logo

logo

logo

logo

logo

الأنصاري (مشهد-)

انصاري (مشهد)

-

 الأنصاري

الأنصاري (مشهد -)

 

يقع مشهد الأنصاري (جامع سعد الأنصاري) في قرية كانت معروفة أوائل القرن 14هـ/20م بقرية الأنصاري، وهي قرية واسعة بظاهر حلب من غربيها قبلي جبل الجوشن، على جبل متصل به. وكانت هذه القرية في القديم تدعى بالياروقية نسبة إلى ياروق (ت 564هـ/1168م) أحد أمراء نور الدين محمود بن زنكي الذي نزل وعسكره فيها، وعمّر بها دوراً ومساكن. وأصبحت هذه القرية منذ أوائل الخمسينيات من القرن العشرين ضمن الحدود الإدارية لمدينة حلب. ويقع هذا المشهد اليوم ضمن حي المشهد.

ينسب الجامع (المشهد) إلى سعد الأنصاري بن أيوب الدفين فيه. ويبدو أنه أُنشئ سنة 566هـ/1170م، ووجد فيه شاهدتا قبر كتب على إحداهما نص جاء فيه:

1- البسملة 2- هذه تربة سعد بن عبد الله 3- بن أيوب الأنصاري 4- رحمه الله صينت تربته في 5- سنة ست وستين وخمسمائة. أي في العهد السلجوقي.

الموقع العام

وذكر الهروي أن في هذا المشهد قبر عبد الله الأنصاري، وذكر المؤرخ ابن العديم نقلاً عن والده أن امرأة من نساء أمراء الياروقية رأت في المنام هاتفاً يقول: ههنا قبر الأنصاري صاحب رسول الله https://www.arab-ency.com.sy/artifacts/details/1075/2#، فنبشوا هناك ووجدوا قبراً فبنوا عليه مشهداً. ثم دُثر هذا المشهد، فجددته في العصر الأيوبي أزانيلوفر عتيقة الأمير سيف الدين علي بن علم الدين سليمان بن جندر. ولما توفي معتقها سنة 622هـ/1225م انقطعت إليه وقامت بأود من يرد عليه من الزوار. ولما استولى المغول على حلب دمروا هذا المشهد، وقد أدرك ابن الشحنة (ت 890هـ/1485م) هذا المشهد صغيراً جداً. وكان له خارج الضريح قبلية وليس له وقف، فأعاد بناءه بالحجارة الكبيرة، ووسعه الأمير سيف الدين قصروه التمرازي كافل المملكة الشريفة الحلبية سنة 833هـ/1429م كما تشير إلى ذلك عدة نقائش في المبنى. وعقد على الضريح قبة، وجعل شماليه إيواناً له شبابيك مطلة إلى الشمال، ودفن ابنه يونس في القبة التي فيها ضريح الأنصاري. ولما تُوفِّيت ابنته دفنها على يمنة الداخل بالقرب من الباب، ثم عقد عليها قبة وجعل لها شباكين كبيرين: أحدهما موجه شرقاً ويطل على المدينة، والآخر موجه شمالاً. وهناك على الجدار القبلي من الخارج نص يبلغ طوله المترين، يشير إلى إنشاء هذا المكان المبارك أيام الظاهر الملك الأشرف من قبل قصروه المذكور. ثم جدِّد هذا المشهد أيام جاني بك المؤيدي الظاهري كافل المملكة الحلبية سنة 868هـ/1463م، وقد أنشئ في هذا المشهد تكية، فقد جاء ضمن سجلات مديرية الأوقاف أن تكية سعد الأنصاري- التي تقع في محلة الأنصاري محضر رقم 3961- كانت مكوّنة من طابقين؛ طابق أرضي فيه سبع غرف وإيوان ومدفن الملك المقر وثلاثة أدراج وباحة، وطابق أول فيه محل للسكن كان خراباً.

جامع سعد الأنصاري

جُدِّد هذا المشهد عدة مرات في العصر العثماني، فهناك نقيشة فوق المحراب تشير إلى أعمال تجديد قام بها الصدر الأعظم عبد الله باشا والي حلب بتاريخ 1168هـ/1754م. كما جدد بناء القبر وأجزاء أخرى من المبنى، وأضيفت أجزاء عديدة سنة 1303هـ/1885م. وفي الفترة الأخيرة سنة 1434هـ/2012م وُسِّع الجامع وسُقِف الصحن باستعمال البيتون المسلح.

والجامع واسع جداً، وقد أضيفت إليه أجزاء كثيرة. ويتألف القسم القديم منه من قاعة مستطيلة يسقفها قبوان متقاطعان بينهما ركيزة كبيرة يسقفها قبو متطاول. في القسم الأول محراب حديث من الرخام الأسود والأبيض، حول قوسه مزرّرات بكلا اللونين، وعلى طرفيه ناصيتان مجوّفتان تضم كل منهما عموداً كورنثياً، وحنية المحراب مقرنصة، ويضم القسم الثاني محراباً قديماً من الحجر الأصفر بُني على الطراز العثماني، فهو مضلّع يسقف حنيته مقرنصات مزخرفة بأشكال مروحية، وعلى طرفيه ظفران بسيطان، وفوق المحراب النص السابق ذكره، يعود إلى سنة 1168هـ/1695م، إضافة إلى غرفة المدفن، وهي تضم ضريحاً مسيّجاً بالمعدن المشغول، ويسقفها قبة مدببة محمولة على رقبة مثمنة.

لمياء جاسر

مراجع للاستزادة:

- أبو الفضل محمد بن الشحنة، الدر المنتحب في تاريخ مملكة حلب (دار الكتاب العربي، سورية، عالم التراث، دمشق 1984م).

- أبو ذر سبط ابن العجمي، كنوز الذهب في تاريخ حلب (حلب 1996م).

- عبد الله حجار، معالم حلب الأثرية (مؤسسة جورج ومتيلد سالم الخيرية، حلب 1998م).

- نجوى عثمان، »الآثار والأوابد التاريخية في حلب وكلس وغازي عنتاب«، برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي، جامعة حلب.

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1077
الكل : 45632816
اليوم : 33499