logo

logo

logo

logo

logo

الحرم القدسي الشريف

حرم قدسي شريف

-

 ¢ الحرم القدسي الشريف

الحرم القدسي الشريف

الموقع العام والوصف المعماري للحرم مدارس الحرم
أبواب الحرم أسبلة الحرم الشريف
مساجد الحرم الشريف قباب الحرم
مآذن الحرم الحفريات الأثرية في محيط الحرم القدسي الشريف
أروقة الحرم الشريف:  
 

يختصر الحرم القدسي الشريف أو المسجد الأقصى بما يحمله من معانٍ دينية وروحية وبما فيه من عمارات وشواهد حضارية كامل التاريخ الإسلامي لمدينة بيت المقدس، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، فقد صلى إليه المسلمون نحو سنة ونصف قبل أن يتحولوا إلى الكعبة عملاً بقوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ{ (البقرة: 144). وعنه قال عليه الصلاة والسلام: «لا تُشدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» متفق عليه. وتأكدت المكانة الإسلامية للمسجد الأقصى بعد معجزة الإسراء والمعراج التي ذكرها القرآن بقوله تعالى: }سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ (الإسراء: 1).

الحرم القدسي الشريف

أ - الأبواب:

1 - باب الأسباط 2 - باب حطة 3 - باب العتم 4 - باب الغوانمة 5 - باب الناظر 6 - باب الحديد 7 - باب القطانين 8 - باب المطهرة 9 - باب السلسلة 10 - باب المغاربة 11 - باب الرحمة 12 - باب الجنائز 13 - الباب الثلاثي 14 - الباب المزدوج

ب - المآذن:

15 - مئذنة باب المغاربة 16 - مئذنة باب السلسلة 17 - مئذنة باب الغوانمة 18 - مئذنة باب الأسباط

ج - المساجد:

19 - المسجد القبلي 20 - المسجد القديم 21 - المصلى المرواني 22 - مسجد البراق 23 - مسجد المغاربة 24 - مسجد النساء

د - القباب:

25 - قبة الصخرة المشرفة 26 - قبة السلسة 27 - قبة المعراج 28 - قبة موسى 29 - قبة النحوية 30 - قبة سليمان 31 - قبة الميزان 32 - قبة النبي 33 - قبة الأرواح 34 - قبة الخضر 35 - قبة يوسف آغا 36 - قبة يوسف 37 - قبة عشاق النبي 38 - قبة مهد عيسى 39 - قبة الشيخ الخليلي

هـ - المدارس:

40 - مدرسة ورياض الأقصى الإسلامية 41 - ثانوية الأقصى الشرعية 42 - المدرسة الغادرية 43 - المدرسة الباسطية 44 - المدرسة الأمينية

45 - المدرسة الفارسية 46 - المدرسة الألملكية 47 - المدرسة الأسعردية 48 - المدرسة المنجكية 49 - المدرسة العثمانية 50 - المدرسة الأشرفية 51 - المدرسة التنكزية

و - الأروقة:

52 - الرواق الغربي 53 - الرواق الشمالي

ز - البوائك:

54 - البائكة الشمالية 55 - البائكة الشمالية الغربية 56 - البائكة الغربية 57 - البائكة الجنوبية الغربية 58 - البائكة الجنوبية 59 - البائكة الجنوبية الشرقية 60 - البائكة الشرقية 61 - البائكة الشمالية الشرقية

ح - الأسبلة:

62 - سبيل الكأس 63 - سبيل شعلان 64 - سبيل البصيري 65 - سبيل قايتباي 66 - سبيل قاسم باشا 67 - سبيل سليمان 68 - سبيل الشيخ بدير

69 - سبيل باب المغاربة 70 - سبيل حطة 71 - بركة النارنج 72 - صهريج الملك عيسى 73 - سبيل منبر برهان الدين 74 - سبيل الزيتونة 75 - سبيل الرحمة

76 - المحاريب 77 - المصاطب 78 - الآبار 79 - الهيكل المزعوم 80 - حائط البراق 81 - منبر نور الدين

مع بداية الفتوح الإسلامية كانت مدينة بيت المقدس من المدن الأولى التي دخلها الفاتحون سنة 15هـ/636م، وإدراكاً لمكانتها الإسلامية لم يتأخر الخليفة عمر بن الخطابt عن إعطاء أهلها الأمان بما عُرف بالوثيقة العمرية، فبعد أن تسلم الخليفة عمر مفاتيح المدينة توجه إلى موقع الحرم الشريف حيث الصخرة المقدسة التي عرج منها الرسول وأمر بتنظيفها وإقامة مسجد صغير بمكان غير بعيد عنها.

وفي القدس أعلن معاوية بن أبي سفيانt نفسه خليفة للمسلمين سنة 41هـ/661م، وأعلن قيام الدولة الأموية؛ إذ تؤكد الوقائع الدور الكبير الذي كان لخلفاء هذه الدولة في تشكيل الوجه الحضاري الإسلامي للحرم الشريف (المسجد الأقصى) خاصة ولبيت المقدس عامة؛ وذلك عبر تبنيهم لمشروع كبير هدف إلى تعمير كامل منطقة الحرم الشريف تعميراً يتناسب ومكانتها الدينية وعظمة الدولة ومكانتها السياسية.

وقد ابتدأ الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان هذا المشروع فبنى قبة الصخرة المشرفة وقبة السلسلة، ثم أكمل ابنه الخليفة الوليد مشروعه فبنى المسجد الأقصى ودار الإمارة وعدداً آخر من المباني التي ضاع كثير منها، في حين بقيت أبواب الحرم شاهدة على ذلك المشروع الأموي الذي أعطى للحرم شكله شبه النهائي. ولم يضف الخلفاء العباسيون شيئاً يذكر إلى عمارة الحرم باستثناء القيام ببعض الترميمات التي أجراها الخليفة العباسي المهدي على عمارة المسجد الأقصى، وتلك التي أجراها الخليفة المأمون على عمارة قبة الصخرة. أما الخلفاء الفاطميون فقد ركّزوا على العناية بالحرم الشريف وساهموا في المحافظة عليه، ولا سيما في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله وابنه الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله.

تعرض الحرم الشريف لجملة من التغيرات التي أدخلها الصليبيون على عمارته في أثناء فترة احتلالهم لبيت المقدس (492 - 582هـ/1099 - 1187م)، فلم يكد ينهي السلطان صلاح الدين تحرير بيت المقدس حتى بدأ بإصلاح ما خُرِّب من عمارة الحرم وأعاد إليه شكله ووظيفته الأولى قبل الغزو الصليبي، واستمر من أتى بعده من سلاطين بني أيوب بذلك، وأضافوا بعض العمارات حتى جاء المماليك بعد سنة 648هـ/1260م الذين تبنوا فيما أحدثوه من إضافات في عمارة الحرم الشريف مرحلة الإعمار الثانية للحرم، فأكملوا ما بدأه الأمويون؛ إذ أضافوا أروقة للحرم الشريف ومدارس ومآذن وأبواباً وقباباً وأسبلة ومصاطب، إضافة إلى عدد من المحاريب والمصليات التي مازالت منتشرة في هضبة الحرم شاهدة على تلك العناية التي نالها الحرم والتي أعطته ذلك التكامل المعماري الفريد.

