رصافه في عصر اسلامي
-

 ¢ الرصافة

 الرصافة

عماد علي موسى

 

تقع مدينة الرصافة Rusâfa الأثرية شمالي البادية السورية إلى الجنوب الغربي من مدينة الرقة، وتبعد عنها مسافة ٤٢كم، كما تبعد نحو ٣٠كم إلى الجنوب من مدينة الثورة؛ على طريق القوافل القديمة الذي كان ينطلق من موقع سورا على الفرات ويخترق البادية الشامية باتجاه تدمر ودمشق.

للمدينة تاريخ موغل في القدم، ويعتقد أنها هي (ر ص ف) أو (راصابا) نفسها التي ورد ذكرها في كتابات آشورية تعود إلى القرن ٩ ق.م. اكتسبت الرصافة أهمية عسكرية في العصر الروماني مع تحولها إلى حصن في سلسلة الحصون المقامة على الحدود الشرقية للامبراطورية الرومانية والمعدّة لصد هجمات الفرس- الساسانيين.

وكان يمكن بقاء الرصافة مجرد حصن صغير لولا حادثة استشهاد القديس سرجيوس، وهو ضابط في الجيش الروماني الشرقي، قتله الرومان - خارج أسوار الرصافة- سنة ٣٠٥م؛ في نهاية حملة اضطهاد المسيحية. كرمت المدينة الشهيد الذي أضحى قبره فيما بعد مقصداً يحج المؤمنون إليه، وشُيدت على شرفه العديد من الأبنية التي ضمت العديد من الكنائس وأماكن الإقامة المجهزة لاستقبال الحجاج، فأطلق عليها القيصر البيزنطي أناستاسيوس Anastasius (٤٩١-٥١٨م) اسم سرجيوبوليس Sergiopolis، كما منحها الحق في أن تكون مقر أسقفية بإدارة متروبوليت Metropolit؛ مما أعطى الرصافة أهمية على المستوى العالمي. خضعت بعد ذلك لنفوذ الغساسنة الذين شيدوا فيها الكثير من المباني. وبلغت المدينة في أواخر القرن الخامس وخلال القرن السادس الميلادي قمة الازدهار، وأدى غناها إلى طمع الفرس الساسانيين بغزوها؛ مما دعا الامبراطور جوستنيانوس Justinianus (٥٢٧-٥٦٥م) لاتخاذ تدابير لحمايتها، فبنى سورها الضخم من الحجر بعد أن كان من الطين. كما كرم كنيسة القديس سرجيوس، وبنى في المدينة خزانات للمياه، وشيد البيوت وقاعات استقبال وأبنية أخرى كما يروي كاتب بلاطه.

مخطط مدينة الرصافة - سيرجيوبوليس

شهدت الرصافة مرحلة ازدهار ثانية في العصر الأموي في زمن الخليفة هشام بن عبد الملك (١٠٥-١٢٥هـ/٧٢٤-٧٤٣م)؛ إذ بنيت مدينة إسلامية أبعادها ٢×٢كم خارج أسوارها من جهتي الجنوب والجنوب الشرقي، وتبعد عنها نحو ١.٢كم، أطلق عليها اسم «رصافة هشام»، ومنها خرج هشام لتولي الخلافة، وكانت وفاته وقبره فيها، وقد عاشت الرصافة في عهده آخر فترة ازدهار لها.

 
مخطط رصافة هشام 

 

في نهاية القرن ٥هـ/١١م لم تعد الرصافة (سرجيوبوليس) مقراً للأسقفية، ويرجح انتقال سكان رصافة هشام إلى المدينة القديمة. فقد وجدت آثار تدل على مرحلة سكن إسلامية فوق الأطلال المسيحية، بنيت بيوتها من اللبن، وسقفت بقباب من الآجر، وقد عثر في الردم على أوانٍ خزفية سلجوقية. ويحتمل أن تكون الحياة قد توقفت في الرصافة بعد غزو المغول لبلاد الشام في القرن ٧ هـ/ ١٣م؛ إذ غادرها أهلها، ولم يعودوا إليها ثانية.

