الجابرية (موقع-)

جابريه (موقع)

Al- Jabiriya - Al- Jabiriya

الجابرية (موقع -)

الجابرية al- Jabiriya موقع أثري على الضفة اليمنى لنهر الفرات في العراق، ويبعد أقل من أربعة كيلومترات عن الحدود السورية- العراقية، وهذا الموقع عند خط العرض 24َ 43O شمالاً وخط الطول 41O شرقاً. الموقع واسع الامتداد، ويبلغ طوله 1130م وعرضه نحو 750م، وتظهر فيه خرائب قديمة ومعالم سورين خارجي وداخلي. الاسم المحلي للموقع يأتي من مقام في وسطه منسوب إلى الشيخ جابر. أما معالم السور الخارجي- التي تبدو بشكل سلسلة مرتفعات ترابية يصل ارتفاعها إلى 6م- فيطلق عليها محلياً اسم «العنقاء»، ويتقدم هذا السور وادي المانعي. وتمكن ملاحظة معالم أبراج تبرز من واجهة السور إلى مسافة تزيد على خمسة أمتار. وتظهر في الطرف الجنوبي من السور الداخلي بقايا بوابة مشيدة من الحجر المنتظم، وعلى مقربة من هذا السور بقايا حمام. ويبدو أن السور الداخلي كان يحيط بمنطقة المنشآت المركزية التي تظهر بشكل تل كبير في الطرف الشمالي من الموقع يسمى تل التامة. لهذا التل شكل بيضوي، ويصل ارتفاعه إلى 15م فوق مستوى المنطقة المحيطة به.

زار الرحالة والمستكشف البلجيكي الوا موسيل A. Musil موقع الجابرية عام 1912م ووصفه، وتوصل إلى معرفة اسم المدينة القديمة التي قامت به على نحو صحيح، وهي مدينة خِندان Khindanu التي كان اسمها قد ورد في حوليات الملك الآشوري توكلتي- ننورتا [ر] الثاني في سياق وصف رحلته صعوداً مع نهر الفرات والخابور إلى منطقة الخابور الأعلى . وقد ذكر اسم هذه المدينة في مصادر متأخرة بصيغ مختلفة، لكنها تبدو ذات صلة باسمها القديم الأصلي، فقد ذكرها أسيدور الكرخي باسم جِدّان Giddan، ولعله بالأصل جِندان المطابق تقريباً لخِندان. ويذكرها اسطيفان البيزنطي باسم إدّانا Eddana، ويصفها بأنها بلدة فينيقية على الفرات، وقد يشير هذا الوصف إلى أهميتها التجارية. ويورد ياقوت الحموي في معجم البلدان اسم عزان لبلدة تقوم على الفرات ويقول إنها كانت تعود إلى أخت الملكة الزباء، ويضيف أنه تقابلها على الضفة الأخرى للفرات بلدة أخرى باسم عدان تعود إلى أخت الملكة. ويرى موسيل في اسم عزان استمراراً للفظة الآرامية خنزان التي يقصد بها مدينة خِندان. وتجدر الإشارة إلى أنه على ضفة الفرات المقابلة لموقع الجابرية تلول أثرية منها تل قصر البنت.

على الرغم من أنه لم تجرِ تنقيبات أثرية في موقع الجابرية يمكن الحصول على معلومات مهمة عن تاريخها من خلال النصوص الآشورية والبابلية؛ فقد ورد ذكر مدينة خِندان في نصوص الملك تجلات- بلاصر الأول في العصر الآشوري الوسيط من بين مدن إقليم سوخو على الفرات. وفي العصر الآشوري الحديث تكرر ذكر هذه المدينة في نصوص عدة ملوك كان أولهم توكلتي- ننورتا الثاني. ويذكر هذا الملك أنه وصل إلى خِندان بعد مسيرة أربعة أيام صعوداً مع نهر الفرات من مدينة عانه، ويتوافق هذا مع المسافة التي تفصل ما بين عانه والجابرية إذ إن طولها زهاء 85 كم. ويرد في حوليات هذا الملك أنه جعل مبيته في مدينة خِندان وتسلم الضرائب المترتبة على حاكمها أمّي-ألابا Amme- alaba، وتضمنت ذهباً وفضة وقصديراً فضلاً عن المر والجمال والثيران والحمير والإوز والأغنام وكذلك تضمنت خبزاً وجعة وعلفاً. وفي أثناء وجوده في خِندان قام الملك الآشوري باصطياد النعام في البرية والأيائل على ضفة الفرات، ثم غادر المدينة. بعد مسيرة ستة أيام وصل الملك إلى مدينة سِرق، وموقعها اليوم تل العشارة، وهي مدة مناسبة آنذاك للسفر من موقع الجابرية إلى تل العشارة. يصف توكلتي- ننورتا الثاني هذا الجزء من رحلته في النص على النحو الآتي:

«تحركت من منطقة خندان، حفرت الجبال باتجاه الفرات بالفؤوس الحديدية، وعبرت من خلالها. أقمت مخيماً وأمضيت الليل في مدينة نَجيَة Nagiatu. تحركت من نَجيَة فوصلت سهل مدينة أقَربان Aqarbanu، تسلمت الضريبة من مُدادا اللاقي ... أقمت مخيماً وأمضيت الليل. تحركت من أقَربان فوصلت مدينة صُبر Supru. تسلمت الضريبة من خَمَتايا اللاقي ... تحركت عند الظهر، أقمت مخيماً وأمضيت الليل في مدينة أرَبتي ... تحركت من أرَبتي، أقمت مخيماً وأمضيت الليل في السهل. تحركت من السهل فوصلت مدينة سِرق».

في العصر البابلي الحديث كانت خِندان تابعة للدولة البابلية. ويذكر الملك البابلي نبو- بلاصر (٦٢٦- ٦٠٥ق.م) - أبو نبوخذ نصر الثاني- أنه زار هذه المدينة وتسلم الضرائب منها. وكان للمدينة دور مهم في العهد البارثي، وعدت من المدن الفاصلة بينهم وبين الرومان.

نصار سليمان السعدون

التصنيف : العصور التاريخية

المجلد: المجلد الرابع

رقم الصفحة ضمن المجلد :

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

اصدارات الموسوعة العربية

أسماء الباحثين

هل تعلم ؟؟

• - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات

• - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،

• - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.

• - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش

• هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب

• - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين

• - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك

شراء النسخة الورقية