logo

logo

logo

logo

logo

الإيتوريون

ايتوريون

Ituaens -

 الإيتوريّون

الإيتوريّون

حكّام الإيتوريين

نهاية المملكة الإيتورية

ألقاب ملوك الإيتوريين

ملوك خالكيس (عنجر )

 

الإيتوريون Ituraeans قبائل عربية تنسبهم المصادر القديمة إلى يطور بن إسماعيل بن إبراهيم؛ وتسميهم اليطوريين. استوطنوا بدايةً في شماليّ فلسطين ضمن الجليل وفي المرتفعات الواقعة إلى الجنوب من الحوض الأعلى لنهر الأردن، ثمّ تمكّنوا من الانتشار والتّوسع نحو مدن الساحل الفينيقيّ، وأسّسوا مملكةً لهم في سهل البقاع عُرفتْ بالمملكة الإيتورية أو الإيطوريّة، عاصمتها (خالكيس ChalCis أو عنجر)، أمّا أهمّ مراكزهم فهي تلك التي انتشرتْ على ساحل المتوسط مثل: عرقة Arca قرب طرابلس Tripolis التي استمرّتْ إمارةً إيتوريةً حتّى بعد أنْ فقد هؤلاء معظم أملاكهم الداخلية، كما خضعتْ جيغارته (زغرتا) لهم إضافةً إلى مناطق أخرى. وخلف جبال لبنان الشرقيّة أسس الإيتوريون مدينةً عُرفت باسم (آبيلا) [ر] تقع غربي مدينة دمشق، واحتوتْ على معبد للإله كرونوس Chronos (إله الزمن الإغريقي) وقبر للملك ليسانياس.

تشير المصادر التاريخية إلى أنّ الإيتوريين كانوا شعباً صعب المراس يعتمد على الغزو والإغارة لتوفير عيشه، ومن المؤكّد وجودهم منذ نهاية القرن الرابع قبل الميلاد في الساحل (الفينيقي ــــ اللبناني) في أثناء حصار الإسكندر المقدوني [ر] لمدينة صور، إذ هاجموا مؤخّرة جيوشه، وكانوا رماةً مهرة، فاضطر إلى إرسال حملةٍ ضدهم.

أولاً- حكّام الإيتوريين:

بدأ خطر الإيتوريين يتنامى على مسرح الأحداث في سورية في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الأوّل قبل الميلاد، وقد جاء ذكر حكامهم في كتابات استرابون [ر] Strabon وبلينيوس الأكبر [ر] Pliny the Elder ويوسيفوس ,Josephus وجميعهم من الفترة الرّومانيّة والقرن الأوّل الميلادي، إضافةً إلى ما أوردته النقوش اليونانيّة التي حملتْ عبارات تشير إلى حكّام الآبيلينية منقوشةً على الصخور في سوق وادي بردى ضمن ما يعرف بآبيلا. وقد سجّلتْ الكتابات والنصوص السابقة إلى جانب النقود أسماء أربعة حكّام إيتوريين في الآبيلينية ولا يُعرف غيرهم إلى الآن، وهم:

١- ميناوس Mennaios (نحو 116/115ق.م):

يعدّ ميناوس (أي معن) من أشهر حكام الإيتوريين، ففي عهده توسّعت المملكة الإيتورية لتصل إلى يبرود في شمال دمشق، وحوران والجولان في الجنوب، لكن مع غياب المصادر الكتابية القديمة لا يمكن تحديد الأحداث التي جرتْ في عهده بدقّة، وما يمكن ذكره هو أنّه في عام (115 ق.م) حصل زعيمهم ميناوس على اعتراف السلوقيين بسلطته على البقاع مستغلاً الصراع الذي نشب في ذلك الوقت بين أنطيوخوس الثامن غريبوس Antiochus VIII Grypus (121-96ق.م) وأنطيوخوس التاسع سيزيكوس (114- 95ق.م) على تقاسم السلطة، وأدّى إلى حرب أهليّة بين عامي (116-96 ق.م)، وقد تُوفِّي ميناوس في العام (85 ق.م) ليرث الحكم ابنه بطلميوس.

٢- بطلميوس Ptolemaios (85 ــــ 40ق.م):