وقد ظهر غنى المدينة في ضخامة أبنيتها وجمالها وتنوعها، ويلاحظ ذلك في ضخامة سورها وأبوابها وكنائسها الخمس الكبيرة، ومن آثارها الباقية من العصور الإسلامية بناء ذو قباب ومسجد وحمام وخان.

  
سور المدينة باب المدينة الشمالي 

 

وصف الموقع: الموقع يتمثل بمدينة يحيط بها سور متين يتألف من طبقتين، وكان يحيط به خندق مردوم حالياً، وفي قلب الطبقة العلوية ممر مسقوف يسمح بتنقل الجنود مع أسلحتهم إلى كل أطراف المدينة. يبلغ طول السور نحو٢٠٠٠م، ويصل عرضه إلى ثلاثة أمتار، وهو ذو شكل شبه مستطيل، إذ يبلغ طول الضلع الشمالية ٥٣٦.٥ متراً، والشرقية ٣٥٠.٣٥ متراً، والجنوبية ٥٤٩.٤٠ متراً، والغربية ٤١١.٢٠ متراً، ويربط بين أجزائه واحد وخمسون برجاً تنوعت أشكالها بين المستطيلة أو المستديرة أو خماسية الأضلاع، يتعاقب فيها برج كبير وآخر صغير، وتحتل الزوايا الأربع أبراج مستديرة. و قد دُعِّم السور من الداخل بوساطة أعمدة ضخمة بُنيت من الحجارة الكبيرة. يخترق السور أربعة أبواب: اثنان كبيران في الشمال والجنوب، وآخران صغيران في الغرب والشرق، الباب الشمالي بارز عن مستوى السور وقد دُمِّر من الخارج ولم يبقَ منه سوى الجزء الداخلي المؤلف من ثلاث بوابات مزخرفة يبدأ منها الشارع الرئيسي المستقيم الذي يصل بين البوابة الشمالية والجنوبية، وقد كُشِف عن جزء منه، ويبلغ طوله ١٣٥ متراً، ويراوح عرضه بين ٢.١٠ و٢.٨٠ م، ويقع على جانبيه رصيفان، وتحيط به الحوانيت التي ما زالت بقاياها قائمة على ارتفاع متر واحد. أما الباب الشرقي فهو أصغر الأبواب، يقع في منتصف الضلع الشرقية للسور، وهو إلى ذلك أغناها في الصناعة والزخارف المعمارية. تبلغ المساحة المحصورة بين هذه الأسوار واحداً وعشرين هكتاراً. أما مساحة المنطقة التابعة لها خارج الأسوار فتبلغ نحو ٨٠٠ هكتار، وقد أظهرت الصور الجوية نحو ٣٠٠ نقطة أثرية تتبع الرصافة تتضمن التجمعات السكنية و المقالع الحجرية والمقابر، ومن أهم آثارها داخل السور:

كنيسة الصليب المقدس (بازليك القديس سرجيوس): وهي من أهم المباني المسيحية في سورية. تقع بالقرب من الزاوية الجنوبية الشرقية للمدينة، وهي أكبر كنائس المدينة وأقدمها؛ إذ تعود فترة بنائها إلى الثلث الأخير من القرن ٥ م.

 
كنيسة الصليب المقدس 

 

الكنيسة ثلاثية الأجنحة، أعرضها الأوسط الذي يفصله عن الجناحين الآخرين مجموعة أقواس كبيرة نصف دائرية، دُعِّم كل منها لاحقاً بقوسين صغيرتين ترتكزان على ثلاثة أعمدة ذات تيجان كورنثية. يقع المدخل الرئيسي للكنيسة في جهة الغرب، ويتمثل في بهو محاط ببرجين، ويشغل وسط الجناح الأوسط بيما Bema - وهي منصة مرتفعة قليلاً عن أرضية الكنيسة كانت مخصصة لجلوس رجال الإكليروس لتقديم الصلاة التمهيدية التي تسبق القداس الإلهي، وينتهي هذا الجناح في الشرق بحنية نصف دائرية ضخمة، يشغل جداره الداخلي مقعد حجري نصف دائري، وقد عُثر هنا على لوحة رخامية كتب عليها: «الأسقف إبراهام، أسقف مدينة سرجيوبوليس هو باني هذه الكنيسة سنة ٥٥٩م على اسم الصليب المقدس». وقد جدد البناء لاحقاً من قبل خلفائه.

