آخر الأخبار
ثورو - دانجن (فرانسو)
ثورو دانجن (فرانس)
Thureau-Dangin(Francois) - Thureau-Dangin(Francois)
ثورو - دانجن (فرانسوا -)
(1872 - 1944م)
إبراهيم توكلنا
فرانسوا ثورو- دانجن François Thureau-Dangin عالم آشوريات وسومريات، وآثاري ولغوي وعالم نقوش فرنسي، ولد في باريس في الثالث من كانون الثاني/يناير، وتوفي فيها في الرابع والعشرين من شباط/فبراير.
بدأ ثورو- دانجن حياته باتباع دروس عالِمي الآشوريات أوبير Oppert ومونان Menant، ومال إلى هذا المجال. عُين في عام 1895م موظفاً متطوعاً في قسم الآثار الشرقية والفخار القديم في متحف اللوفر، ثم موظفاً بأجر عام 1902م. منذ بداية عمله في مجال الآثار اختاره ليون هوزي Léon Heuzey عام ١٨٩٢م ليكون ضمن بعثته الأثرية في القسطنطينية، وهيأ له الفرصة لإظهار باكورة اهتماماته العلمية، كما شارك في بعثة تلّو الأثرية (جرسو القديمة) في جنوب بلاد الرافدين في أواخر القرن التاسع عشر وذلك عندما اكتشف إرنست دو سارزك Ernest de Sarzec رُقُمًا مهمة في الموقع فدعي الشاب ثورو- دانجن إلى تصنيفها ودراستها في متاحف إسطنبول الامبراطورية، فعمل على قراءة النقوش السومرية، واستطاع معرفة تاريخ هذه الرُقُم، وكان معظمها يرجع إلى عهد شاروكين الأكادي وحفيده نرام سين.
![]() |
نشر في عام ١٩٠٥م كتابه «كتابات سومر وأكاد» Inscriptions de Sumer et d’Akkad، وقد حوى هذا الكتاب نسخاً للنقوش الملكية الرافدية التي تمتد من عصور سومر القديمة إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وترجمة لها، ثم أتبعه في عام 1926م بكتاب «مقاطع الألفاظ الأكادية» Syllabaire accadien.
في عام 1908م تسلم ثورو- دانجن منصب المحافظ المساعد لقسم الآثار الشرقية، ثم أنشأ عام 1910م مجموعة نصوص متحف اللوفر المسمارية، وافتتحها بنفسه وبنصوص نشرها بعنوان: «رسائل وعقود سلالة بابل الأولى»، Lettres et contrats de la première dynastie babylonienne ، ثم ساهم بأربعة مجلدات ونصوص من عصور ولهجات مختلفة، وأصبح المدير المشارك لمجلة «الآشوريات والآثار الشرقية».
قطعت الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤م أعمال ثورو- دانجن، فتطوع في الجيش، والتحق في البداية بفوج الإقليم، ثم في الإدارة العسكرية، وعين في حملة الشرق، وأُرسل بناء على طلبه إلى الخطوط الأمامية، ثم أرسل إلى جبهة سالونيك Salonique في اليونان حيث دعي إلى الاشتراك في البحوث الأثرية لجيش الشرق، ورغم ابتعاده هذا انتخبته الأكاديمية الفرنسية للنقوش والآثار الشرقية عام ١٩١٧م عضواً فيها، وكان أبوه قبله قد عُين أمين سر الأكاديمية الفرنسية مدى الحياة. وعندما عاد من الحرب عام ١٩١٨م منح وسام صليب الحرب نتيجة لخدماته التي قدمها، واستدعته وزارة الشؤون الخارجية إلى قسم الشيفرة.
أدى توقف دراساته بسبب الحرب العالمية الأولى إلى تغير ملحوظ في اتجاه أعماله، فحتى تلك اللحظة كان يولي الدراسات السومرية والبحوث الأثرية القديمة اهتمامه الأول من دون أن يهمل الدراسات الأكادية والعصور الآشورية الحديثة، ثم بدأ يُعنى بنصوص اللغات السامية من دون أن يتخلى عن الآثار القديمة نهائياً.
