logo

logo

logo

logo

logo

أور

اور

Ur -

 أور

أور

 

تقع أور Ur - تل المُقير حالياً- في جنوبيّ العراق، وتبعد حالياً زهاء 20كم غرب نهر الفرات الذي لم يكن يبعد عنها قديماً أكثر من أربعة كيلومترات شرقاً. وتعدّ أور من أهم المواقع الأثرية في وادي الرافدين. وقد دامت هذه المدينة من دور العبيد (بحدود 4500 ق.م) حتى نهاية القرن الرابع ق.م.

تمكن هنري رولنصن H. Rawlinson من تعرف الاسم القديم للموقع في ضوء نقوش اكتشفت من قبل القنصل البريطاني تايلور J. E. Taylor عام 1854م. وفيما بعد قام هال H. R. Hall بالتنقيب في الموقع على رأس بعثة من المتحف البريطاني في عامي 1918-1919م. ثم بدأت أعمال التنقيب المنتظمة تحت إشراف ليونارد وولي L. Woolley الذي أدار بعثة مشتركة من المتحف البريطاني وجامعة بنسلفانيا في الأعوام 1922-1934م.

كانت أور على قدر كبير من التنظيم، فقد اتخذت المدينة شكلاً شبه بيضوي، وبلغت أبعادها 1200* 900م، وكانت محاطة بأسوار دفاعية وسدود ترابية، كما كان يحاذيها فرع من نهر الفرات على الجهتين الشمالية والغربية حيث وجد مرفأ في كل جهة. أُقيمت المعابد والقصور والمقابر الملكية في جنوب الزقورة وشرقها. وكانت هذه الزقورة تتوسط القسم الشمالي من المدينة، وامتدت الأحياء السكنية في قسمها الجنوبي.

زيقورة أور

تتمثل بقايا دور العبيد في أور بقطع من فخار العبيد الملون وأدوات من الفخار والحجر فضلاً عن بعض القبور. وفي دوري أوروك وجمدة نصر (الألف الرابع ق.م) ظهر الدليل على إنشاء أبنية عامة أساسية. ويشمل هذا الدليل مصطبة معبد ومخاريط زينة جدارية. وحينذاك وجدت مقبرة كبيرة دام استعمالها حتى عصر فجر السلالات.

كشفت مجسات سبر خارجية حفرها المنقبون عن ثماني طبقات متواصلة من النفايات تنتشر فيها طبعات أختام تعود إلى عصر فجر السلالات الأول. وفي الطبقات اللاحقة أنشئت مقبرة في الموضع استمر استعمالها إلى ما بعد العصر الأكادي، وقد ضمت هذه المقبرة ما يزيد على 2500 قبر. ومن عصر فجر السلالات الثالث جاءت المقبرة الملكية الشهيرة التي عثر فيها على كنوز أثرية ضمت نفائس كثيرة. ومن بين هذه النفائس الألواح التي صورت عليها مشاهد فنية منفذة بالتطعيم بالصدف و اللازورد و الأحجار الكريمة على طريقة الفسيفساء. وقد ظهرت لوحات مشابهة - بمواضيع مختلفة - في ماري من العصر نفسه؛ مما يدل على صلات فنية وثيقة. ومن هذه اللوحات التي اكتشفت في ماري تلك التي عثر عليها في معبد شمش، وتحمل مشهداً يصور تقديم أضحية من قبل كهنة. ففي هذه اللوحة، وكذلك في لوحات أخرى، تشابه كبير في الأسلوب والتقنية مع اللوحات التي عرفت باسم "راية أور".

مدافن أور

ولعل من أبرز الشواهد على الصلات الحضارية فيما بين أور وماري في عصر فجر السلالات الثالث اكتشاف ما عرف باسم "كنز أور" في جناح المعبد في القصر الملكي الرئيسي في ماري. ويقصد بهذا الاسم مجموعة من المواد الأثرية وجدت مدفونة في وعاء طيني. وقد أطلق المنقبون هذا الاسم على المواد التي تضمنها ذلك الوعاء لتفسيرهم إياها على أنها هدية ملكية من مدينة أور، وذلك استناداً إلى ورود اسم ميس- نيبادا Mesannipada - ملك أور من سلالتها الأولى- على خرزة من اللازورد وجدت ضمن المجموعة. ويتضمن "كنز أور" أيضاً أربعة عشر ختماً أسطوانياً وكذلك المنحوتة النفيسة الصغيرة لنسر برأس أسد عرف في مدن جنوبيّ وادي الرافدين بالاسم السومري إمدوجود Imdugud.

قيثارة عثر عليها في مدافن أور

في عصر السلالة الأكادية نصّب سرجون الأكادي (2334-2279 ق.م) ابنته أنخيدو-أنّا Enkhedu-anna كاهنة للإله القمر نانّا Nanna في أور. وفي عصر سلالة أور الثالثة (2112-2004 ق.م) صارت أور عاصمة لدولة مركزية وامبراطورية مهمة. وإلى هذا العصر تعود أهم الأبنية العامة وكذلك آلاف الرقم المسمارية.

وتظهر الصلات الفنية مع مدينة ماري في أثناء هذا العصر من خلال المشاهد الفنية المصورة على الأختام الأسطوانية. ومن الناحية السياسية كانت ماري حينذاك تتبع مملكة أور أو تدار من قبل حكام (شَكَّنَكُّ) مرتبطين بملوك أور. تعرضت مدينة أور للتدمير على أثر غزو عيلامي أنهى حكم سلالتها الثالثة، لكن سرعان ما شرع ملوك دول المدن في عصر إيسن-لارسا بإعادة بنائها. وقد تواصلت المشاريع العمرانية في هذه المدينة حتى عهد آخر الملوك البابليين، نبونائيد (555-539 ق.م). لكن أهميتها الدينية - التي بقيت مستمرة طوال تلك العهود بوصفها المركز الرئيسي لعبادة الإله القمر- تضاءلت بانتقال مركز العبادة إلى مدينة حرّان شمالي سورية.

سوزان ديبو

مراجع للاستزادة:

- C. L. WOOLLY et al., Ur Excavations 1-10, (London, Philadelphia, 1927- 1976).

- P. R. S.MOOREY, Ur “of the Chaldees”: A Revised and Updated Edition of Sir Leonard Woolley’s Ex­ca­vations at Ur, (London, 1982).

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1059
الكل : 45616186
اليوم : 16869