  
بقايا البيما في صحن كنيسة الصليب المقدس  الأقواس الضخمة التي كانت تفصل أجنحة الكنيسة 

  

أظهرت اللقى الأثرية أن الحنية الواقعة شمال الكنيسة كانت تضم رفات القديس سرجيوس؛ حيث عُثر هناك على كسر زجاجية تعود إلى قوارير صغيرة كانت تملأ بالزيت المقدس للتبرك، كما وجد في شقوق الأرضية الكثير من النقود التي كانت تلقى من قبل الحجاج بوصفها نذوراً. كانت أرضية المزار مبلطة بالرخام المشقف، وزينت الأجزاء العليا من جدرانها بالصور الجدارية والفسيفساء.

تشغل الباحة الشمالية للكنيسة بعض الإشغالات التي تدل على أن المكان كان مخصصاً لإيواء الحجاج، وفي العصر الأموي بني فوق الجزء الشمالي من الباحة جامع بأبعاد ٦٠×٤٠م، وفي الجهة الغربية منها كُشف عن أهم اللقى في الموقع؛ وهو كنز من الفضة المذهبة يمثل الأدوات المستعملة في القداس الإلهي، وتعود إلى القرن ٥هـ/١١م. أدت الحفريات في الساحة الواقعة غرب الكنيسة إلى الكشف عن موقع السوق العائد إلى القرن ٨ م. أما في الباحة الجنوبية للكنيسة فقد عُثر على واحدة من أجمل لوحات الفسيفساء المكتشفة في سورية. ويشغل الزاوية الجنوبية الشرقية للكنيسة بناء من طابقين كان مخصصاً لإقامة الأساقفة.

الكنيسة المركزية (ذات أربع حنيات): تقع في الجزء الشمالي من المدينة مقابل الباب الشمالي، وترتفع فوق مصطبة عالية قائمة على باحة تبدو كالشرفة بارتفاعها عن أرضية الشارع ١.٤٥م. أرضية الباحة واسعة مرصوفة بالحجارة الكلسية المغطاة بالرخام الزهري الذي يغطي الجدران؛ مما يعطي بهو الكنيسة روعة نادرة، يزيد من روعتها صفان من الأعمدة المرمرية ذات التيجان الكورنثية.

مخطط البناء يتألف من أواوين في الجنوب والغرب والشمال، في حين شغل القسم الشرقي منها مجموعة غرف مزدوجة. يبلغ طول الكنيسة ٤٢.٢م، وأكبر عرض لها ٣٤م، وقد استخدم في بناء الأجزاء السفلية من جدرانها الحجارة الكلسية متقنة النحت، بلغ طول كل قطعة من حجارتها نحو ١م، وقد بنيت القواعد والدعائم وجذوع الأعمدة من الحجارة الحمراء، و كانت أرضية الكنيسة مبلطة بالفسيفساء المصنوعة من مكعبات من المرمر الأبيض، وزينت قبتها نصف الكروية بالفسيفساء الزجاجية متعددة الألوان، وتُعدّ الكنيسة المركزية أغنى أبنية الرصافة بالزخارف والتزيينات المعمارية.

الكنيسة (B ): تعود فترة بنائها إلى سنة ٥٢٠م، وينسب بناؤها إلى الملك الغساني الحارث الثاني. تقع جنوب المدينة، وبنيت من الحجارة الكلسية، وهي تتمثل في بازيليكا ذات ثلاثة أجنحة، يفصل الجناح الرئيسي عن الجناحين الجانبين صفان من الأقواس المحمولة على أعمدة ذات تيجان كورنثية. أُضيف لاحقاً رواقان لتوسيع الكنيسة في الجهتين الجنوبية والغربية، حتى أصبحت أبعادها ٤٣.٥×٢٨م. ويظهر في هذه الكنيسة الترتيب المعماري والزخرفي الذي ميز الكنائس السورية الأولى كوجود الغرفتين الجانبيتين، والحزام الزخرفي البارز الممتد بطول الجدران وعلى ارتفاع أسكفة النوافذ، ثم يحيط بالأقواس الدائرية في الواجهة، وقد هدمت الكنيسة في الزلزال الذي ضرب الرصافة في القرن ٣هـ/٩م، واستخدمت بعض حجارتها في ترميم كنيسة الصليب المقدس.