وظل الحرم الشريف في العصر العثماني يُدار من قبل السلاطين العثمانيين حتى سقوط دولتهم ووقوع كامل فلسطين بأيدي الاحتلال البريطاني سنة 1336هـ/1917م.

الموقع العام والوصف المعماري للحرم:

الحرم الشريف هو ربوة مرتفعة منحرفة الأضلاع تقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة بيت المقدس (القدس)، يحيط به من الجهة الجنوبية والشرقية جزء من السور القديم للمدينة القديمة، في حين تحيط به من الجهة الغربية والشمالية (جهة المدينة) أروقة يعود أغلبها إلى العصر المملوكي، وتبلغ أبعاد حدود الحرم الشريف كالآتي:

الحد الجنوبي 281م، الحد الشمالي 310م، الحد الشرقي 462م، الحد الغربي 491م؛ أي يمتد بمساحة 142000 متر مربع، ولم يطرأ أي تغيير على حجم هذه المساحة عبر فترات التاريخ الإسلامي المتعاقبة حتى اليوم.

يتوسط الحرم الشريف الصخرة المباركة التي عرج منها رسول الله؛ والتي بُني عليها مسجد قبة الصخرة، في حين يلاصق المسجد الأقصى الجدار الجنوبي للحرم ويجاوره إلى الشرق المصلى المرواني، وإلى الغرب تنتشر عدة مبانٍ استخدم الأول منها مدرسة (حالياً كلية الدعوة وأصول الدين)، في حين يستعمل المبنى الواقع غربها متحفاً للفن الإسلامي تحفظ فيه اليوم بقايا منبر نور الدين محمود بن زنكي الذي أحرقه الصهيوني مايكل روهان داخل المسجد الأقصى.

يؤلف حائط البراق [ر] جزءاً مهماً من الجدار الغربي للحرم حيث ربط النبي دابة البراق حين دخل الحرم بعد أن أُسرِي به إليه، وهو الجزء الذي يدّعي الصهاينة أنه حائط المبكى المتبقي من هيكل سليمان.

وفي الجهة الشمالية من الحرم تقع المدرسة العمرية التي يسعى الصهاينة إلى السيطرة عليها بقصد تحويلها إلى كنيس، وتلتصق بالجدار الشرقي للحرم مقبرة باب الرحمة [ر] التي تحوي رفات عدد من الصحابة مثل شداد بن أوس وعبادة بن الصامت، وكذلك رفات شهداء مثل شهداء مجزرة الأقصى 1411هـ/1990م.

وقد أطلق على كامل منطقة الحرم منذ عهد الرسول اسم المسجد الأقصى المبارك، وظل يعرف بهذا الاسم حتى عصر الدولة المملوكية؛ حيث استعمل اسم الحرم الشريف ليدل أيضاً على كامل المساحة المباركة، وقد بقي هذا الاسم متداولاً بين المسلمين حتى اليوم، فصار اسم المسجد الأقصى المبارك يدل على المسجد المغطى الواقع جنوبي الحرم للدلالة على القسم المغطى من المسجد الأقصى أحياناً؛ وللدلالة على كامل الحرم الكبير بكل ما فيه من مبان (المسجد الأقصى وقبة الصخرة والأبواب...إلخ) أحياناً أخرى. كما عرف الحرم الشريف باسم الحرم القدسي بالدلالة والقصد ذاتيهما.

1- أبواب الحرم:

للحرم الشريف أربعة عشر باباً، أربعة منها تم إغلاقها بعد تحرير السلطان صلاح الدين للقدس خوفاً من عودة الصليبيين منها، وهي:

في الجهة الشرقية: باب الرحمة الواقع تجاه المقبرة المعروفة بالاسم ذاته، وباب الجنائز المحاذي لباب الرحمة.

باب الرحمة

في الجهة الجنوبية: بابان معروفان أثرياً بالمنفرد والثلاثي، يقعان جهة القصور الأموية والزاوية الخُتَنِيَّة أقصى جنوب المسجد الأقصى التي كان يدخل منها الأمراء الأمويون من قصورهم إلى المسجد الأقصى.

أما الأبواب المفتوحة فهي على الترتيب الآتي:

في الجهة الغربية:

باب الغوانمة: يعرف بباب الخليل وباب الوليد، وهو أموي الأصل، جُدِّد في العصر المملوكي.

باب السلسلة: يعرف أيضاً بباب داود، ويعود إلى العصر الأيوبي.

منظر عام - باب السلسلة
بوابتا باب السلسلة

باب المتوضأ: يعرف أيضاً بباب المطهرة، وهو أيوبي الأصل جدد في العصر المملوكي.

باب المطهرة

باب القطانين: يعد من أكبر أبواب الحرم التي أقيمت في العصر المملوكي.

باب القطانين

باب الحديد: يعرف أيضاً بباب أرغون؛ نسبة إلى الأمير أرغون الكاملي المملوكي الذي أعاد مرمته.

باب الحديد
دهليز باب الحديد

باب المغاربة: يعرف أيضاً بباب النبي وباب البراق، ويعود إلى الفترة المملوكية، وقد أُغلق اليوم بحجة أن دخول المسلمين منه يمثل خطراً على اليهود المصلين بحائط البراق المجاور، وكان يتوصل من هذا الباب إلى حارة المغاربة التي أزيلت بعد الاحتلال وحل مكانها الحي اليهودي.

باب المغاربة

باب الناظر: عُرف بأسماء عدة تغيرت بحسب العصور، مثل باب الرباط وباب ميكائيل وباب الحبس وأخيراً باب المجلس، وقد جُدِّد في العصر الأيوبي.

باب الناظر

في الجهة الشمالية:

باب العتم: عرف هذا الباب أيضاً بأسماء عدة مثل باب شرف الأنبياء وباب الدويدارية ومؤخراً باب فيصل، وقد جُدِّد في العصر الأيوبي.

باب الملك فيصل

باب حطة: باب قديم جُدِّد في العصر الأيوبي.

باب حطة

باب الأسباط: هو أيضاً من الأبواب القديمة للحرم أعيد تجديده في العصر الأيوبي ثم المملوكي فالعثماني.

باب الأسباط

2 - مساجد الحرم الشريف:

يضم الحرم الشريف مسجدين يعدان من أشهر المساجد في العالم الإسلامي وأهمها؛ ارتبطت بهما المكانة الدينية للحرم الشريف، وهما: مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى.

أ- مسجد قبة الصخرة

هذا المسجد كان مثلاً وحيداً في تصميمه وطرازه في تاريخ العمارة الإسلامية، وذلك منذ هجرة الرسول حتى اليوم.

شيَّده الخليفة الأموي الخامس عبد الملك بن مروان (65 - 86 هـ/685 - 705م) في قلب الحرم الشريف ببيت المقدس بجوار المسجد الأقصى، فشرع البناؤون في بنائه سنة 66هـ/685م وفرغوا منه سنة 72هـ/691م، وقد بالغ الخليفة في اهتمامه بهذا المسجد حتى قيل: إنه «رصد لبنائه خراج مصر لسبع سنوات»، وصمم البناء وأشرف على تنفيذه مهندسان مسلمان هما: رجاء بن حَيْوه الكندي أحد علماء الإسلام من بيسان؛ ويزيد بن سلام من القدس.

