الخواجا سعد الله الملطي (مسجد-)
خواجا سعد الله ملطي (مسجد)
-
الخواجة سعدالله الملطي
الخواجة سعدالله الملطي (مسجد -)
يقـع المسجد في مدينة حلب القديمة، في حي البياضة شرقي الجادة الرئيسة في زقاق التوتونجي، منطقة (10).
بنى المسجد- وكذلك المكتب والقسطل المعروف بقسطل الطويل- الخواجة سعد الله بن علي بن عثمان الملطي (ت946هـ/1539م)، وكان المكان الذي يجتمع فيه بالناس، ثم بنى فيه تكية صغيرة؛ يُمدُّ فيها بعد موته كلّ ليلة من وقفه سماط للفقراء من طلبة العلم وفقراء المحلة.
أُنشئ السبيل قرب باب المسجد سنة 1243هـ/1827م، وأوقف أحمد بن محمد صالح ابن الشيخ محمد جذبة سنة 1282هـ/1865م أوقافاً كثيرة على التكية، وشرط في وقفيته أن تقام الأذكار فيها على الطرق القادرية والخلوتية والرفاعية والنقشبندية والأكبرية. وقد تولى ثلاثة من ذريته أوقافها وكانوا شيوخاً على السجادة فيها. ثم أصبحت تحت إدارة الأوقاف سنة 1369هـ/1949م. وأضيفت المئذنة في ستينيات القرن العشرين، وجرى ترميم للمبنى في أوائل الثمانينيات، وترميم آخر في أوائل التسعينيات منه.
![]() | ![]() |
المسقط الأفقي | الموقع العام |
يحتوي المسجد- بحسب سجلات مديرية الأوقاف- على طابق أرضي فيه محلان للسكن ومحل للعبادة وفسحة مكشوفة وقسم مسقوف وبئر ماء ودرج من الحجر. وطابق أول فيه محلان للسكن ومئذنة.
يتكون الطابـق الأرضـي من مدخل شمالي، يؤدي إلى دهليز يوزع: شرقاً غرفة السبيل (مستودع حالياً)، وغرباً غرفة، وجنوباً باحة يحدها: جنوباً قبلية، وشرقاً رواق سدت واجهته وحُوِّل إلى حجازية، وغرباً الجوار، وشمالاً بدءاً من الغرب غرفة صغيرة أصبحت مطهرة، يليها الغرفة غربي دهليز المدخل التي سبق ذكرها، يليها دهليز المدخل.
القبليــة مقسمة ثلاثة أقسام: سُقف القسم الأوسط بقبو متقاطع، وسُقف القسمان الطرفيان بقبو مهدي متطاول. يضم الجدار الجنوبي محراباً بسيطاً تتقدمه قوس مدببة. ويضم الجدار الشرقي نافذتين مستطيلتين فوقهما شمسية، تطل جميعها على الشارع. ويضم الجدار الشمالي بدءاً من الغرب نافذة تطل على الباحة، ثم باب المدخل يليه باب آخر يؤدي إلى الرواق (الحجازية).
يطلّ الـرواق (الحجازية) على الباحة غرباً عبر قوسين كبيرتين ترتكزان على دعامة في الوسط، بني ضمنهما جدار يضم بدءاً من الجنوب: نافذة ثم باباً يؤدي إلى الباحة. ويضم الجدار الجنوبي باباً يؤدي إلى القبلية ثم محراباً تتقدمه قوس مدببة، ويضم الجدار الشرقي نافذتين مستطيلتين علويتين تطلان على الشارع. ويضم الجدار الشمالي بدءاً من الغرب ميضأة، يليها باب أمامه درجات يؤدي إلى درج يصعد إلى الطابق الأول. يسقف الرواق قبوين متقاطعين يستندان إلى ركيزتين كبيرتين، ويكون معلقاً في القسم الأول مما يلي القبلية.