أما صهاريج الماء الضخمة فتتجمع في الزاوية الغربية الجنوبية وفي أخفض منطقة من المدينة، وهي مقببة، ثلاثة منها متشابهة مبنية بالحجر الكلسي، يبلغ طول الواحد منها على الأقل ٤٠م، بعرض ١٥م. وهناك صهريج رابع مبني بالآجرّ يعود بناؤه إلى الملك النعمان بن الحارث الغساني. وفي المدينة آبار متقنة البناء يصل عمقها إلى نحو ٢٥م.

 
خزانات المياه 

  

الجامع: يقع شمالي فناء كنيسة الصليب المقدس الشمالي، على مساحة ٢٣٠٠م٢، ويتكون مخططه من صحن محاط بثلاثة أروقة من الشمال والشرق والغرب، أما الحرم فكان يتألف من ثلاثة أجنحة، ويحوي قاعة للصلاة. أما المحراب فيشغل وسط الجدار الجنوبي، وتغطيه نصف قبة كروية، وهناك دلائل على وجود منبر غرب المحراب، وقد استخدمت في بنائه مواد بناء منقولة من الكنيسة (B). ولم يستخدم الجامع مدة طويلة، ويعود السبب في ذلك إلى مشاكل إنشائية ربما نجمت عن هبوط في التربة، ويذكر الطبري أن الجامع قد تعرض للحريق في سنة ٢٨٩هـ/٩٠١-٩٠٢م.

كما تم تحديد مكان إقامة المنذر بن الحارث الغساني (٥٦٩-٥٨٢م) خارج الباب الشمالي للمدينة.أعمال الترميم: بدأت أعمال ترميم كثيرة في الرصافة؛ لأن الحجر المستخدم في البناء هو الحجر الكلسي الذي كان عرضة للحت والتأكل بسبب عوامل الطقس القاسية في المنطقة، وقد شملت هذه الأعمال ترميم كنيسة الصليب المقدس، وسور المدينة، وخزانات المياه، وقد استغرقت الأعمال ٤ سنين، وتضمنت تنفيذ مشروع إدارة للموقع.

رصافة هشام:

عُثر على موقع رصافة هشام من خلال الصور الجوية المأخوذة من قبل بوادبار Poidbard التي أظهرت منطقة واسعة من الأطلال تنتشر على مسافة نحو ثلاثة كيلومترات. وقد تم التنقيب في الموقع من قبل بعثة ألمانية حيث كُشف عن أجزاء مهمة من أحد القصور، وهو شبه حصن على شاكلة القصور الأموية في البادية؛ إذ يقوم البناء حول باحة مركزية تحيط بها الأسوار المدعمة بأبراج دائرية.

وصف البناء: مخطط القصر مربع تقريباً، تبلغ أبعاده ٧٧×٧٢م. تحتل زواياه أبراج دائرية ضخمة بقطر٣.٨م، تقوم على قواعد مربعة. تبلغ سماكة الجدران الخارجية التي بنيت من اللبن ١.٥م. يربط بين أجزاء الجدار الجنوبي ثلاثة أبراج دائرية الشكل قطر كلٍّ منها نحو ٣.١م. أما الجداران الشرقي والغربي فليس لهما سوى برجين لا يزيد قطر أحدهما على ٢.٦م. مدخل القصر يتوسط الواجهة الجنوبية - التي يظهر عليها التخريب أكثر من أي جهة أخرى من جهات القصر- وهو محاط ببرجين دائريين بُنيا على قاعدتين مربعتين. المدخل عريض بشكل غير عادي؛ إذ يبلغ عرضه نحو١٣.٤م؛ مما جعل من الصعب التحقق من شكله الأصلي مع هذا العرض الكبير. ينفتح بهو الدخول على الباحة الرئيسية للقصر.