وضع تصميم هذا المسجد ليلائم الغرض الذي بُني لأجله بوصفه مشهداً يحيط بالصخرة الشريفة، علماً أن تقديس هذه الصخرة ليس وضعاً طارئاً، بل كان كذلك عند اليهود والمسيحيين أيضاً.

يتكون التصميم المعماري للمبنى من قبة ضخمة تعلو الصخرة التي تتوسط المكان، فتقع القبة في مركز شكل ثماني يتكون من مثمنين داخلي وخارجي، حيث يتألف المثمن الداخلي في أركانه من ثماني دعائم مكسوة بالرخام المعرق، وبين كل دعامتين عمودان يكونان ثلاثة عقود، فينتج من ذلك ستة عشر عموداً من الرخام الملون وأربعة وعشرون عقداً زينت بطيناتها وتواشيحها بأنواع من الفسيفساء ذات الرسوم النباتية المختلفة بألوان متجانسة ومذهلة، وتميل بمجموعها إلى الزرقة، وتربط هذه العقود بعضها ببعض أوتار خشبية مكسوة بالبرونز المنقوش والمذهب، وطول ضلع هذا المثمن الداخلي 4,40م.

أما المثمن الخارجي فطول ضلعه 20,59م وارتفاعه 9,50م، تعلوه تصوينة خارجية تعلو الجدران؛ يبلغ ارتفاعها 2,60م، ولهذا المثمن أربعة أبواب محورية تقع في الاتجاهات الأصلية يتقدم كلاً منها سقيفة مقامة على عمد، وأكبر هذه الأبواب هو الذي يواجه المسجد الأقصى المبارك بالجهة القبلية، وتغطي كل واجهات المثمن الخارجي كسوة من الرخام حتى منتصف ارتفاع الواجهة، يعلوها الآن ترابيع من القاشاني أضيفت في العصر العثماني، وكان هذا الجزء العلوي مغطى أصلاً بالفسيفساء، ويوجد في كل واجهة خارجية سبع حنايا رأسية؛ في خمس منها نوافذ علوية مماثلة لتلك التي برقبة القبة.

قبة الصخرة

ب- المسجد الأقصى

بُنِي المسجد الأقصى على موضع مسجد قديم شيَّده الخليفة الراشدي عمر بن الخطابt، وقد أمر ببنائه بعد فتح بيت المقدس سنة 15هـ/636م، وبعد أن هدمته الزلازل أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ببنائه، واستمر العمل ببناء المسجد الأقصى حتى انتهى في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك.

وقد جاء المسجد الأقصى كبير المساحة متقن التخطيط إلى أن تهدمت أجزاء كبيرة من طرفيه الغربي والشرقي من جرَّاء زلزال ضرب بيت المقدس سنة 130هـ/746م، فقام الخليفة أبو جعفر المنصور 136 - 158هـ/754 - 775م بترميمه؛ ولكن ما لبث أن تعرض المسجد لهزة ثانية فقام الخليفة العباسي المهدي سنة 163هـ/780م بإعادة بنائه من جديد، وكذلك فعل الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله سنة 426هـ/1034م بعد الزلزال الذي أدى إلى تهدم كامل عمارة المهدي سنة 425هـ/1033م، وقد قام الخليفة الظاهر بإنقاص مساحة المسجد فألغى أربعة أروقة من الجهة الشرقية ومثلها من الجهة الغربية.

وعندما احتل الصليبيون القدس سنة 492هـ/1099م دخلوا الحرم الشريف وغيروا معالم الأقصى حتى سنة 583هـ/1187م عندما حرر صلاح الدين المدينة ورمم المسجد الأقصى وأعاده إلى سابق شكله، وزين الحرم، وجلب المنبر الخشبي الذي كان السلطان نور الدين محمود بن زنكي قد أمر بصنعه للمسجد الأقصى مُبشِّراً بقرب تحريره الذي تأجل حتى كان على يد صلاح الدين، وقد ظل هذا المنبر قائماً حتى أُحرق سنة 1389هـ/1969م على يد الصهيوني مايكل روهان، ولم يبق منه سوى قطع صغيرة محفوظة اليوم في متحف القبة الإسلامي الواقع غربي المسجد.

أسهم كثير من سلاطين الدولة المملوكية ثم الدولة العثمانية عبر الفترات اللاحقة في المحافظة على سلامة المسجد الأقصى حتى وصل إلى الشكل الحالي؛ لتتواصل جهود ترميمه وحمايته من قبل المجلس الإسلامي الأعلى؛ ثم من قبل وزارة الأوقاف الأردنية التي تشرف على كامل الحرم الشريف والتي عملت على ترميمه بعد الحريق الكبير الذي ضربه سنة 1389هـ/1969م.

والمسجد الأقصى اليوم يرجع بأغلب عمارته إلى أعمال الملك المعظم عيسى بن الملك العادل الأيوبي الذي أجرى بالمسجد مرمة واسعة سنة 633هـ/1236م، وهو يشكل مساحة مستطيلة تمتد ضلعها الطويلة جهة الشمال بطول 80 م وعرض 55 م مقسومة سبعة أروقة؛ أوسطها أكثر عرضاً، تنتهي جهة الجنوب بقبة ضخمة ترتفع 17م محمولة على أربعة مثلثات كروية محمولة على أربع دعامات حجرية ضخمة، والقبة مؤلفة (مثل قبة الصخرة) من قبتين داخلية مزينة بالفسيفساء وخارجية مغطاة بصفائح النحاس التي استبدلت بها اليوم صفائح الرصاص، ويغطي باقي الرواق الأوسط سقف جملوني مصفح بألواح الرصاص. أما الأروقة الجانبية فقد غطيت بأسقف موازية أقل ارتفاعاً، وجميع هذه الأروقة محمولة على 53 عموداً بينها 49 دعامة حجرية يرتفع كل منها 5م.

ويفتح في الواجهة الرئيسية الشمالية للمسجد سبعة أبواب أوسطها أكبرها؛ ويؤدي كل منها إلى أحد الأروقة السبعة التي يتألف منها المسجد، ويتقدم هذه الواجهة رواق يتألف من سبعة عقود محمولة على دعامات حجرية، وفتح اليوم بابان واحد بالواجهة الشرقية وآخر بالواجهة الغربية لتسهيل الدخول والخروج للمسجد.

المسجد الأقصى

جـ- المصلى المرواني:

جاءت تسميته بهذا الاسم لأنه بُني في العصر الأموي أثناء خلافة الخليفة عبد الملك بن مروان، ليكون مصلى مؤقتاً حتى إتمام الأبنية الأخرى.

يقع المصلى المرواني تحت ساحات الحرم القدسي الشريف الجنوبية الشرقية، ويتحد حائطاه الجنوبي والشرقي مع حائطي الحرم القدسي، وهما كذلك حائطا سور البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة.

عرف هذا الجزء من الحرم القدسي قديماً بالتسوية الشرقية؛ إذ بناه الأمويون أصلاً تسويةً معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب حتى يتسنى البناء فوق قسمها الجنوبي الأقرب إلى القبلة على أرضية مستوية وأسس متينة ترتفع إلى مستوى القسم الشمالي، ويرجح أن يكون قد بُني قبل المسجد القِبْلي (المسجد الأقصى)، وأنه استخدم للصلاة ريثما يتم بناء هذا الجامع.

يضم المصلى 16 رواقاً حجرياً قائماً على دعامات حجرية قوية، ويمتد على مساحة تبلغ نحو 4500 متر مربع، حيث يعد أكبر مساحة مسقوفة في الحرم القدسي الشريف حالياً. ويمكن الوصول إليه من خلال سلم حجري يقع شمال شرقي الجامع القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة المتعامدة على السور الشرقي للحرم القدسي والتي تم الكشف عنها مؤخراً.

خلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس حوله المحتلون إلى إسطبل لخيولهم ومخزنٍ للذخيرة، وأسموه «إسطبلات سليمان»، ولا يزال بالإمكان رؤية الحلقات التي حفروها في أعمدة هذا المصلى العريق لربط خيولهم. وبعد تحرير بيت المقدس أعاده صلاح الدين الأيوبي إلى سابق عهده وأمر بإغلاقه، فظل مغلقاً سنوات طويلة نظراً لاتساع ساحات الأقصى العلويّة؛ وقلة عدد شادّي الرحال إلى المسجد المبارك. ثم أعادت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات ولجنة التراث الإسلامي ببيت المقدس تأهيله وفتحه للصلاة في تشرين الثاني/نوفمبر 1417هـ/1996م وذلك بهدف حمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين اليهود من الصلاة فيه ومن ثم الاستيلاء عليه، حيث أقاموا درجاً يقود إليه عبر الباب الثلاثي المغلق في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك.

عدّ هذا العمل أضخم مشروع عمراني في الحرم القدسي منذ مئات السنين، وجاء نجاح المسلمين في فتح بوابتين عملاقتين من بوابات المصلى المرواني الشمالية الضخمة في أيار/مايو سنة 2000م، وبناء درَجٍ كبير داخل الأقصى يقود إلى هذه البوابات في فترة زمنية وجيزة؛ سبباً في إثارة حفيظة سلطات الاحتلال الصهيوني التي كانت تخطط للسيطرة على المكان.

تعرَّض كثير من أعمدة المصلى المرواني وجدرانه ولاسيما في رواقه الأخير الملاصق للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك- وكذلك سقفه- لتصدعات خطرة تهدده بالانهيار نتيجة تراكم ترسبات من الأوساخ والأتربة بسبب تسرب الرطوبة؛ مما يتطلب ترميماً عاجلاً يحظره المحتلون في إطار حصارهم المتواصل للحرم القدسي الشريف.

المصلى المرواني

3- مآذن الحرم:

تقوم في الحرم الشريف اليوم أربع مآذن تقع كلها جهة مدينة القدس؛ أي في الجهة الغربية والشمالية للحرم الشريف، والمآذن الأربع الباقية تعود إلى العصر المملوكي وبالتحديد الفترة 677 - 769هـ/1278 - 1367م. وتتميز هذه المآذن بشكلها المعماري الذي يقوم على قاعدة مربعة تنتهي من الأعلى بقمة بشكل قبة صغيرة يعلوها الهلال، وجميع شرفات المآذن مزينة بصفوف من المقرنصات المميزة.

مئذنة باب المغاربة : تقع في الركن الجنوبي الغربي للحرم الشريف.

مئذنة باب السلسلة : تقع في الجهة الغربية للحرم الشريف بالقرب من باب السلسلة.

مئذنة باب السلسلة

مئذنة باب الغوانمة: تقع في الركن الشمالي الغربي للحرم الشريف.

مئذنة باب الغوانمة

مئذنة باب الأسباط: تقع في الجهة الشمالية للحرم الشريف.

مئذنة باب الأسباط

4- أروقة الحرم الشريف:

يتضمن الحرم الشريف اليوم رواقين يشرف كل منهما على الجهة الغربية والشمالية للحرم تجاه مدينة القدس، حيث كانت الوظيفة الرئيسية لهما أنهما مكانان للصلاة والتدريس يقيان من تحتهما حرارة شمس الصيف وأمطار الشتاء.

الرواق الشمالي:

ترجع بداية إنشاء هذا الرواق إلى عهد السلطان الأيوبي الملك المعظم عيسى، ثم أُكمل في العصر المملوكي، ويمكن تأريخه بالفترة بين السنوات (610 - 760هـ/1213 - 1358م)، ويمتد من الشرق إلى الغرب، ويتألف من عدد من القبوات المتقاطعة المحمولة على دعامات حجرية متتابعة، وتفتح بهذا الرواق الأبواب الشمالية للحرم؛ وهي باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، وبه أيضاً مئذنة باب الأسباط، إضافة إلى تسع مدارس دينية.

الرواق الشمالي

الرواق الغربي:

يعود إنشاء كامل هذا الرواق إلى السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون الذي أشاده على ثلاث مراحل، فبنى القسم الشمالي في سنة 707هـ/1307م، ثم بنى القسم الجنوبي في سنة 713هـ/1313م، ثم القسم الأوسط الذي تم به بناء كامل الرواق؛ وتم إنشاؤه في سنة 737هـ/1336م.

الرواق الغربي

يمتد هذا الرواق من الشمال إلى الجنوب ويتكون- مثل الرواق الشمالي- من عدة قبوات متقاطعة محمولة على دعامات حجرية متتابعة، وتفتح بهذا الرواق الأبواب السبعة الغربية للحرم، كما تقع فيه مئذنتا باب الغوانمة وباب السلسلة، إضافة إلى خمس مدارس دينية.

الرواق الشرقي

5- مدارس الحرم

يتضمن الحرم الشريف عدداً كبيراً من المدارس الدينية التي يعود أغلبها إلى العصر المملوكي الذي شهد فيه الحرم الشريف فترة نهوض معماري كبير، كما أجرى العثمانيون ترميمات مهمة بهذه المدارس، حيث تأثر الحرم بجملة من العوامل التاريخية والطبيعية أدت إلى تهدم عدد من هذه المدارس وضياعها، ويتركز اليوم توزع هذه المدارس بالجهة الشمالية والجهة الغربية للحرم- أي جهة امتداد مدينة القدس- ليسهل على الناس الوصول إليها عند الصلاة أو للتعلم، ففي الجهة الشمالية ضمن الرواق الشمالي ثمة تسع مدارس هي:

أ- المدرسة الدوادارية:

تقع بباب العتم، ويعود إنشاؤها إلى الأمير المملوكي علم الدين أبي موسى سنجر الداوادار، وذلك في سنة 695هـ/1295م، وهي اليوم مقر للمدرسة البكرية الابتدائية للبنات.

المدرسة الدوادارية

ب- المدرسة والتربة الأوحدية:

تقع بباب حطة، وتعد أقدم الترب الأيوبية، ويعود إنشاؤها إلى الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر صلاح الدين في سنة 697هـ/1298م.

ج- المدرسة الكريمية:

تقع بباب حطة، ويعود إنشاؤها إلى الصاحب كريم الدين بن عبد الكريم بن المعلم هبة الله في سنة 718هـ/1318م في العصر المملوكي.

المدرسة الكريمية

د- المدرسة الأمينية:

تقع قرب باب العتم وإلى الشرق من المدرسة الفارسية، وتتألف المدرسة من أربعة طوابق وملحق به غرفة الضريح، وقد أنشأ هذه المدرسة الصاحب أمين الدين عبد الله سنة 730هـ/1329م في العصر المملوكي، ولكن يبدو أن هذه المدرسة قد تأثرت بزلزال سنة 952هـ/1546م، فأعيد ترميمها في العصر العثماني على نحو كبير.