![]() | ![]() |
الواجهة الخارجية الشرقية | الواجهة الخارجية الشمالية |
يصعد الدرج من الرواق إلى الطابــق الأول، حيث ينتهي غرباً إلى غرفة مستطيلة تنفتح على الباحة بثلاث نوافذ، ويسقفها سقف خشبي مستو يرتكز على جذوع الشجر. ويستمر الدرج صعوداً باتجاه الجنوب ليؤدي إلى السطح.
بنيت الواجهة الخارجية الشرقية بالحجارة الصغيرة، وهي بحالة جيدة، وتضم نافذتين كبيرتين مستطيلتين تعلوهما شمسية كبيرة مستطيلة مزودة بقضبان من الحديد المشغول. ويعلو الجميع نجفة (ساكف) مستقيمة قطعة واحدة، وتحت النافذتين عتبة مكونة من قطعة واحدة، ويحيط بالنوافذ الثلاث إطار من الحجارة المنحوتة جيداً يبرز قليلاً عن الجدار. وتنتهي الواجهة بزاوية مشطوفة تعلوها مقرنصة.
بنيت الواجهة الخارجية الشمالية من حجارة صغيرة غير جيدة، وتضم بدءاً من الشرق فتحة سبيل مغلقة، تعلوها قوس مجزوءة، فوقها نص- ضمن لوحة- مكون من ثلاثة أسطر جاء فيها:
1 - «سبيل خير أسست بحسن إخلاص الدعاء
2 - فاطمة ترجو رضاً بالمصطفى والأنبياء
3 - والماء عذب أرخوا 1243 يا خالقي اجعله شفاء»
![]() |
الواجهة الداخلية الشمالية للباحة |
يعلو اللوحة الكتابية مئذنة حديثة بيتونية مثمنة، لها شرفة ذات ثماني دعامات صغيرة وسياج حديدي، ويسقفها سقف بيتوني مثمن يبرز عنها قليلاً. يلي ذلك نافذة صغيرة تعلوها قوس مجزوءة يليها باب المدخل، تعلوه قوس مجزوءة، فوقه بروز خفيف على شكل كشك يتضاءل بروزه نحو الغرب ويتلاشى. يلي ذلك نافذة مستطيلة صغيرة وفي الأعلى نافذة صغيرة مستطيلة وميزاب بسيط.
تتألف الواجهة الداخليــة الجنوبية للباحة بدءاً من الغرب من نافذة تعلوها قوس مجزوءة، ثم محراب بسيط- تتقدمه قوس مدببة، يليه باب القبلية، وهو مستطيل تعلوه شمسية تعلوها قوس مجزوءة.
تتألف الواجهة الداخلية الشرقية للباحة من فتحتين كبيرتين تعلو كلّاً منهما قوس كبيرةٌ مدببة، ترتكز القوسان على عضادة في الوسط يعلوها نص غير مقروء. سُد فراغ القوسين لاحقاً بجدار يضم الأول بدءاً من الجنوب نافذة، ويضم الثاني باباً جُدِّد كلاهما في أوائل تسعينيات القرن العشرين الميلادي.
تتألف الواجهة الداخلية الشمالية للباحة بدءاً من الغرب من باب تعلوه قوس مجزوءة يليه نافذتان مستطيلتان، يليهما دهليز المدخل. وتضم في الطابق الأول: ثلاث نوافذ تعلو كلاً منها قوس مجزوءة نصف دائرية تقريباً.
لمياء جاسر
مراجع للاستزادة:
- عبد الرحمن الأويسي، نخبة من أعلام حلب الشهبـاء من أنبيـاء وعلماء وأولياء (دار الرضوان ودار التراث، حلب 2003م).
- لمياء جاسر، دور المتصوفة في مدينة حلب (حلب ٢٠٠٨م).
- محمد كامل الغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب (دار القلم، حلب 1991م).
- نجوى عثمان، نقائش العهد العثماني في محافظة حلب (برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي، مديرية أوقاف حلب، 2010م).
- المجلد : المجلد السادس، طبعة 2020، دمشق مشاركة :