آخر الأخبار
الجزار (جامع-)
جزار (جامع)
-
الجزّار
الجزّار (جامع -)
جامع الجزّار هو أكبر جوامع عكا، وأبدع مظاهر الفن الإسلامي العثماني في فلسطين. يقع عند طرف مدينة عكا القديمة من جهتها الشمالية؛ في حارة الرمل التي تُعدّ من أحياء المدينة القديمة داخل السور عند نهاية السوق الأبيض، ويؤدي إليه شارع صلاح الدين.
![]() |
منظر عام لمدينة عكا |
بنىحاكم عكا أحمد باشا الجزّار(من مسلمي البوسنة) جامعه سنة ١١٩٦هـ/١٧٨١م، حين عُيّن من قبل السلطان العثماني سنة ١١٩٠هـ/ ١٧٧٦م والياً على عكا وصيدا؛ ولاحقاً على دمشق، واتخذ من عكا عاصمة له. عُرف الجزّار بقسوته وطموحاته، وقد حكم كامل ساحل بلاد الشام أكثر من ٣٠ سنةً. اهتمّ بالناحية العمرانية فبادر إلى تحصين المدينة وتشييد العديد من العمائر من جوامع وخانات؛ أهمها جامع الجزّار الذي أوقف له الأوقاف الكثيرة، وشرع بإقامة المسجد تخليداً لاسمه ليس حاكماً في فلسطين وباقي الساحل؛ بل مصلح يهتم بالحياة الروحية الإسلامية إلى جانب إدارته الحازمة.
![]() | ![]() | ![]() |
الرواق الشمالي الخارجي للجامع | منظر عام للجامع | المدخل والسبيل |
شُيِّد جامع الجزار على أنقاض جامع يوم الجمعة الذي بناه فاتح عكا القائد المسلم شُرَحبيل بن حسنة، ثم جاء الصليبيون واحتلوا عكا، وبنوا كنيسة الصليب المقدس على أنقاض جامع يوم الجمعة، إلى أن جاء السلطان صلاح الدين الأيوبي وانتصر على الصليبيين فأعاده جامعاً، ثم توالت على عكا فترات حكم مختلفة؛ حتى حكمها الجزار سنة ١١٩٠هـ/١٧٧٦م. وقد رُمّم المسجد حديثاً، فنتيجة لحرب سنة ١٣٦٨هـ/١٩٤٨م اخترقت بعض الرصاصات ألواح الرصاص التي تكسو القبة، فاضطر القائمون على شؤون المسجد إلى فك ألواح الرصاص وتلبيس السطح الخارجي للقبّة بالمونة الإسمنتية ثم دُهنت باللون الأخضر القاتم؛ بيد أنه أُعيدت تغطيتها بألواح الرصاص من جديد، وذلك في سنة ١٤١٥هـ/١٩٩٤م، وما تزال كذلك حتى اليوم.
![]() | ![]() | ![]() |
الواجهة الغربية للجامع | الحرم | القبة المركزية من الداخل |
بُني جامع الجزّار على الطراز العثماني، وهو من الجوامع المُعلّقة لوجود الحوانيت التي تعد جزءاً من مجمع الجزّار المعماري، وهي تقع في الطابق السفلي في جهاته الثلاث الشرقية والشمالية والجنوبية. يقع الجامع في مدخل مدينة عكا من الجهة الشمالية، وعند مدخله سبيل ماء فخم البناء يُعرف بسبيل الطاسات، له قبة وظلة وأعمدة رخامية. وكان قد أقامه أحمد باشا الجزّار ورممه سُليمان باشا. تتقدمه عدة درجات عند المدخل تؤدي إلى المسجد حيث صحن الجامع ذو المسقط المستطيل، رُصف قسم منه بالحجر والرخام، ويقع على محور الميضأة وفي وسط الجزء الجنوبي للصحن بناءُ الحرم المميز بارتفاعه وفخامته، وهو بناء ذو مسقط مربع، وله مدخل مُزّين بزخارف هندسية، تعلوه لوحة تأسيسية من الرخام تحدّد تاريخ بناء الجامع. غُطي الحرم بقبة كبيرة نصف كروية يبلغ قطرها عشرة أمتار، تغطّيها ألواح من الرصاص لحمايتها من العوامل الجوية. وللحرم أربع واجهات خارجية؛ يتقدم الشمالية منها رواق مُغطى بخمس قباب ترتكز على عقود مدببة، تحملها أعمدة رخامية، أما الواجهات الثلاث الأخرى فهي متماثلة، وفُتحت بكلٍّ منها أربع نوافذ معقودة بعقود وترية تعلوها ثلاث شمسيات متماثلة؛ وتعلو أوسطها قمرية دائرية. تقوم مئذنته المرتفعة في الركن الشمالي الغربي من الحرم، وهي أسطوانية رشيقة ذات قلنسوة مخروطية متوّجة بالهلال، يُصعد إليها من باب ضمن الحرم بوساطة درج لولبيّ، وفي جذعها نوافذ صغيرة لتوفير الإنارة والتهوية. يحيط بصحن الجامع ثلاثة أروقة: رواق شمالي وشرقي وغربي يحتوي على مزولة، وهي مغطاة بقباب صغيرة وذات عقود مدببة ترتكزعلى أعمدة أسطوانية من الغرانيت والرخام؛ جُلبت من صور وقيسارية وغيرها، وتضم هذه الأروقة المدرسة الأحمدية التي تُدرَّس بها العلوم الدينية والدنيوية، وأُلحقت بها المكتبة الأحمدية التي تحتوي على نفائس الكتب الدينية والتاريخية وعدد كبير من المخطوطات، ويبلغ عددها نحو ألف مجلد مطبوع ومئتي مجلد مخطوط، كما تضم هذه الأروقة المحكمة الشرعية ومكاتب لموظفي الجامع وغرفاً لإيواء طلاب العلم.
