رشدي (مكتب)

-

 ¢ الرشدي العسكري

¢ الرشدي العسكري (مكتب -)

لمياء جاسر

يقع في مدينة حلب القديمة غرب قلعتها، يفصله عنها الشارع المحيط بالقلعة، في المنطقة العقارية (٧-٢-٢)، شمال خان خاير بك [ر] وجنوب جامع الحيات [ر] (الناصرية) وشرق قيسارية الزهراء. هو أول مدرسة عثمانية حديثة تبنى في حلب.

كان محل هذا المكتب دار جميلة لبني العكام اشترتها الحكومة واستعملتها «إصلاح خانة»، ثم هدمتها وداراً أخرى لآل الحمامي وخانقاه بنتها أم الملك الصالح وغيرها... وعُمِّر مكانها مكتب للتدريس في حدود سنة ١٣٠٠هـ/١٨٨٢م في أيام الوالي العثماني جميل باشا.وفي ليلة دخول العساكر الشريفية إلى حلب سنة ١٣٣٧هـ/١٩١٨م أحرق بعض الغوغاء الطابق العلوي الشمالي ونهبت منه كثير من الآلات الدراسية.وفي حدود سنة ١٣٤١هـ/١٩٢٢م رمّمته دائرة المعارف واتخذته مكتباً للصنائع وداراً للصناعة. وكان بينه وبين باب سوق الزرب مكان خرب بنته دائرة النافعة في حدود سنة ١٣٤٣هـ/١٩٢٤م وألحقته بالمدرسة. وفي الخمسينيات من القرن ٢٠م نُقلِت المدرسة الحمدانية الابتدائية (الفيوضات سابقاً) إلى هذا المبنى، ثم شغلته مديرية التربية والتعليم؛ في حين شُغل الملحق بالكتب المدرسية. وقد بُني مؤخراً في هذا القسم بناء حديث وشغل الجميع بالخدمات الفنية والأبنية المدرسية.

المسقط الأفقي

للمكتب مخطط متناظر، وهو يشبه مخطط المدارس الإسلامية فهو يتكون من مدخل يؤدي إلى باحة تتصدرها قاعة كبيرة تقابل القبلية في المدارس الإسلامية مع عدم التقيد بالاتجاه، ويضم كلٌّ من الطرفين رواقاً خلفه غرف تقابل الأروقة. إلا أن الضلع الرابعة تحتوي على السياج الفاصل بين المكتب والشارع ضمنه المدخل، وهو من ثمَّ يحقق إشراف المدرسة على الشارع بعد أن كان التصميم المنغلق على الشارع هو السائد في المباني الإسلامية. يتألف المبنى من طابقين أرضي وأول:

الموقع العام

للطابــق الأرضــي مخططمربع الشكل تقريباً، يتألف من باحة يحدها شرقاً -بدءاً من الجنوب- سياج يفصلها عن الشارع ويضم باب المدخل، تليه الاستعلامات وهي حديثة. ويحد الباحة غرباً درج يؤدي إلى بسطة توزع إلى قاعة كبيرة غرباً ودرجين يصعدان إلى الطابق الأول جنوباً وشمالاً.وهناك شمال الباحة وجنوبها رواقان يستمران على جانبي القاعة. يوزع رواق الطرف الجنوبي إلى ٦ غرف وممر يؤدي إلى القسم الحديث من المبنى؛ في حين يوزع رواق الطرف الشمالي إلى ٦ غرف قسمت الغرفة الأخيرة منها غرباً -بوساطة فاصل قليل الارتفاع - قسمين: يضم القسم الأول دورات للمياه ويضم القسم الآخر معدات الكهرباء. وينتهي كلٌّ من الرواقين إلى باب كبير ينفتح على الشارع شرقاً وإلى المبنى الحديث المحيط بالمبنى القديم من طرفيه الجنوبي والغربي - على شكل حرف L - غرباً.

الواجهة الشرقية للكتلة الشمالية من المكتب	الواجهة الشمالية الشرقية للكتلة الجنوبية من المكتب

يضم المدخل درجتين تهبطان إلى ممشى يؤدي في كلا الطرفين الجنوبي والشمالي إلى الرواقين ويؤدي في الأمام إلى حديقة - ترتفع عنه بدرجة -تضم ممرين متعامدين يتفرع منهما ممرات ثانوية تحيط بأحواض تضم أشجاراً، وهناك بركة بيضوية الشكل في الوسط. يحيط بالحديقة من الأطراف الأربعة سياج مبني من الحجارة الكبيرة المخرمة والمربوطة بعضها ببعض بصبة من الحديد والرصاص، يضم كلا الطرفين الشرقي والغربي منه باباً في الوسط؛ في حين يشكل الطرفان الجنوبي والشمالي فاصلاً بين الحديقة والرواقين.

