آخر الأخبار
هرشل (آل-)
هرشل (ال)
Herschel - Herschel
هرشل (آل ـ)
وليَم هرشل (1738 ـ 1822)
وليَم هرشل |
السير وليَم هرشل Sir William Herschel عالم فلك ألماني إنكليزي وُلد في هانوڤر بألمانيا، وتوفي في سلو باكنغهامشير Slough, Buckinghamshire في إنكلترا. وكانت هانوڤر عندئذٍ تابعة للملك جورج الثاني ملك إنكلترا مع أنها لم تكن فعلياً جزءاً من المملكة البريطانية.
كان والده موسيقياً في الجيش بهانوفر وكان هرشل يرغب في امتهان المهنة نفسها، لكن اندلاع حرب السبع سنوات نفّر العائلة من الجيش؛ فأرسله والداه إلى إنكلترا عام 1757 لتهريبه من الخدمة الإلزامية وبقي فيها بقية حياته إذ تأقلم في موطنه الجديد وغيَّر اسمه الألماني (فريدريش ڤيلهلم Friedrich Wilhelm) إلى وليَم، وساعدته موهبته الموسيقية على النجاح هناك.
وصل وليَم إلى ليدز عام 1757 وبحلول عام 1766 أصبح عازف أرغن مشهوراً وأستاذ موسيقى في منتجع باث Bath، وكان يعمل أستاذاً خاصاً لتعليم الموسيقى؛ ضمن له نجاحه المادي الفرصة لإشباع نهمه للتعلم فتعلّم اللغتين اللاتينية والإيطالية. وقادته نظرية السلم الموسيقي إلى الرياضيات التي قادته بدورها إلى علم البصريات. وقاده علم البصريات إلى مطالعة كتاب حول أعمال نيوتن[ر] وفجأة انتابته رغبة جامحة لمراقبة الفضاء عن قرب. وبما أنه لم يكن يستطيع دفع ثمن منظار فلكي ذي مواصفات جيدة قرّر أن يصقل العدسات بنفسه ليصنع آلاته الخاصة لمراقبة الفضاء، وقام بمئتي محاولة قبل أن يتمكن أخيراً من صنع منظار فلكي مناسب له.
عاد إلى هانوڤر عام 1772 ليصطحب شقيقته كارولين معه إلى إنكلترا. وتبيّن لاحقاً أن كارولين لا تقل حماساً عن أخيها في تشكيل العدسات وفي هواية حب علم الفلك، ومن غير المحتمل أن يكون هرشل قد تمكن من إنجاز ذلك العدد من الإنجازات من دون عون شقيقته المثابرة التي عُدّت لاحقاً أولَ عالمة فلك ذات شأن.
قاما سوية بتسطيح عدسات ممتازة، وكانت كارولين تقرأ لأخيها بصوت مرتفع وتطعمه في الوقت نفسه في حين كان يقوم هو بتشكيل العدسة طوال ساعات ليصنعا فيما بعد أفضل منظار فلكي وجد على الإطلاق في ذلك العصر. وقرر هرشل أن يراقب كل ما في الفضاء بطريقة منهجية.
وبحلول عام 1774 لم يصنع أفضل منظار فلكي انكساري في العالم فحسب، بل كان في ذلك العصر أيضاً أكثرها فعالية على الإطلاق وبالتالي أصبح لديه الأداة المناسبة لتحقيق هدفه.
راح هرشل يمطر العلماء والباحثين بوصف الجبال على سطح القمر وبملاحظاته حولها، وبمعلومات عن نجوم أخرى متنوعة، وعن احتمالات تأثير تغيرات البقع الشمسية في الزراعة في كوكب الأرض.
رصد عام 1781 - في أثناء انتقاله المنهجي من نجم إلى آخر باستخدام منظاره الفلكي الممتاز- جسماً بدا على شكل قرص أكثر منه مجرد بقعة ضوء. افترض تلقائياً أنه اكتشف مذنّباً جديداً وأبلغ عنه على ذلك الأساس.
