خراب شمس (موقع-)
خراب شمس (موقع)
Kharab Shams -
خراب شمس
خراب شمس (موقع -)
يجثم موقع خراب شمس Kharab Shams على جبل سمعان شمالي مدينة حلب، ويمتد على المنحدر الجنوبي لهضبة، وتحيط به الأراضي الزراعية الممتدة على مساحات واسعة.ويمثل نموذجاً لقرية من العصرين الروماني والبيزنطي. حيث دلت العديد من المعطيات المعمارية والزخرفية على وجود استيطان روماني وبيزنطي في الموقع الذي لم تسلم مبانيه المعمارية من عوادي الزمن، وما بقي منها في حالة سيئة من الحفظ، أو هي أكوام من الحجارة المتوضعة بعضها فوق بعض، تظهر من خلالها بعض المداميك الضخمة التي تحمل فوقها سواكف الأبواب، وتعود غالباً إلى فترة ازدهار القرية خلال العصر البيزنطي.
درس هذا الموقعَ الأثري عددٌ كبير من الباحثين، من أهمهم هوارد بتلر H.Bulter وجورج تشالنكو G.Tchalenko وجورج تاتG.Tate ، وأليس نقاش A.Naccach.
![]() |
يوجد على سواكف البيوت وواجهاتها عدد من الرموز ذات علاقة بالديانة الوثنية، مثل رأس الثور وقرص الشمس وأغصان النخيل؛ مما يدل على وجود هذا الموقع خلال العصر الروماني، وتطوره عبر العصر البيزنطي، من خلال وجود عدد من المباني الأثرية من البيوت وكنيستين. أغلب العمائر في حالة سيئة من الحفظ باستثناء الكنيستين فهمافي حالة جيدة (من الحفظ) بالمقارنة مع ما يجاورها من المباني الأخرى.
من أهم المباني الأثرية فيه:
المعبد:
لم يبقَ من هذا المعبد سوى جزء من الواجهة، وهي ساكف ضخم يستند إلى حجرين قائمين، على هذا الساكف رسوم متميزة نافرة تمثل قرص الشمس والقمر، أحاط بهما من كل جانب رأس ثور وإكليل من الزهر، يعتقد بأنه كان جزءاً من مدخل لمعبد وثني من القرن الثالث للميلاد.
![]() |
خراب شمس |
كنيسة القرن الرابع الميلادي:
تقع هذه الكنيسة في أسفل سفح الهضبة، في الجهة الجنوبية - الشرقية، لم يتبقَّ فيها سوى واجهة المجاز المركزي ظاهرة، وهي تمثل صفين من الأعمدة تحمل تيجاناً متنوعة من عدة طرز مختلفة (الطراز الأيوني والكورنثي والتوسكاني)، وهي ظاهرة مألوفة في المنطقة، إذ غالباً ما يشاهد استخدام عدة أنواع من التيجان في المبنى الواحد، وهذا ما يتبين في أروقة البيوت خاصة. وتشكل صفوف الأعمدة التي تحمل الأقواس خمسة مجازات، والتي تعلوها نوافذ فرق المنسوب المنتهية أعلاها بالكورنيش الذي يحيط بالمبنى بالكامل، وهي في حالة شبه كاملة حتى مستوى السقف الذي يأخذ شكلاً جملونياً مع واجهتين مثلثتي الشكل فتحت فيهما النوافذ. وتصل أبعاد الكنيسة إلى نحو ٢٢× ١٢.٥ متراً. يبدو أن الكنيسة قد بنيت عام ٣٧٢ للميلاد، ثم تم تعديلها في القرن الخامس ليصبح طرازها مشابهاً لكنيسة المشبك بجوار منطقة دارة عزة. يحتوي الصحن المركزي على بيما، وفي الجهة الشرقية حنية نصف دائرية تحيط بها غرفتان. أما الواجهة الغربية فهي في حالة جيدة من الحفظ، في وسطها باب رئيس مؤطر بأشرطة زخرفية من جهاته الثلاث وتكونها نتوءات منحنية ومسطحة الشكل، ويتقدمها رواق لم يتبقَّ سوى أجزاء منه، كان يحيط بالمبنى قديماً مداميك حجرية بسيطة مستطيلة الشكل تحمل الأرشيتراف الخالي من أي زخارف، وتعد هذه الكنيسة من الكنائس المهمة في شمالي سورية.
![]() |
خراب شمس - كنيسة في أعلى الهضبة |
كنيسة القرن السادس الميلادي:
تقع هذه الكنيسة في أعلى الهضبة في موقع منعزل، يسيطر على المحيط الطبيعي للموقع. هذا المبنى صغير بحجمه، وتصل أبعاده إلى نحو ١٣× ٦.٥ متر. تتألف هذه الكنيسة من بهو واحد، ينتهي بحنية نصف دائرية بارزة نحو الخارج، وهي في حالة من الحفظ شبه الكاملة، يلاحظ وجود نقوش زخرفية مألوفة في المنطقة أيضاً منحوتة على سواكف أبوابها متمثلة بالنتوءات أو بالميداليات الدائرية التي تضم اللآلئ وأشكالاً هندسية ونباتية في داخلها.
أخيراً في هذا الموقع معصرة في الجهة الشمالية الغربية من الكنيسة العائدة إلى القرن الرابع للميلاد. كما ينتشر عدد كبير من آثار البيوت السكنية المتهدمة، والعائدة أغلبها إلى العصر البيزنطي.
مأمون عبد الكريم
مراجع للاستزادة:
- مأمون عبد الكريم، القرى الأثرية في شمالي سورية (المعهد الفرنسي في الشرق الأدنى، بيروت، ٢٠١١م).
- A.Naccache, Le décor des églises de villages d’Antiochène, Geuthner, )Paris 1992).
- G.Tate, Les campagnes de la Syrie du Nord du IIe au VIIe siècle, Geuthner, (Paris 1992).
- G.Tchalenko, Les villages antiques de la Syrie du Nord, 3 vols, Geuthner, (Paris 1953).
- التصنيف : آثار كلاسيكية - المجلد : المجلد السادس، طبعة 2020، دمشق مشاركة :