تحدّث استرابون عن الأمير الإيتوري بطلميوس بن ميناوس (بطلميوس بن معن)، ووصفه بأنّه زعيم القبائل الإيتورية التي كانت تشنُّ هجماتها على منطقة دمشق حتّى تمكّنتْ من بسط نفوذها على قطاع واسع؛ ممّا دفع الملك النبطي الحارث الثالث إلى دخول دمشق بدعوةٍ من أهلها لإنقاذهم من مهاجمة الإيتوريين، وخلال حكم تيجرانس الأرمني [ر] Tigranes لسورية كان العرب الإيتوريون بزعامة بطلميوس من القوة بحيث كانوا يسيطرون على البقاع وطرابلس وعرقا وجبيل؛ الأمر الذي اضطرّ تيجرانس إلى الاعتراف بإمارتهم التي كان مركزها (خالكيس ــــ عنجر) كما سمح لهم بضرب النّقود التي تحمل ألقابهم بصفتهم (تترارخيين Tetrarch أو حكاماً) وكهاناً عظاماً في معبد بعلبك [ر] (هليوبوليس). وعندما دخل الرومان سورية كان الجزء الجنوبي منها مقسّماً بين الأنباط والإيتوريين، وكانت بينهما صدامات ونزاعات من أجل السيطرة والسيادة، وانتهتْ بخسارة الإيتوريين بعض ممتلكاتهم في الجولان. وقد حاول المكابيّون فرض اليهودية عليهم إلا أنّهم امتنعوا عن ذلك وفضّلوا الاكتفاء بمناطقهم السابقة، ويرى بعض المؤرّخين القدماء أنّه حين أعاد بومبيوس[ر] Pompeius تنظيم هذه المنطقة إدارياً عامل الإيتوريين معاملةً خاصّة حتّى إنّه أعاد إليهم بعض الممتلكات في الجولان - التي كان من قبل ملك المكابيين ألكسندر ينايوس قد انتزعها منهم - لكنّه احتفظ بمدينةٍ واحدةٍ، هي كاناتا Kanatha (قنوات جنوبيّ سورية)، وتشير الوثائق التاريخية إلى أنّ بطلميوس كان قد دفع إلى القائد الرّوماني بومبيوس ألف تالانت فضّي للتقرّب منه، فما كان من بومبيوس إلا أنْ ثبّته في منصبه حاكماً على خالكيس، ومنحه لقب الملك ومكّنه من بسط نفوذه على جبال لبنان، وجبل الشيخ (الحرمون)، وبانياس الجولان، والمناطق الواقعة جنوبي سورية (اللجاة) والصفا (شمالي جبل العرب). ومن الجدير ذكره أنّ قوات عرب سورية من آل شمسيغرام في حمص ومن الإيتوريين والأنباط والأدوميين هي التي أنجدت يوليوس قيصر عندما حوصر، ووقع في مأزق كبير، وكاد أن يغرق في ميناء الإسكندرية.

٣- ليسانياس Lysanias (40- 34ق.م):

بدأت أحوال الإيتوريين بالتراجع في عهد ليسانياس بن بطلميوس الذي تسلّم الحكم بعد وفاة والده في سنة 40 ق.م حيث لمْ يوفّق في المحافظة على كامل ممتلكاته التي أضحتْ عام 37 ق.م بيد كليوباترا Kleopatra ملكة مصر، عندما منحها إياها مارك أنطونيوس [ر] خلال وجوده في الشرق، وذلك بناءً على طلب منها، فأقرَّ لها حقّ التصرف بها كأنّها جزء من ممتلكات مصر. هذا وقد مات ليسانياس على يد مارك أنطونيوس بدافع من كليوباترا، وقد أصدرت خالكيس بهذه المناسبة نقوداً جمعتْ رأسي مارك أنطونيوس وكليوباترا، في حين بدأتْ مملكة ليسانياس بالتفتّت؛ ولاسيّما في عهد خليفته زينودورس. ومن المهمّ الإشارة إلى مدينة آبيلا التي حملت اسم ليسانياس في سوق وادي بردى.

٤- زينودورس Zenodoros (34- 19ق.م):

يرد في قوائم الجغرافي الروماني بلينيوس الأكبر معلومات عن الملك زينودورس الذي ورث ليسانياس عام 34 ق.م، فتصفه أنّه باع قسماً من ممتلكاته في حوران للأنباط بين عامي 30 -23 ق.م، ولمْ يقف عند هذا الحدِّ، فقد شجع جماعته للقيام بأعمال السلب والنهب لأملاك أهل دمشق الذين اشتكوا إلى والي سورية آنذاك المدعو فاروس الذي بدوره رفع الشكوى إلى الامبراطور أغسطس[ر] والذي أمر الملك زينودورس بالتنازل عن ممتلكاته في (حوران واللجاة والبثنية)، ومنحها إلى هيرود الكبير [ر] Herodes، ثمّ استولى هيرود على جزء من أملاكهم، وبعد وفاة زينودورس ضمّ هيرود ما تبقى من أملاكهم إلى أملاكه بموافقة الامبراطور أغسطس ماعدا بعض الأراضي التي ضُمّتْ إلى مدن بيروت وصيدا وصور ودمشق.

مجموعة من النقود الخاصة بالإيتوريين

نهاية المملكة الإيتورية:

يكتنف الغموض تلك الفترة التي تنحصر بين عامي (19 ق.م) حتّى عهد الامبراطور غايوس جرمانيكوس (كاليغولا عام ٧٣م) خاصة، فمنذ العام 24 ق.م قام أغسطس بانتزاع أملاك زينودورس، وكلّف هيرود الكبير إدارتها، فيما بعد منح الامبراطور كاليغولا[ر] Caligula وعلى نحو مؤكّد في العام 37م قسماً منها إلى أغريبا الأوّل حفيد هيرود الكبير، ثمّ انتزع الامبراطور كلاوديوس [ر] (41-54م) قسماً آخر من جنوبي سورية، ومنحه إلى أغريبا الثاني، وفي النهاية أصبحت كل ممتلكات هيرود الكبير - التي بالأصل كانت في حوزة الإيتوريين - الواقعة في الجنوب السوري بحوزة أغريبا الثاني الذي ورث الحكم من أغريبا الأوّل، إضافةً إلى آبيلا ويبرود ومعلولا وحلبون والبقاع.