في عام ١٩٢٥م أصبح ثورو- دانجن مديراً لقسم الآثار الشرقية، لكنه اضطر إلى الاستقالة بعد ثلاث سنوات بسبب تفاقم مشكلة صممه الذي أصيب به خلال الحرب العالمية الأولى، فبقي يشغل منصبه في المتحف بصفة فخرية، وليتفرغ للتنقيب في سورية. زار ثورو- دانجن سورية للمرة الأولى عام ١٩٢٣م مع صديقه عالم الآشوريات دورم Dhorme، فتوقف خمسة أيام في العشارة على الفرات، وأجرى فيها تنقيبات مثمرة، ثم توجه مرة ثانية إلى سورية عام 1927م، حيث استكشف بقايا آثار تل أحمر (تل برسيب القديم) على الفرات، وإلى الشرق منه عمل في أرسلان طاش (حداتو القديمة) حيث تسلم إدارة الحفريات حتى عام 1931م.
خصص ثورو- دانجن آخر خمسة عشر عاماً من حياته لموضوع صعب وشاق هو الرياضيات البابلية، واستطاع بفضل عنايته بقراءة النصوص ونقلها عن أصولها ثم ترجمتها بدقة، مع معرفته بالمسائل الرياضية أن يلقي الضوء على كثير منها وأن يضع هذه المسائل قيد المناقشة والبحث، فوضع دراسة لما يسمى النظام الستيني الذي استعمل في حضارة بلاد الرافدين القديمة، والذي نجم عن دمج رقمين هما العشرة المأخوذ من أصابع اليدين، والستة الذي له ميزة قابلية القسمة على الرقمين اثنين وثلاثة في الوقت ذاته، وعلى أساس هذا النظام قام علم المقاييس والموازين وتقسميات اليوم والدائرة والزوايا التي أسهمت في علوم الفلك والجغرافية وغيرها، وبناء على ذلك وضع ثورو- دانجن عام ١٩٣٢م كتابه «نظرة إجمالية لتاريخ النظام الستيني» Esquisse d’une histoire du système sexagésimal ، كما نشر عام 1938م كتاباً آخر بعنوان «الرياضيات البابلية» Mathématiques babyloniennes، أثبت فيه إبداع البابليين لعلم الجبر الذي بفضله استطاعوا حل معادلات من الدرجة الثانية، وحوى الكتاب 623 مشكلة رياضية قائمة على معادلات من الدرجة الأولى والثانية مع ترجماتها، وشرح بالرياضيات الحديثة، ومقدمة حول المفاهيم الرياضية الكلدانية، ومعجماً لمصطلحات رياضية أكادية. في عام 1944م اعتقل ثورو-دانجن مع أعضاء آخرين من الأكاديمية، ثم أطلق سراحه بعد أن قضى عدة أيام في السجون النازية.
مراجع للاستزادة: - Henri Maspero: Éloge funѐbre de M. FranÇois Thureau-Dangin, membre de l’Académie In: Comptes-rendus des séances de l’Académie des Inscriptions et Belles-Lettres, 88e année, N. 1, (1944). pp. 55-63. - René Dussaud: Notice sur la vie et les travaux de M. François Thureau-Dangin, membre de l’Académie. In: Comptes-rendus des séances de l’Académie des Inscriptions et Belles-Lettres, 88e année, N. 4, (1944), pp. 472-489. |
- التصنيف : العصور التاريخية - المجلد : المجلد الرابع، طبعة 2018، دمشق مشاركة :
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 4
- الكل 63584904
- اليوم 151
اخترنا لكم
الكسندر سفيروس (الامبراطور-)
ولد الامبراطور ألكسندر سڤيروس Alexander Severus في روما لأبوين فاضلين هما: جسيوس مركيان Gessius Marcianus ويوليا ماميا [ر] Julia Mamaea، ودعي وقت ولادته اليكسيان Alexianus باسيان.
الأربعين (مقام-)
يتوضع مقام الأربعين عند نهاية الطريق المؤدي إلى قاسيون، حيث تتوقف إمكانية صعود السيارات، ويسلك الصاعد إلى المقام طريقاً متدرجاً من البيتون على شكل مصاطب أفقية. ويتم الصعود إلى المقام عبر درج ذي سلمين متقابلين يؤديان إلى مدخل يؤدي بدوره إلى ساحة سماوية، يصعد من خلالها بوساطة درج معدني صغير إلى سطح علوي يطل على مدينة دمشق وغرفة لخادم المقام. وفي الجهة الشمالية يتم الدخول إلى مصلى مستطيل مسقف بالخشب، فيه قبرين لخادمي المقام، كما يصعد من المصلى عبر درج حجري إلى مصلى آخر، تتوضع على واجهته الجنوبية تمثيلاً لأربعين محراباً، ومن هنا جا ت التسمية "مقام الأربعين".