لكن بعد رصد أكثر دقة تبين أن حدوده صلبة وواضحة كالكواكب وليست غامضة ومشوشة مثل المذنبات. علاوة على ذلك، وبعد رصد كافٍ للتمكن من قياس المدار وجد هو وآخرون ومنهم عالم الفلك الفرنسي لابلاس[ر] Laplace أن مداره كان شبه دائري مثل مدارات الكواكب وليس متطاولاً كمدار المذنّبات. أضف إلى ذلك أن مدار ذاك الجرم بعيد جداً عن زحل. والنتيجة التي وصل إليها هرشل هي أنه اكتشف كوكباً جديداً وضاعف بذلك من رقعة النظام الشمسي الذي كان معروفاً حتى ذلك الحين. وقد كان ذلك أول كوكب جديد يتم اكتشافه في التاريخ الحديث. وفي الحقيقة بالكاد يمكن رؤية ذلك الكوكب بالعين المجردة وقد تم رصده عدة مرات في الماضي، حتى إنه كان مذكوراً في خريطة النجوم التي وضعها فلامستيد J.Flamsteed قبل قرن من الزمن، وأشار إليه ضمن مجموعة الثور وأعطاه الرقم 34. وفي عام 1764 رُصِد قرب كوكب الزهرة وأبلغ عنه إذ عُدَّ أحد أقمار الكوكب.
في النهاية تمكن هرشل بمنظاره من رصد القرص وكان هرشل نفسه قد عدّ ذلك الجرم كوكباً، وحاول إطلاق اسم «نجمة جورج» Star of Gorge عليه تيمناً بـ«جورج الثالث» King Goorge III ملك إنكلترا. وفي النهاية، تقرر إطلاق أسماء من علم الأساطير على الكواكب، فاقْتُرِح تسمية الكوكب الجديد باسم أورانوس[ر] Uranus وهو والد «ساتورن» Saturn إله الزراعة عند الرومان. وفي أواسط القرن التاسع عشر تم الاعتراف عالمياً بهذا الاسم.
أثار خبر اكتشاف أورانوس ضجة كبيرة، وكان علماء الفلك يعتقدون أن نيوتن كان قد اكتشف كل الكواكب الموجودة، وفريدريك الثاني ملك بروسيا الذي لم يكن عالماً وإنما كان يحتضن العلماء كان مؤمناً بأن كل الاكتشافات العلمية الممكنة قد تم اكتشافها. وكان اكتشاف هرشل بمنزلة نفحة من الهواء المنعش التي أكدت أن هناك المزيد من المجهول الذي يمكن اكتشافه. تكررت تلك الحادثة أيضاً بعد قرن من الزمن على يد الفيزيائي الأمريكي «مايكلسون» Michelson.
انتخب هرشل لعضوية الجمعية الملكية عام 1781 وفاز بجائزة كوبلي Copley. سرَّ الملك جورج الثالث - الذي كان من أصول هانوڤرية - جداً بإنجازات ابن وطنه؛ فأصدر عفواً عن هرشل لفراره من الخدمة العسكرية في جيش هانوفر أيام شبابه، وعيّنه الراصدَ الفلكيَ الخاصّ به.
انكب هرشل بجد على رصد الفلك، واستمر فترة قصيرة بتصنيع المناظير الفلكية لأن منحة الملك كانت قليلة، وفي عام 1788 تزوج أرملة ثرية وتفرّغ لرصد الفلك تماماً، أما كارولين فلم تتزوج أبداً، واستمرت بتسخير نفسها لعلم الفلك ولأخيها الذي أصبح مشهوراً.
أصبح هرشل أنجح عالم فلك في عصره وأهمهم ولم يرتق أحد إلى منزلته أبداً، حاول هرشل رصد التغير الظاهري في مواقع حركة النجوم وأخفق.
من ناحية أخرى، استخدم طريقة كان غاليليو[ر] Galileo أول من استخدمها، وتعتمد على التركيز على ربط النجوم كأزواج من حيث التقارب في المكان والزمان.
