آخر الأخبار
غادي (أسرة-)
غادي (اسره)
Gaddi Family - Famille Gaddi
غادي (أسرة ـ)
أسرة غادي LesGaddi أسرة فنيّة فلورنسيّة مشهورة. كان غادو غادي GaddoGaddi الأب المولود عام 1260، والمتوفى عام 1333 مصوّراً وفسيفسائياً. وقد ربط الناقد فازاري Vasari بينه وبين تشيمابو Cimabue وجيوتو Giotto، ونسب إليه مع نقاد آخرين أعمال الفسيفساء في قبة فلورنسا «تتويج العذراء»، وفي بيت العماد Baptistère «مذبحة الأبرياء، والعشاء الأخير، واعتقال يسوع، ورقصة سالومي، وشفاء المقعد». وقد رأى فيه لونغي R.Longhi «روحاً عملاقة، ثائرة ومضطربة، يخالطها طابع باروكي».
أما ابنه تاديو غادي TaddeoGaddi المولود عام 1300 والمتوفى عام 1366 فكان تلميذاً مفضلاً لدى جيوتو وابنه بالمعمودية. اشتغل معه أربعاً وعشرين سنة، وحل محله بعد وفاته على الرغم من افتقاره إلى نظرة أستاذه الجمالية الشاملة والعميقة، واستمرت قيادته للتصوير الفلورنسي ثلاثة عقود.
توزعت أعماله على اللوحات الصغيرة والتصاوير الجداريّة والسقفيّة التي تمثل مشاهد من حياة العذراء والسيد المسيح، وهي في كنيسة بارونتشيلي Baroncelli في سانتا كروتشه Santa Croce بفلورنسا، وفي سان فرانشيسكو SanFrancesco وبيزا Pisa ونابولي Naples وبرلين Berlin وأماكن أخرى.
تادو غادي: "العذراء والطفل والقديسيين" |
عُدَّ تادو غادي أفضل مصور فلورنسي، تبنى أسلوب معلمه جيوتو، وقد ذاع صيته، وزينت لوحاته كثيراً من الكنائس، وكان معظمها يتعلق بموضوع حياة العذراء، وقد قدمته هذه الأعمال فناناً متمكَّناً، ومعّلماً خبيراً، ومنها لوحةٌ ثلاثيةٌ تمثل تتويج العذراء مع الطفل ومجموعة من القديسين.
في عام 1332ـ وربما في بدايات عام 1328ـ بدأ تاديو غادي العمل مع جيوتو في تنفيذ مجموعة من اللوحات الجدارية التزيينيّة في كنيسة سانتا كروتشه في فلورنسا. أما أعماله الأخرى التي تناولت مشاهد من حياة العذراء والسيد المسيح، فقد اكتملت عام 1338، وفيها تبدت نزعته الواضحة في التأكيد على التفاصيل الدقيقة، والاهتمام بالتعبير المأسوي العميق للوجوه وحركة الأطراف والأجساد، وكان في غالبية أعماله يحرص على التكوين المتماسك والمدروس، وعلى الالتزام الدقيق بالتفصيلات السردية المستوحاة من العهد الجديد (الأناجيل)، ومعالجتها بإحساس عميق لما ذكرته من المأساة التي تعرض لها السيد المسيح والسيدة العذراء، بدءاً من ألوان التعذيب المختلفة، وانتهاءً بواقعة الصلب التي كانت الموضوع الأبرز في أعمال تاديو غادي وفي أعمال كل الفنانين الذين تناولوا الموضوع ذاته، سواءٌ في عصره أم فيما بعده.
أما أنيولو غاديو AgnoloGaddi فقد ولد في فلورنسا عام 1350، وتوفي فيها في 16 تشرين الأول من عام 1396، وهو تلميذ لأبيه غاديو ولجيوفاني دي ميلانو GiovannidiMilano، وكان في الوقت ذاته من أتباع الفنان الكبير والمعلم جيوتو. تنوعت أعماله الفنيّة، وتأرجحت في قيمتها التشكيليّة والتعبيريّة بين عمل وآخر. وعلى الرغم من أنه حقق في أعماله التكوين الجيد، والبناء التشكيلي المتوازن والمنسجم مع الموضوعات الدينية ووفق الأصول الأكاديميّة السائدة في عصره، افتقرت أعماله عموماً إلى الخيال.
