logo

logo

logo

logo

logo

دركاه

دركاه

Dirka -

الدركاه

وظائف الدركاه

 

انتقلت بعض العناصر المعمارية التي أحسن المعماريون المسلمون استخدامها من جيرانهم في العراق وفارس ومصر والبلاد المفتوحة وأصبحت جزءاً من المباني الإسلامية التي أنشئت لاحقاً، ومن هذه العناصر الدركاه التي يعتقد أن السلاجقة نقلوها من بلاد فارس والعراق إلى بلاد الشام، واستخدمت في المباني الدينية والمدنية وغيرها، وتعدّ من أهم العناصر المكونة للمداخل؛ إذ تمثل حلقة الوصل بين التكوين الخارجي للمدخل وبين داخل المبنى، وتكون مستطيلة أو مربعة. ويمكن الولوج من خلالها إلى أقسام البناء كافة.

دركاه جامع الشيخ محي الدبن بدمشق
دركاه البيمارستان القيمري بدمشق

والدركاه كلمة فارسية مؤلفة من مقطعين،: «در»: وتعني باب، و«كاه»: وتعني مكان، والكلمة كلها تعني باب المكان وهي: ردهة التوزيع أو الموزع التي تلي المدخل مباشرة، وتحجب مايجري داخل البناء عن خارجه. ويكون سقفها عالياً، ومغطى بقبوة أو قبة، وأحياناً يكون مغطى بسقف خشبي مستو مؤلف من جسور خشبية منقوشة ملونة أو مذّهبة، وتكون أرضيتها مرصوفة بالبلاطات الحجرية أو الرخامية الملونة، وغالباً تتوسط أعلى جدار مدخلها (مدخل البناء) فتحة دائرية زخرفية تسمح بالإنارة والتهوية.

نموذج لزخرفة قبة الدركاه قبة دركاه البيمارستان النوري بدمشق سقف دركاه بيت السحيمي في القاهرة

وظائف الدركاه:

استخدمت الدركاه نظاماً معمارياً إسلامياً في العمارة الدينية والحديثة والعسكرية بهدف توفير الخصوصية للمبنى، وبوصفها موزعاً ونقطة انتقال من الطابق الأول والثاني وكذلك مركز انتقال مناخي وبصري تدريجي بين خارج المبنى وداخله.

دركاه جامع الأمير برسباي - الورد دركاه المدرسة السليمانية البرانية

وأشهرها في دمشق ثلاث، فهناك الدركاه بعد المدخل الغربي الرئيسي للبيمارستان النوري [ر] الذي قام ببنائه السلطان نور الدين محمود بن زنكي، وتتألف من غرفة مربعة أبعادها (٥×5م)، وجدرانها مبنية من الحجارة ومطلية بالكلسة، وأرضيتها مرصوفة ببلاطات حجرية كبيرة، ويحيط بها إيوانان صغيران شمالي وجنوبي .

ويؤدي الباب الشرقي للدركاه إلى الباحة السماوية الرئيسية (الصحن) التي فيها بركة المياه والأواوين والقاعات.

دركاه دار القرآن العجمية

وأما سقف الدركاه فهو يتألف من قبة من المقرنصات الداخلية والخارجية؛ ترتفع عن مستوى سقف قاعات المبنى، وقد طُليت القبة من الخارج باللون القرميدي، وطُليت المقرنصات من الداخل بالجص وزينت جدران الدركاه بالزخارف النباتية؛ وبالكتابات التي تؤرخ لعملية ترميم البيمارستان.

دركاه قصر العظم بدمشق
دركاه المدرسة القادرية بطرابلس

وأما دركاه المدرسة الإخنائية [ر] القريبة من الجامع الأموي بدمشق فهي مربعة الشكل، يحيط بها إيوانان شرقي وغربي، وجدرانها مطلية بالكلسة البيضاء وخالية من الزخرفة، وسقفها مشكل من قبوات متصالبة يعلوها سقف مستوٍ.

وكذلك المدخل الغربي لخان أسعد باشا العظم[ر] المفتوح على دركاه مستطيلة مسقوفة بقبوتين متقاطعتين، تفضي إلى صحن الخان الواسع عبر عقد مرتفع مدبب أبلق، ويتوضع في ركنها الشمالي والجنوبي درجين حجريين يؤديان إلى الطابق العلوي.

وقد عرفت الدركاه في العمارة المملوكية الإسلامية في القاهرة في كثير من مبانيها.

صلاح شاكر

مراجع للاستزادة:

- عاصم رزق، معجم مصطلحات العمارة والفنون الإسلامية، ط1 (مكتبة مدبولي، القاهرة 2000م).

- عبد الرحيم غالب، موسوعة العمارة الإسلامية (جروس برس، بيروت 1988م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 45637127
اليوم : 37810