انبياء (جامع)

-

الأنبياء (جامع -)

فاطمة السليطي

يقع جامع الأنبياء وسط مدينة نابلس في محلة الحبلة قرب سكة الحديد، وفي داخل الجامع يوجد ضريح طويل مغطى بقماش أخضر وعليه قطعة بيضاء مكتوب عليها: "هذا ضريح أسيادنا أنبياء الله الكرام من أولاد يعقوب وهم بالون ويشجر وأشر عليهم أفضل الصلاة والتسليم"، ولا توجد أي أدلة تاريخية تثبت ذلك.

منظر عام

والجامع مبني من الحجر، مربع الشكل تقريباً ومن دون فناء، وقد تعرض إلى تغيير كبير عبر العصور. لا يوجد قبة للجامع، ومئذنته الحالية على الطراز المملوكي وتشبه إلى حد بعيد المآذن المملوكية بطرابلس كتلك الموجودة بجامع التوبة، وهي مئذنة ثمانية الشكل تنتهي بالأعلى بشرفة وحيدة محمولة على كوابيل مقرنصة تحمل الشرفة المثمنة التي يوجد بكل زاوية منها عمود صغير يحمل رفرف الشرفة الذي يستند إلى قمة المئذنة التي تنتهي بقبة صغيرة متوجة بهلال. وللجامع ليوان بناه الحاج فخرالدين الأخرمي سنة 1176هـ/1762م.

الحرم

للجامع ثلاث واجهات تتألف كل منها من مستويين؛ السفلي: وفيه العديد من فتحات الأبواب التي أهمها فتحة باب المدخل الرئيسي للجامع المؤلف من حنية مسامتة للواجهة، تنتهي من الأعلى بعقد نصف دائري ويتوسطها من الأسفل فتحة الباب التي يدخل منها للمسجد، ويغلق على هذه الأبواب درف من الزجاج الملون الحديث، والمستوى العلوي: يتألف من فتحات نوافذ عريضة تنتهي كل منها من الأعلى بعقد ثلاثي شبيه بعقود جامع ومدرسة البرطاسي الموجود في مدينة طرابلس. ويبدو من الشكل العام للواجهات أنها تعرضت للكثير من التغير والتبديل ولاسيما في مستوياتها العليا، وتظل المئذنة الواقفة عند زاوية الجامع العنصر الأكثر أصالة في هذا الجامع من الخارج.

الضريح

ويحتوي المسجد من الداخل على سقف معقود في منتصف المصلى، وعلى سقف مستوٍ من جانبي المصلى، وجدران المسجد مبيضة بالكامل، والدعامات أُزِّرَتْ بالخزف الحديث بلون أخضر فاتح. أما المحراب فقد غطي بالكامل بالخشب الحديث، وتتدلى منه ثريا صغيرة وبجانبه المنبر الرخامي المميز.

ويذكر أن أهم الترميمات على هذا الجامع قامت بها إحدى النساء المحسنات وهي فاطمة عاشور سنة 1311هـ/1893م.