وفي عام 1805، وبوساطة تحليل الحركة الدقيقة لمجموعة كبيرة من النجوم اعتقد أنه يستطيع تفسير انتظام المقاييس التي لاحظها بافتراض أن الشمس ذاتها كانت تتحرك باتجاه نقطة في كوكبة الجاثي هيركوليس Hercules Constellaition، وهي فرضية توسّع بدراستها أرغيلاندر Argelander.
وكما أطاح كوبرنيكوس Copernicus[ر: كبرنيك (نيكولا ـ)] بالاعتقاد بأن الأرض مركز الكون، أطاح هرشل بالاعتقاد القائل إن الشمس مركز الكون - وضع صورة للنظام النجمي كله - عن طريق دراسة درب التبانة وحساب أماكن النجوم في عدة اتجاهات.
صّور الكونَ المنظورَ مجموعةً ضخمة من النجوم المتوضعة بشكل يشبه حجر الرحى تقريباً، وكان يعتقد أن الشمس التي نعرفها تتمركز بشكل تقريبي في مكان ما قرب مركز ذلك النظام، وأنه عند النظر باتجاه محاور حجر الرحى الطويلة تلك يُشاهد عدد ضخم من النجوم التعددية التي تتضاءل تدريجياً بفعل المسافة داخل الوميض الخافت لدرب التبانة. وأثبت عالم الفلك الأمريكي هارلو شابلي بعد قرن من الزمن أن موقع الشمس المفترض في هذا النظام كان وهماً.
لم يهمل هرشل المجموعة الشمسية تماماً بعد اكتشافه كوكب أورانوس، وعاد لدراسته بمنظار فلكي متطوِّر، وفي عام 1787 اكتشف قمرين من أقماره وهما «تيتانيا» Titania و«أوبرون» Oberon، وتخلى عن استخدام الأسماء المشتقة من الأساطير القديمة لتسمية النجوم لمصلحة أسماء من التراث الإنكليزي، كما أبلغ عن رصد أربعة أقمار أخرى لكن تبين خطأ ذلك فيما بعد.
مُنح هرشل لقب فارس عام 1816، وتوفي وهو في أوج شهرته وآخر رصد قام به كان عام 1819، وظل مستمراً بعمله حتى مماته، وكانت وفاته عن عمر يناهز 84 عاماً في عام سكن فيه أورانوس برج الشمس، مخلفاً ابناً اسمه جون هرشل الذي أصبح كأبيه عالم فلك مشهوراً.
جون هرشل (1792 ـ 1871)
جون هرشل |
ولد السير جون هرشل Sir John Herschel في سلو- باكنغهامشير، وتوفي في كولنغوود، كنت Coolingwood, Kent.
نشط جون في حقول مختلفة، ففي أثناء دراسته في جامعة كامبردج كان مهتماً اهتماماً أساسياً في الرياضيات، وكان الأول على دفعته. وفي عام 1816 اتجه بتشجيع من لاستن إلى مهنة والده وأصبح عالم فلك. وبعد وفاة والده كرّس جون أعواماً لإكمال أعمال والده مستخدماً منظاراً فلكياً كان قد صنعه ووالده.
قام بوضع فهرس للنجوم الثنائية وللغيوم السديمية التي كان والده قد اكتشف بعضها، إضافة إلى التي اكتشفها جون بنفسه.
منح لقب فارس عام 1831، وفي عام 1833 قرر القيام بدراسة سماء نصف الكرة الأرضية الجنوبي كما فعل والدُه في النصف الشمالي. فتوجّه إلى الجنوب عام 1834، وطوال أربع سنوات كانت مستعمرة رأس الرجاء الصالح Cape of Good Hope في جنوب إفريقيا مقراً لعمله، وأكمل هناك العمل الذي كان إدموند هالي[ر] عالم الفلك البريطاني أول من بدأ به، ونشر نتائج عمله في بحث عام 1847، وكان أول من قام بقياس أحجام النجوم وسطوعها وحدّد سطوعها بدقة.
اكتشف أن سحابة ماجلان عناقيد كثيفة من النجوم، مثلما أثبت غاليلو أن درب التبانة كذلك قبل قرنين وربع.
