رفاعي (حمام)
-

 

 الرفاعي (حمام -)

أحمد الدالي

 

يقع حمام الرفاعي في حي الميدان الوسطاني/ جزماتية؛ على الشارع العام من جهته الشرقية؛ ومجاوراً لجامع الرفاعي [ر] من جهته الجنوبية، وتبلغ مساحته نحو 420م2.

أرجع المؤرخون تاريخ بنائه إلى العصر العثماني (القرن10هـ/16م) كما تشير اللوحة الرخامية عند مدخله؛ حيث شيد الحمام تجاوباً مع الزيادة السكانية ونمو الحي في تلك الفترة.

وصفه العلبي في خططه: «وقد تأثر في القصف الفرنسي وهدم البراني، ولقد أغلق منذ بضع سنين، وفي عام 1989م كانت النية متجهة إلى تجديده بعد أن تم رفض طلب أصحابه بهدمه وتحويله إلى عمارة سكنية، كما أبدى سوفاجيه J.sauvaget إعجابه الشديد بحسن تنظيمه».

وهو يتألف من الأقسام المعروفة للحمامات الدمشقية؛ البراني والوسطاني والجواني والخزانة والقميم، وله واجهتان غربية تطل على الشارع العام ويتوسطها المدخل الرئيسي، وعلى جانبيه دكاكين، والمدخل بسيط مركب من قوس حجرية، تعلوه لوحة رخامية حديثة نُقش عليها: «حمام الرفاعي»، وعلى الجانب الأيمن للمدخل لوحة رخامية أخرى أصغر حجماً كُتب عليها: «حمام الرفاعي من القرن العاشر الهجري». يشير طراز المدخل ونمط قوسه وكذلك أقواس مداخل الدكاكين المجاورة له وحجارة الواجهة إلى أن تاريخها يعود إلى الفترة العثمانية المتأخرة التي تأثرت بالطراز الأوربي في العمارة.

  

للحمام باب حديث بمصراعين، يتم الدخول منه إلى قسم البراني عبر دهليز مستطيل كُسِيت أرضيته بالرخام المشقف الحديث، وينتهي بباب آخر. أما الواجهة الجنوبية التي تتضمن مدخل القميم فتطل على طريق فرعي، وفي القسم العلوي منها أربع نوافذ إنارة تشرف على هذا الطريق.

يتألف قسم البراني من بهو مستطيل أُعيد بناؤه بعد أن تهدم واحترق بسبب تعرضه للقصف الفرنسي في أثناء الثورة السورية الكبرى سنة ١٩٢٥م. وتتوزع على جوانبه الأربعة مصاطب مكسوة بالرخام ترتفع عن أرضية الحمام، يصعد إليها بدرجات نصف دائرية من الحجر، وتحدد المصطبة الغربية التي يتوسطها المدخل ثلاث أقواس معترضة من الحجر ترتكز في الوسط على عمودين من الرخام، متبوعة من كل جانب بنصف عمود متداخل في الجدران بحيث تشكل الأعمدة في مجموعها ما يشبه الرواق المعترض أمام المدخل، أما المصطبة الجنوبية منها فتحددها قوس حجرية من الأبلق، وقد كسيت جدران البراني بالرخام الأبلق الذي تتخلله بعض النقوش الكتابية المحفورة على ألواح حجرية. أما القسم العلوي فمكسو بالكلسة العربية البيضاء. سقف البراني من الخرسانة المسلحة، تتوسطه رقبة القبة التي انهارت بسبب القصف الفرنسي ولم يُجدَّد بناؤها، والرقبة مثمنة الشكل تتخللها ثماني نوافذ قوسية، وقد كسيت الرقبة من الداخل وكذلك سقفها وكامل سقف البراني بالخشب المزخرف بأسلوب العجمي. أما الأرضية فمكسوة بلوحات الرخام المشقف تتوسطها بركة مثمنة الشكل من الرخام المشقف أيضاً، وقد أضيفت جميع عناصر الزينة من رخام ولوحات كتابية وعجمي في أثناء أعمال التأهيل الأخيرة.

فراغ قسم البراني من الغرب إلى الشرقمدخل الحمام من سوق الميدان
فراغ قسم البراني من الشرق إلى الغربسقف قسم البراني

وفي الجدار الشمالي للبراني باب يؤدي إلى الوسطاني الأول الذي مازالت أرضيته الحجرية من الحجر المزي والبازلت في موقعها، وقد أعيدت كسوة جدرانه وأسقفه بالكلسة العربية، وأضيفت في بعض الفراغات في مناطق محددة كسوات جدارية تزيينية من الرخام المشقف.

يتم الدخول إلى الوسطاني الأول عبر دهليز يؤدي إلى المطاهر، يليها الوسطاني الأول الذي يتألف من غرفة مستطيلة مسقوفة بقبتين نصف كرويتين ترتكزان على مقرنصات جصية، وتفصل بين هاتين القبتين قوس، تتخللها كوى زجاجية (قمريات)، وفي الجدار الشرقي مدخل يؤدي إلى القسم الوسطاني الثاني من خلال دهليز ضيق سقفه على شكل قبوة مستطيلة ذات قمريات.

البركة المثمنة في وسط قسم البرانيفراغ قسم الجواني

القسم الأول من الوسطاني الثاني مربع الشكل، سقفه مكوّن من قبة نصف كروية ذات قمريات. أما القسم الثاني فهو مستطيل الشكل تعلوه قبوة مستطيلة ذات قمريات، وفي الجدار الجنوبي مدخل يؤدي إلى القسم الجواني.

يأخذ الجواني شكلاً مربعاً تقريباً، يُنصّف جدار الإيوان الشمالي المدخل الرئيسي للجواني، ويتألف من فراغ مركزي مثمن تعلوه قبة نصف كروية ذات قمريات، ترتكز على مثلثات كروية من المقرنصات الجصية، وتتفرع من الفراغ المركزي أربعة أواوين محورية على المركز تنفتح عليه بقوس، تعلو كلاً منها قبة ترتكز على مقرنصات جصية، وكذلك أربع مقصورات ركنية، تعلو كلاً منها قبة، يتم الدخول إليها عبر مداخل قوسية. ويتضمن الجدار الجنوبي في الإيوان الجنوبي فتحة تطل على خزان المياه الساخنة، وتحتوي فراغات الوسطاني والجواني على عدد من الأجران الحجرية؛ لبعضها أشكال مميزة ولبعضها الآخر نقوش وزخارف تزيينية مميزة.

نماذج لبعض الأجران في الحمام

يشغل القسم الجنوبي الشرقي من الحمام خزان الماء البارد وخزان الماء الساخن، ويتوسطهما فراغ القميم ذي المدخل المستقل.

تم ترميم الحمام وتجديده سنة ٢٠١٠م من قبل مالكيه، ومازال يستقبل الزبائن حتى اليوم.

 

مراجع للاستزادة:

- منير كيال، الحمامات الدمشقية (وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق ١٩٦٦م).

- أكرم حسن العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق ١٩٨٩م).

- قتيبة الشهابي، أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٠م).

- بريجيت مارينو، حي الميدان في العصر العثماني، ترجمة ماهر الشريف (دار المدى للثقافة والنشر، دمشق ٢٠٠٠م).


- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد الثامن مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق