logo

logo

logo

logo

logo

المعز

معز

Goats - Chèvres

المعـز

 

المعز goats حيوانات مجترة تنتمي إلى أي من خمسة أنواع من الثدييات التي تكوِّن الجنسCapra  من الفصيلة البقرية Bovidae. ينتشر النوع  المستأنس C. hircus في سائر أنحاء العالم، وتربى حيواناته للاستفادة من ألبانها وأصوافها ولحومها وجلودها. وهي كالأغنام حيوانات «كانسة»، تستفيد من النباتات القصيرة التي لاتستطيع حيوانات أخرى مثل الأبقار رعيها. ويتصف المعز بصلابته وقدرته على تحمل الشروط البيئية الرديئة، وهو أقل تعرضاً للأمراض من الأغنام وحيوانات ثديية أخرى؛ ولذلك يدعى المعز بأنه بقرة الرجل الفقير. وهو يشبه الأغنام إلى حد كبير، وتجمع بين جنسيهما ارتباطات متعددة؛ إلا أن الإخصاب بينهما متعذر.

وضع الأمير مصطفى الشهابي تسميات للمعز: الماعز واحد المعز، والمعزى هي المعز، والذكر التيس buck، والأنثى العنز doe، والذكر في السنة الأولى هو الجدي kid.

تعيش الأنواع البرية في مناطق متعددة من العالم، فالنوع C. ibex ينتشر في جبال الألب والبيرينيه والهيمالايا وغيرها، أما النوع C. pyrenaica فيعيش في جنوب غربي أوربا فحسب. وتنتشر حيوانات من النوع C. caucasia في آسيا، وأكبر المعز البري حجماً هو معز المرخور (C.markhor falconieri) في آسيا. ويُصنَّف معز الجبال في شمالي أمريكا ضمن الجنس Oreamnos وهو ليس معزاً حقيقياً.

يصنف المعز بحسب نوع منتجاته في معز لبن (حليب)، ومعز لحم، ومعز شعر أو صوف، ومعز متعدد الإنتاج. وهو من الحيوانات القديمة، وُجدت له رسوم كثيرة في مقابر الفراعنة، ويُعتقد بأنه ُدجّن قبل نحو 9000 سنة، وربما كان ذلك في جنوب غربي آسيا. كما يُعتقد بأن معظم العروق الحالية من المعز المستأنس نشأ من البيزور bezoar الذي لايزال موجوداً (C. hircus aegagrus)؛ وهو أحد السلالتين البريتين المنتشرتين اليوم في جبال جنوب غربي آسيا، حيواناته ضخمة الحجم والقرون (الشكل 1) إذ قد يصل ارتفاع الواحد منه عند الغارب إلى نحو 90 سم، وطول قرونه إلى 1.3م. أما السلالة الثانية فهي معز السند البري (C. hircus blythi) المنتشر في الباكستان.

الشكل (2)

الشكل (1)

منتجات المعز

- اللبن: لبن المعز غذاء ممتاز للكبار والصغار، ويوصي به بعضهم لتغذية الرضع والكبار الذين يعانون صعوبة في هضم حليب الأبقار؛ إضافة إلى استخدامه شرباً، كما يعدّ ممتازاً لإنتاج الجبن واللبن الرائب، وهو أبيض اللون تُقارب قيمته الغذائية تلك الخاصة بلبن الأبقار، ويتميز عن الأخير بأن حبيبات الدهن فيه أصغر حجماً مما يجعلها أسهل هضماً. ولضمان عدم امتلاك لبن المعز رائحة غير مرغوبة، فإنه يجب فصل الذكور عن العنزات المنتجة للحليب؛ وذلك بسبب إمكان انتقال الرائحة المذكورة من الذكر إلى حليب الإناث.

العرق

عدد العنزات

متوسط العمر عند بدء الموسم

كمية اللبن (كغ)

المدى

دهن اللبن %

بروتين اللبن %

ألباين

653

3س 6ش

1030

360-2486

3.4

2.9

نوبيان

480

2س 5ش

827

255-1940

4.9

3.7

سأنِن

466

2س 5ش

1171

277-2495

3.3

2.9

توغِنبُرغ

202

3س 6ش

961

427-1990

3.2

2.7

س = سنة،  ش = شهر

الجدول (1)

هنالك كثير من عروق معز الحليب، من أهمها عالمياً عروق أنغلو - نوبيان Anglo-Nubian والألباين Alpine والسَأنِن Saanen وتوغِنبُورغ Toggenburg والشامي (الدمشقي) Shami (Damascene) وغيرها. ويبين الجدول (1) متوسط إنتاج كل من هذه العروق عام 2003 في الولايات المتحدة الأمريكية لمواسم إنتاجية طولها 275 ـ 305 أيام.