استلهمت جريدة «نيويورك صن» New York Sun من أبحاثه في مستعمرة رأس الرجاء الصالح سلسلة من المقالات الخيالية المخادعة حول رصد كائنات حيّة على سطح القمر. وعند عودته إلى إنكلترا عام 1838 منحته الملكة فيكتوريا في أثناء حفل تتويجها لقب البارونيت، وهي رتبة شرف أدنى من البارون وأعلى من الفارس.
كان جون مولعاً بتقنية التصوير الضوئي، وكان من أوائل من حاول استخدامها في علم الفلك. ووضع أسس استخدام هيبوسلفيت (تحت كبريتيت) الصوديوم لإذابة نترات الفضة، وكان أول من طبّق استخدام الصورة السلبية والصورة الإيجابية في مجال التصوير الضوئي.
انتخب عام 1848 رئيساً للجمعية الفلكية الملكية، وفي عام 1850 تم تعيينه رئيس جمعية المخترعين. إلا أنه لم يكن سعيداً في عمله ذاك، وفي عام 1854 أصيب بانهيار عصبي، وأمضى شيخوخته بتأليف كتاب «تخوم الفلك» Outlines of Astronomy وصدرت الطبعة الأولى منه عام 1849، وبعد وفاته بوقت قصير تم إصدار الطبعة الثانية عشرة منه، ولاقت نجاحاً كبيراً. وقد عمل أيضاً في مجال العلوم الثقافية وترجم جزءاً من الإلياذة.
تم دفنه في كنيسة وستمنستر (مقبرة العظماء) قرب قبر نيوتن.
كارولين هرشل |
كارولين هرشل (1750 ـ 1848)
ولدت كارولين هرشل Caroline Herschel في هانوڤر- ألمانيا، وتوفيت فيها.
انضمت إلى أخيها وليم هرشل في إنكلترا عام 1772، عندما كان عازف أرغن وكانت تتدرب لتصبح مغنية. نجح كلاهما في مجال الموسيقى إلا أنهما تخليا عن مهنتيهما في الموسيقى من أجل إشباع اهتمامهما بعلم الفلك، لم تتزوج كارولين قط وانغمست تماماً في مساعدة أخيها بمهنته.
وفي أوقات فراغها القليلة كانت ترصد السماء بمنظار فلكي صغير صنعه لها أخوها. وقد حققت نجاحاً باهراً في علم الفلك وأصبحت أول عالمة فلك مشهورة، وكانت تهتم اهتماماً خاصاً باكتشاف المذنبات واكتشفت منها ثمانية.
عادت إلى هانوڤر بعد موت شقيقها لتشهد نجاح ابنه جون هرشل في علم الفلك، وتوفيت عن عمر يناهز 98 عاماً.
طالب عمران
مراجع للاستزادة: |
- JAMES MULLANEY, The Herschel Objects (Springer 1978).
- التصنيف : الرياضيات و الفلك - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الواحد والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 430 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 297
- الكل 80915540
- اليوم 10277
اخترنا لكم
التخلية (تقانة-)
التخلية (تقانة ـ) تقانة التخلية vacuum technology هي الحصول على خلاء في إناء مغلق وذلك بالتخلص من الهواء فيه، وقد بدأ الاهتمام بذلك حين تبينت ضرورة وجود الهواء لانتقال الصوت. كما جرى تفريغ الهواء من أداة على شكل نصفي كرة قابلين للفصل فصعب فصلهما بعد التخلية بسبب تأثير الضغط الجوي على النصفين من الخارج فقط. تعددت بعد ذلك تطبيقات هذه التقانة لتدخل في تأثير التخلص من مكونات الجو الغازية والغازات على التفاعلات الفيزيائية أو الكيمياوية مثل الامتزاز أو الأكسدة. ودخلت هذه التقانة الصناعة لأول مرة قرابة عام 1900 في تصنيع المصابيح الضوئية الكهربائية لإطالة عمرها ومنع احتراقها، تبع ذلك استعمالها للعزل الحراري عند صناعة