطين، وأخوه الشيخ محمد سعيد بن مصطفى النعسان مفتياً لمدينة حماة، وأول من أسس مدرسة أهلية فيها، فأخذ العلم منذ نشأته الأولى عن أبيه وأخيه، ولاسيما الفقه واللغة والحديث والتفسير والمنطق والخط، ثم تتلمذ على الشيخ طاهر الجزائري، وعمل مع عدد من العلماء والأدباء وقادة الفكر في زمنه، أمثال: صالح قنباز وتوفيق الشيشكلي والشيخ حسن الرزق والشيخ أحمد الصابوني وعلي الأرمنازي وقدري الكيلاني ورشدي الكيخيا وناظم القدسي وعبد الرحمن الكيالي.

عمل في الصحافة قبل الحرب العالمية الأولى، وعُيِّن مديراً لإحدى المدارس الابتدائية، وشارك في الحركة السياسية والاجتماعية وأعمال البر والخير والإشراف على المدارس التي أنشأها أخوه المفتي سعيد، وعمل موظفاً في حماة، ثم انتقل كاتباً إلى مدينة الرقة عام 1934، ترقى بعدها إلى وظيفة قائم مقام، ثم نُقل إلى معرة النعمان عام 1936، وبعدها إلى حماة ثم إلى حلب التي أقام فيها نحو أربعة وعشرين عاماً.

 سجن في عهد الاستعمار الفرنسي بعد مشاركته في ثورة حماة عام 1925، ثم سُرِّح من سجنه. أنجب خمسة أولاد؛ ثلاث بنات هن: صبيحة وسلمى وسعاد، وولدين هما محمد زهير وزياد الذي كانت عنده موهبة شعرية، وقد توفي بعد أبيه بقليل سنة 1962. وقد أراد الشيخ طاهر لابنه زهير أن يكون طبيباً، فرعاه وتخرج طبيباً بعد وفاة أبيه، وسافر إلى فرنسا لمتابعة التخصص، عاد بعدها إلى حلب.

قالت ابنته سعاد: «كانت ثقافة والدي بالقرآن الكريم قبل كل شيء، ثم تثقف بالمطالعة، وكان يقرأ أو يكتب كل شيء في المجلات الأدبية والدينية، كما كانت له مقالات نشرت في مجلة «الهلال» المصرية، وله مقالات كثيرة نشرت في مجلة «المقتطف»، وكانت عنده سليقة شعر».

كان يتحدث بالفصحى في كل مجالسه حتى مع أبناء بيته، وكان شديد الولع بشعر المتنبي، حفظ كثيراً من الشعر العربي، «وكان أنيقاً في ملبسه ومأكله واستخدامه العصا في خلال مشيته، وكان ميالا إلى الطول، وليس بالنحيل وليس بالبدين». أصيب في آخر حياته بمرض خبيث كان سبب موته.

حاضر الشيخ طاهر في المكتبة الوطنية، وشارك في تكريم عدد من العلماء والأدباء والشعراء، كمشاركته في حفل تكريم الشاعر عبد الحميد الرافعي الذي ألقى فيه قصيدة متميزة، مطلعها:

هو العِلْم في تكريمِ أهليهِ فارحـل         وخلِّ طريقَ الجاهلين بمعـزلِ

فهلْ يستوي مَن يعلمُونَ ومن همُ من الجهلِ في داءٍ تمكّن مُعضلِ؟

أرى الغرب سباقاً إلى كلِّ غايةٍ   بها نال ما يبغيه فوق المُؤَمَّل

حقق كتاب «تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب رسول اللهr والتابعين والفقهاء والصالحين» وهو مطبوع، وكتاب «الحلى» للقزاز النحوي، وعمل مختصر «سيرة عمر بن الخطاب» لأسامة بن منقذ، وألف كتاب «أسامة ابن منقذ الشيزري»، إلى جانب كثير من المقالات.

و«هو شاعر موهوب، يتقد ذكاء وفطنة، وأسلوبه عربي، بعيد عن الأساليب الملتوية، وواسع الثقافة. وأما نغمته في إلقاء الشعر الذي ينظمه فيتجلى فيها الوضوح، وتشترك فيها الحواس، فإذا الصوت من فمه ينقل إلى قلب السامع الشعر، ويصبه في سويدائه بلا كلفة ولا جهد». ومما قاله في شعره:

إذا أنا لمْ أنظمْ من الشعر ما به ابـ       ــــتكارٌ إذاً فالنَّظم تحصيلُ حاصلِ

وما أنا مِمَّن ينظمُ الشِّعـرَ مادحـاً        أخا جِدَةٍ أرجـو بهِ نيـلَ نائـلِ

تجنبتُ هاتيكَ الطريقِ ولـمْ أكُـنْ        لأنزَعَ في الأشعارِ نزْعَ الأوائِـلِ

وقال في حماة:

أحماةُ يا بلداً عَرَفْنَا فضلَــهُ     وزَها بحُسنِ هَوائِهِ وبمائـِـهِ

وبهِ قضيْتُ من الشبابِ أنيقَه      ونَعِمْتُ حين أقَمْتُ في أرْجَائِه

جُمع شعره بعد وفاته، ونُشر ديوانه بعد أن دققه الأديب وليد قنباز.

علي أبوزيد

مراجع للاستزادة:

 

ـ ديوان الشيخ طاهر النعسان، دققه وقدّم له وليد قنباز (مطبعة عكرمة، دمشق 1999).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 746
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1096
الكل : 40524965
اليوم : 54780

بوجو (توماس روبير-)

بوجو (توماس روبير ـ) (1784 ـ 1849)   توماس روبير بوجوThomas Robert Bugeaud  ماركيز بيكونيري Piconnerie دوق إيسلي Isly، قائد ومارشال فرنسي. ولد في ليموج وتوفي في باريس. لمع نجمه وهو ضابط شاب في حروب الامبراطورية الأولى، ولاسيما في إسبانية، ثم انحاز عام 1814 إلى الملكيين من آل بوربون[ر] وانتقل إلى صف نابليون في «المئة يوم». ردَّ هجوم النمسويين في سافوا. سميَّ مارشال ميدان وانتخب نائباً عاماً (1831) وكلف بحراسة دوقة بيري (1932) Berry، والقضاء على اضطرابات نيسان (1834)، وهو ما أفقده شعبيته.
المزيد »