logo

logo

logo

logo

logo

فونتينبلو (مدرسة-)

فونتينبلو (مدرسه)

School of Fontainebleau - Ecole de Fontainebleau

فونتينبلو (مدرسة -)

 

مدرسة فونتينبلو école de Fontainebleau تيار فني ظهر في فرنسا في القرن السادس عشر، يمثله عدد كبير من الفنانين الفرنسيين وغير الفرنسيين ممن عملوا بين عامي 1530 و1560 في تزيين قصر فونتينبلو الذي يبعد 64كم جنوب شرقي باريس.

ويتـوزع هذا التيـار في مدرستين: مدرسـة فونتينبلو الأولى (بدءاً من عام 1531) ويمثّلها الفنانون روسو فيورنتينو Rosso Fiorentino وفرانشيسكو بريماتيتشو[ر] Francesco Primaticcio (نحو 1505-1570) ونيكولـو دل آباتـه Nicolo dell’Abate (نحـو 1509-1571)، ومدرسة فونتينبلو الثانية (بدءاً من عام 1594) ويمثلها أمبـرواز دوبـوا Ambroise Dubois (نحو 1542-1614) وتوسان دوبـروي Toussaint Dubreuil (نحو 1561-1602) ومارتين فريمينِهMartin Fréminet  (نحو 1576-1619).

حين عاد فرانسوا الأول إلى عرش فرنسا عام 1527 بعد سنتين من الأسر، بدأ حملة موسعة لإعادة ترميم مستراح صيد قديم في غابة بييڤر Bièvre. وقد استطاع فرانسوا إقناع عدد لا بأس به من المصورين والمعماريين وأصحاب الحرف الإيطاليين بالقدوم إلى فرنسا والعمل متعاونين على تحويل هذا المستراح الريفي القديم إلى مقر رئيس للملك؛ إلى قصر زاخر بالزخرفة الفخمة يعرف اليوم باسم «فونتينبلو».

مدرسة فونتينبلو الأولى

 
 

واجهة قصر فونتينبلو

   
 
 

قصر فونتينبلو من الداخل

كان روسّو فيورنتينو أول الوافدين إلى فونتينبلو (1530)، وهو فنان من فلورنسا، ويعدّ مؤسس مدرسة فونتينبلو، وكان قد أثبت قبل قدومه مقدرة عالية على العمل مع مصورين مشهورين، أمثال بيرينو ديل ڤاغا Perino del Vaga في روما. وبعد وصوله بمدة وجيزة، وصل الفنان التشكيلي فرانسيسكو بريماتيتشو قادماً من مدينة بولونيه Bologne الإيطالية. وبإشراف روسو وبريماتيتشو تطور أسلوب فني يعرف بتيار «مدرسة فونتينبلو» سعى إلى خلق تآلف بين التصوير والزخرفة داخل قاعات القصر.

كان لروسو وبريماتيتشو مزايا فائقة، إذ طوَّر أسلوباً رائعاً دمج اللوحات التصويرية والأعمال الجصية وأكاليل الأزهار وأشكالاً أخرى من النحت البارز في كل موحد. إضافة إلى ذلك طور روسو تقنية تحاكي «تقنية الحزام»، إذ تعامل مع الجص وكأنه قطع من الجلد تلف وتُطوى وتُقطع إلى أشكال. وكان الفنانون الذين لم يتسنَّ لهم زيارة قصر فونتينبلو يتعرفون الأعمال التي كانت تنجز فيه عن طريق نقوشاتها وأعمال الحفر المنسوخة عن الأصل. وتعدُّ هذه النقوشات اليوم سجلات تَحفظ وتوثِّق ما ضاع من أعمال. ومازال معظم أعمال النحت الزخرفي والتصوير التي أنجزت في فونتينبلو يُشاهد هناك في متحف فرانسوا الأول وغرفة دوقة ديتامب d’Etampes.

عمل بريماتيتشو مدة طويلة بعد موت روسو، وظل أسلوبه المتمثل في الأشكال الإنسانية ذات الأطراف الطويلة والرقاب النحيلة والرؤوس الصغيرة والملامح الكلاسية المبالغ فيها قانوناً لما تبقى من القرن السادس عشر. وقد رأس بريماتيتشو كوكبة الفنانين والعمال العاملين في تزيينات القصر الداخلية وفي الإنشاءات الجديدة وفي تنظيم الحدائق، وصمم النماذج للنحاتين والصياغ والحفارين موزعاً وقته بين العمارة والتصوير والرسوم الجدارية والتزيينات الداخلية.

وتطور بإشراف بريماتيتشو أسلوب فني طغت عليه سمات رسم الخطوط المبالغ فيها والألوان البراقة وأشكال الأجسام الطويلة، إضافة إلى تكلّف مبالغ فيه في رسم المناظر الطبيعية؛ التقليدية منها والأسطورية. فضلاً عن ذلك، تطورت ظاهرة الشهوات الحسية في رسم الأشكال العارية التي لم تكن تعرف في فرنسا قبل مدرسة فونتينبلو.    

ومن أساتذة الفن غير الفرنسيين مصور المناظر الطبيعية الأسطورية نيكولو ديل آباته الذي جاء إلى فونتينبلو عام 1552، والنحات الفلورنسي بنڤينوتو تشِلّيني Benvenuto Cellini الذي يعرف بعمله الشهير «مملحة المائدة» Saltcellar التي صنعها للملك فرانسوا الأول و«حورية فونتينبلو» Nymphe de Fontainbleau الموجودة في متحف اللوڤر.