![]() | ![]() |
المسقط العلوي | منظور عام للجامع |
![]() | |
الواجهة القبلية للحرم |
وتحوي الزاوية الشرقية الغربية من أروقة صحن الجامع غرفةً صغيرة تعلوها نصف قبة كروية، فُتحت في رقبتها نوافذ، وتضم هذه الغرفة قبرين من الرخام؛ قبر لأحمد باشا الجزّار، وآخر لخليفته سُليمان باشا العادل المتوفى سنة ١٢٣٥هـ/١٨١٩م.
أما داخل الحرم فتقوم العقود المدببة الضخمة؛ المستندة إلى الدعامات في الزوايا الأربع؛ والحاملة للقبة المركزية الضخمة عبر أربعة مثلثات كروية حقّقت انتقال المسقط من الشكل المربع إلى الشكل الدائري، وقد فُتحت نوافذ معقودة بعقود وترية في رقبة القبة لإدخال النور إلى الحرم. وتحتوي الواجهة الجنوبية للحرم على منبر ومحراب من الرخام، وهناك سدة على الواجهة الغربية والشرقية الداخلية للحرم، حُملت على رواق مؤلف من عقود نصف دائرية مرتكزة على أعمدة رخامية، وزينت جدران الحرم والقبة بشريط كتابي رخامي يحوي آيات قرآنية، وفي الركن الغربي للحرم حُفظت عدة شعرات من لحية الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن صندوق معدني.
مايا الدادا
مراجع للاستزادة: - مروان أبو خلف، من معالم الحضارة الإسلامية في فلسطين (منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسسكو)، ١٤٢٢هـ/٢٠٠١م). - محمد سلامة النحال، فلسطين أرض وتاريخ (دار الجليل للنشر، عمان ١٩٨٤م). - K.A.C. Creswell, Early Muslim Architecture, Vol. I, Part II. (Oxford 1969). |
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد الرابع، طبعة 2018، دمشق مشاركة :
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 13
- الكل 64323007
- اليوم 1600
اخترنا لكم
الأسدية (التربة-)
تقع التربة الأسدية في مدينة دمشق داخل حي الصالحية [ر]، وتقوم على العقار 660 من منطقة الشركسية العقارية، ويتم الوصول إليها من منطقة تتوسط المسافة بين المدرسة الجهاركسية [ر] والتربة التكريتية [ر]، من خلال طريق فرعي يتجه شمالاً متفرعاً من حي المدارس.
الأثاث في العصور التاريخية
منذ أن بنى الإنسان البيوت والمساكن والمنازل طوّع الحجر بما يملك من أدوات ليكون أكثر نعومة وراحة، وشكّل مجالس وكراسي من الطين والخشب والعيدان وسعف النخيل والقصب وغيرها مما وفّرته له الطبيعة ونجّدها بالريش والقش والصوف، وبتعاقب العصور أضفى الإنسان نوعاً من الجمال والأناقة والفن على أثاثه مستعملاً التأطير والتطعيم والصقل والرسم والحفر حسبما تجود مهارته وفنه فارتقى لصنع أثاث أجمل وأكثر راحة وأسهل استعمالاً. واستمر التطوير في صنع الأثاث حتى اختصّ بعض الحرفيين في صنع صنوف من الأثاث للملوك والعامة، وازداد الأثاث فخامة وأخذ يستعمل فيه التطعيم بالعاج والذهب والفضة والصدف والأحجار الكريمة على مادة خشبية أو معدنية.