ويشير نقش كتابي اكتُشف في يبرود إلى أغريبا الثاني أنّه (أمير خالكيس) الذي استطاع أنْ يؤسّس في عام 54م مملكةً واسعةً شملتْ مناطق أخرى تمتد من يبرود إلى معلولا وآبيلا نفسها (سوق وادي بردى)؛ إلى حين وفاته بين العامين 99-100م. كما تذكر أربعة نصوص أخرى عُثر عليها في قرية حلبون - التي كانت من أملاك ليسانياس بن بطلميوس - بناء معبد في عهد أغريبا الثاني ممّا يؤكد بالنتيجة أنّ الملك أغريبا الثاني كان آخر الملوك الذين حكموا على أنقاض الإيتوريين خلال عهد الامبراطور ترايانوس [ر] الذي أنهى بدوره جميع الإمارات والممالك المحلّية في سورية.

ألقاب ملوك الإيتوريين:

تدلُّ أسماء ملوك الإيتوريين على تأثّرهم بالحضارة الهيلينية كما اتّخذوا عدّة ألقاب دينيّة ومدنيّة مزدوجة، أشهرها لقب الكاهن الأعلى والحاكم، وقد ظهر ذلك واضحاً على عملاتهم البرونزيّة. وكانت لهم عاصمتان: واحدة دينية في البقاع اللبناني هي بعلبك (هليوبوليس) التي اشتهرتْ بمعبد الشمس في الفترة الرومانيّة، أمّا العاصمة الأخرى فكانت تلك التي عرّفها المؤرّخون العرب فيما بعد باسم عين الجرّ، وتُعرف اليوم باسم (عنجر)، وبحسب ما يذكره استيفانس Stephanos البيزنطي فإنّ مؤسّس هذه المدينة هو مونيكس العربيّ (ربّما كان المقصود ميناوس المشار إليه آنفاً)، وأطلق عليها اسم خالكيس Chalcis.

ملوك خالكيس (عنجر Chalcis sub Libano):

أُطلق على عنجر باليونانية اسم (خالكيس في لبنان Chalcis sub Libano)، وفي عهد الإمبراطور دوميتيانوس [ر] Domitian؛ ولاسيّما في عام 92م أصبح اسمها (فلافيا خالكيس) نسبة إلى الاسم الثاني للامبراطور وهو Flavius، وقد حكمها الملوك الإيتوريون، وأصدر كلٌّ منهم نقداً برونزيّاً خاصّاً به متأثّراً بالنقود السلوقيّة، إذ تميّزتْ عملة بطلميوس المضروبة سنة 240 سلوقية التي تعادل السنة 72- 73 ق.م بحملها نقش الإله زيوس يرافقه طائر النسر باسطاً جناحيه، ونُقش في أسفل النقد اسم بطلميوس باليونانيّة إضافةً إلى لقبه بوصفه حاكم الرُّبع Tetrarch الإيتوري، كما أصدرتْ مسكوكات حملتْ نقش ديوسكوروس (المحاربان كاستر وبولكس ابنا ليدا من جوبيتر). في حين أصدر ليسانياس وزينودورس بين عامي 40 - 26 ق.م مجموعةً أخرى من النقود البرونزيّة التي تناغمتْ وتشابهت مع النّموذج نفسه الصادر في عهد بطلميوس. كما أصدر زينودورس بين عامي 27- 26 ق.م نقداً حمل نقشاً جانبيّاً لرأسه ورأس الامبراطور أغسطس كولاء للرومان يدين بالتبعيّة لهم.

عنجر

أمّا الكتابات التي حملتها المسكوكات البرونزيّة فهي تشير إلى ألقاب حكام الربع الإيتوري.

خالد كيوان

مراجع للاستزادة:

- جباغ قابلو، الإيتوريون، الموسوعة العربية الإلكترونيّة (المجلّد الرابع، العلوم الإنسانية، التاريخ والجغرافية والآثار).

- خالد كيوان، إنتاج المسكوكات وتداولها بدمشق وريفها في الفترة الرومانية من القرن الأوّل إلى الثالث الميلادي (دمشق2010).

-Barclay HEAD, Historia Numorum, (Oxford, 1911).

-Maurice SARTRE, , D’Alexandre à Zénobie: Histoire du Levant antique, IVe siècle av. J.-C.-IIIe siècle ap. J.-C. (Paris, 2001)

 

 
التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1062
الكل : 45631946
اليوم : 32629