الباحة المركزية مستطيلة الشكل تقريباً بأبعاد ٤٨ ×٣٠م، ويقسم القصر إلى جناحين شرقي وغربي متساويين تقريباً. تظهر الردميات الموجودة في المكان باحتمال إحاطتها بالأقواس قديماً، ويشغل الجزء الشمالي منها قاعة وسطى رئيسية ألحقت بها مجموعة من الغرف تتألف من غرفتين ضيقتين في كل جانب، ومن المحتمل أن هذه الغرف كانت مقسّمة بدورها.

 
قصر الخليفة هشام بن عبد الملك 

 

تنفتح القاعة الرئيسية بممر على الباحة المركزية، وبممرين على الغرف الجانبية. إلى الشرق من هذا الجناح هناك مجموعة أخرى من الغرف عددها خمس ،فيها غرفة كبيرة تنفتح على باحة فرعية، وإلى الشمال الشرقي من الغرف الخمس، ثمة ثلاث غرف صغيرة تتصل عبر دهليز يخترق الجدران ليصل إلى الساحة المكشوفة، ومن المحتمل أن يكون هذا القسم مطبخ القصر أو جناح الخدمة. ويُلفى ممر يصل بين الباحتين الرئيسية والفرعية؛ إضافة إلى غرفة طويلة مستطيلة الشكل جمعت مع خمس غرف صغيرة حول الجانبين الشرقي والجنوبي للجدار الخارجي، وهذا التشكيل لا بدّ أنه تكرر مرتين في الجانبين الغربي والشرقي للباحة الرئيسية.

بنيت جدران القصر من خليط من مواد البناء، كان اللبن هو المادة الرئيسية، كما استعمل الآجرّ المشوي بالتناوب مع اللبن وقليلاً من الحجارة المنحوته، وكانت جميع الجدران مغطاة أصلاً بطبقة من الجص. عُثر في أجزاء المبنى على الكثير من الزخارف الجصية وبقايا الرسوم الجدارية الغنية جداً، كما زينت الجدران الخارجية بالمحاريب المصمتة.

 
صورة أخرى لقصر الخليفة هشام بن عبد الملك 

 

تذكر المصادر وجود قصرين في الموقع، يبدو أن القصر الثاني والجامع ما زالا يقبعان تحت أكوام الردميات في المنطقة المنتشرة حول أسوار الرصافة. هناك مجموعة من الآثار تبعد نحو ١ كم عن القصر المكتشف تحوي بناءين كلاهما أكبر من القصر المكتشف، الأول مربع الشكل تقريباً بأبعاد ٨٠×٩٠م تقريباً، أما الآخر فمستطيل بأبعاد نحو ١١٠×٣٥م، وقد زود البناءان بالأبراج الدائرية. وقد كشف في البناء المربع منهما عن برج دائري بني على قاعدة مربعة في منتصف الواجهة الجنوبية، قد يكون أحد أبراج المدخل، كما وجدت هنا كسر من الزخارف الجصية والمحاريب المصمتة كتلك الموجودة في القصر الأول. أما العناصر الزخرفية فمشابهة لتلك المكتشفة في قصر الحير الغربي، قد يكون هذا هو القصر الأضخم المذكور في المراجع بأن الخليفة هشام كان يستقبل زواره فيه تحت القبة الخضراء. ويذكر المؤرخون أنه في أثناء غارة القرامطة في سنة ٢٩٠هـ/ ٩٠٢م، أُحرقت المدينة والجامع.

مراجع للاستزادة:

- تيلو اولبرت، «الرصافة سرجيوبوليس»، تر: جواد شحادة، الحوليات الأثرية العربية السورية، مج ٣٤، منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق ١٩٨٤م,

- كارينا أوتو- دورن، «تقرير عن الحفريات في الرصافة الإسلامية»ـ تر: كامل عياد، الحوليات الأثرية العربية السورية،مج ٤-٥، منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق ١٩٥٤-١٩٥٥م.

- يوهانس كولوتيس، «حفريات الرصافة في خريف ١٩٥٤-١٩٥٦م»، الحوليات الأثرية العربية السورية، مج ٨-٩، منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق ١٩٥٨-١٩٥٩م.

- K,A,Creswell, A Short Account of Early Muslim Architecture (Scolar Press1989),


- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد الثامن مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق