رفاعي (جامع)

-

 الرفاعي (مسجد -)

جمال كبريت

يقع مسجد الرفاعي في مدينة دمشق خارج السور الجنوبي، في منطقة سوق الميدان، على شارع الميدان (مسار الحج)، شمال مسجد جنيد العسكري [ر] وحمام الرفاعي [ر]، مواجهاً لدخلة الجميل.

وهو مشيدّة عثمانية، احترقت عند بداية الثورة السورية سنة ١٣٤٤هـ/١٩٢٥م إثر القصف الفرنسي لهذا الحي، فجدّدته دائرة الأوقاف الإسلامية وافتتحته سنة ١٣٥٣هـ/١٩٣٤م.

والمسجد ذو مسقط مستطيل بمساحة تبلغ ٥٢٨م٢، وقد جاءت أضلاعه غير منتظمة لتتلاءم مع شكل العقار، وتُغطي المحلات وأبنية الجوار واجهات المسجد الأربع، ولا يظهر سوى المدخل الرئيسي للمسجد من الواجهة الغربية الرئيسية المطلة على الشارع العام، والذي تعلوه مئذنة المسجد ذات الجذع المضلّع والمشيّد من مداميك الحجر الأبلق (الأبيض والأسود) والذي يحمل شرفة مضلّعة بارزة عنه بوساطة أفاريز بسيطة من الحجر البازلتي الأسود، تغطّيها مظلّة خشبية مضلّعة أيضاً، يعلوها جوسق مضلّع تزيّنه نوافذ معقودة مصمتة، ينتهي بقلنسوة مخروطية هرمية مغطّاة بالألواح المعدنية ومتوّجة بالهلال.

المئذنة	المدخل العام
رواق الصحن (مصلى صيفي)	كتلة مدخل الحرم وواجهة القبر

شُيدت واجهة المدخل من مداميك الحجر الكلسي المزّي المنحوت والمنتظم الشكل، وهي تحوي باباً مركزياً مستطيلاً تعلوه فتحة نصف دائرية غُطيت بلوحة رخامية نقش عليها «جامع الرفاعي»، تعلوها لوحة رخامية مستطيلة نُقش عليها تاريخ التجديد الذي تمّ في عهد رئيس الحكومة السورية تاج الدين الحسني.

والباب معدني مستحدث ذو مصراعين، يفتح على دركاه تؤدي إلى دهليز صغير يفضي إلى بهو فُتح في جداره الجنوبي باب يؤدي إلى غرفة ، على يمينها درج يُصعد عبره إلى الغرفة العلوية المماثلة للغرفة الأرضية ومن ثم إلى المئذنة. والبهو مفتوح بكامله عبر عقد مدبب على الصحن ذي الأرضية الرخامية التي كانت تتوسطه بركة مياه الميضأة. وقد استُحدث في الجهة الشمالية من الصحن ميضأة جديدة يؤدي باب في جدارها الغربي إلى مطاهر المسجد. وللصحن واجهة شرقية متناظرة تحوي أربع نوافذ مستطيلة متماثلة ومعقودة بعقد نصف دائري، أُطرّت جميعها بالحجر الأسود، وجُعل شباك أوسطها باباً يُفضي إلى الميضأة.

الحرم	المحراب الشرقي للحرم

وللصحن رواق جنوبي مغطىً بسقف محمول على الجدران وعلى عقدين مدّببين يرتكزان على عمود أسطواني من الحجر الكلسي في الوسط، وعلى دعامتين في الطرفين الشرقي والغربي. ويُنصف الجدار الغربي للرواق شباكا الغرفتين؛ في حين يُنصف الجدار الجنوبي للرواق شباك مستطيل معقود بعقد مدبّب يطلّ على مقصورة القبر، وعلى يساره شباكان مماثلان يطلاّن على الحرم، وعلى يمينه محراب ذو حنية نصف دائرية معقودة بعقد مدبب. وأُطرت الشبابيك والمحراب بشريط من الحجر البازلتي. ويحتل الجهة الجنوبية من الجدار الشرقي للرواق شباك مماثل لما سبق، يليه باب الحرم الخشبي المؤلف من مصراعين يفتحان على قاعة الصلاة ذات المسقط شبه المنحرف، والتي استُبدل بسقفها الخشبي سقف إسمنتي مستوٍ يرتكز على الجدران الجانبية للمسجد، وعلى عمودين حجريين أسطوانيين ذوي تاجين من المقرنصات البسيطة في الوسط، وقد أُلصق بكلٍ منهما عمود إسمنتي مستحدث لتحميل السدّة المستحدثة التي يُصعد إليها عبر درج إسمنتي في الزاوية الشمالية الغربية من الحرم.

واجهة الحرم الشرقية تحوي شباكاً مستطيلاً معقوداً بعقد وتري يعلوه شباك زجاجي مربع، والواجهة الشمالية تحوي أربعة شبابيك علوية. وأما واجهة الحرم الجنوبية المشيّد قسمها السفلي من الحجر البازلتي الأسود، والمتضّمن قسمها العلوي شبابيك للإنارة فينصّفها محراب من الحجر الأسود، وله حنية نصف دائرية معقودة بعقد مدبّب، وقد كُسيت برخام ملون حديث. وعلى يسار المحراب تتوضع خزانتان جداريتان، يليهما شباك وباب يُفضي إلى غرفة في الزاوية الجنوبية الشرقية للحرم. وعلى يمين المحراب منبر خشبي بسيط، ثم محراب آخر ذو حنية نصف دائرية معقودة بعقد مدبب، يليهما شباكان وباب يفضي إلى غرفة جنوبية بارزة بكاملها عن سمت الواجهة الجنوبية، وعلى يمين واجهة هذه الغرفة شباك غربي ذو إطار بازلتي يطلّ على مقصورة القبر.