logo

logo

logo

logo

logo

المشافي (هندسة-)

مشافي (هندسه)

Hospitals engineering - Ingénierie des hôpitaux

المشافي (هندسة ـ)

 

الشكل (1) صورة مشفى الأسد الجامعي في دمشق

المشفى والمستشفى منشأة اجتماعية رئيسة من بين الأبنية الصحية، مهمتها تقديم الرعاية والاستشفاء للمرضى، يبنى المشفى، ويجهز بالتجهيزات الطبية الضرورية لتحديد إصابة المريض ومعالجته وتخفيف آلامه مع تأمين إقامة المرضى وإطعامهم ورعايتهم طبياً وصحياً (الشكل 1). اشتق اسم هذه المنشأة من كلمة الشفاء باللغة العربية، وتقابلها كلمة hospital في اللغة اللاتينية بمعنى دار الضيافة؛ أو دار المرضى في اللغة الألمانية krankenhaus.

لمحة تاريخية

ظهرت المشافي في البلاد العربية امتداداً للبيمارستانات التي كانت منتشرة فيها في العهود الإسلامية، وهي كلمة فارسية، وتعني بيت المرضى، وكانت البيمارستانات مراكز طبية للرعاية الصحية والبحث العلمي بأقسامها المتخصصة، وعمل فيها أطباء وعلماء مشهورون من أمثال أبي بكر الرازي (854- 932م) وابن سينا (980- 1038م) وابن زهر وابن النفيس وغيرهم.

وفي الفترة نفسها كانت مهمة المشافي الأوربية في العصور الوسطى تقتصر فقط على معالجة المرضى ورعايتهم من دون هدف علمي.

تطورت المشافي في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية في منتصف القرن الثامن عشر بقفزة نوعية في عملية العناية الطبية.

استمر عمل البيمارستانات في المنطقة العربية حتى منتصف القرن التاسع عشر وفي أواخر ذلك القرن شيدت في سورية أيام الحكم العثماني عدة مشاف، منها المشفى العسكري في الصالحية (الشكل 2) الذي لم يعد موجوداً، ومشفى الغرباء (الشكل 3) الذي اشتهر فيما بعد باسم المشفى الوطني.

الشكل (2) واجهة المستشقى العسكرى العثماني في دمشق، وكان قريباً من بوابة الصالحية، وقد حل محله اليوم بناء حديث

الشكل (3) واجهة مستشفى الغرباء (الوطني سابقاً)، وتشغله اليوم إدارة جامعة دمشق

في مطلع القرن العشرين وإبان فترة الانتداب الأوربي على المنطقة العربية أقيم في كثير من البلدان العربية مستشفيات تديرها الإرساليات التبشيرية ومنها على سبيل المثال المشفى الإيطالي والمشفى الفرنسي، والمشفى الإنكليزي في دمشق، والمشفى الدنماركي في مدينة النبك.

وقد طورت هذه المشافي بعد الاستقلال، وشرع في بناء مستشفيات حديثة على نطاق واسع رافقت تطوراً كبيراً في الخدمات الطبية والرعاية الصحية.

أنواع المشافي:

تصنف المشافي بحسب الاختصاص أو بحسب الحجم أو بحسب العائدية أو بحسب طبيعة عملها.

أ ـ تقسم المشافي بحسب الاختصاص إلى:

1- المشافي العامة general hospitals: ومهمتها استقبال مختلف الحالات المرضية وتقدير الرعاية الطبية الضرورية من مختلف الاختصاصات الطبية.

2- المشافي التخصصية specialized hospitals: وتختص بعلاج نوع أو أنواع محددة من الأمراض أو الفئات العمرية كمشافي الأطفال أو التوليد أو الأمراض العصبية أو القلبية أو الأورام وغيرها.

ب.ـ  بحسب الحجم أو الاستيعاب (عدد الأسرّة)، وتصنّف إلى:

1- مشاف صغيرة (من 50 -60 سريراً).

2- مشاف متوسطة (من 120- 200 سرير).

3- مشاف كبيرة (من 400- 600سرير).

4- مشاف تعليمية، ويصل فيها عدد الأسرة إلى أكثر من 1000 سرير.

ج ـ بحسب العائدية:

1- مشاف عسكرية.

2- مشاف حكومية.

3- مشاف خاصة.

د ـ بحسب طبيعة عملها:

1- مشاف ثابتة.

2- مشاف متنقلة.

3- مشاف ميدانية.

ويتوقف حجم المشفى على كثير من الاعتبارات أهمها:

1- الموقع، 2- عدد السكان، 3- نوع الاختصاصات المطلوبة، 4- الخدمات الطبية وحجمها.

يتم تحديد الحجم العام للمشافي على أساس عدد الأسرة المخدمة لكل1000 نسمة، ويختلف هذا المعدل من مكان إلى آخر، ومن دولة إلى أخرى وذلك بحسب الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية المتوافرة لكل دولة. ويعدّ معدل 5 أسرة لكل 1000 نسمة معدلاً متوسطاً مناسباً لتوفير خدمة علاجية ورعاية طبية جيدة؛ وذلك على أساس توجهات منظمة الصحة العالمية؛ مع مراعاة مدة إقامة المرضى في المشفى ونوعية المهن السائدة في منطقة ما ومعدلات الأعمار ونسبة الحوادث والتلوث الصناعي.

الأقسام الرئيسة في المشافي:

يتكون المشفى من الأقسام الوظيفية الرئيسة الآتية:

1- القسم الإداري

2- أقسام المعالجة والتشخيص (العمليات - الولادات - الإسعاف - الأشعة التشخيصية والعلاجية - المخابر - التشخيص الوظيفي - العناية المشددة - المعالجة الفيزيائية…) العيادات الخارجية باختصاصاتها المختلفة.

3-  أقسام الإقامة باختصاصاتها الداخلية والجراحية.

4- قسم التشريح المرضي وملحقاته.

5- أقسام الخدمات العامة (الصيدلية المركزية - التعقيم المركزي - المطبخ وخدماته - الغسيل - غسيل الأسرة - الورش- المستودعات - الفراغات التقنية) (الشكلان 4 و5).

الشكل (4) مسقط لأحد المشافي الحديثة

الشكل (5) مخطط العلاقات الوظيفية بين أقسام المشفى

الأسس العامة لتصميم المشافي وعمارتها:

تعتمد الأسس العامة لتصميم أبنية المشافي على النقاط الآتية:

إيجاد الأجواء والفراغات المريحة لكل من المرضى والكادر الطبي

1- تزويد المريض بمعلومات كافية عن وضعه الصحي.

2- تجنب الإزعاجات ذات التأثير السلبي في المريض.

3- إمكانية التقاء ما بين المريض وأهله وأقربائه في غرف المرضى، التي يجب ألا تختلف كثيراً عن غرف السكن العادية.

4- وضع الإرشادات والدلالات والإيضاحات الضرورية للتنقل بسهولة داخل المشفى.

من النقاط المهمة التي يتوجب الأخذ بها عند بناء المشافي اختيار موقع البناء الذي يتوجب أن يحقق بعض الشروط الأساسية والأخذ بها عند وضع المخططات التنظيمية، وهي:

1ـ أن يكون الموقع بعيداً عن مناطق التلوث كالغبار والدخان والروائح المزعجة ومقالب القمامة والنفايات والحشرات.

2ـ أن يكون بعيداً عن مناطق الضجيج كتقاطعات الطرق الرئيسة والمصانع والورش وأن يحاط بحزام أخضر من الأشجار؛ فالإنسان المعافى تتضرر صحته عند الاستيقاظ أو النوم من الضجيج والأصوات المزعجة.

3ـ أن يكون بعيداً من مناطق الضباب والرياح الشديدة.

4ـ أن يبعد المشفى مسافة لا تقل عن 80م من الطرق العامة الرئيسة ومسافة لا تقل عن 40م عن الطرق الفرعية.

5ـ أن يكون الوصول إلى المشفى سهلاً مع تأمين البنية التحية الضرورية للمشفى.

6ـ أن يوفر للمشفى المداخل الأساسية الآتية:

أ- مدخل للمرضى والزوار والكادر الطبي.

ب - مدخل للإسعاف.

جـ - مدخل للعيادات الخارجية.

