الرجبية (مدرسة)
رجبيه (مدرسه)
-
¢ الرجبية
الرجبية (المدرسة -)
جمال كبريت
تقع المدرسة الرجبية في جنوبي مدينة طرابلس الشام؛ على الضفة الغربية لنهر «أبو علي»؛ في منطقة «الحدادين- العطارين»؛ شمال مقبرة باب الرمل؛ شرق جامع طينال؛ غرب جامع المعلّق وجنوب مدرستي السقرقية والخاتونية؛ وعلى زاوية تعامد زقاق مسدود مع طريق الدبابسة.
هي مشيّدة عثمانية، أنشأها إمام جامع قلعة طرابلس وخطيبها الشيخ رجب بن يوسف اللبابيدي في سنة 1093هـ/1682م؛ لتكون مدرسةً ومسجداً وتربةً له في زاويتها الشمالية الغربية.
![]() | ![]() | |
سباط الواجهة الشمالية -واجهتا التربة |
![]() |
الواجهة الغربية |
وبقي جزؤها العلوي؛ والواجهتان الباقيتان الجنوبية والشرقية شبه ملتصقتين بالجوار. تطلّ الواجهة الغربية على زقاق مسدود، وتتوزع عليها ثلاثة شبابيك مستطيلة علوية متماثلة ومتناظرة مغطاة بالمشبّكات المعدنية، وهناك شباك مماثل منخفض أسفل الشباك الشمالي منها يطلّ على قاعة التربة. أما الواجهة الشمالية فهي واجهة المدخل الرئيسية التي تطلّ على طريق الدبابسة؛ والمغطّى عندها بساباط ذي قبوات متقاطعة، وهو يبتدئ وينتهي بعقد مرتفع مدبب. وتضم هذه الواجهة بدءاً من جهة الغرب شباكاً مستطيلاً مماثلاً للشبابيك الغربية؛ بيد أنه مؤطّر بإطار حجري كلسي، كما يتوسط ساكفه المستقيم حجر مزيّن بزخارف هندسية، يعلوه شباك مستطيل صغير مغطى بالمشبكات المعدنية أيضاً. وتضم هذه الواجهة من جهتها الشرقية مدخلاً مستطيلاً معقوداً بعقدٍ وتري مؤلف من ثماني صنجات، وقفلٍ تعلوه لوحة حجرية مربعة تأريخية، تضم نصًّا من أربعة أسطر:
«أنشأ هذا المكان المبارك راجي رب عفوّ المجيب رجب بن يوسف الإمام بقلعة طرابلس والخطيب... يرتجي منك رحمة وآمين عليه يا قريب... تحرير في شهر رجب الفرد سنة ألف وثلاثة وتسعين».
![]() |
اللوحة التأريخية التي تعلو الباب الخارجي |
ويضم المدخل باباً خشبياً ذا مصراع واحد، جُعل أمامه باب معدني مستحدث، يعلوه شباك مستطيل كبير، تعلوه كوة مستطيلة صغيرة، وهو يفتح على المدرسة عبر فسحة مربعة صغيرة، يُصعد منها بدرجة واحدة إلى داخل المدرسة الذي يتألف من ستة فراغات مربعة متماثلة، مبنية من مداميك الحجر الرملي، ومغطاة بقبوات متقاطعة مدببة، ترتكز على دعامتين وسطيتين وعشر دعائم جدارية مربعة مبنية من مداميك الحجر الكلسي «البحصاصي». ويحوي فراغ المدخل الأول عن يساره ميضأة مجددة، وعن يمينه أربع درجات يُصعد عبرها إلى الفراغ الثاني في الزاوية الشمالية الغربية، وهو قاعة التربة.
![]() | ![]() | |
المدخل من الخارج | المدخل من الداخل |
![]() | ![]() | |
القبوات المتقاطعة في حرم المدرسة | الدعامة الوسطى عند التربة |
وقاعة التربة مربعة كباقي الفراغات، وقد حُجزت عنها عبر جدارين جنوبي وشرقي منخفضين. ويتوسّط جدارها الغربي شباك مستطيل يطلّ على الزقاق، كما يتوسط جدارها الشمالي شباك مماثل يطل على الطريق العام، وقد توضع قبر الواقف أمامه. ويتكون القبر من مصطبة حجرية مستطيلة من مدماك واحد ضخم تعلوها تركيبة حجرية مرتفعة قليلاً ومغطّاة بالقماش الأخضر، وقد وضع شرقيه حاجز خشبي بسيط مفرّغ، كما وضع حاجز خشبي مزجج فوق جدار التربة الجنوبي. وقد عُثر على أربعة قبور أخرى إلى جانب قبر الواقف في أثناء الحفر لأعمال الترميم والتأهيل، يُعتقد أنها لأفراد أسرته.
![]() |
قبر الواقف |
وأما الفراغات الجنوبية الأربعة الباقية فهي تشكل حالياً حرم المسجد الذي تُقام فيه الصلوات. ويتوسّط كل فراغ من فراغي واجهة الحرم الغربية خزانتان جداريتان مستطيلتان، يعلو كلّ واحدة منهما شباك مستطيل سبق وصفه. أما واجهة الحرم الشرقية فهي تحوي في فراغها الجنوبي قندلية تضم ثلاثة شبابيك صغيرة على شكل مثلث. كما يتوسّط أعلى فراغي الواجهة الجنوبية للحرم شبابيك علوية صغيرة. وقد بُني محراب في الطرف الشرقي للواجهة القبلية بزاوية تبلغ نحو 45درجة تحقيقاً لاتجاه القبلة. والمحراب حجري بسيط خالٍ من الزخارف، وهو ذو حنية نصف دائرية معقودة بعقد مدبب، وعن يمينه ويساره ظفران حجريان علويان بارزان بشكل منحنٍ، كما توّجت أعلاه لوحة حجرية مستطيلة ذات زخارف كتابية، كانت موجودة في قاعة التربة، وهي تحوي النّص الآتي:
«لا إله إلا الله محمد رسول الله كلّ شيء هالك إلا وجهه».
وقد استحدث منبر خشبي عن يسار المحراب لأجل خطبة الجمعة.
![]() | ![]() |
المحراب | الدعامة الركنية الجنوبية الغربية |
مراجع للاستزادة: - عمر وخالد تدمري، مساجد ومدارس طرابلس الفيحاء (منشورات دائرة أوقاف طرابلس الإسلامية، دار الإيمان، طرابلس ٢٠٠٣م). - منذر عوض، طرابلس قصة مدينة (طرابلس- لبنان). |
- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد الثامن مشاركة :