الأوعية الحافظة للحرارة vacuum flask لحفظ السوائل في درجة حرارة ثابتة. حيث يخلى فيه الحيّز بين طبقتين زجاجيتين من الهواء، لمنع انتقال الحرارة[ر] بالحمل بين الطبقتين. كما صنعت الصمامات الإلكترونية (الأنبوب الالكتروني) المُخْلاة حتى تمنع إعاقة حركة الإلكترونات عند انتقالها بين المصعد والمهبط والذي يعد أنبوب التلفاز نموذجاً مكبراً لها. وقد أخذت هذه التقانة دفعاً قوياً مع بداية خمسينات القرن العشرين عندما استخدمت في المسرعات والطاقة النووية، وكذلك عند استعمالها للإقلال من التلوث في الصناعات الإلكترونية الدقيقة. ودخلت أخيراً صناعة الفضاء وتقليد ما يحدث فيه. استفادت هذه التقانة، كأي تقانة أخرى، من التأثير المتبادل بين التطورات العلمية وأدوات التقانة سواء من حيث تحسين المُخْليات (مضخات التخلية) وتنوعها أو من حيث مقاييس الخلاء والأجهزة المستعملة للقياس. كما استحدثت وحدات خاصة للتعبير عن جودة الخلاء أهمها التور Torr الذي يساوي الضغط الناتج عن عمود من الزئبق ارتفاعه 1mm مشتقة من التعبير عن الضغط الجوي النظامي بارتفاع عمود من الزئبق قدره 760mm، وما تزال هذه الوحدة مستخدمة مع اعتماد الباسكال، منذ عام 1971 في الجملة الدولية مكانه والذي يساوي 7.5×10-3 torr. المُخليات (مضخات التخلية) تعد المضخة الزيتية الدوارة rotary pump أكثر المضخات استعمالاً في هذه التقانة، لكنها لا يمكن أن تؤدي إلى خلاء أفضل من 5×10-3 torr. وهي تتألف من أسطوانة تدور حول محور غير محورها بحيث يدفع الغاز الداخل من فتحة أولى ليخرج من فتحة ثانية في أثناء دوران نقطة التماس على السطح الداخلي لأسطوانة ثانية (الشكل-1)، تدعم كل فتحة عادة بصمام وحيد الاتجاه. تصنع المضخات عادة بحجوم وسعات مختلفة وتناقص سرعة إنجاز التخلية عموماً كلما اقتربنا من الحدود الدنيا، وقد تستعمل مضخات ذات مكبس مشابهة للمضخة اليدوية البسيطة. وتستعمل هذه المضخات في صناعة تغليف الأغذية وفي المثفلات وفي المختبرات العلمية كمُخلّية أولية. تأتي المضخة الإنتثارية diffusion pump في الدرجة الثانية من حيث الاستعمال وهي تحتاج في عملها لمضخة دوارة. فهي تعمل على مبدأ انجرار الذرات مع ذرات حارة متوجهة من أعلى المضخة لتتكاثف في أسفلها (الشكل-2) وتعمل هذه المخليات بكفاية ما بين 10-3torr و10-9torr. وهذه أيضاً تصنع بسعات مختلفة. المضخة التوربينية turbo pump وتعتمد للحصول على خلاءٍ كافٍ اختلاف الضغط وانخفاضه عند مركز دوامة هوائية. ويمكن لهذه المضخة أن تعمل بدءاً من الضغط الجوي حتى خلاء يقابل قرابة 10-7torr، وهي لا تحتاج إلى مضخة دوارة للقيام بالتخلية، كما أنها أنظف من المضخة الانتثارية فهي لا تستعمل زيتاً يعد بخاره ملوِثاً. المضخة الادمصاصية sorption pump وتعتمد قدرة امتصاص سطوح بعض المواد للغازات، لذلك فهي تتعلق بكمية المادة الفعالة وإمكانية الاستفادة المتكررة منها، إذ يمكن طرد الغاز المدمص في السطح بالتسخين ومن ثم يمكن استخدام المادة مرة بعد مرة. وتتميز بعدم وجود أجزاء متحركة فيها وبأنه يمكن استعمالها على التتابع لتصل إلى خلاء ما بين 10-2torr و10-3torr. مضخة التبريد المفرط