د- مدخل للأقسام التخديمية.

كما أسهم التطور العلمي السريع في مجال التقنيات و«التكنولوجيا» في تقدم العلوم الطبية مما أثر في تصميم أبنية المشافي وخصوصاً في النصف الثاني من القرن العشرين، فأدّى إلى طرح حلول معمارية عديدة تتناسب والأجهزة الطبية الحديثة وإيجاد فراغات وظيفية مختلفة مع تصميم إنشائي ومعماري مرن يسمح بتوسع الفراغات وتوفير التصميم الملائم للتمديدات الكهربائية والميكانيكية والصحية مع تنظيم العمل جيداً واستخدام الأجهزة بأقصى طاقة لتخفيض التكاليف المرتفعة.

التشكيل الحجمي للمشفى

الشكل (6)

تمّ بناء نماذج وأشكال مختلفة ومتعددة لأبنية المشافي وتصميمها لتحقيق تنظيم حركة وظيفية جيدة مع تحقيق خصوصية للأقسام لمنع انتشار العدوى، ويوضح الشكل (6) نماذج حجمية لأبنية المشافي لكل من هذه النماذج سلبياته وإيجابياته.

وصل عدد الطوابق في المشافي حتى ارتفاع عشرين طابقاً. وحسب الدراسات والتوجهات العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين ينصح أن لا يتجاوز ارتفاع قسم الأسرة أكثر من أربعة طوابق للأسباب الآتية:

1- إيجاد علاقة قريبة ومباشرة ما بين المريض والطبيعة.

2- سهولة النجاة والإخلاء في حالات الكوارث والطوارىء.

3- تقليل التكاليف التقنية والتجهيزات الميكانيكية والكهربائية.

4- الترشيد في استهلاك الطاقة إضافة إلى الاستغناء عن الطابق الصحي التقني.

أقسام الإقامة

وهي الأقسام الفندقية في المشفى المخصصة لإقامة المرضى فيها طوال فترة علاجهم في المشفى، يجب أن تتميز بمرونة كافية لتحقيق النظام الإداري المتبع مع التقيد بالأسس التصميمية الآتية:

1- لا يجوز أن يكون قسم الإقامة منطقة مرور وعبور للأقسام الأخرى.

2- أن تكون الإنارة والتهوية طبيعيتين.

3- يتوضع قسمان على الأقل في طابق واحد.

4- أن يوفر الفراغات الخدمية والتخديمية الضرورية بشكل مناسب.

يوضح الشكل رقم (7) مخططاً للفراغات الأساسية في قسم الإقامة مع ملاحظة وجود فناءات داخلية عنصراً معمارياً مهم وذا فوائد معمارية معروفة.

5- لا يقل عرض الممرات الرئيسة في الأقسام عن 250سم للسماح لسرير المريض بالدوران في موقعه عند الضرورة.

6- أن لا يقل عرض أبواب غرف المرضى عن 125سم؛ لتحقيق إمكانية دخول السرير بسهولة .

7- توزيع غرف الأسرة بشكل مناسب من حيث التوجيه وعدد الأسرة بحيث يحوي القسم غرفاً بأربعة أسرة وبسريرين وبسرير واحد.

الشكل (7)

العيادات الخارجية

هي القسم الذي يتم فيه تشخيص المرضى ومعالجتهم ورعايتهم دون الحاجة إلى الإقامة في المشفى ويختلف عدد العيادات ونوعية اختصاصها حسب حجم المشفى، وذلك وفقاً للدراسة الشاملة للمخطط الصحي لبلد ما.

يقوم قسم العيادات الخارجية بالمهام الآتية:

1- تشخيص الأمراض ومعالجة المرضى.

2- تحويل المرضى إلى أقسام الإقامة عند الحاجة.

3- متابعة العلاج والتشخيص مع الاختصاصات الأخرى.

4- القيام بدورات تدريبية للعاملين في القطاع الصحي.

يتوجب مراعاة النقاط الآتية في قسم العيادات:

1- تشغيل العيادات بأقصى طاقة ممكنة.

2- إيجاد أجواء جيدة ومريحة في البهو وأركان الانتظار.

3- تأمين الإنارة والتهوية الطبيعية.