والقاعة كبيرة مستطيلة الشكل (١٣.٩٠×٨.٤٠ م)، مرتفعة تشغل كامل ارتفاع الطابقين على طرفيها، وهي تنفتح على الغرب بثلاث نوافذ علوية كبيرة.والسقف مستوٍ من البيتون المسلح ينقسم بوساطة جسرين أساسيَّين يمتدان شرق غرب وجسرين ثانويين عمودين عليهما تسع بلاطات. هذا السقف يعود إلى العصر العثماني؛ فيكون بذلك هو أول سقف بيتوني في مدينة حلب.

الفناء

يطلّ كلٌّ من الرواقين على الباحة بـ ٦.٥ أقواس مجزوءة - فتحة كلٍّ منها نحو ٢.٥٠م - ترتكز على ثماني دعائم.والسقف ذو جوائز حديدية على شكل حرفI في الرواق والغرف المطّلة عليه جنوب الباحة، ومستوٍ مطلي في الرواق والغرف المطلة عليه شمال الباحة، دُعِّم بعض هذه السقوف بجسور،ويوزع الرواقان إلى ١٢ غرفة في الطابق الأرضي مختلفة المساحة، وتطل جميعها على الرواق بباب ونافذة أو أكثر، يحدُّ كلاً منها قوس مجزوءة منبطحة.

يتكون الطابق الأول من رواقين يقعان فوق رواقي الطابق الأرضيويماثلانهما؛ ولكن بُنيت نهايتاهما. سُقِفَ الرواق جنوب الباحة بسقف حديث مستوٍ من البيتون المسلح، وهو يوزع بدءاً من الغرب إلى ٣ غرف يليها موزع يربط هذا الرواق بالمبنى الحديث المتاخم له تليه غرفة أخرى، إضافة إلى ذلك هناك غرفتان في نهايتي الرواق الشرقية والغربية اقتطعتا منه، سُقفت هذه الغرف بسقف مستو حديث من البيتون المسلح؛ في حين سقف الرواق الواقع شمال الباحة بسقف مستو فوق جذوع الشجر،وهويوزع إلى ٦ غرف، الأولى منها في الجهة الغربية مقسمة بوساطة جدار- لا يصل إلى السقف- إلى غرفتين، وسقفت هذه الغرف أيضاً بسقف مستو فوق جذوع خشبية، وتطل جميعها على الرواق بباب ونافذة أو أكثر يعلو كلاً منها قوس مجزوءة منبطحة.

الزخرفة والنصوص فوق باب القاعة

الواجهة الخارجية- الشرقية متناظرة، تقسم ثلاثة أقسام، يناظر القسم الأول القسم الأخير ويعاكسه، وهما يتألفان من طابقين؛ يضم الطابق الأرضي- بدءاً من الشمال- نافذتين يليهما باب كبير حديدي، ويضم الطابق الأول نافذتين تقعان فوق نافذتي الطابق الأرضي، يليهما نافذة أخرى تقع فوق باب الطابق الأرضي. يعلو كلاً من النوافذ والأبواب قوس مجزوءة منبطحة لها مفتاح بارز، ويحيط بالواجهة إفريز مستمر. ويتكون القسم الأوسط من واجهة السياج، وهي تتألفمن قسم حجري في الأسفل- يضم دعائم حجرية - تعلوه قضبان حديدية يتوسطها باب المدخل الحديدي. وتبدو خلف السياج واجهة القاعة يتقدمها درج كبير في الوسط يتفرع إلى درجين متعاكسين يتجهان شمالاً وجنوباً، وللدرج سياج حجري له تجاويف زخرفية، و سُدّ الفراغ تحت كلا الدرجين بجدار يضم باباً. وتتألفواجهة القاعةمن باب كبير مرتفع في الوسط، وعلى كلٍّ من طرفيه نافذة كبيرة مرتفعة يعلو كلاً منها قوس مجزوءة منبطحة لها مفتاح بارز، ويحيط بها أفاريز تستمر أفقياً بين الباب والنوافذ. على طرفي الباب في الأعلى قرصان دائريان كتب على الأول «علم» وعلى الآخر «أدب»، وفوق الباب لوحة- محمولة فوق ثلاثة أظفار تضم نصاً- تتقاطع مع إفريز يمتد على طول الواجهة استعمل فيه التناوب اللوني بين الأسود والأبيض، يعلوه شريط من المكعبات الحجرية فوقه لوحة تضم نصاً باللغة العثمانية والخط العربي وأشكالاً رمزية، يعلوها لوحة أخرى دائرية تضم طغراء السلطان عبد الحميد الثاني، يلي ذلك إلى الأعلى إفريز يضم عدة بروزات، يصبح مستديراً فوق اللوحة.

تتكون الواجهـة الخارجيـة الشماليـة من ١١ نافذة يعلو كلاً منها قوس مجزوءة منبطحة في كلا الطابقين الأرضي والأول، مشابهة لنوافذ الواجهة السابقة، وفوق كل منها مظلة مستحدثة.

تتألف الواجهة الشمالية الداخلية (وهي تعاكس الواجهة الجنوبية) في كلا الطابقين من ٦.٥ أقواس كبيرة مجزوءة لها مفتاح بارز ترتكز على دعائم بينها في الأسفل سياج حجري بأشكال زخرفية.