أنبولو غادي: "انتصار الصليب" |
عمل أنيولو مع أخيه جيوفاني في الفاتيكان حيث نفذا جدارية fresque كبيرة للبابا أوربان الخامسUrbanV. وله أعمال كثيرة في سانتا كروتشه بفلورنسا ولوحة تحمل عنوان «حياة العذراء» في كاتدرائية براتو Prato وأربع لوحات في صالة الفن العالمي الحديث بواشنطن. كان أنيولو غادي آخر المصورين الفلورنسيين المهمين المتحدرين من التقاليد الفنيّة التي رسخها المعلم جوتو. في عام 1369 عُين أنيولو مساعداً لدى أخيه جيوفاني في روما، وساعده على تنفيذ أعمال فنية عدة في الفاتيكان. وفي عام 1380حقق حلمه الكبير، بتنفيذ مجموعة أعمال جداريّة مهمة موجودة في غرفة المرتلين في كنيسة سانتا كروتشه بفلورنسا، تناول فيها موضوع سيرة الصليب بأسلوب جديد، خرج فيه على تعليمات أستاذه جوتو سواء على صعيد بناء «التكوين» وتوضع الأشخاص، والعلاقة بين العناصر، وحتى الدرجات اللونيّة، فقد أولى أنيولو اهتماماً كبيراً لِوحدة العناصر البصريّة المشكلة للموضوع، خارجاً بذلك على الطريقة التي اتبعها جوتو في تنفيذ أعماله، ونقلها إلى تلاميذه، والتي أولى فيها جل اهتمامه للشخوص في اللوحة، على حساب بقية العناصر التشكيلية الأخرى. وبهذا التحول في الأسلوب؛ يكون أنيولو قد اختط اتجاهاً فنياً عالمياً، يتماشى والطراز «القوطي» Gothicstyle.
بين عام 1383 و1386 قام أنيولو بتصميم ميداليات كبيرة، صوّر فيها مزايا لودجيا دي لانتسي LoggiadeiLanzai في فلورنسا. وبين عامي 1387 و1395 برز اسمه واحداً من الخبراء الذين قاموا بتذهيب تماثيل واجهة مبنى كاتدرائية فلورنسا. وبين عامي 1394 و1396 نفذ مجموعة من اللوحات تتعلق بموضوع حياة السيدة العذراء في كاتدرائية براتو Prato، وبوفاته عام 1396، ترك أنيولو غادي عملاً فنياً غير منته في سان مينياتوSanMiniato خارج فلورنسا.
محمود شاهين
الموضوعات ذات الصلة: |
الفسيفساء.
مراجع للاستزادة: |
- H.W. JANSON, History of Art (Abrams Inc. New York , 1995).
- H. OSBORNE, The Oxford Companion to Art (Oxford University Press, New York 1970).
- التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الثالث عشر، طبعة 2005، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 694 مشاركة :
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 5577
- الكل 97234765
- اليوم 97745
اخترنا لكم
إيكنز (توماس-)
إيكنز (توماس ـ) (1844 ـ 1916) توماس إيكنز Thomas Eakins مصور أمريكي ولد وتوفي في فيلادلفية. درس في أكاديمية بنسلفانية للفنون الجميلة، وتابع دروس التشريح في معهد جيفرسن الطبي. رحل عام 1866 إلى فرنسة ودخل محترف جيروم Gerôme في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، حيث انكب على مزاولة الرسم والتصوير بأصولهما الأكاديمية لمدة ثلاث سنوات. ثم انتقل إلى اسبانية، وأقام فيها عاماً واحداً (1869-1870)، تعرّف إبانها أعمال فيلاسكيز[ر] Velazquez، وريبيرا[ر] Ribera، كما كوّن مفهومه الخاص عن الواقعية. وبعد عودته إلى فيلادلفية (1870)، التي أقام فيها حتى وفاته، وقف فنه على التعبير عن واقع الطبقة المتوسطة في الصور الشخصية، والمشاهد المنزلية أو مشاهد الهواء الطلق «ماكس سميث يمارس التجذيف» (1871، متحف متروبوليتان). وعُيِّن في العام 1882 أستاذاً في أكاديمية بنسلفانية للفنون الجميلة ثم مديراً لها. نظر إيكنز إلى فن التصوير على أنه وثيقة علمية قريبة من الرياضيات التي أحبها، والتصوير الضوئي الذي زاوله كثيراً (دراسات لرجال عراة في الطبيعة من أوضاع ساكنة ومتحركة). وقد تكون لوحته «عيادة الدكتور غروس»، وتصور الدكتور غروس يجري عملية جراحية أمام طلابه (1875، فيلاديفية، معهد جيفرسن الطبي)، شهادة على مشكلة العلم في صراعه مع المرض والموت. أما المشاهد في الهواء الطلق التي صورها إيكنز بدقة فائقة وألوان مضيئة فإنها مخصصة غالباً لمسابقات التجذيف النهرية «سباق الأخوة بيغلن» (واشنطن، المتحف الوطني)، وللسباحة والسابحين العراة «حوض السباحة» (1883، فورت وورث، تكساس، متحف المركز الفني). كما أظهر اهتماماً بالملاكمة، وجو الحلبة «بين جولتين» (1899، فيلادلفية، متحف الفن)، وبالأوضاع الاجتماعية للمواطنين السود «المطاردة» (نيوهافن، متحف الفن في جامعة ييل). تؤلف مجموعة الصور الشخصية التي أنجزها إيكنز جزءاً مهماً من إنتاجه، وتؤهلها واقعيتها ودقة تنفيذها لتحسب في مصاف صور كوربيه[ر] Courbet رائد الواقعية الفرنسية في القرن التاسع عشر. وتمثل إحدى أهم هذه اللوحات صورة لصديقه الشاعر «والت وايتمان» (1887، فيلادلفية، أكاديمية بنسلفانية للفنون الجميلة). يعد إيكنز، مع هومر[ر] Homer، الممثلين الرئيسيين للواقعية في الولايات المتحدة، وقد استرعى انتباه فناني نزعة «الفن الشعبي»[ر] Pop-Art في الستينات. وتحفظ أغلب أعماله في متحف الفن في فيلادلفية، وفي متحف المتروبوليتان، ومتحف كوركوران في واشنطن، ومتحف بروكلن في نيويورك، ومتحف مركز الفن في فورت وورث (تكساس). عمل إيكنز مستقلاً عن الحركات الفنية المعاصرة في أوربة، وظل متعصباً لواقعيته، معبراً في لوحاته عن انفعاله المستمر تجاه الناس من حوله وشغفه بمعجزة النور في الطبيعة. محمود حماد مراجع للاستزادة: - L.GOODRICH, Thomas Eakins, His Life and Work (New York 1933). - M.FRIED, Realisme, Writing, Disfiguration on T.Eakins and S. Crane (Chicago 1987).
حبيش الأعسم
حُبيش الأعسم حُبيش بن الحسن الدمشقي نسبة إلى دمشق مسقط رأسه ولقب بالأعسم ليبس في ساعده. لم تذكر المراجع عام ولادته وعام وفاته، ولكن من المعروف أنه كان حياً في العقد الثالث حتى العقد الأخير من القرن الثالث الهجري، إذ كان في خدمة المتوكل العباسي الذي تولى الخلافة سنة 232هـ /847م، واستمر في خدمة الخلفاء العباسيين من بعده إلى عهد المقتدر الذي تولى الخلافة سنة 295هـ /908م.