لكسندر فون همبولت  A.von Humboldt باحث بروسي متعدد الاهتمامات، عمل في مجال العلوم الطبيعية وفي الجغرافيا والبيولوجيا النباتية. ولد في برلين، وهو الأخ الأصغر للفيلسوف وعالم اللغات ويلهيلم فون همبولت W.von Humboldt. كانت أعماله حول جغرافية النباتات أساساً لما يعرف اليوم بالجغرافية الحيوية biogeography،

"/>
همبولت (الكسندر فون)
Humboldt (Alexander von-) - Humboldt (Alexander von-)

همبولت (ألكسندر فون ـ)

همبولت (ألكسندر فون ـ)

(1769 ـ 1859)

 

ألكسندر فون همبولت  A.von Humboldt باحث بروسي متعدد الاهتمامات، عمل في مجال العلوم الطبيعية وفي الجغرافيا والبيولوجيا النباتية. ولد في برلين، وهو الأخ الأصغر للفيلسوف وعالم اللغات ويلهيلم فون همبولت W.von Humboldt. كانت أعماله حول جغرافية النباتات أساساً لما يعرف اليوم بالجغرافية الحيوية biogeography، وكان أول من اقترح أن ساحلَيْ المحيط الأطلسي كانا ملتصقين؛ ولاسيما أمريكا الجنوبية وإفريقيا. عمل همبولت مع كثير من العلماء، منهم الكيميائيون غي لوساك[ر] Gay-Lussac وفون ليبيغ von Liebig وأغاسي Agassiz. وفي أواخر حياته ربط عدة علوم بعضها ببعض في عمله Kosmos المؤلف من خمسة أجزاء.

حياته وإنجازاته

كانت هوايته منذ صغره جمع النباتات والأصداف والحشرات، حتى لقبه أصحابه في صغره بالصيدلي الصغير. تُوفِّي والده فجأة، فأشرفت أمه على تعليمه، وتخرج عام 1789 في جامعة غوتنغن Göttingen، بعدها ظهر نشاطه العلمي.

أولع بالسفر في غوتنغن من خلال صداقته مع جورج فورستر G.Forster. درس الاقتصاد واللغات الأجنبية والجيولوجيا والتشريح والفلك، وقام بأبحاث عن نباتات مناجم فرايبرغ وحول التنبه العضلي.

قام عام 1795 بجولة جيولوجية نباتية في أنحاء سويسرا وإيطاليا. وفي عام 1799 أبحر برفقة عالم النبات الفرنسي بون بلان Aimé Bonpland إلى فنزويلا، فدرسا مناطق مختلفة غير مأهولة، وحصلا من أنهارها على عينات من الحنكليس الكهربائي electric eel، وأصيبا في أثناء ذلك بصدمات كهربائية شديدة، وتحققا من وجود علاقة بين النظم البيئية المائية لنهري أورينوكو والأمازون في أمريكا الجنوبية.

توجه الباحثان بعد ذلك إلى كوبا، ثم نحو كويتو Quito في الإكوادور، وصعد هو وفريقه جَبَلَي بيشينشا Pichincha وشيمبورازو Chimborazo، ووصلا إلى ارتفاع 6750 متراً، وكان ذلك رقماً قياسياً في ذلك الوقت، وانتهت تلك الرحلة بمنابع الأمازون. ولاحظ همبولت - في أثناء هذه الرحلة - مرورَ كوكب عطارد Mercury في 9 تشرين ثاني/نوفمبر، ودرس خصائص التسميد ببراز الطيور (الـ guano)، فكان أول من أدخل ذلك إلى أوربا. وقد دفعته عاصفة بحرية عاتية إلى المكسيك حيث مكث مدة عام، أتبعها بزيارة قصيرة للولايات المتحدة الأمريكية، وعاد إلى أوربا عام 1804.

أرست رحلة همبولت إلى أمريكا اللاتينية أسس علم الجغرافيا الفيزيائية وعلم المناخ meteorology. والواقع أنه - برسمه عام 1817 خطوطَ التساوي الحراري isothermal lines - اقترح فكرة مقارنة الأحوال المناخية للبلدان المختلفة. فقد بحث أولاً معدل تناقص وسطَي درجة الحرارة بازدياد الارتفاع عن سطح البحر، وتساءل عن أصل العواصف الاستوائية. وكانت مقالته عن جغرافية النباتات تعتمد على فكرة جديدة حينذاك؛ هي دراسة توزع الكائنات الحية بتأثير الظروف الفيزيائية.