المدرسة الأمينية

هـ- المدرسة الألملكية:

تقع في الرواق الشمالي للحرم الشريف بين المدرستين الفارسية من الجهة الشرقية والأسعردية من الجهة الغربية، حيث يتوصل إلى المدارس الثلاث عبر درجات سلم صاعد.

يتألف مبنى المدرسة الألملكية من طابقين: الأول يتكون من القاعة الرئيسة الواقعة في الجهة الجنوبية للمبنى؛ وغرفة الضريح المدفون بها جثمان زوجة الأمير آل ملك الجوكندار؛ والغرف الصغيرة المحيطة بالساحة المكشوفة. وأما الطابق الثاني فيتكون من عدد من الغرف الصغيرة والكبيرة والتي أضيفت في الفترة العثمانية المتأخرة على يدي مالكيها من آل الخطيب.

ويعود إنشاء هذه المدرسة التي تعرف أيضاً باسم مدرسة الجوكندار إلى الحاج آل ملك الجوكندار في سنة 741هـ/1340م.

المدرسة الألملكية

و - المدرسة الفارسية:

تقع فوق الرواق الشمالي للحرم الشريف بين المدرستين الأمينية والألملكية، ويدخل إلى المبنى الحالي للمدرسة بوساطة مدخل بسيط يقوم تحت الرواق المذكور حيث يؤدي إلى سلم حجري يتوصل من خلاله إلى المبنى نفسه.

يتألف المبنى من طابق واحد يتكون من ثلاث غرف مربعة الشكل تقريباً ممتدة على صف واحد من الغرب إلى الشرق، إضافة إلى الساحة المكشوفة الصغيرة الواقعة خلف الغرف المذكورة والمحاطة بغرفتين صغيرتين من الجهة الغربية.

أنشأ هذه المدرسة في الأصل الأمير فارس ألبكي بن الأمير قطلو ملك بن عبد الله نائب السلطنة المملوكية في غزة في عهد السلطان الملك الناصر حسن خلال سلطنته الثانية (755–762هـ/1354–1361م)، وعندما دخل العثمانيون بيت المقدس كانت هذه المدرسة قد تهدمت، فقام العثمانيون بإعادة بنائها بالشكل الذي هي عليه الآن.

المدرسة الفارسية

ز- المدرسة الأسعردية:

تقع فوق الرواق إلى الغرب من المدرسة الألملكية، وقد أوقفت على يدي مجد الدين أبي بكر بن يوسف الأسعردي في سنة 760هـ/1359م في العصر المملوكي، وتستخدم اليوم داراً للسكن.

المدرسة الأسعردية

ح- المدرسة الباسطية:

تقع أعلى الرواق الشمالي مقابل المدرسة الدوادارية، ويعود إنشاؤها إلى القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي في سنة 834هـ/1430م في العصر المملوكي، ويستخدم قسم منها اليوم مدرسة (المدرسة البكرية للبنين)؛ والقسم الآخر بيت سكن لإحدى الأسر.

المدرسة الباسطية

ط- المدرسة الغادرية:

تقع بين باب حطة وباب الأسباط، ويعود إنشاؤها إلى مصر خاتون زوجة الأمير ناصر الدين محمد بن دلغادر في سنة 836 هـ/1432م في عهد السلطان المملوكي برسباي.

المدرسة الغادرية

وفي الجهة الغربية (ضمن الرواق الغربي) ثمة خمس مدارس دينية هي:

أ- المدرسة الخاتونية:

تقع إلى الجنوب من المدرسة الأرغونية، ويعود إنشاؤها إلى السيدة أغل خاتون بنت شمس الدين محمد بن سيف الدين القازانية البغدادية في سنة 755هـ/1354م، ثم أكلمت عمارتها على يدي السيدة أصفهان شاه بنت الأمير قزان شاه في سنة 782هـ/1380م، وتعرف اليوم بدار الخطيب.

ب - المدرسة الأرغونية:

تقع بباب الحديد (باب أرغون)، ويعود إنشاؤها إلى الأمير أرغون الكاملي في سنة 759هـ/1358م، وأكملت عمارتها على يدي الأمير ركن الدين بيبرس السيفي في التاريخ ذاته، وتعرف اليوم بدار العفيفي.

ج- المدرسة المنجكية:

تقع بباب الناظر، ويعود إنشاؤها إلى الأمير سيف الدين منجك في سنة 762هـ/1361م، وهي اليوم مقر دائرة الأوقاف الإسلامية العامة.

المدرسة المنجكية

د- المدرسة العثمانية:

تقع بباب المطهرة إلى الشمال من المدرسة الأشرفية فوق الرواق الغربي للحرم الشريف، ويعود إنشاؤها إلى السيدة أصفهان شاه خاتون بنت الأمير محمود العثمانية وذلك في سنة 840هـ/1437م في العصر المملوكي، وتعرف اليوم بدار الفتياني.

المدرسة العثمانية

هـ- المدرسة الأشرفية:

تقع بين بابي السلسلة والمطهرة، يتألف مبنى هذه المدرسة من طابقين حيث يستخدم الطابق الأرضي اليوم مقراً لمكتبة المسجد الأقصى المبارك.

المدرسة الأشرفية

تتميز المدرسة بمدخلها الفريد وعناصرها المعمارية والزخرفية الباهرة حتى وصفت هذه المدرسة بالجوهرة الثالثة في الحرم الشريف بعد قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك.

وقد أنشأ هذه المدرسة السلطان المملوكي قايتباي في سنة 887هـ/1482م، كما ورد بنص تأسيسها:

«أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة الإمام الأعظم والملك المكرم السلطان الملك الأشرف أبو النصر قيتباي عز نصره، وكان الفراغ من ذلك من شهر رجب سنة سبع وثمانين وثمانمائة».

6 - أسبلة الحرم الشريف:

لم يَغفل بُناة الحرم عن أهمية توفير مصادر المياه النقية لأرجائه كافة لتسهيل الوضوء وتقريب المياه الصالحة للشرب، وذلك عن طريق حفر الآبار والصهاريج (خزانات المياه) وبناء السقايات والميضآت والبرك وبناء الأسبلة.

ففي الحرم اليوم خمس وعشرون بئراً صالحة للشرب، وأحد عشر سبيلاً، وعدد من الميضآت والسقايات والبرك، وهي متفاوتة فيما بينها تفاوتاً كبيراً من وجهة معمارية، وهي موزعة في ساحة الحرم، وأهمها:

سبيل بيرم باشا الموصلي أو سبيل شعلان:

يقع هذا السبيل قرب الزاوية الشمالية الغربية من صحن قبة الصخرة. أنشأه الملك عيسى الأيوبي سنة 613هـ/1216م، وقام بتجديده الملك الأشرف برسباي في سنة 833هـ/1429م، ثم جُدِّد مرة أخرى سنة 1037هـ/1627م على يد بيرم باشا في عهد محمد باشا.

سبيل بيرم باشا الموصلي / شعلان

سبيل البصيري أو إبراهيم باشا الرومي:

يقع هذا السبيل شمال شرقي باب الناظر «باب المجلس»، ويدعى كذلك سبيل باب الناظر لقربه منه، ويعود إنشاؤه إلى سنة 839هـ/1435م في عهد السلطان المملوكي برسباي.

