أوبسيديان (حجر-)

اوبسيديان (حجر)

Obsidian -

الأوبسيديان (حجر -)

يعرف الأوبسيديان Obsidian، أو الزجاج البركاني في اللغة العربية باسم السبج. ويعد الأوبسيديان من أولى المواد التي دخلت التجارة في عصور ما قبل التاريخ، وكان مادة رئيسة لصناعة الأدوات والأسلحة والحلي.

يتكون الأوبسيديان من الصهارة الصخرية (اللافا) الناجمة عن البراكين التي تبرد فجأة بحيث لا تسمح للبلورات أن تتكون فينجم عنها صخر زجاجي التركيب خالي المسام، تركيبه الكيميائي قريب من الغرانيت والديورايت، وهو شديد الصلابة وله وجه صقيل يتميز عادة بالمكسر المحاري. ويدخل الأوبسيديان في طرق تحديد تاريخ المواد الأثرية، وهذه الطريقة تعرف باسم تميؤ الأوبسيديان obsidian hydration dating، وهي طريقة تستخدم لتحديد عمر المواد المصنوعة من الأوبسيديان، وتعطي نتائج جيدة في تحديد التاريخ ما بين 200 و200000 عام. ويخدم الأوبسيديان الآثاريين والجيولوجيين في تحديد تاريخ المواد المصنوعة منه بطريقة أخرى تعرف باسم خطوط التشقق fission tracks. وبمقتضى هذه الطريقة تحسب الخطوط المجهرية التي يسببها تشقق الشكل المشع من اليورانيوم، المسمى U238. إذ إن العينات الأقدم تحدث فيها خطوط أكثر عدداً لكمية محددة من اليورانيوم. ويعرف المتخصصون السرعة التي يتحلل بها هذا الشكل المشع، ذلك أن نصف عمره يبلغ 4.510.000 سنة، وبذلك يمكن حساب عمر المادة.

حجر الأوبسيديان

عادة ما يكون الأوبسيديان أسود وبراقاً، وفي الغالب يكون شبه شفاف ويشوبه لون خفيف بالرمادي، البني، الأخضر أو الأحمر نتيجة رقائق المعادن الموجودة فيه. ويكون هذا الصخر في الطبيعة على هيئة طفوح لافية تكون بمساحة واسعة وسماكة بسيطة فيشبه بذلك الصفائح، تنتشر في معظم قارات العالم خصوصاً في المناطق البركانية.

وجدت مواد قليلة من الأوبسيديان في مواقع نطوفية (ما بعد العصر الحجري القديم) مثل عين الملاحة [ر]، وفي العصر الحجري الحديث وجد الأوبسيديان بكميات وافرة في مواقع المشرق العربي القديم. والمصدر الرئيس للأوبسيديان كان من مناطق الأناضول الشرقية والوسطى. ومن أهم مصادره في الشرق تلك التي حول بحيرة فان ونمرود داغ وبينغول، وفي وسط الأناضول كبدوكيا وسيفتليك. وكان الأوبسيديان ينقل إلى مواقع المشرق العربي إما مشذباً وإما على شكل صخور خام لتصنيعها بحسب الحاجة. وكان التبادل يتم بين الأناضول وسورية وبلاد الرافدين، وقامت بعض المواقع بدور مراكز توزيع ينقل منها إلى المواقع السورية الأخرى.

لقد صنعت من الأوبسيديان المستورد أدوات عدة كانت تستخدم في الصيد مثل رؤوس السهام والرماح والنصال والسكاكين والمقاشط. وكانت بعض النصيلات تقطع وتوضع على مقابض من العظم أو الخشب لتصبح أدوات فاعلة. وكانت تصنع منه أدوات الزينة مثل الخرز والأزرار والحلقات والأقراص وكذلك الأختام. وبينت الدراسات أن الأدوات كانت تستخرج إما بالطرق على النواة لاستخراج النصيلات، وإما بطريقة الضغط على النواة أو كما يطلق عليها النواة السفينية بسبب شكلها، لاستخراج النصيلات أو نواة الطلقة bullet core، وهذه كانت الطريقة الرئيسة للصناعات المحلية في المشرق العربي القديم.

ازداد استعمال الأوبسيديان في العصر الحجري الحديث. وفي دور حلف وجدت حلي وآنية مصنوعة منه في مواقع شمالي بلاد الرافدين. وفي العصور التاريخية كانت آنية الأوبسيديان تصنع من أجل الهدايا الثمينة أو التبادل عالي القيمة. ومما يدل على القيمة العالية لهذه الآنية أن بعضها كان يرش بالذهب مثل تلك التي أهديت من فرعون مصر إلى الأسرة المالكة في جبيل في العصر البرونزي الوسيط.

ومن أهم المواقع التي وجد فيها الأوبسيديان في سورية: تل أسود وتل الرماد قرب دمشق حيث وجدت فيه نصال صغيرة مشذبة، تل حموكار في الحسكة الذي كان يمثل مركزاً لإعادة توزيع الأوبسيديان للمواقع المجاورة، الجرف الأحمر على الفرات شمال شرقي منبج من الألف العاشر قبل الميلاد، وقد وجدت فيه العديد من النصال ورؤوس السهام، جعدة المغارة على الفرات قرب موقع جرف الأحمر ويعود إلى الألف العاشر قبل الميلاد وعثر فيه على نصال ونصيلات، الكوم على بعد 90كم شمال شرقي تدمر في البادية السورية من العصر الحجري القديم والوسيط، تل الفخيرية في الجزيرة السورية قرب مدينة رأس العين يعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، تل خزنة من الألف الرابع قبل الميلاد في شمال شرقي الحسكة قرب وادي خنزير.

خالد حياتله

التصنيف : العصور التاريخية

المجلد: المجلد الثاني

رقم الصفحة ضمن المجلد :

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

اصدارات الموسوعة العربية

أسماء الباحثين

هل تعلم ؟؟

• - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات

• - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،

• - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.

• - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش

• هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب

• - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين

• - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك

شراء النسخة الورقية