آخر الأخبار
الأسود (قسطل)
اسود (قسطل)
-
الأسود (قسطل-(
هشام النعسان
يقع قسطل الأسود في مدينة حلب في محلة أغْيور (أقيول: الواقعة بين بانقوسا والشيخ "أبو بكر") بالقرب من تكية بابا بيرام التي هدمت سنة 1402هـ/1982م. وسميت هذه المحلة بهذا الاسم لأنها كانت قبل عمرانها طريقاً أبيض من حجر الحوار الأبيض، ولذلك ربما سمي القسطل بالأسود نسبة إلى لون الأحجار السودا المبنية فيه المخالفة للون البيئة الموجودة بها. وكان يسمى أيضاً: "قسطل المرجة" بسبب وجود المرج المنشور حوله. وقد ذكره مؤرخ حلب الشيخ كامل الغزي: "قيل: إنه كان يسمى قسطل المرجة لما كان يوجد حوله من المرج المنبسط أيام كان موضع هذه المحلة برّية".
أنشأ قسطل الأسود القاضي عز الدين بن يوسف الكردي في أواخر القرن 9هـ/15م قبل أن تُعمَّر محلة أغيور؛ فكان هذا القسطل مكاناً تتوزع منه مياه "قناة حيلان" المعروفة التي تغذيه إلى الحارات والأزقة عبر شبكة متقنة من الأنابيب الفخارية. قال كامل الغزي: "هو قسطل قديم جداً كان موجوداً قبل عمران المحلة -أغيور"، ثم تأسست المحلة المذكورة، فأنشأ الأمير ألاَجَه بيك جامعه المعروف باسمه نحو سنة 966هـ/1443م، وأنشأ تحته قسطلاً للجامع، وعمل له مجرى، وحول إليه الما من القسطل الأسود ثم أعاد فائضه إلى القسطل الأسود في مجرى جدّده، ويقول كامل الغزي: "وكان مجرى- ما - هذا القسطل مختصاً به ثم حوّله ألاجه بيك إلى قسطله. وفي جانب هذا القسطل مسجد كان قبلاً مصلى مكشوفاً، ثم عمره أهل الخير"، وبعد فترة أعيد الما إلى القسطل الأسود من جديد.
تتألف واجهة قسطل الأسود من قوس حجرية كبيرة من الحجر الأبلق [ر] (أبيض وأسود)، وقوسه مدببة غنية بالزخارف النباتية الأنيقة ويعلوها شريط جميل من المقرنصات الجميلة الناعمة، ويحدّ القوس تجويف قليل العمق يضم في جداره الحجري الأسود مكاناً للوحة مندثرة، وأما في أسفل التجويف فهناك حوض ما كبير مبني من الرخام المزخرف، ويتقدمه سياج حديدي.
وقد تعرض القسطل للخراب الكبير بسبب الزلزال المدمر الذي تعرضت له مدينة حلب سنة 1237هـ/1822م، ثم أعيد بناؤه ثانية، ولا يزال معطلاً حتى اليوم، وهو بحاجة إلى إعادة ترميم وإزالة التشوهات المتراكمة عليه.
مراجع للاستزادة: - خير الدين الأسدي، موسوعة حلب المقارنة (معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب 1984- 1988م). - كامل الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب (دار القلم العربي، حلب 1993م). - محمد أسعد طلس، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب (مطبوعات مديرية الآثار العامة، دمشق 1957م). |
- التصنيف : آثار إسلامية - النوع : مباني - المجلد : المجلد الثاني، طبعة 2015، دمشق مشاركة :
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 6
- الكل 63945831
- اليوم 2764
اخترنا لكم
الدمى في العصور الكلاسيكية
تُعدّ الدمى الطينية من القطع الفنية التي كان لها قدسية خاصة منذ أقدم العصور، وقد لعبت دوراً كبيراً في الحياة الدينية والاجتماعية، ومع تقدم الزمن صار لها وظائف وخصائص ومميزات منفردة بحسب كل عصر وكل منطقة جغرافية.
أبو النور (جامع-)
يقع جامع أبي النور في الصالحية، "أبو جرش"، شرقي مدرسة الصاحبة [ر]، وكان في موقعه في العهد الأيوبي جامع وتربة بناهما الأمير سيف الدين محمد - سنة 614هـ/1218م - لأبيه زين الدين قراجا الصلاحي المتوفى سنة 604هـ، وكان جامعاً شتوياً صغيراً مستطيل الشكل فيه محرابان جصيان عاديان، بينهما قبر. أما واجهته الخارجية فكانت بسيطة فُتح بها مدخل بسيط، وقد ذكر بعض الباحثين أن الأمير قراجا هو نفسه أبو النور، والجدير بالذكر أن تسمية الجامع بـ"جامع أبي النور" لم تظهر حتى بدايات القرن العشرين.