logo

logo

logo

logo

logo

الجامع الكبير (الرقة)

جامع كبير (رقه)

-

 لجامع الكبير /الرقة

الجامع الكبير /الرقة

 

 

يقع هذا الجامع في قلب مدينة الرقة [ر] الحالية ، وتأتي أهميته على الرغم من سوء حالته اليوم - من حيث إنه يقدم المثل الوحيد للطراز الرسميّ لجوامع العصر العباسي في سورية، هذا الطراز الذي تميز بضخامته واتخاذ واجهاته الخارجية أشكال الحصون من حيث ضخامتها والأبراج الموزعة بها؛ حيث يشكل مع بقايا القصور العباسية و بقايا السور الخارجي وبواباته أهمّ العمائر الأثرية الباقية في محافظة الرقة ، ويسمى أيضاً بجامع المنصور أو الجامع العباسي.

الموقع العام للجامع

يذكر الاصطخري أن الرقة والرافقة مدينتان متلاصقتان، وفي كل واحدة منهما جامع، وقد اندثر جامع الرقة القديم وكان يرجع للعصر الأموي؛ في حين بقيت أطلال جامع الرافقة قائمة، ويعود تاريخ تأسيس هذا الجامع إلى سنة ١٥٥هـ/٧٧١م وهو العام الذي اختط به الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور مدينة الرافقة، وقد استمرت العناية بهذا الجامع حتى نهاية العصر العباسي، فقد أجرى عليه الخليفة هارون الرشيد سنة ١٨٠هـ /٧٩٦م مرمة كبيرة، كما قام السلطان نور الدين محمود بن زنكي بمحاكاتها عندما أعاد لهذا الجامع مكانته عبر مشروع تبناه لترميمه وتجديد عمارته سنة ٥٦١هـ/ ١١٦٥م، وأثبت ذلك بكتابة تاريخية مازالت تعلو واجهة الحرم الباقية والمطلة على الصحن المكشوف للجامع؛ مؤكداً بذلك المكانة المميزة التي احتلتها مدينة الرقة دون غيرها من مدن بلاد الشام في ذلك العصر، وقد جرت في العصر الحديث بالجامع تنقيبات سنة ١٩٧٦م، كما أجريت فيه ترميمات متعددة لأسواره وللعديد من البقايا الموجودة فيه؛ و لاسيّما في سنة ١٩٨٦‏‏م.

عقود الأروقة
المسقط الأفقي للجامع

والجامع مبني على طراز المساجد العباسية آنذاك، وقد جاء واسع المساحة ذا مسقط مستطيل طوله ١١٢م وعرضه ٩٨م، له جدران خارجية قوية عرضها ١,٧٠م مدعمة بأربعة أبراج ضخمة ثلاثة أرباع دائرية في الزوايا الخارجية الأربع للجامع، كما يوجد بكل واجهة خارجية أربعة أبراج نصف دائرية أخرى أقل ضخامة، وهي عموماً قريبة بشكلها من مثيلاتها في العمارة العسكرية كسور الرقة القريب مثلاً.

بُنيَت الجدران الخارجية للجامع بداية باللبن الترابي، ثم أضاف إليها الخليفة هارون الرشيد أجزاء آجرية عند ترميمه للجامع؛ عندما قام بمشروعه الكبير بتوسيع مدينة الرافقة نحو الشمال الشرقي؛ ليضم جميع أجزاء المدينة القديمة ويصلها مع بعضها ويتخذ من المدينة الجديدة مقراً دائماً لإقامته سنة ١٨٠هـ /٧٩٦م.

المئذنة

وأكدت الدراسات والتنقيبات الأثرية أنه كان يتوسط هذا الجامع صحن أوسط تحيط به أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة أو الحرم الذي يمكن ملاحظة بقايا واجهته ذات الأحد عشر عقداً والمشيدة كلها من الآجر والتي تعود بشكلها الأخير إلى عصر نور الدين محمود بن زنكي الذي جدد هذا الجامع سنة ٥٦١هـ/ ١١٦٥م، وأثبت ذلك بنقش كتابي مازال موجوداً فوق أحد عقود واجهة الحرم، والنقش الكتابي مكون من ثمانية سطور مكتوبة بخط النسخ على الحجر داخل إطار خارجي مستطيل.

ويتألف الحرم من بائكتين تتكون كل منهما من ست عشرة دعامة مستطيلة يرتكز عليها خمسة عشر عقداً نصف دائري باتجاه موازٍ لجدار القبلة، وتحصر هاتان البائكتان بينهما ثلاث بلاطات كانت مغطاة بأسقف محمولة جملونية.

أما باقي الأروقة في الجهات الثلاث الأخرى للجامع؛ فيتألف كل منها من بلاطتين محمولتين في الوسط على بائكة مؤلفة من دعامات وعقود نصف دائرية كان يستند إليها سقف الجامع.

وللجامع مئذنة مازالت تشكل مع الجدران الخارجية وواجهة الحرم أهم الأجزاء الباقية في الجامع، وتقع في الزاوية الشمالية الشرقية لصحن الجامع، وهي ذات بدنة دائرية فتح بها عدة نوافذ رأسية، وهي مبنية من الآجر تستدق قليلاً في جزئها العلوي الذي ينتهي بفتحات نوافذ رأسية عريضة وجوسق كانت تلتف حوله شرفة دائرية، وهي من أعمال نور الدين محمود بن زنكي، وتشبه مئذنة أبي هريرة، ومئذنة قلعة جعبر[ر] .

وقد زود الجامع بعدد من المداخل في واجهاته الشرقية والغربية والشمالية لتوفير عمليتي دخول المصلين إليه وخروجهم منه وتسهيلهما.

منظر عام للجامع
اللوحة التأريخية
العقد المدبب من الطوب القرميدي

ويؤكد علماء الآثار أن نمط هذا الجامع – و لاسيّما من حيث عناصره المعمارية ومواد بنائه - قد أثرّ في مجموعة من المساجد الأخرى التي شيدت في كل من العراق، ومصر، وتونس، والتي بنيت جميعها في فترات تاريخية متقاربة، فمسجد «الرقة» شُيد في سنة ١٥٥هـ /٧٧٢ م، ومسجد «سامراء» قد بُني في سنة ٢٢١هـ/ ٨٦٦م، ومسجد «أبي دلف»، بُني في سنة ٢٤٥هـ /٨٨٣م، أما مسجد «أحمد بن طولون» فقد بُني في سنة ٢٦٥هـ /٩١٣ م، وقد جاءت هذه المساجد متطابقة مع الجامع الكبير في الرقة بأغلب تفاصيلها التخطيطية والمعمارية.

غزوان ياغي

 

مراجع للاستزادة:

- غزوان ياغي، المعالم الأثرية للحضارة الإسلامية في سوريا (المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الأسيسكو»، ط1، المغرب 2011م).

- كريزويل، الآثار الإسلامية الأولى، ترجمة عبد الهادي عبلة و غسان سبانو (دمشق 1984م).

- عبد القادر الريحاوي، «لمحة عن حضارة الجزيرة والفرات في العهد العربي الإسلامي»، الحوليات الأثرية السورية، المجلد 19، دمشق 1969م، .ص. ص٤٩-٧٦.

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1079
الكل : 45633429
اليوم : 34112