cryo pump (الشكل -3) تستفيد هذه المضخة من كون أحد سطوحها في درجة حرارة منخفضة جداً بحيث يتكاثف الغاز عليه ويسيل فيمكن إخراجه من الحيز المُخلّى. وتعمل بصورة جيدة في المجال الواقع بين 10-3torr و10-10torr وتستعمل عادة غاز الهليوم لتبريد السطح حتى درجة حرارة تقارب 15k، لكن يمكن أن تستعمل الهليوم المائع أحياناً في الدرجة 4.2k وقد تضاف مصائد باردة إلى أنظمة الضخ الأخرى تعمل وفق المبدأ نفسه. مضخة التصعيد sublimation pump تعمل في المجال بين 10-3torr و10-11torr وتستعمل التيتانيوم في عملية التصعيد وهو يتفاعل مع الغازات الفعالة كيمياوياً من دون الغازات الخاملة. مقاييس الخلاء vacuum gauges تطورت هذه المقاييس في تعقيدها مع تحسن إمكان الحصول على خلاء عالٍ. ويعد مقياس ماك لويد Mcleod أول المقاييس التي تعتمد على ضغط الغاز المأخوذ من الحجرة المراد قياس الخلاء فيها ثم قياسه واستخلاصه اعتماداً على قانون الغازات العام، لذلك يسمى بالمقياس المطلق، وهو يستخدم لمعايرة المقاييس الأخرى. ومن المقاييس غير المباشرة هناك المقاييس المعتمدة على الناقلية الحرارية للغاز المتبقي مما يجعل درجة حرارة سلك مسخن تثبت عند درجة حرارة معينة. وبقياس درجة حرارة هذا السلك بوساطة مزدوجة كهرحرارية يمكن حساب ضغط الغاز. وقد تستنتج درجة حرارة السلك اعتماداً على تغير مقاومته ويدعى مقياس بيراني Pirani وتغطي مثل هذه المقاييس المجال بين 100torr و10-4torr. أما النوع الثاني من المقاييس غير المباشرة والتي تحتاج إلى معايرة عادة، المقاييس التي تعتمد على تأين (تشرد) الغاز المتبقي نتيجة تصادم الإلكترونات بذرات الغاز ولابد لهذه الإلكترونات من أن تسرع كي تستطيع التأيين، كما يعتمد احتمال تصادمها على طول المسار الحر، لذلك يوضع مغناطيس لهذا الغرض فيجعل مسار الإلكترونات حلزونياً عوضاً عن أن يكون مستقيماً. يدعى هذا المقياس مقياس Penning ويمكن أن يقيس خلاء يصل إلى 10-7torr. يستعمل المقياس السابق الإلكترونات الموجودة بصورة طبيعية في أي غاز فيحتاج الحصول على تيارات مناسبة إلى كمون تسريع يصل إلى 2kv لكن يوجد نوع آخر من المقاييس يعتمد على الإلكترونات الصادرة عن سلك مسخن وهذه تكمن عادة، إضافة إلى ما هو موجود بصورة طبيعية وتفوقها، لذلك يمكن الوصول إلى تيارات أيونية مناسبة بسهولة أكبر وهي تعمل في عدة مجالات من الخلاء اعتماداً على ذلك، فيمكن أن يكون المجال مثلاً ما بين 10-2torr و10-7torr كما يمكن التحكم بهندسة السلك والمجمع لتصبح قادرة على قياس خلاء يصل إلى 10-11torrكما في مقياس بيرد ـ ألبرت Bayard-Albert. تطبيقات تقانة الخلاء مكَّن الحصول على خلاء عال في الفيزياء والكيمياء من دراسة ظواهر جديدة لم تكن لتظهر لولا وجود الخلاء، مثل قياس طاقة الامتزاز على السطوح وترابطها معها، كما أن تطوير المجهر الإلكتروني اعتمد على جودة الخلاء من خلال إمكانية تسريع الإلكترونات لتصل إلى طاقات عالية، إذ يعتمد الوصول إلى طاقات عالية على عدم تصادم الإلكترون المسرع ولمسافة طويلة مع ذرات أو جسيمات أخرى، وهذا يتحقق في الخلاء العالي. ففي حين يحتوي السنتمتر المكعب من الهواء