سبيل البصيري

سبيل السلطان قايتباي:

أنشئ هذا السبيل في الطرف الشمالي لمصطبة قايتباي، السبيل والمصطبة يقعان ما بين باب المطهرة وطرف صحن قبة الصخرة، بني في سنة 887هـ/1482م، وعليه شريط منقوش يحمل اسم بانيه والسنة التي أنشئ فيها، وتميزت قبته بزخارف نباتية جميلة، وقد جدده العثمانيون سنة 1300هـ/1882م.

والسبيل مميز بين أسبلة الحرم بطرازه المملوكي وزخارفه الغنية الجميلة، فهو مؤلف من بناء مربع مرتفع فُتحت بأضلاعه شبابيك مستطيلة بكل منها جرن للشرب، ويحيط بأعلى واجهاته شريط كتابي يؤرخ للسبيل، وتغطي السبيل قبة مدببة القطاع غُطّيت خوذتها بالزخارف الحجرية النباتية والهندسية البارزة، وهي قائمة على رقبة مرتفعة ومميزة.

سبيل  قايتباي

سبيل قاسم باشا:

يقع هذا السبيل بين مكتبة الأقصى وصحن قبة الصخرة المشرفة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى المشرف على بنائه، وقد أقامه سنة 932هـ/1525م أيام توليه بيت المقدس، ويسمى أيضاً سبيل باب المحكمة. والسبيل مثمن الشكل، يُنزل إليه بدرجات، ومن فوقه مظلة خشبية ترتكز على جسم السبيل المغطى بقبة نصف كروية مدببة متوّجة بالهلال. له سبعة عشر صنبوراً، وقد جُرّت المياه إلى السبيل من برك سليمان الواقعة خارج المدينة، وجرى ترميم هذا السبيل مع بركة النارنج الملاصقة له سنة 1418هـ/1997م من قبل لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف.

سبيل قاسم باشا

سبيل باب السلسلة:

يقع السبيل في الجهة الغربية من الساحة التي تتقدم باب السلسلة أحد أبواب الحرم القدسي عند أول طريق باب السلسلة من جهة الشرق. أنشئ في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني سنة 943هـ/ 1536 - 1537م، ويتكون من بناء مستطيل الشكل وبأسفله حوض حجري وفوقه زخارف نباتية وهندسية يحددها عقد مدبب مزخرف.

سبيل باب السلسلة

سبيل باب العتم أو سبيل السلطان سليمان القانوني:

يقع داخل المسجد الأقصى المبارك في الجهة الشمالية ما بين باب العتم وقبة عشاق النبي على بعد 15 متراً من باب العتم، أنشأه محمد حلبي بن سنان النقاش بأمر من السلطان العثماني سليمان القانوني في شهر شعبان سنة 943هـ/1536م، ومن أسمائه الأخرى سبيل قبة عشاق النبي. وُصف بأنه جميل الزخارف ومنقوش عليه اسم منشئه وتاريخ بنائه باللغتين العربية والعثمانية، ويشبه سبيل باب السلسلة.

سبيل  سليمان

سبيل باب المغاربة أو سبيل خليل بن زريق أو سبيل القبة:

يقع سبيل القبة المعروف بسبيل باب المغاربة في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى على بعد 15 متراً إلى الشرق من باب المغاربة، ويعود تاريخ إنشائه إلى العصر العثماني بتولية القاضي أحمد أفندي الكوتاهي في نحو سنة 948 - 987هـ/1541 - 1571م، ويتكون السبيل من غرفة واحدة لها مسقط مربع وتغطيها قبة ضحلة، وفتح في الجدار الشرقي لهذه الغرفة باب يؤدي إلى داخل الغرفة، حيث تتوسطها خرزة الصهريج الذي كان يزود الصهريج بالماء.

سبيل باب المغاربة

سبيل الحسيني أو حسن الداني الحسيني:

يقع عند الواجهة الشمالية للقبة (المدرسة النحوية)، ومازالت في أرض المكان آثار جدران السبيل قبل تهدمه، وما زال نقش إنشاء السبيل محفوراً في واجهة القبة النحوية؛ يشير إلى إنشاء السبيل سنة 1137هـ/1724م.

سبيل البديري أو مصطفى آغا:

يقع هذا السبيل في الطرف الشمالي الغربي لمصطبة بدير، والمصطبة والسبيل يقعان جنوب شرقي باب الحبس. بني السبيل في عهد السلطان العثماني محمود الأول في سنة 1153هـ/1740م -بإشراف مصطفى آغا قائم مقام القدس- بأمر من الوالي عثمان بيك، وقد نقشت على حائطه الشرقي أبيات شعرية مقروءة وجميلة في زخارفها، أجري له فيما بعد ترميم على يد دائرة الأوقاف الإسلامية، بيد أنه بات اليوم معطلاً ويعرف هذا السبيل حالياً بسبيل الشيخ بدير.

سبيل الشيخ بدير

سبيل باب حطة:

أنشئ هذا السبيل البسيط على شكل تجويف داخل الجدار الشرقي لباب حطة– أحد الأبواب الشمالية للمسجد الأقصى المبارك- على يسار الداخل منه، ويعود إنشاؤه إلى العصر العثماني.

سبيل باب حطة

متوضأ الكأس:

يقع متوضأ الكأس بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وهو مخصص لوضوء المصلين. أنشأه السلطان الأيوبي العادل أبو بكر بن أيوب في سنة 589هـ/1193م، ثم جدّده الأمير سيف الدين تنكز الناصري نائب السلطان المملوكي في الشام سنة 728هـ/1327م، وهو حوض مستدير في وسطه نافورة، ويخرج ماء هذه البركة بوساطة صنابير، وتحيط بالبركة مقاعد رخامية.

سبيل الكاس

صهريج الملك المعظم عيسى:

يقع الصهريج مباشرة إلى جنوب الطرف الجنوبي من بداية درج البائكة الغربية على مستوى المسجد الأقصى المبارك. بناه الملك المعظم عيسى بن العادل الأيوبي سنة 607هـ/1210م، ويتكون من ثلاثة أروقة، وتم سد ما بينها بقواطع بنائية، وهي مغطاة بقبوات متقاطعة. وله ثلاثة مداخل من جهة الجنوب، وفوق المدخل الأوسط منها نقش كتابي يبيّن اسم الباني وتاريخ البناء.

صهريج الملك المعظم عيسى

بركة النارنج:

تقع في الساحة الغربية للمسجد الأقصى المبارك أمام المدرسة الأشرفية؛ بين مصطبة سبيل قايتباي شمالاً وسبيل قاسم باشا جنوباً، ولها من الأسماء أيضاً بركة عنغج. بنيت في عهد السلطان المملوكي قايتباي سنة 887هـ/1482م، ثم جُدّدت في العصر العثماني سنة 933هـ/1536م.

وهي بركة مربعة الشكل، طول ضلعها سبعة أمتار، وقد فُرشت أرضها وحيطانها بالرخام، وفي وسطها نافورة رخامية، ويحيط بها سياج معدني بارتفاع 1م.

بركة النارنج

7 - قباب الحرم

في الحرم القدسي الشريف قباب عديدة يرجع تاريخ إقامتها إلى فترات إسلامية مختلفة لتكون مكاناً للدراسة أو العبادة أو لتخليد ذكرى حادثة معينة، وأهم هذه القباب هي:

قبة السلسلة:

تقع علـى بعد 3م من الباب الشرقي لقبّـة الصخرة المشرّفة، أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بين 65 - 68هـ/685 - 688م؛ أي قبل بناء قبة الصخرة.