4- التصميم والتنظيم الإداري الجيد لعيادات الأطفال لمنع انتقال العدوى في أثناء وجودهم في قسم الانتظار.

أقسام المعالجة والتشخيص

وهي الأقسام التي تقوم بمهمة تشخيص الأمراض ومعالجة المرضى، وتتوضع في موقع وسطي لخدمة المرضى المقيمين في أقسام الإقامة ومرضى العيادات الخارجية للاستفادة بأقصى طاقة ممكنة من الأجهزة الطبية لتخفيض التكاليف المرتفعة الناجمة عن أسعار هذه الأجهزة. يتعلق حجم أقسام المعالجة والتشخيص من عمليات، وإسعاف ومخابر وأشعة ومعالجة فيزيائية وتشخيص وظيفي بحجم المشفى وأعداد الأسرة فيه مع ملاحظة وجود حدود دنيا لحجم هذه الأقسام في أي مشفى مهما كان صغره، مثل الأشعة العادية، المخابر، العناية المشددة، العمليات، الإسعاف.

يوضح الشكل (8) مثالاً لقسم الجراحة والشكل (9) مثالاً لغرفة عمليات جراحية.

الشكل (8)

الشكل (9)

في الخاتمة، للمشافي دور رئيس ومهم في رعاية المرضى ومعالجتهم، وتعدّ من الخدمات الصحية الضرورية في المجتمعات البشرية للحفاظ على سلامة الإنسان، لذا يتوجب أن تكون هذه الأبنية محققة للشروط الإنسانية من حيث التصميم الجيد، كما يتوجب أن يتميز «الكادر»« العامل فيها بإنسانية عالية من حيث التعامل مع المرضى وتقديم الخدمة والرعاية الصحية لهم لما لهذه النواحي من انعكاس إيجابي وتأثير نفسي جيد في المريض، ومن ثمّ الإسراع في استشفائه وعلاجه.

أنور الغيث، محمد عبد الحسيب كيخيا

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الخدمات الطبية العسكرية ـ المشافي (إدارة -) ـ الهندسة الطبية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ نوفرت، عناصر التصميم والإنشاء المعماري، ترجمة: ربيع الحرستاني (دمشق 2004).

ـ محمد ماجد خلوصي، المستشفيات والمراكز الصحية والاجتماعية (بيروت 1999).

- A.H.MURKEN, Die bauliche Entwicklung des deutschen allgemeinen Krankenhauses im 19 Jahrhundert (Gottingen 1979).

- WORLD HEALTH ORGANIZATION-Europe-Standard, Health Promotion in Hospitals (2004).

- JOHN MALAM, Hospital : Explore the Building Room by Room (Peter Bedrick 2001).

- PAUL JAMES & TONY NOAKES, Hospital Architecture (Longman Group, United Kingdom 1994).


التصنيف : الهندسة
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 643
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1102
الكل : 40516468
اليوم : 46283

العمل (عقد-)

العمل (عقد ـ)   تعريف عقد عمل عقد العمل labor contract هو العقد الذي يتعهد فيه أحد المتعاقدين بأن يعمل في خدمة المتعاقد الآخر، وتحت إدارته وإشرافه، مقابل أجر يتعهد به المتعاقد الآخر. ويتميز من غيره من العقود بخصيصتي التبعية والأجر معاً، فيجب أن يكون العامل خاضعاً لرقابة رب العمل وإشرافه، وأن يكون العمل الذي يؤديه له مأجوراً، ولو كان يحصل على الأجرة من الغير، كالمنحة من الزبائن «البخشيش». التفريق بين العامل والمقاول  يؤدي كل من العامل والمقاول عملاً لقاء أجر، إنما يتميز العامل بتبعيته لرب العمل؛ والتبعية هي التبعية القانونية، والإشراف من الناحية الإدارية والتنظيمية، وإن لم يكن رب العمل ملماً بدقائق العمل الذي يؤديه العامل من الناحية الفنية، كصاحب المؤسسة الذي يستخدم طبيباً لعلاج عماله. أما المقاول فيؤدي العمل ذاته مستقلاً عن إشراف رب العمل وإدارته.
المزيد »