logo

logo

logo

logo

logo

لانكريه (نيكولا-)

لانكريه (نيكولا)

Lancret (Nicolas-) - Lancret (Nicolas-)

لانكريه (نيكولا ـ)

(1690 ـ 1743)

 

نيكولا لانكريه Nicolas Lancret، مصور فرنسي ذو أسلوب مستحدث تجلَّى في لوحات مشرقة تناولت موضوعاتها النزهات والأعياد، وركَّزت على الحياة الريفية البسيطة. ولد لانكريه وتوفي في باريس، ونشأ تنشئة فنية تقليدية. تدرب في البداية على الحفر في محترف أولان Ulin المدرس في الأكاديمية، ثم تردد إلى مدرسة الأكاديمية، وسرعان ما عُلِّق تعليمه لعدم انضباطه، فعزم على أن يكون مصوراً للموضوعات التاريخية، وفي مرسم معلمه الجديد كلود جيو Claude Gillot تعرف أنطوان واتو Antoine Watteau، فتخلى عما انتواه وقرر الاقتداء بواتو الذي انتزعه من جيو، وألحقه بمحترفه، وفيه عرف لانكريه الإنصات إلى أستاذ الأساتذة: «الطبيعة»، كما كان يقول، وراح يستوحي أعمال واتو، ويصور مثل معلمه الأفراح والأعياد، فكانت الحفلات الراقصة والأسواق الشعبية والأعراس الريفية من بين موضوعاته الشيقة والممتعة، ومع ذلك فثمة فرق بين الأستاذ وتلميذه، فأعمال واتو كانت صدى حلم داخلي يصوغه في صفاء يستعصي على التقليد، في حين لمست أعمال لانكريه السطح الخارجي لفن واتو: تصوير الطبيعة والإنسان في جو من الأناقة والرقة والإخراج المسرحي. وكان معنياً ببذخ الديكور وأبّهة الثياب أكثر من استيحائه التراجيديا. لم يكن من أصحاب الرؤية العميقة النافذة وإنما كان من أصحاب النظرة الذواقة للجمال. كان مثالاً على عصر عُني بالترف والبذخ وملذات الحياة. وقد أوغل فنه في التعبير عن هذا الجو المفعم بالرغبات، والمتعلق بالرفاهية، وفي هذا يكمن سر نجاحه، وسر الإقبال الذي أحيط به من معاصريه. واشتهر لانكريه بوصفه مصمماً للديكور أيضاً، وكان قد أنجز في هذا المجال عدداً من المهام الموكلة إليه في قصور محصلي الضرائب الكبار.

بعد عام من قبول واتو في الأكاديمية الملكية (1719) قُبل هو أيضاً حينما عرض على أعضائها لوحته «عيد بهيج»، ثم صار عضواً في مجلس الكلية عام 1735.

من المؤكد أن أعمال لانكريه لم تكن لتلقى مثل هذا القبول والإقبال لو لم يمهد واتو إلى ذلك بأعماله هو، وينشر أسلوبه وموضوعاته، ودليل ذلك أن زبائن لانكريه ومقتني أعماله كانوا من المعجبين بواتو ومن مقتني أعماله، مثل جوليين Jullienne وليريجه دي لا فاي Leriget de La Faye وكونتيسة فيرّو  comtesse de Verrue، حتى ملك بروسيا Prusse فريدريك الثاني Frédéric II  كان يعلق لوحات لانكريه على جدار قصره «بلا هموم» إلى جانب لوحات واتو.

نيكولا لانكريه: «قفص العصفور»

أنجز لانكريه نحو 800 لوحة من أبرزها «مراحل عمر الإنسان» و«درس الموسيقى» و«الفصول الأربعة» ومجموعة صور ولوحات للكونتيسة جين دي لافونتين.

ومن بين لوحات عدة رسمها لانكريه لممثلين مسرحيين ثمة أربع لوحات للراقصة ماري كامارغو Marie Camargo، وهي الأكثر شهرة في مجموعة والاس Wallace الشهيرة في لندن.

أفاد لانكريه من الخصائص التي غفل عنها واتو. وبدأ بعرض أعماله الزيتية في ساحة دوفين Dauphine في الأعوام 1722 و1723 و1724، ثم في قاعة الاستقبال بين أعوام 1737- 1742، مما مكن الجمهور من فهم أعماله وإدراك فنه، وراح ومنذ عام 1728 يلتفت إلى النحت.

تزوج في سن الخمسين بامرأة شابة عاشت بعده نحو أربعين عاماً، وقد احتفظت بمعظم آثاره وأعماله ولاسيما رسومه، وفاق عددها الألف عمل مختلفة المستويات، منها ما يعد بمنزلة شهادات ووثائق توضح تطور عمل لانكريه وتسلط الضوء عليه، ومنها دراسات لتفاصيل النماذج التي يرسمها، وبحث مستمر عن النماذج، ودراسات أكاديمية للظلال والوضعات، وهو الشيء الذي أفاد منه مارييت Mariette واعترف بفضل لانكريه عليه وإفادته من أعماله التجريبية.

كثّف لانكريه من أعماله التي تتناول تعاقب الفصول، وتوالي ساعات اليوم، ومراحل العمر. ولابد من الإشارة إلى أن نماذج المنحوتات التي خلّفها ظلّت تُقلّد إلى ما بعد القرن الثامن عشر.

نهيل نزال

الموضوعات ذات الصلة:

فرنسا ـ واتو (أنطوان ـ).

مراجع للاستزادة:

ـ بدر الدين أبو غازي، محيط الفنون، الفنون التشكيلية (دار المعارف، مصر1970).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 835
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 776
الكل : 32122153
اليوم : 67458

البلطي (عثمان بن عيسى-)

البَلَطي (عثمان بن عيسى ـ) (524 ـ 599 هـ/ 1129 ـ 1202م)   تاج الدين أبو الفتح عثمان بن عيسى بن منصور بن محمد البَلَطي، عالم بفنون العربية، ولاسيما النحو والعروض، أخباري، شاعر. ولد في بلدة «بَلَد»، وهي بلدة نَزِهَةٌ كثيرة الخيرات، على نهر دجلة، شمال الموصل. قال القفطي: «ويقال لها: بَلَط، بلفظ النبط». والنسبة إليها «بَلَدي» وهي النسبة الغالبة في استعمال أصحاب الحديث، و«بَلَطي»، ونشأ في بلدته «بَلَط» متأثراً بطبيعتها الجميلة، تأثراً ظهر في سيرته الشخصية فيما بعد. ولم يذكر مترجموه أين حصّل علومه الأولى: أفي «بَلَط» هذه، أم في الموصل القريبة منها؟ فقد قالوا في نسبته أيضاً «الموصلي» وذكروا أنه روى عن القاسم بن الحسين البغدادي الشاعر المعروف بابن الطوابيقي (ت569هـ) شيئاً من شعره. وكان ابن الطوابيقي هذا قد سافر إلى الموصل، ومدح الملوك بها.
المزيد »