logo

logo

logo

logo

logo

فيليبوبوليس

فيليبوبوليس

Philippopolis (Shahba) - Philippopolis (Shahba)

فيليبوبوليس (شَهبَا)

 

تبعد مدينة فيليبوبوليس Philippopolis (شهبا اليوم) عن دمشق جنوباً 90كم، وعن السويداء شمالاً 19كم، وترتفع 1045م عن سطح البحر، وكانت من المدن المهمة في سورية في العصر الروماني، وتشتهر بأوابدها الأثرية النادرة.

تقع فيليبوبوليس على مخروط بركاني بسيط، متوسط قطره نحو500م، وفوهته البركانية صغيرة الحجم، ومنحدرها الشرقي أقل ارتفاعاً من مثيله الغربي، مما يعني تدفقاً للصبات البركانية باتجاه الشرق. وقد بنيت المدينة القديمة فوق هذه الصبات الأحدث عهداً، وامتدت على منحدرات الفوهة البركانية.

بنيت المدينة في عصر الامبراطور فيليب العربي[ر] (204ـ249م) Philippus Arabs، واسمه اللاتيني ماركوس يوليوس فيليبوس Marcus Julius Philippus، ولأنها مسقط رأسه، فقد حملت اسمه، فبعد أن كانت قرية نبطية صغيرة، أمر الامبراطور بتوسيعها وبناء عمائر ضخمة ذات طابع معماري مميز، وجعلها مدينة تضاهي كبريات المدن آنذاك وخاصة روما، فجاءت ذات مخطط نموذجي روماني الطراز، فالشارعان الرئيسان: الشمالي ـ الجنوبي cardo، والشرقي ـ الغربي décumanus، يتعامدان بانتظام، وتشكل نقطة لقائهما في الوسط مصلبة tétrapyle، محاطة بساحة بيضوية الشكل، وكانت المدينة محمية بسور دفاعي أبعاده (1300× 950م)، وكل ضلع مجهز ببوابة ضخمة على هيئة قوس النصر، وقد جُرَّت المياه إليها بوساطة أقنية حجرية محمولة على قواعد ذات أقواس aqueducs من ينابيع تبعد شرقاً نحو 17كم.

مخطط مدينة فيليبوبوليس

عثر حول التلال المحيطة بالمدينة على أدوات صوانية تعود إلى نهاية العصر الحجري الحديث néolithique، واستمر السكن في بعض المدن المحيطة بها في عصر البرونز، مثل مواقع تل الدبة ـ اللبوة ـ الكوم. كذلك في عهد اليونان والأنباط (القرن الثاني والأول ق.م)، ولكن المدينة أخذت أهميتها في العصر الروماني (منتصف القرن الثالث الميلادي) ولم ينقطع السكن فيها في العصور البيزنطية والإسلامية.

بدأت بعثة أثرية وطنية بالتنقيب في المدينة منذ عام 1962، ولازال العمل مستمراً، وكُشف حينئذ عن معالم دارة كبيرة من عهد الامبراطور فيليب العربي، تتضمن أربع أرضيات فسيفساء ملونة، تمثل أساطير: ثِتيس Thetis (ربة البحر) ـ ديونيزيوس Dionysius وآريادْنِه Ariadne ـ أورفيوس Orpheus (عازف الموسيقى) ـ آرِس Ares وأفروديت Aphrodite. أُبقيت في مكانها الأصلي وبُني فوقها متحف.

 وفي مبنى الحمامات الكبرى قرب الدارة، عُثر على عدد من اللقى المهمة، منها أجزاء من الرخام الأبيض، تعود إلى تماثيل الامبراطور فيليب وزوجته أوتاسيليا، وعثرت البعثة نفسها على مجموعة من الجرار الفخارية في أثناء التنقيب جنوب غربي المعبد الامبراطوري، تعود الى العهد الروماني، وعُثر على مقبرة جماعية مربعة الشكل، بداخلها مجموعة من الخرز والأساور البرونزية تعود إلى العهد الروماني، كما كشفت البعثة عن أنفاق المعبد الامبراطوري الواقعة تحت منصاته، وتنتهي في أعلى المبنى البالغ ارتفاعه 15م.

من آثارمدينة فيليبوبوليس

أما أهم أوابد فيليبوبوليس، فهي: معبدان وثنيان، الأول يقع غربي المصلبة،على حافة الطريق المتجهة شرق ـ غرب، ولاتزال ثلاثة من أعمدته الكورنثية قائمة، الثاني منها يقع جنوب غربي الطريق نفسها، ويبلغ عرض واجهته ثلاثين متراً، وأمامه ساحة كبيرة مبلطة، يحدها درجان عريضان في الجهتين الغربية والجنوبية.

ـ بقايا القصر الامبراطوري الملاصق للمعبد من الجهة الشمالية، ولايزال مدخله قائماً.

ـ مقبرة مربعة الشكل كانت مكونة من طابقين، خصصت لاستقبال رفاة أسرة الامبراطور Philippeion.

ـ مسرح بقطر 42.5م، كان يتكون من طابقين في كل منهما 9صفوف من الدرجات، تتسع لـ 1500متفرج، ويعد من المسارح النادرة بهذا الحجم في منطقة الشرق.

ـ الدارة (أو القصر) المكونة من 24غرفة، زينت أرضيات بعضها بالفسيفساء، وكانت مخصصة لسكن أفراد الطبقة الحاكمة.

ـ الحمامات الكبرى شمال غربي الدارة، وكانت تتضمن عدة مرافق: مكتبة ـ صالة مطالعة ـ صالات تمارين ـ سوق تجارية ـ التحصينات والبوابات في جهات المدينة الأربع.

ـ بقايا كنيسة، ذات ثلاثة أروقة من القرن الرابع الميلادي.

ـ بقايا مساكن من العصر الإسلامي وأربع برك مياه.

تكمن أهمية فيليبوبوليس كونها مسقط رأس الامبراطور فيليب العربي، وأنها تتضمن مباني أثرية مهمة، وخاصة متحفها الغني بالفسيفساء النادرة، كما تمثل نموذجاً للمدن ذات المخطط الشطرنجي hipodamien، وكانت في عصور مختلفة محطة تجارية مهمة على الطريق الذاهبة من دمشق باتجاه بصرى فشبه جزيرة العرب.

حسن حاطوم

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الحوليات الأثرية العربية السورية، المجلد 41 ( دمشق 1997).

- JEAN-MARIE DENTZER, Hauran I(Paris,1985-1986).

-HASSAN HATOUM ,(Bulletin d’études orientales, Damas 2000).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 60
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1099
الكل : 40516106
اليوم : 45921

السلامة البيئية

السلامة البيئية   تتكون البيئة الطبيعية من أربعة مكونات أساسية يرتبط بعضها ببعض ارتباطاً وثيقاً وهي الغلاف الجوي، والغلاف المائي، والغلاف الصخري، والغلاف الحيوي. وهذه المجموعة من العناصر الطبيعية تسعى دوماً إلى تحقيق حالة من التوازن عبر تغيرها المستمر. غير أن النشاطات البشرية تؤثر تأثيراً كبيراً في معدَّل هذا التغير وكيفيته، إيجاباً في بعض الحالات وسلباً في معظم الحالات.
المزيد »