اكتشف همبولت تناقص شدة مغنطيسية الأرض من القطبين باتجاه خط الاستواء، وعرض ذلك في مؤتمر عقد في معهد باريس Institute de Paris  عام 1804. كما قدم بحوثاً في الجيولوجيا عن براكين العالم الجديد، وبَيَّنَ أنها تتوزع في سلسلة، ربما تطابق الشقوق  تحت سطح الأرض، كما بَيَّنَ أصل الصخور النارية igneous rocks.

استقر همبولت عام 1808 في باريس لجمع أعماله، الأمر الذي استغرق 21 عاماً. وقام عام 1829 مع زميليه غوستاف روز G.Rose وإهرينبرغ C.G.Ehrenberg بالسفر عبر الامبرطورية الروسية مدة 25 أسبوعاً على نفقة الحكومة الروسية؛ إلا أن الرحلة كانت سريعة جداً لذا لم تكن ذات فائدة تذكر. لكن من أهم نتائجها تصحيح الارتفاع الكبير (المبالغ به حينذاك) لسطح آسيا الوسطى واكتشافه الماس في غُسالة صخور الأورال.

جمع همبولت وبونبلان ووصفا - في أثناء جولاتهما - أكثر من 4500 نوع نباتي وحيواني سُمِّيَ بعضُها باسمه. وتقديراً لأعماله سميت باسمه أيضاً بعض المواقع الجغرافية مثل خليج همبولت في كاليفورنيا الشمالية ونهر همبولت وغيرها. وتخليداً لذكراه سميت بعض المؤسسات باسمه، مثل معهد همبولت للطب الاستوائي في البيرو، وجامعة همبولت الحكومية في كاليفورنيا، وعدد من المدراس في ألمانيا، بما في ذلك جامعة همبولت الشهيرة في ألمانيا.

حاز همبولت شهرة محلية وعالمية دفعت جهات وأكاديميات متعددة لإدخاله في عضويتها، ومُنِحَ وسام الشرف تقديراً لأعماله القيمة. وفي عام 1810 رفض منصبَ وزيرٍ للأشغال العامة في بروسيا، واستقبله ملك بروسيا لتقديمه إلى مؤتمر آخن Aachen. وفي خريف 1822 رافق الملك نفسه إلى مؤتمر فيرونا Verona، ومن ثم - مع المجموعة الملكية - إلى روما ونابولي، وعاد إلى باريس في ربيع 1823.

عدّ همبولت باريس بيته الحقيقي. لكنه تلقى حينذاك من ملك بروسيا أمر تعيينه عضواً في بلاطه. وفي عام 1827 استقر في عاصمة بروسيا حيث توجه اهتمامه لدراسة المغنطيسية الأرضية، وكان اهتمامه منصباً نحو طبيعة ما سماه «العواصف المغنطيسية» وقوانينها، وذلك من خلال مراقبة آنِيَّة في نقاط متباعدة على الأرض. وفي عام 1829 أسَّس - بمساعدة حكومة بروسيا - سلسلة من المحطات المغناطيسية والمناخية عبر شمال آسيا.

عُيِّن همبولت - فيما بين عامي 1830 - 1848 - عدة مرات في بعثات دبلوماسية لبلاط الملك لويس فيليب L.Philippe الذي كان مقرباً منه كثيراً. ثم ازدادت حظوته في بلاط الملك فريدريك ويليام الرابع الذي تولى العرش في حزيران/يونيو.

أصيب همبولت عام 1857 بنوبة قلبية خفيفة شفي منها؛ إلا أن صحته تراجعت في عامي 1858- 1859 وتُوفِّي في برلين عن عمر 90 سنة.

حياته الشخصية

لايعرف عن حياته الشخصية إلا القليل. لم يتزوج أبداً، ويعتقد أنه كان يميل نحو أبناء جنسه. وكانت علاقاته مع عائلة أخيه وثيقة. ونزل قبل وفاته عن كل ما يملك إلى خادمه الوفي Seifert الذي قام برعايته في آخر حياته.

حسن حلمي خاروف

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الجيولوجيا ـ النبات (علم ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

- H. BECK, Alexander von Humboldt, 2 vols. (Wiesbaden, 1959- 1961). 

- MINGUET, Alexandre de Humboldt, historien géographe de l’Amérique espagnole, 1799-1804 (Maspëro 1969).


- التصنيف : الكيمياء و الفيزياء - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الواحد والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 514 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة