logo

logo

logo

logo

logo

مدور (بيتر-)

مدور (بيتر)

Medawar (Peter-) - Medawar (Peter-)

مدور (بيتر ـ)

(1915ـ 1987)

 

ولد بيتر برايان مدوّر Peter Brian Medawar في ريو دي جانيرو - البرازيل - لأب عربي مولود في لبنان ومتجنّس بالجنسية البريطانية، وتوفي في لندن. درس علم الحيوان في أكسفورد، ثم علم التشريح المرضي بعد تخرجه، وتابع عمله في البحث العلمي بما يتصل بالطب. تدرّج في سلك التعليم الجامعي في أكسفورد ثم في لندن، حتى عيّن مديراً للمعهد الوطني للبحث العلمي الطبي في العام 1962. بدأ بحثه في دراسة زرع النسج وفي تجدد regeneration الأعصاب المحيطية. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية طُلب منه أن يتقصّى سببَ رفض الجسم أي طعمٍ جلديٍ يؤخذ من شخص آخر متبرع. كانت النظريات السائدة حتى ذلك العهد أن الفقاريات ترث القدرة على تمييز نسجها من نسج أي فقاريات أخرى في أثناء الحمل، أي إنها تلد وقد امتلكت هذه القدرة. وقد أجرى مدوّر دراساته على المواشي التوائم بتطعيم جلدها بجلد مأخوذ من توءمها فلاحظ أن الطعم لا يرفضه الجسم في التوائم الحقيقية (وحيدة الزيغوت monozygotic) في حين يرفضه في بعض التوائم ثنائية الزيغوت dizygotic، ويتقبله في بعضها الآخر. وقد تبيّن له ولزملائه المشاركين في البحث أن سبب هذا القبول هو أن التوائم الثنائية الزيغوت تتبادل مقادير مهمة من كرياتها الحمر في أثناء الحمل؛ مما يجعل التوءمين يعدان الكريات الحمر لكليهما كأنها ذاتية. استفاد مدوّر من نظرية الأسترالي فرانك بورنيت Frank M. Burnet الذي كان أول من قال بوجود «تحمّل مناعي مُكتسب» acquired immunological tolerance. تبنّى مدوّر نظرية بورنيت وأثبت أن الفئران الحديثة الولادة يمكن أن تكتسب تحملاً مناعياً بحقنها خلايا فأرٍ معطٍ آخر فتكتسب تحملاً tolerance لخلاياه ونسجه وكذلك لخلايا توءمه الحقيقي ونسجه. ونتيجة لهذه الدراسة وضع نظريته عن «مناعة نقل الأعضاء» والتي كانت الأساس لدراساته اللاحقة عن زرع النسج ونقل الأعضاء. وهكذا خَلُص مدوّر، وزملاؤه إلى تقديم نظريته عن «التحمّل المناعي المكتسب» بالنسبة للطعوم المِثليّة homografts.

شغل مدوّر كرسي علم الحيوان في جامعة بيرمنغهام (1947-1951) ثم في جامعة لندن (1951-1962)، كما شغل مناصب علمية مرموقة أخرى. وقد مُنح لقب فارس في العام 1965 ووسام الاستحقاق في العام 1981. وانتخب في العام 1951 زميلاً في المجمع الملكي تقديراً لإسهاماته العلمية، ومُنح ميدالية المجمع الذهبي في العام 1959، وجائزة نوبل للطب والفيزيولوجية في العام 1960 بالمشاركة مع فرانك ماكفارلين Macfarlane.

ومدوّر هو أول عالم من أصل عربي يُمنح جائزة نوبل في الفيزيولوجية (الطب). له مؤلفات عامة منها: وحدانية الفرد (1957) The Uniqueness of the Individual، ومستقبل الإنسان (1959)، وجمهورية أفلاطون (1982)، ومذكرات فجلة مُفكّرة (سيرته الذاتية) Memoir of a Thinking Radish ن(1986).

وفيما يأتي قطوف من محاضرته حين منحه جائزة نوبل في 12/12/1960.