تم تكوين الأنغلو- نوبيان في بريطانيا من معز هندي وإفريقي وبريطاني. ويتصف هذا العرق بكبر حجم حيواناته وكونها ذات قرون أو عديمتها، وبتعدد ألوانها وآذانها المتدلية وأنفها الروماني، وبلبنها الغني بالدسم. وفي الولايات المتحدة الأمريكية تم تكوين عرق نوبيان Nubian من هذا العرق (الشكل 2)، وهو الأكثر عدداً بين عروق المعز فيها.

تضم مجموعة جبال الألب الألباين الفرنسي والإيطالي والسويسري والإسباني، إضافة إلى عرقي السَأنِن وتوغِنبُورغ. وعرق الألباين هو الثاني عدداً بين عروق الماعز في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا العرق جيد الإنتاج تملك حيواناته المتعددة الألوان قروناً أو تكون عديمتها (الشكل 3).

الشكل (3)

الشكل (4)

ينتمي عرق السَأنِن إلى واد سويسري يحمل الاسم نفسه، وهو من أكبر المعز حجماً وأوفرها إنتاجاً، حيواناته ذات قرون أو عديمتها، وهي بيضاء أو كريمية اللون (الشكل 4).

وكذلك ينتمي عرق توغِنبُورغ إلى وادٍ سويسري يحمل الاسم ذاته، وهو أحد أصغر العروق الأوربية حجماً، فاتح اللون إلى بني غامق، وله علامات مميزة على جانبي الوجه وحافة الأذنين وجانبي الذيل ومادون الركبة (الشكل 5).

أما المعز الشامي فيتصف بألوان جسمانية غامقة وبكبر الحجم وبالآذان المتدلية والأنف الروماني، وهو جيد الإنتاج كماً ونوعاً. موطنه سورية، ومنها انتشر إلى عدد كبير من البلدان العربية والأوربية والولايات المتحدة الأمريكية (الشكل 6).

- اللحم: لحم المعز أفضل من لحوم كثير من عروق الأغنام التي لاتمتلك إلية، فينتشر الدهن في عضلاتها وحولها، ويكون لحم المعز أفقر بالدهن والكولِسترول. وهذا اللحم - خاصة لحم الجدايا- مرغوب في بلدان كثيرة في الشرق الأوسط وإفريقيا، ولكنه ليس كذلك في كثير من البلدان الأوربية وأمريكا الشمالية. ومن أهم عروق معز اللحم عرق البنغال Benegal في شرقي الباكستان والهند، والصومالي في الصومال وشرقي إفريقيا، والجبلي في سورية، والبوير Boer في إفريقيا (الشكل7).

الشكل (5)

الشكل (6)

- الألياف: ينتج المعز غير المحسَّن والمعز الجبلي أليافاً قاسية وخشنة، في حين ينتج عرقان جيدان صوفاً ممتازاً، ويأتي في مقدمتها معز كشمير Cashmere الذي يمتلك شعراً طويلاً متدلياً وخشناً لا يصلح للصناعة (الشكل 8)، ينبت تحته صوف حريري قصير (4-9 سم) وناعم جداً، وهو صوف متميز النوعية ومرتفع السعر، يُعد الأفضل عالمياً، ويستعمل لإنتاج المصنوعات النسيجية الفاخرة، إلا أن ما ينتجه الحيوان من هذا الصوف قليل ويقل عن 200 غرام/سنة. وتنتشر تربية هذا المعز في التيبت وإيران ومنغوليا وشمالي الهند. ولأن هذه الحيوانات تتلاءم مع المناطق الباردة؛ فإن نقلها إلى بلدان حارة لم يلق نجاحاً.

الأنغورا Angora عرق آخر من عروق معز الصوف (الشكل 9)، أفراده جنسية صغيرة الحجم ذات آذان طويلة متدلية وقرون معقوفة إلى الخلف، وتتميز بغطاء من شعر أبيض حريري طويل يدعى موهير mohair، يتدلى من الجلد في ثنيات لولبية، قد يصل طوله إلى 20- 25سم، تُجزّ الحيوانات عادة مرتين في السنة، ويصل إنتاج الفرد إلى نحو 3 كغ من الصوف في العام. وتُعد تركيا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأولى في إنتاج الموهير.