وفي عام 1540 بدأ فريق من الفنانين، بتوجيه من بريماتيتشو, بإنتاج طبعات لرسومات روسو وبريماتيتشو، وذلك باستعمال وسيلة جديدة هي طريقة «حفر الكليشيه» etching، وهي أسلوب أسرع وأكثر رشاقة من طريقة الحفر engraving المتبعة. ومن الفنانين الذين عملوا طبعات في فونتينبلو المصور أنطونيو فانتوتسي Antonio Fantuzzi من مدينة بولونية الإيطالية، وهو أحد مساعدي بريماتيتشو، والمصور الفرنسي جان مينيون Jean Mignon الذي ساعد أيضاً في عمليات الزخرفة، إضافة إلى النحات المحترف ليون داڤان Léon Davent الذي تحول سريعاً إلى اتباع طريقة «حفر الكليشيه». وبالنتيجة فإن عدداً كبيراً من التصاميم بقيت محفوظة بمساعدة عمليات الحفر هذه. كما أن استخدام «الطبعة» وفرَّ الوقت الكافي لنيكولو وبريماتيتشو وآخرين للعمل في مهمات خاصة في باريس وفي مناطق فرنسية أخرى، إذ ساعدتهم على نشر الأفكار والعمليات الفنية التي أنجزت في قصر فونتينبلو. فلوحة روسو «المنافسة بين أثينا وبوسيدون» Contest between Athena and Poseidon التي طبعها ڤانتوتسي، ولوحة بريماتيتشو «ڤينوس ومارس» Venus and Marsالتي طبعها داڤان، توضحان جمالية الخط الرشيق الذي قدمته «الطبعات» في فونتينبلو.

مدرسة فونتينبلو الثانية

بعد موت فرانسوا الأول عام 1547 تحولت الرعاية الملكية عن فونتينبلو إلى أن تسلّم هنري الرابع عرش فرنسا، فبدأت مدرسة فونتينبلو الثانية بالظهور وقد سيطر عليها الفنانون الفلمنكيون والفرنسيون.

كان الفنانون الذين وضعوا أسلوب هذه المدرسة الثانية رجالاً أكفاء، لكنهم يفتقدون للخيال والابتكار. وهم سعداء في العمل ضمن الحدود الفنية التي وضعها أسلافهم في فونتينبلو.

كان دو بروي أبرز ممثلي هذه المدرسة، وكان له دور مهم في فونتينبلو، وغالباً ما أظهر نفسه مزخرفاً ذكياً ومصوراً رائعاً للمناظر الطبيعية. وبعد موته برز أمبرواز، وكان فناناً أقل شأناً ولكنه أبدى موهبة فذة في الزخرفة.

أما مارتين فريمينِه الذي تكوّن في إيطاليا فكان تحت تأثير الموجة الأخيرة للنزعة التكلفية[ر] mannerism. وقد عاد إلى فرنسا بعد موت دوبروي، وترك أعمالاً مهمة معتمداً برنامج مدرسة فونتينبلو الأولى، بيد أن عمله في تزيين سقف كنيسة ترينيته Trinité الصغيرة في فونتينبلو يظهر تقديره لميكيلانجلو، ويمثل إشارة أولى إلى توريد أسلوب أوج عصر النهضة إلى فرنسا مزاحماً أسلوب التكلفية.

ويمكن القول: إن الإلهام في مرحلة مدرسة فونتينبلو الثانية قد تغير، إذ ظهرت الأفكار الرومنسية إلى جانب الأفكار الأسطورية، وحلّ اللون الدافئ محل اللون البارد، واتسمت الزخرفة بصلابة الأشكال وبعمق الكتلة كما يرى في لوحة «مولد كيوبيد» Birth of Cupid.

إن رشاقة أسلوب مدرسة فونتينبلو المبالغ فيه والخيالات المعقدة التي دُمجت، واجتمعت في أعمال النحت والتصوير والعمارة جعلت مدرسة فونتينبلو تمثل نقطة الأوج في تطور التكلفية.

فائق دحدوح

الموضوعات ذات الصلة:

 بريماتيتشو (فرانسيسكو) ـ التكلفية.

مراجع للاستزادة:

- HENRI ZERNER, The School of Fontainebleau (Abrams 1969).

- HENRI ZERNER, The School of Fontainebleau: Etchings and Engravings (Harry N. Abrams, New York 1977).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 827
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1072
الكل : 40503181
اليوم : 32996

الأبجدية

الأبجدية ربما كانت الأبجدية alphabet أعظم إنجاز حضاري عرفته البشرية في تاريخها القديم على صعيد الكتابة. ويُمثِّل هذا الإنجاز الحلقة الأخيرة لسلسلة من محاولات الكتابة التي بدأت بالتصويرية، أي برسم رموز ماديّة مرئيّة تمثل المسمّيات أو الأحداث والتصوّرات، على ما انتهى إليه الباحثون في آثار بلاد الرافدين ومصر. تَلَت ذلك مرحلة الكتابة المقطعية التي تقوم فيها علامات بأعيانها مقام مقاطع، أو تُقْصَر قِيَمُها برموزها الصوتية على الحرف الأول acrophony، وكان هذا النظام معقداً غامضاً، بيد أنه كان تمهيداً لنشأة الأبجدية.
المزيد »