«يمكن القول إن «التحمّل المناعي» هو حالة لامبالاة أو لا تفاعليّة non-reactivity تُبديها العضوية تجاه مادة عضوية غريبة عنها كان يُنتظر من العضوية أن ترتَكِس مناعياً ضدها وترفضها. ظهر مصطلح التحمل المناعي هذا أول مرة إثر اكتشاف أن الطعم الجلدي الذي ترفضه العضوية الآخذة هو مظهر من مظاهر المناعة النسيجية تجاه النسج الغريبة. فمثلاً إذا حقنت خلايا حية من فأر ذي ذرية (آ ب ج) إلى فأر كهل ذي ذرية (آ) فإن خلايا (آب ج) سوف تُخرّب على الفور من قبل عضوية الفأر (آ)، وسيتكرر هذا التخريب كلما أعيد هذا الحقن. ولكن إذا حقنت هذه الخلايا (آ ب ج) إلى فأر جنين أو مولود حديثا وله ذرية (آ) فإن هذه الخلايا تُقبَلُ من هذا الفأر ذي الذرية (آ) كما أنه سيتقبل أي طعم من المعطي (آ ب ج) فيما بعد، كما لو كان هذا الطعم يخصّه ذاتَه. تشبه هذه التجربة المهمة  إلى حد كبير ظاهرة طبيعية ألا وهي خيمرية chimerism الكريات الحمر عند بعض التوائم ثنائية الزيغوت». لقد اكتشف ر. د. أوين Owen في العام 1945 أن معظم التوائم في الماشية يحدث فيما بينها تبادلٌ للكريات الحمر ولطلائعها في أثناء الحمل وأن هذه الكريات تتابع وجودها في دوران التوءمين بعد الولادة وللعديد من السنوات. يقول مدور في محاضرة قبوله جائزة نوبل: «لقد استخدمتُ هذا الاكتشاف وبرهنتُ مع زملائي أن هذا المظهر الطبيعي من مظاهر التحمل المناعي يمكن تحقيقه تجريبياً في الأجنة أو في المولودين حديثاً». بيّن مدور مع زميله ر. إ. بيللينغهام Billingham وآخرين في قسم البحث العلمي أن معظم الماشية التوائم ثنائية الزيغوت تتقبّل طعماً جلدياً من بعضها وأن هذا التحمّل المُتبادل هو نوعي فيما بينها، إذ إن زرع جلد من فريق ثالث يؤدي على الفور إلى رفضه وطرحه، كما أنه يشمل جميع نسج التوءمين ولا يقتصر على نسيج واحد بعينه. بيّن مدوّر وفريقه أن ظاهرة الخيمرية تحدث عفوياً فيما بين الماشية التوائم، وأحياناً في الحمول التوءمية في البشر. لقد أفاد اكتشاف مدور وزملائه في تفسير العديد من مظاهر المناعة وأمراض المناعة الذاتية، كما أفاد في تقدّم تقانات نقل الأعضاء في البشر.

صادق فرعون

 

 مراجع للاسـتزادة:

 

- P.B.MEDAWAR, Cellular Aspects of Immunity (Ciba Foundation Symposium 1960).

- British Medical Journal, (1960 II) 1001-1002).


التصنيف : طب بشري
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 270
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1078
الكل : 40509843
اليوم : 39658

الطباعة ب-الشاشة الحريرية

الطباعة بالشاشة الحريرية   مدخل تاريخي إن مصطلح الطباعة بالشاشة الحريرية silk screen printing أو السيرغرافيserigraphy المشتقَّة من اللاتينية sericum (حرير)، ومن اليونانية graphein (كتابة)، هو تعبير عن إحدى طرق الطباعة الأصيلة المغرقة في القدم، ومبدأ هذه الطريقة هو دفع الحبر من الأعلى إلى الأسفل عبر سطح مسامي محدد الشكل يطلق عليه الاستنسل stencil «ورق مشمّع» باتجاه المادة المراد نقل الرسم إليها، وتعد من أوائل طرق الطباعة شبه المنظمة التي اعتمدها الإنسان القديم ليعبر بوساطتها عن نفسه وأغراضه ودوافعه.
المزيد »