logo

logo

logo

logo

logo

إشمي دجان

اشمي دجان

Ishme-Dagan -

إشمي - دجان

 

   

إشمي- دجان الأول Ishme-Dagan I هو الابن البكر للملك الآشوري شمشي- أدد[ر] الأول Shamshi-Adad I  الذي حكم المملكة الأشورية القديمة (1813-1781ق.م)، وقد قام شمشي- أدد بتعيين ابنه إشمي- دجان حاكماً على إيكلاتم Ekallatum (التي تسمى حالياً تلول الهيكل الواقعة على ضفاف نهر دجلة وتبعد 25كم إلى شمال موقع مدينة آشور) ليكون في الجهة المقابلة لبلاد بابل، وعين ابنه الآخر يسمخ- أدد[ر] - الأصغر سناً- ملكاً على ماري[ر].

عرف الملك شمشي- أدد بكثرة الرسائل التي تبادلها مع ولديه؛ إذ ضمت محفوظات ماري الملكية رسائل موجهة من الأب إلى ولديه تتضمن إرشادات وأوامر وتعليمات تخص الممالك التابعة لهم؛ فضلاً عن إرسالهم رسائل تخص طلب النصح والمشورة من والدهم؛ واطلاعه على مجريات عملهم في ممالكهم. ويرد في رسالة وجهها إشمي- دجان إلى أخيه يسمخ- أدد: "اكتب أخبارك إلي باستمرار".

امتاز إشمي- دجان بقوة حزمه وبأسه وحنكته السياسية في أثنا حكم والده، وخصوصاً في قيادته للحملات العسكرية مما دعا أباه أن يعتمد عليه في كثير من المعارك ضد أعدا الدولة الأشورية. إذ يرد في رسالة موجهة من شيب - راتو:

"جا نبرام Nabram من عند شمشي- أدد وهكذا هو (قد قال بنفسه) كل الأخبار السارة جداً زودني (بها) شمشي- أدد، والآن يضبط مدينة أرّابخا Arrapkha وقد اتجه إلى مدينة قبارا Qabara وأرسل إشمي- دجان ابنه مع ستين ألف جندي لحصار مدينة نورجم".

هنا يؤكد المرسل الإمكانية العسكرية التي يمتع بها الجيش الآشوري من حيث العدة والعدد والقيادة القوية المتمثلة بالملك شمشي- أدد بهجومه واحتلاله لمدينة أرّابخا (كركوك حالياً) ومدينة قبارا (قرب أربيل حالياً) من جهة، وتوجه ابنه إشمي- دجان نحو مدينة نورجم (التي يعتقد أنها تقع شمال غربي الموصل بنحو 50كم، والتي ورد ذكرها في النصوص المسمارية المتأخرة بصيغة بلاطو) من جهة أخرى.

وفيما يخص حزم إشمي- دجان يرد في رسالة بعثها إلى أخيه يسمخ- أدو، ملك ماري، يقول فيها:

"جنود ويلانم Welanum كلهم تحشدوا سوية مع بني- أدو Bani- addu لشن معركة… قتلت قائد بني- أدو وقتلت (أولاد) ويلانم كلهم وقتلـ(ت) عبيده كلهم وجنده ورجال الأعدا الذين قد خرجوا لن يوجدوا (لن يبقوا أحيا ) عسى أن تفرح".

تشير جميع الدلائل إلى أن بني- أدو وويلانم لم يرد ذكرهم بعد هذه الحادثة، وهذه إشارة إلى دقة إشمي- دجان في رسالته هذه. ويبدو أنه كان لهذا الملك تأثير في أخيه يسمخ- أدد الذي تشير إحدى رسائله لأخيه إشمي- دجان إلى مهاجمته مدينة باكرام واحتلالها وتهجير أهلها؛ إذ يقول فيها الآتي:

"كتبت لك عن محاصرة مدينة باكرام Bakram، وبعد رسالتي (هذه) سيطرت على مدينة باكرام… منذ (أن) ضبطت مدينة باكرام نقلت كل أهلها، حتى العبيد والإما بأكملهم (نقلتهم) إلى مملكة ماري".

لذا يمكن القول: إن مملكة ماري قد عاشت فترة من القوة والازدهار في أثنا حكم يسمخ- أدد بمساعدة الملك شمشي- أدد وابنه إشمي- دجان ودعمهما ومشورتهما؛ ليس على الصعيد العسكري والسياسي فحسب بل حتى على الصعيد الاقتصادي، لكن وفاة شمشي- أدد الأول (1781ق.م) حرمت يسمخ- أدد في ماري من الدعم المباشر والتوجيه؛ ليس من أبيه فقط وإنما من أخيه إشمي- دجان الأول أيضاً، إذ انشغل الآخر في شؤون مملكته على الجبهات الأخرى، ولذلك لم يستطع يسمخ- أدد الصمود طويلاً ففقد عرش ماري بعد خمس سنوات من وفاة أبيه.

ومن الجدير بالذكر أن هناك ملكاً آخر باسم إشمي- دجان ورد اسمه في قوائم الملوك الآشوريين الذين حكموا خلال العهد الآشوري القديم، وقد عُدَّ هذا الملك الثاني بعد إشمي- دجان الأول، ولكن لا تتوافر معلومات واضحة عن حكمه أو التاريخ الذي حكم فيه.

 

سالم الجبوري

 

 

مراجع للاستزادة:

- A. K. GRAYSON, Assyrian Royal Inscriptions I (Wiesbaden, 1972).

 - P. VILLARD, “Shamshi- Adad and Sons”, Civi­li­zations of the Ancient Near East, ed. J. M. Sasson (New York, 1995), pp. 873- 883.

 

 

التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1081
الكل : 45633431
اليوم : 34114