logo

logo

logo

logo

logo

ليوبولد الثاني

ليوبولد ثاني

Leopold II - Léopold II

ليوبولد الثاني

(1835ـ 1909م)

 

ليوبولد الثاني Leopold II هو ابن ملك بلجيكا ليوبولد الأول، والدته لويز أميرة أورليانس Louise of Orleans. ولد في بروكسل Brussels. وكان رجلاً كفيّاً نشيطاً، قوي  الإرادة واسع الأفق. قام بجولات عديدة في أوربا وإفريقيا والشرق قبل اعتلائه العرش.وتزوج ماريا هنرييتا Maria Henrietta النمساوية، ولم يكن سعيداً بزواجه, فكانت له علاقات خارج الأسرة، سببت له خلافات ضمن العائلة، أثرت سلباً في الشعب البلجيكي. ومع ذلك قام بتعزيز القدرة الاقتصادية لبلجيكا من خلال تجديد المرافئ البحرية، وتوسيع شبكة السكك الحديدية، وتحسين الطرق النهرية والبرية، فصارت في عهده قوة اقتصادية كبيرة سرّعت من وتيرة تطورها، حتى غدت الدولة الصناعية الرابعة في أوربا.

في الفترة 1879- 1885م، كان الصراع في بلجيكا على أشده بين الحزبين الأحرار والإكليركي (الديني)، خاصة في مجال التعليم. ففي سنة 1879م أقرّ حزب الأحرار المسيطر «قانون التعليم» الذي جعل التعليم الابتدائي تابعاً للدولة، على أن تنفق الكومونات Communes (الوحدات الإدارية الصغرى) عليه وتعززه، في حين لا تعطى إعانات حكومية للمدارس الحرة أوالكاثوليكية؛ فأغضب هذا التشريع الحزب الإكليركي. وما إن فاز الإكليركيون بالأغلبية في انتخابات 1880م، وحلوا محل الأحرار (ظلوا في الحكم حتى الحرب العالمية الأولى) حتى أصدروا سنة 1884م «قانون تعليم» جديد، قلب الأوضاع التي أقرّها القانون السابق، إذ قرّر أن تنفق الحكومة على مدارس الكنيسة في الأقاليم الكاثوليكية.

وفي الفترة 1886- 1894م وقعت اضطرابات عمالية مصحوبة بسلسلة من الإضرابات الكبرى، بسبب كثرة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. وما إن بدأت هذه الاضطرابات حتى استغلها الاشتراكيون الذين كانوا قد شكّلوا حزب العمال سنة 1885م، ليحل محل حزب الأحرار وصار معارضاً الحزب الإكليركي. وفي سنة 1893م أعلن الإضراب العام؛ مما اضطر الحكومة إلى أن تقرر حق الانتخاب للجميع سنة 1895م، وصدر قانون يجعل التعليم إلزامياً في جميع مدارس الدولة، وتعزز التمثيل النسبي لحماية الأقليات السياسية، وتألف حلف بين الاشتراكيين والأحرار للمطالبة «بصوت واحد للرجل الواحد». وفي الفترة 1901- 1905م نشطت الإضرابات من جديد، وتخللتها اعتداءات فوضوية ولاسيما النسف  بالديناميت.

ولايمكن فصل سياسة ليوبولد الثاني الخارجية عن سياسته الداخلية، مع أنه منذ بداية حكمه كان قد أعطى اهتماماً خاصاً تجاه تعزيز بلده وترسيخ استقلاله وحياده, إلا أنّه كان مضطراً إلى التعامل مع الدول الأخرى، فمن البداية اعتمد على دعم إنكلترا، من أجل التصدي لمناورات نابليون الثالث ضد بلده، وأبرم معاهدات مع إنكلترا وفرنسا وبروسيا في سنة 1870م ضمنت حياد بلجيكا في فترة الحرب الفرنسية - البروسية، ومع ذلك فإنّ فترة حكمه 1865-1909م كانت عصر توسع استعماري كبير، فمنذ سنة1890م بدأ ليوبولد الثاني بإعادة بناء بلجيكا وتقويتها عسكرياً، ووقّع بنفسه على قانون الخدمة العسكرية ونظم رحلات استكشافية عدة في الكونغو. وفي سنة 1885م أعلن تأسيس دولة الكونغو الحرة Congo Free State وحكمها بوصفها مشروعاً شخصياً. وعلى الرغم من عداء البرلمان له، وريبة أوربا تجاهه فإنه استطاع في مؤتمر برلين سنة 1887م أن يقنع المؤتمرين بأن الكونغو دولة مستقلة, وينتزع إقرارهم بسيادته الشخصية عليها، فرسم حدودها، ونظمها سياسياً، وأدارها من خلال شركات أسسها، وأشرف عليها بنفسه. ومنع الرق والمتاجرة بالعبيد، وسمح بحرية التجارة لكي يسترجع نفقاته، لكن مشروعه هذا اصطدم بعقبتين، الأولى: داخلية، وهي معارضة الاشتراكيين والليبراليين له باستمرار، وقيامهم بحملات دعائية ضد سياسته الاستعمارية. الثانية: خارجية، تمثلت بفضيحة سوء أحوال العمال في الكونغو، نجم عنها إرسال لجنة تحقيق سنة 1905م اضطرته إلى النزول عن الكونغو للشعب البلجيكي وقد ألقت تلك المشكلات بظلالها على الواقع الاجتماعي، فأمضى الملك بقية حياته بعيداً عن عواطف الجماهير ومحبتها حتى وافته المنية  في ليكين Laeken قرب بروكسل.

غطاس نعمة

مراجع للاستزادة:

ـ وليام لانجر، موسوعة تاريخ العالم، أشرف على الترجمة محمد مصطفى زيادة (مكتبة النهضة المصرية، القاهرة ومؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، نيويورك 1966م).

-HENRY SMITH WILLIAMS, The Historians‘ History of the World (India 1987).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 366
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1114
الكل : 40962313
اليوم : 52696

البلخي (أبو القاسم الكعبي-)

البلخي (أبو القاسم الكعبي) (273 - 319هـ/ 886 - 931م)   أبو القاسم، عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي، ينسب إلى بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وقد نزلت طائفة منهم خراسان، من أئمة المعتزلة ورأس طائفة الكعبية. نشأ الكعبي في مدينة بلخ في خراسان، وانتقل منها إلى بغداد في طلب العلم، ثم عاد إلى بلخ، ووزر للقائد الساماني أحمد بن سهل بن هاشم المروزي، ولما قبض على هذا الأخير أخذ الكعبيّ، فاعتلّ حتى خلصه الوزير علي بن عيسى بن الجرّاح، فأقام في بلخ حتى مات في خلافة المقتدر.
المزيد »