- الجلد: جلد المعز من المحاصيل الثانوية، يُستعمل في صناعة الأحذية والكفوف وغيرها، لكن نوعيتها تقل عن تلك المصنوعة من جلد الضأن.

- الروث: يُعد روث المعز سماداً عضوياً ممتازاً.

الشكل (7) الشكل (8)

أهمية المعز

يبلغ تعداد المعز في العالم نحو 400 مليون رأس، أكثر من نصفها منتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتعداده في الوطن العربي نحو 100 مليون رأس.

عُرف المعز في منطقة الشرق الأوسط ومصر الفرعونية منذ زمن قديم، ومن المعروف أن غالبية البلدان العربية تقل فيها الأنهار مما يجعل زراعتها معتمدة على مياه الأمطار أو مياه السدود والآبار. ويؤدي ذلك إلى جعل المراعي موسمية والزراعة غير كثيفة، فتصير تربية المجترات الكبيرة مثل الأبقار والجاموس متعذرة في مثل هذه المناطق، وتُستبدل بها تربية المجترات الصغيرة (الأغنام والمعز) لتوفير ضرب من التوازن الزراعي.

وحين مقارنة الأغنام بالمعز، يُلاحظ تخصص الأولى في إنتاجٍ اقتصادي واحد أو أكثر (لبن - لحم - صوف)، فيجعلها ذلك متفوقة على المعز في مراعي المناطق شبه الجافة؛ لأن صوفها يُوفِّر للمربي مصدر دخل إضافي. لكن المعز أكثر انتشاراً في مناطق أخرى من الدول العربية وغير العربية، ولاسيما في الجبال التي لاتستطيع الأغنام تسلقها.

الشكل (9)

وفي المناطق الغنية بالأمطار، كما هي الحال في البلدان الأوربية وأمريكا الشمالية وغيرها؛ فإن عروقاً متعددة فيها تتميز بالإنتاج الوفير من اللبن واللحم تم تربيتها فيها، وكثيراً ماتُنتج عنزة جيدة من هذه العروق مايزيد على 1000- 1200كغ من اللبن في مدة 10 أشهر، وفي الهند والصين وكثير من البلدان الإفريقية تذبح المعز للاستفادة من لحومها أساساً ومن جلودها ثانوياً.

هنالك ثلاثة أنماط لتربية المعز في البلدان العربية، وهي الآتية:

- معز المنازل: ويربى لإنتاج الحليب واللحم بأعداد صغيرة وضمن حظائر صغيرة.

- معز المناطق الزراعية: يربى لإنتاج اللبن أساساً ضمن شروط شبه مكثفة، وغالباً مايكون ذلك حول ضفاف الأنهار وفي المناطق الزراعية المروية.

- معز المناطق شبه الجافة والجبلية: ويكوّن هذا النمط النسبة الأكبر لأعداد المعز في الوطن العربي. وهو موجّه نحو إنتاج اللبن واللحم، ولكن هذا الإنتاج منخفض في معظم الحالات.

 

 

غسان الغادري

مراجع للاسـتزادة:

- J. BELANGER, Storey‘s Guide Raising Dairy Goats: Breeds, Care, Dairying (Storey Publishing 2002)..

G. LUTTMAN, Raising Milk Goats Successfully (Williamson Publishing1986).

U. JAUDAS, Goat Handbook (Barron’s Educational Series2005).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 88
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1094
الكل : 40504545
اليوم : 34360

المدرسة المتعددة التقنيات

المدرسة المتعددة التقنيات   يطلق على المدرسة متعددة التقنيات polytechnic school أسماء متعددة، منها المدرسة الشاملة comprehensive school في النظام الرأسمالي، والبوليتكنيك polytechnic في النظام الاشتراكي، وجميع هذه المدارس تسعى إلى الربط بين الأسس النظرية للعلوم في عصر الصناعة وتطبيقاتها التقنية في الأعمال اليدوية. وقد دعت إلى هذا النمط من التعليم مؤتمرات اليونسكو والتربية في السبعينات والثمانينات لتحسين الحياة في الحاضر والمستقبل، ومواكبة تطور التقنيات والمهن في المدارس العامة والحرفية والمهنية، وكذلك لمواكبة التغيرات السريعة في عصر المعلومات في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. وقد تحول الاهتمام بالتعليم المتعدد التقنيات في عصر المعلوماتية إلى التقنيات الإلكترونية.
المزيد »