تحت الضغط الجوي النظامي وفي درجة الحرارة العادية قرابة 2 × 1910 جُزيئة، فإن هذا العدد سينخفض بمقدار مليون مرة أو أكثر حسب جودة الخلاء، ومن ثم فإن احتمال التصادم سيقل بهذا القدر. وما ينطبق على الإلكترونات ينطبق على الذرات المبخّرة في عملية التغشية (التلبيس) تحت الخلاء التي تستعمل في تغشية العدسات والعناصر الضوئية المختلفة. وتأتي صناعة التغشية بعد صناعة الصمامات والمصابيح من حيث الأهمية التجارية. ويستخدم المبدأ نفسه للإقلال من ضياع حزم الجسيمات في المسرعات الضخمة المستعملة في الفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات التي تقلد ما يحدث داخل النجوم سواء من حيث تطورها أو من حيث طاقة أشعتها التي تصلنا إلى الأرض كاشفة لنا ماهية مصدرها وما تعانيه خلال سيرها حتى تصل الأرض. ولم يستطع الإنسان الوصول إلى خلاء يقارب الخلاء بين النجوم إلا حديثاً. فأمكنه تفسير بعض الظواهر الفيزيائية الفلكية. وتستعمل التخلية عند الضخ على سائل ما لتبريد هذا السائل. إن بخار السائل هو جسيمات ذات طاقة عالية بالمقارنة مع جسيمات السائل نفسه وهي القادرة على ترك السائل لهذا السبب، لذلك عندما نخلي هذه الجسيمات فوق السائل فكأننا نخلصه من جزء الجسيمات الحارة فيبرد. وقد يستمر التبريد حتى يبدأ السائل بالتجمد، وتحدث هذه عند قيم محددة لدرجة الحرارة والضغط لذلك تستخدم عادة في المعايرة. ويكاد لا يخلو مختبر من مختبرات الفيزياء أو الكيمياء من مضخة تخلية. أما في صناعة الإلكترونيات فهي تخدم غرضاً مزدوجاً يتمثل بنظافة الجو الذي تجري فيه الصناعة والتحكم في مكونات هذا الجو لإحداث تفاعلات كيمياوية محددة على سطوح الركازة التي تتوضع عليها العناصر الإلكترونية من ترانزيستورات [ر. أنصاف النواقل] ودارات مدمجة، خاصة عندما وصلت هذه الصناعة إلى مستوى من الدقة بحيث تؤثر في عمل الدارة وجود جسيمات من أبعاد تقل كثيراً عن المكرومتر. وينطبق مثل هذا على أفران التعدين والصلب وتدخل مسألة التخلص من الجراثيم والهواء بصورة مباشرة في الزراعة عن طريق حفظ الأغذية تحت الخلاء، كما دخلت التخلية مجال التحكم الآلي في رفع الأشياء بلطف، كما استعملت في المكانس الكهربائية اللطيفة. فوزي عوض الموضوعات ذات الصلة: انتقال الحرارة ـ التبريد ـ التبريد المفرط (علم ـ). مراجع للاستزادة: - G.K.WHITE, Experimental Techniques in Low-Temperature Physics (Oxford Press 1968).
منظمات النمو النباتي
منظمات النمو النباتي منظمات النمو النباتي plant growth regulators أو الهرمونات النباتيـة phytohormones هي مركبات عضوية طبيعية تنتجها النباتات، وتؤثر في عملياتها الاستقلابية والكيمياوية، وفي أنشطتها الفيزيولوجية والمظاهر المختلفة لنموها. تتميز هذه المنظمات بأنها غير نوعية non-specific التأثير، إذ يُمكن لكل منها أن يتحكم بصفات عدة، فمثلاً يؤثر الأوكسين auxin في تكوين الجذور ونموها، وسقوط الأوراق والثمار ونمو الثمار اللابذرية والسيادة القمية في الأشجار المثمرة، كما تؤثر في أجزاء بعيدة من نقاط تكوينها وبتراكيز ضعيفة جداً، وتصير مثبطة للنمو حينما تستعمل بتراكيز مرتفعة.