كان الخليفة سليمان بن عبد الملك يجلس فيها وينظر في أمور الرعية، كما استخدمت فيما بعد مقراً للعلم والعلماء للتدريس والسماع، واستخدمت أيضاً للصّلاة والتعبّد. وفي عهد الاحتلال الصليبي للقدس حُوِّلت إلى كنيسة عُرفت بكنيسة القديس جيمس. والقبة تتكون من مبنى صغير الحجم جميل الشكل والزينة، يحتوي على محراب في جهة القبلة، يتألف مسقطه من 12 ضلعاً مفتوحة، كل ضلع معقودة بعقد حجري نصف دائري يستند إلى عمودين رخاميين، وفي الوسط ستة أعمدة تحمل رقبة سـداسيّة، تعلوها قبة نصف كروية.

قبة السلسلة

قبة يوسف:

تقع هذه القبة جنوبي صحن قبة الصخرة بين منبر برهان الدين والقبة النحوية، أُنشئت في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي سنة 587هـ/1191م، وجدّدها الوالي العثماني يوسف آغا سنة 1092هـ/1681م. وهذه القبة هي بناء مربع مفتوح الجوانب باستثناء الجانب الجنوبي، وعلى هذا الحائط الجنوبي المغلق وضع النقش الأيوبي بداخل القبّة والنقش العثماني خارجها. وهذا البناء تعلوه قبة ضحلة محمولة على أربعة أعمدة، ويعلوها هلال على النمط العثماني.

قبة يوسف

قبة المعراج:

تقع هذه القبة إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة، بناها الأمير عز الدين عثمان الزنجيلي- متولي القدس الشريف سنة 597هـ/1201م في العهد الأيوبي- مكان قبة أقدم أقيمت تخليداً لمعراج الرسول، وتم تجديدها في العصر العثماني. والقبة مبنى صغير ثماني الأضلاع، جدرانه مغلقة بألواح من الرخام الأبيض، وله محراب واحد جهة الجنوب، وباب جهة الشمال، وتعلوه قبة مغطاة بصفائح من الرصاص متوّجة بقبة صغيرة مدببة محمولة على سويريات تزيينية.

قبة المعراج

قبة سليمان:

تقع إلى الجنوب الغربي من باب فيصل وسط الساحة الشمالية للمسجد الأقصى المبارك، وتنسب إلى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، ولكن يعتقد أن بناءها الحالي تم في العصر الأيوبي سنة 600هـ/1203م، وقد جرى ترميمها في العصر العثماني.

والقبة محكمة البناء، بداخلها صخرة ثابتة، وهي ذات بناء مثمن الشكل له 24 عموداً رخامياً سُدَّ ما بينها بألواح رخامية، وقد غُطّي بقبة نصف كروية تستند إلى رقبة، ولها محراب في جنوبها، وباب مفتوح في واجهتها الشماليّة. وقد استخدمت هذه القبّة مكاناً للعبادة والتأمّل والخلوة؛ ثم لحفظ أوراق المحكمة الشّرعيّة وسجلاّتها وسجلاّت الحرم القدسي.

قبة سليمان

القبة النحوية:

تقع في الطرف الجنوبي الغربي لصحن قبة الصخرة مقابل باب السلسلة. أنشأها الملك شرف الدين أبو المنصور عيسى الأيوبي سنة 604هـ/1207م؛ على يد الأمير حسام الدين أبي معد قمباز، لتكون مدرسة متخصصة لتعليم العلوم اللغوية من صرف ونحو، فعرفت بالقبة أو المدرسة النحوية، وقد أَوقف لها أوقافاً كثيرة لتصرف عليها.

تتكون القبة من ثلاث غرف متصلة، تقوم قبتها الكبرى مستندة إلى رقبةٍ فوق الغرفة الغربية، في حين شيدَّت قبة أخرى أقل ارتفاعاً فوق الغرفة الشرقية، ولها مدخل رئيسي يقع في واجهتها الشّمالية، وهي تشرف على بابي المغاربة والسلسلة.

القبة النحوية

قبة موسى:

تقع هذه القبة وسط الساحة الغربية للحرم القدسي المبارك بين باب السلسلة غرباً والقبة النحوية شرقاً، بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة 647هـ/1249م ليتعبد فيها الزهاد، وعرفت باسم أحد الشيوخ الذين كانوا يؤمونها، كما سميت سابقاً قبة الشجرة نسبة إلى شجرة نخل ضخمة كانت بجوارها. وهي غرفة كبيرة مربعة طول ضلعها 6م، فيها ستّة شبابيك، تعلوها قبة نصف كروية تستند إلى رقبة مثمنة، ولها محراب ناتئ إلى الخارج، ومدخل شمالي.

قبة موسى

قبة الميزان أو منبر برهان الدين:

تقع جنوبي صحن قبة الصخرة المشرفة؛ ملاصقة للبائكة الجنوبية. وحيث تعرف بوائك الأقصى كذلك بالموازين؛ فقد سميت هذه القبة باسم قبة الميزان لهذا السبب، وحيث إنها في الحقيقة على شكل منبر حجري فوقه قبة؛ فقد عرفت باسم أشهر هو منبر برهان الدين نسبة إلى قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة؛ الذي أنشأها في سنة 790هـ/1388م في العصر المملوكي مكان منبر خشبي من العصر الأيوبي. وقد جُدّد المنبر على يد الأمير محمد رشيد في عهد السلطان العثماني عبد المجيد بن محمود الثاني في سنة 1259هـ/1843م، ليصبح على مرور الأزمنة تحفة معمارية خالدة تنطق بالجمال والروعة.

يتكون المنبر من مدخل يقوم في أعلاه عقد يرتكز على عمودين صغيرين من الرخام، ويُصعد منه إلى درجات قليلة تؤدي إلى دكة حجرية معدة لجلوس الخطيب، وتقوم فوق تلك الدكة قبة محززة لطيفة ترتكز على 6 أعمدة رخامية تحمل عقوداً ثلاثية، وتحت مجلس الخطيب إلى الغرب قليلاً ثمة محراب صغير وجميل، كما نُحت محراب آخر جهة الشرق داخل جسم الدعامة الغربية التي تحمل البائكة الجنوبية، ولأنه في ساحة مكشوفة فقد كان يستخدم في فصل الصيف لإلقاء الدروس والمحاضرات، وكذلك للخطابة والدعاء في الأعياد الإسلامية؛ وفي صلوات الاستسقاء التي تقام في ساحات الحرم القدسي؛ إذ لا يوجد في ساحات المسجد منبر غيره.

قبة الميزان (منبر برهان الدين)

منبر برهان الدين تعلوه قبة الميزان وإلى يساره محراب

قبة النبي:

تقع إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة؛ بينها وبين قبة المعراج، ويعتقد أنها بنيت في المكان الذي صلى فيه النبي إماماً بالأنبياء والملائكة ليلة الإسراء. يعود بناء هذه القبة إلى العصر العثماني حيث بنيت على مرحلتين: إحداهما في عهد السلطان سليمان القانوني سنة 945هـ/1538م، حيث أقيم المحراب الذي يوجد الآن بداخلها على ارتفاع 70سم. أما المرحلة الثانية فكانت في عهد السلطان عبد المجيد الثاني سنة 1261هـ/1845م حيث أنشئت القبة فوق المحراب.

تقوم القبة على ثمانية أعمدة رخامية، تعلوها ثمانية عقود مدببة، وهي مفتوحة الجوانب، وثمة بلاط أحمر في أرضية القبة يحيط به المحراب؛ يرجح أنه يعود إلى العصر الأموي.

قبة النبي ﷺ

قبة الأرواح:

تقع شرقي البائكة الشمالية الغربية لصحن قبة الصخرة؛ أمام خلوة شمالية اتُخِذت مكتباً لحرس الأقصى. تعود القبة إلى القرن 10هـ/16م في العصر العثماني، ولعلها سُمّيت بذلك لقربها النسبي من المغارة المعروفة باسم مغارة الأرواح التي يُنزَل إليها بدرجات من داخل قبة الخليلي المجاورة. القبة مفتوحة الجوانب، مكونة من ثمانية أعمدة رخامية تقوم عليها ثمانية عقود مدببة، وفوقها قبة واسعة، وعند قواعد أعمدتها درابزين حجري واحد يلفها، وينتهي على شكل محراب فـي اتّجاه القبلة.

قبة الأرواح

قبة الخضر:

تقع هذه القبة جنوبي البائكة الشماليّة الغربية لصحن قبة الصخرة؛ وملاصقة لسُلَّمها، وقد أنشئت في القرن 10هـ/16م -في العصر العثماني- فوق مكان قيل إن الخضر كان يؤُمّه ويُصلّي فيه، وقد استخدم زاوية للذكر والدعاء والعلم والاعتكاف عرفت بزاوية «مقام الخضر». وهي قبة صغيرة الحجم، محكمة البناء، لطيفة المنظر، مرفوعة على ستة أعمدة رخامية جميلة، تعلوها ستة عقود حجرية مدببة، وبداخلها بلاطة حمراء على شكل محراب باتجاه القبلة.

قبة الخضر

قبة يوسف آغا:

تقع إلى الغرب من الجامع القِبْلي قبالة المتحف الإسلامي (جامع المغاربة)، ودعيت باسم منشئها الوالي العثماني يوسف آغا، وكان ذلك سنة 1092هـ/1681م. وهي غرفة مربعة تعلوها قبة ضحلة، وقد فُتِحت ثلاث من أضلاعها بعقود مدببة واسعة، وأُغلِقت الرابعة بجدار يُنصِّفه محراب تعلوه لوحة كتابية.

قبة يوسف آغا

قبة الشيخ الخليلي:

تقع إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة المشرفة، وتفصل بينهما قبتا النبي والمعراج، وقد أنشئت في العصر العثماني سنة 1112هـ/1700م، وعرفت باسم شيخ صوفي كان يؤمها ويتعبد فيها، وتعرف كذلك بقبة بخ بخ، ومصلى الخضر، ومسجد النبي، وهي اليوم مكتب لجنة إعمار الحرم القدسي.

والقبة هي مبنى مربّع، تعلوه قبّة ضحلة، وفي واجهاته الأربع ثماني نوافذ مستطيلة الشكل، وفي واجهة المبنى الشرقيّة باب صغير يعلوه نقش يحمل اسم المبنى وتاريخه. وبداخل هذه القبة من جهة القبلة محراب من حجر كلسي فيه حنية حجريّة ضحلة، وتحت مبنى قبة الخليلي هناك مبنى سفلي، يسمى كهف أو مغارة الأرواح، يتوصل إليه من خلال سلم حجري مقطوع من الصخر.

قبة الخليلي

قبة عشاق النبي:

تقع هذه القبة إلى الجنوب الشرقي من باب فيصل، ويعود إنشاؤها إلى عهد السلطان العثماني محمود الثاني في سنة 1233هـ/1817م، ولهذا تعرف أيضاً باسم إيوان السلطان محمود الثاني، وأما اسمها الحالي فمصدره اعتياد بعض شيوخ الصوفية الاجتماع للذكر تحتها.

وهي مبنـى مربع الشكل طول ضلعه 7 أمتار، قائم على أربع دعائم ركنيّة تعلوها أربعة عقود مدببة تعلوها قبـة ضحلة، والمبنى مفتوح الجوانب، وبه محراب حجري جميل في وسط الجهة الجنوبيّة، ويصعد إليها من خلال ثلاث درجات من الجهتين الغربية والشرقيّة، وأرضيتها مبلّطة بالحجر، وعلى حافتها من الجهة الشمالية عمودان قائمان.

قبة عشاق النبي ﷺ

قبة مهد عيسى:

وهي بناء تذكاري داخل الحرم القدسي، أنشأه المسلمون في العصر العثماني المتأخر سنة 1315هـ/1898م. تقع عند منتصف درج قائم في الزاوية الجنوبية الشرقية للمصلى المرواني يوصل إلى سطح المصلى، والبناء عبارة عن قبة صغيرة تحملها أعمدة أربعة، ومن دونها حوض حجري يسمى «مهد عيسى»، وأمامه محراب حجري، وهو موجود ضمن مقصورة كان الفاطميون قد اتخذوا من هذا المحراب وهذه المقصورة مكاناً للعبادة، وأطلقوا عليـه اسم مسجد مهد عيسى.

الحفريات الأثرية في محيط الحرم القدسي الشريف

استمر البحث عن الهيكل اليهودي المزعوم الذي بناه النبي الملك سليمان سنة 1013ق.م على طرف جبل موريا في مدينة القدس من دون العثور على أي شيء يشير إليه، وكثيراً ما حاول الإسرائيليون التنقيب تحت الحرم القدسي الشريف؛ مما أثَّر في بناء قبة الصخرة والأبنية الإسلامية الأخرى في الحرم الشريف.

ومع من ذلك فإن السلطات الصهيونية مازالت تعمل وتخطط لطمس الهوية الإسلامية للحرم القدسي الشريف (المسجد الأقصى المبارك) لكي يتسنى لهم بناء الهيكل المزعوم مكانه، وإن تخطيطهم جارٍ لهدمه بحفر الأنفاق تحته حتى تتصدع جدران مبانيه المختلفة، وقد وصلوا بالحفر إلى تحت مبنى مسجد قبة الصخرة المباركة. والمتأمل لتواريخ الاعتداءات يلاحظ أن هناك مخططاً يجري العمل به، حيث ما يزال الحرم القدسي الشريف يعاني ما يعانيه بانتظار أن تتضافر الجهود المخلصة لحمايته وإنقاذه فهو لم يزل- بما فيه من عمارات- علامة لمجد العمارة الإسلامية ولهوية القدس العربية.

غزوان ياغي

مراجع للاستزادة:

- السيوطي، إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى، تحقيق أحمد رمضان (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1984م).

- محمد غوشة، تاريخ المسجد الأقصى دليل أثري تاريخي للمعالم الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، فلسطين 2002م).

- حسن خاطر، موسوعة القدس والمسجد الأقصى المبارك (المجلس العلمي الفلسطيني، فلسطين 2004م).

- رائف يوسف نجم وآخرون، كنوز القدس (طبعة إيطاليا، 1983م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 740
الكل : 60646165
اليوم : 96305